الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قبل الاعتراض على منح الجائزة للسيد راشد الغنوشي

على المحلاوى

2014 / 10 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


قبل الاعتراض على منح الجائزة للسيد راشد الغنوشي
تابعت الجدل المثار حاليا حول موضوع طرحة موقع الحوار المتمدن ، وهو منح جائزة مؤسسة ابن رشد للفكر الحر لعام 2014 لأحد اكبر رموز الإسلام السياسي - راشد الغنوشي ، وتابعت تقريبا جميع ما كتب من أراء حول هذا الموضوع ، وأود طرح بعض الاسئلة للرافضين لهذا الأمر ، على أن أطرح وجه نظري في النهاية

(1) ـ بالنظر لما أل اليه الربيع العربي في الدول العربية ، ألستم معي أن تونس الأن تعيش أفضل حالات الربيع العربي مقارنة بمصر وسوريا واليمن وليبيا ، وهذا يعود الى مجموعة متشابكة من العوامل ومن ضمنها مرونة وحكمة حركة النهضة التونسية ، ويكفى أن تنظر الى بلد واحد (مصر) وما وقع فيها من أخطاء من جميع الفصائل السياسية بلا استثناء وعلى رأسهم جماعة الإخوان المسلمين ، ومحاولتها أن تكون هي اللاعب الرئيسي في العملية السياسية بدلا من أن تكون شريك فيها ولاعبا من ضمن اللاعبين ، وأدى هذا في النهاية ونتيجة عجز الأخرين الى دعوتهم للجيش ، فما كان منة إلا ان تصدر هو المشهد السياسي وأطاح بالأخرين ، ولكم أن تتابعوا الأخبار القادمة من الدولتين لتعرفوا الفرق ، ففي بلادي أتابع أخبار المظاهرات ودخول الجيش للجامعات و التفجيرات في سيناء والمظاهرات في الشوارع والانقسام المجتمعي العنيف والحاد والذى أجزم أن مصر لم تعرفة من قبل ، وأنظر الى تونس أجد أن العملية السياسية هناك تجرى في طريقها المرسوم وهذا أمر يدعوا للفخر والإعجاب ، و يعود السبب فيه من ضمن أسباب أخرى لتراجع حركة النهضة عن بعض مرتكزاتها ومرونتها وحنكتها في أدارة العملية السياسية ببراعة تحسب لها لا عليها ، فهي تجنبت مرض الاستفراد بالحكم ، و اتخذت مواقف متشددة من الجماعات التكفيرية ، والسيد راشد الغنوشي استطاع عبر تأثيره الفكري إقناع حزبه بالموافقة على مسودة الدستور التونسي الجديد الضامن للحريات الأساسية للمواطنين، والدعوة للانفتاح والتسامح بين الأديان ، وضمان حرية المواطنين بممارسة شعائرهم الدينية

(2) ــ ذهب بعض الرافضين للقول برد الحوار المتمدن للجائزة ، ألستم معي أن هذا يعد خسارة لكم مرتين ، مرة لخسارة الموقع قيمة الجائزة المادية والمعنوية ، ومرة أخرى بكسب تيار الإسلام السياسي لمكسبها المادي والمعنوي ، وإظهار الموقع بمظهر الرافض للأخر

(3) ـــ أما قول البعض (لجنة التقييم للجائزة لم تعد موثوقا بحيادتها او ضعف مخزون أعضائها الفكري) أن (مانحيها لا يميزون بين النور والظلام ) (وأن جائزة نوبلNobel, و ابن رشــد, , أو العديد من الجوائز التي توزعها المؤسسات المالية والرأسمالية المتعددة الجنسيات اليوم, أصبحت أداة أو سلاحا سياسيا واضحا, للتدخل الإعلامي أو تسليط الأضواء على شخصيات معينة.. لغاية الوصول إلى نتيجة سياسية مقصودة. " ضد " أو " مـع " في نقطة معينة من العالم( وأن (مؤسسة ابن رشد قد أصابها ما أصاب الكثير من المؤسسات الاعتبارية في الانحراف تحت تأثير المال والنفوذ والضغط لتجامل هذا أو ذاك) وذهب أخر الى أنه(منذ متى كانت توّزع الجوائز او تُعطى بنزاهة وحق واستحقاق في العالم العربي !!! انهم لم يفعلوا شيء مفيد في حياتهم فكيف سيفعلونها مع تلك الجوائز !!) أسمحوا لي ان أتساءل إن كان هذا هو رأيكم أين كنتم قبل هذا ؟ لماذا لم تعلنوا عنة قبل منح الجائزة للغنوشي ؟ وخاصة أن هذا الموقع كان في السابق يفخر بحصوله عليها فلماذا سكتم قبل هذا وتكلمتم الان؟ وهل هذا كان سيكون رأيكم لو كان قد فاز بها شخص لا ينتمى لتيار الإسلام السياسي ؟! ولماذا لم يرفض السيد الغنوشي منحة تلك الجائزة من مؤسسة ابن رشد للفكر الحر -وهي مؤسسة فكرية ذات توجهات يغلب عليها الطابع العلماني ؟ اليس هذا أمرا يحسب له ويعد نوع من التسامح والانفتاح على الأخر

(4) ـ- ألستم معي في أن ما يثار حاليا هو حجر على الأخريين في حرية ما يرونه مناسبا ليستحق الجائزة ، أليس الحوار المتمدن شيء وكيانية ابن رشد شيء اخر؟، ونحن ندعوا للحريات ولهذا يجب أن يتطابق ما ندعوا إليه مع ما نقوم به من العمل ، ونعطى الحرية للأخرين في أتخاذ ما يرونه مناسبا

(5) شاءت إرادة الله ان يكون هناك اختلاف في الفكر بين البشر ، ولقد تعجبت من السيد (ميس اومازيغ) فلقد كتب في معرض رفضة لمنح الجائزة للسيد الغنوشي فقال في تعليق له أسفل مقال له بعنوان (أعيدوا الجائزة ليربحها الموقع مرتين) ذكر الأتي (القول بوجود مسلمين معتدلين وآخرين متطرفين انما هو بدعة اريد بها ذر الرماد في العيون بحيث انه ليس في القنافد املس والمسلم قنبلة موقوتة ، يكفي ان يدرك على يد خدام المحمدية كنهها ليفجر وينفجر .لقد انتبه العقلاء الى ان القرآن ان اجتمع والسيف كان الدمار الشامل. وتكريم صاحبك بجائزة منسوبة لفكر العظيم ابن رشد مراوغة وخداع) ونسى هذا الكاتب أو تناسى أن (العظيم ابن رشد) هذا الذى يحترمه كان مسلما معتدلا ولم يكن قنبلة موقتة كما أدعى
بطرحى لهذا المعترض أحببت فقط ان أعطى لكم نموذج لبعض (وليس كل) المعترضين ، وهو لا يعبر بالضرورة عن فكر الجميع ولكن ما أحببت ان أقوله لكم أن الفكر الداعشي ليس على جانب واحد فقط من ضفة النهر فالمتطرفون موجودون في كلا الجانبين ، فاحذروا أن تحاصرنا العصبية وتعمينا عن رؤية الأخر والتمتع بما يمكن أن يكون لدية من جمال أو حكمه


(6) أما بخصوص الاعتراض على منح السيد راشد الغنوشي جائزة مؤسسة ابن رشد للفكر الحر، فإنني أرى اذا كنتم تؤمنون حقا بالحوار المتمدن والفكر الحر فليجتهد كتاب الحوار المعترضون على أفكار الغنوشي التي لا تتطابق (حسب وجه نظرهم )مع الفكر الحر و يتفقوا ويتحدوا على القيام بحملة عبر صفحات الموقع لتفنيد أفكاره وعرضها على الجمهور ، وترك القراء ليكنوا هم الحكم بينهم وبين المانحين ، وأقناع الناس بفساد فكر الغنوشي (اذا كان كذلك) وهذا الأمر أنفع ألف مرة من الضغط على مؤسسه ابن رشد لسحب الجائزة من الغنوشي ، وسوف يكون هذا في نظري أبلغ رد على المانحين للجائزة ، وهكذا يكون الحوار ، وهكذا يكون الاعتراض ، وهكذا الفكر يحارب بالفكر ، وهذا بدلا من رفض جائزة ابن رشد وإعلان ذلك وردها للجهة المسئولة عن تقييم الجوائز كموقف احتجاجي ، خاصة أن موقع الحوار كان قد قبلها وقبل قواعد وشروط منح الجائزة قبل هذا وكان المفروض رفضها في وقتها ، أما وقد قبلها سابقا فليس له حق رفضها الان ـ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاستاذ علي المحلاوي المحترم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2014 / 10 / 27 - 06:27 )
تحية طيبه
في طرحك الكثير من الوجاهه و فرص النقاش فشكرا
لكن ان تربط موضوع بمصر مع موقف اخوان الغنوشي في تونس هذا اضعف طرحك كما اعتقد
لان مصر غير تونس...ماذا لو نجح مشروع الاخوان في مصر؟ هل يتغير الغنوشي كما حصل؟
اكرر التحية


2 - أنا لم أتحدث عن الغنوشي
نيسان سمو الهوزي ( 2014 / 10 / 27 - 17:36 )
سيدي الكريم أنا لم انتقد الغنوشي بل ليس لي ثقة بالجوائز التي تمنح من قبل اللجان العربية وكلها تدخل في باب حسابات ومصالح ومقاصد ووووو الخ هذا مل قلته !!! ومع هذا جاء وقت ان يبرهن السيد الغنوشي استحقاقه للجائزة !!!! لقد فاز الحزب المنافس في الانتخابات وإذا ماقام السيد الغنوشي بتهنئة الحزب الفائز والعمل معه دون تعقيدات او معارضة وقام في العمل لصالح تونس وجمح أفكار متطرفيه كشخص مسؤول وعادل ففي حينها سيكون قد استحق الجائزة ويكون المانح على حق ويستحق الاعتذار من جميع من عارض ذلك !!! تحية طيبة


3 - أخيرا وجدنا رجلا رشيدا
عبد الله اغونان ( 2014 / 10 / 27 - 19:07 )

منهجيا أشكر الأستاذ المحترم علي المحلاوي على طرحه المتوازن بدل التنطع والتطرف

الذي لافرق فيه بين علماني ومتدين وعرقي

ابن رشد ذو وجهين
القاضي والفقيه المالكي صاحب بداية المقتصد ونهاية المجتهد والمتكلم في التوفيق بين الحكمة والشريعة
والشارح لفلسفة أرسطو
ابن رشد تجاوزه الزمن وكل شهرته لدى نخبة جامعية
من الغريب في هذا العصر أن تتمسح نخب مهمشة بسفسطة ابن رشد
الاعلان عن نتائج الانتخابات جار والنهضة التونسية في الصدارة لحد الان
فالاعتراض على راشد الغنوشي شأن التوانسة
فاز بجائزة مالية وبقرار مؤسسة مانحة فما العمل ان فاز بثقة التونسيين
كان عليكم أنتم رفض الجائزة لأن الجزيرة فازت بها قبلكم ولاشك أنها أكثر نفوذا من الغنوشي


4 - الاستاذ عبد الرضا حمد جاسم المحترم
على المحلاوى ( 2014 / 10 / 27 - 23:53 )
أولا أقدم لك سيدى خالص التحية
ثانيا أشكرك على مرورك على ما طرحته
ثالثا أما بخصوص ما طرحته حول (ربط موضوع بمصر مع موقف اخوان تونس) وأن (مصر غير تونس) فهو رأى يحترم تماما ولكن سيدى هذا موضوع مختلف عليه
فهناك من يرى أن لا فرق بين تيار الإسلام السياسي في هذه الدولة أو تلك فكلهم يحملون نفس الفكر ونفس التوجه ويربط بينهم جميعا رابط واحد ، هذا من جه ومن جه أخرى ، لا فرق عند أصحاب هذا الرأي بين فكر الإخوان والسلفيين وداعش فجميعهم ينضون تحت عباءة واحدة
وهناك من ذهب عكس ذلك
وأنا أرى أنا الاخوان في تونس قد تعلموا جيدا مما حدث في مصر ولم يكرروا نفس الخطأ وهذا لا ينفى وجود اختلاف بين أخوان مصر وإخوان تونس نتيجة عوامل كثيرة ومتداخلة جعلت (كما اعتقد) أخوان تونس أكثر انفتاحا عن الأخريين
أما قولك (ماذا لو نجح مشروع الاخوان في مصر؟ هل يتغير الغنوشي كما حصل؟)
(أعتقد) ليس الغنوشي فقط من كان سيصيبه (قدر) من التغيير بل المنطقة العربية برمتها كانت ستشهد (الكثير) من التغيير
(وهذا موضوع فيه كثير من الكلام)
شاكر مرورك مرة أخرى
خالص تحياتي


5 - الاستاذ نيسان سمو الهوزي
على المحلاوى ( 2014 / 10 / 28 - 00:48 )
تحياتي لك سيدى
وشاكر مرورك على ما كتبت
أنا لم أقل أنك انتقدت الغنوشي بل قلت (منذ متى كانت توّزع الجوائز او تُعطى بنزاهة وحق واستحقاق في العالم العربي !!! انهم لم يفعلوا شيء مفيد في حياتهم فكيف سيفعلونها مع تلك الجوائز !! كلها حسب المصالح والعلاقات والتوجهات والتقاطعات والتناحرات والتنافرات وعلى هذا الاساس تًعطى الجائزة السخيفة ... ) وبدوري أنا طرحت بعض الأسئلة وقلت (إن كان هذا هو رأيكم أين كنتم قبل هذا ؟ لماذا لم تعلنوا عنة قبل منح الجائزة للغنوشي ؟ وخاصة أن هذا الموقع كان في السابق يفخر بحصوله عليها فلماذا سكتم قبل هذا وتكلمتم الان؟ )
أنا معك وأنتظر رد فعل الغنوشي وحزبه حيال ما أسفرت عنه نتائج الانتخابات التونسية والأيام القادمة سوف تخبرنا بالكثير
أكرر التحية لك سيدى


6 - خطأ إملائي
على المحلاوى ( 2014 / 10 / 28 - 01:22 )
ورد في تعليقي بعنوان (الاستاذ عبد الرضا حمد جاسم المحترم) خطأ إملائي
حيث كتب (هذا من جه ومن جه أخرى)
والصحيح
(هذا من جهة ، ومن جهة أخرى)
وأعتذر عن هذا الخطأ

اخر الافلام

.. مراسلنا: دمار كبير في موقع عسكري تابع لفصائل مسلحة في منطقة


.. إيران تقلل من شأن الهجوم الذي تعرضت له وتتجاهل الإشارة لمسؤو




.. أصوات انفجارات في محافظة بابل العراقية وسط تقارير عن هجوم بط


.. جيش الاحتلال يعلن إصابة 4 جنود خلال اشتباكات مع مقاومين في ط




.. بيان للحشد الشعبي العراقي: انفجار بمقر للحشد في قاعدة كالسو