الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أصنام الرأسمالية حطمتها أمريكا اللاتينية

رامز صبحي

2014 / 10 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


جاءت انتخابات الرئاسة في أوروجواي لتواصل مسلسل هدم ادعاءات الرأسمالية الرامية لتشوية الشيوعية والمنتمين إليها، بدعوى أنها أنظمة ديكتاتورية شمولية لا تعترف بتداول السلطة وغيرها من أكاذيب يحرص الإعلام الرأسمالي على تردديها وترسيخها في إذهان الشعوب المتطلعة والحالمة بعالم بلا استغلال، لتأتي الانتخابات بعد أنتهاء ولاية خوسية موخيكا الشيوعي ، أو أفقر رئيس في العالم كما اتفق الإعلام الرأسمالي نفسه أن يسميه، لتهدم ذلك الادعاء، فخوسيه المنتهية ولايته يترك السلطة ليفسح الطريق لسبع مرشحين يتنافسون فيما بينهم على شغل منصب رئيس أورجواي.

وفي الحقيقة أمريكا اللاتينية كما نقول بالبلدي " عملت عقدة للرأسمالية العالمية"، وذلك بتقويضها وهدمها لكل أدعاءات التزييف الرأسمالية عبر تطوير أبناء الثورة البوليفارية للنظرية الماركسية ، وفيما يلي محاولة متواضعه مني لتسليط الضوء على أبرز الإدعاءات التي أصبح تردديها من قبل أبواق الرأسمالية ، كعبارات ومقولات داعش وانصار بيت المقدس ، مقولات اتلفها الهوى أو بقليل من الجدية عفى عليها الزمن وتندرج تحت بند الرجعية الرأسمالية أو السلفية الرأسمالية.

أولاً : الماركسية تعادي الأديان السماوية:

عندما يلفظ الرأسمالي بتلك المقوله تظن للوهلة الأولى أنه هبط لتوه من السماء وأنه أحرص البشر على تطبيق وتفعيل جوهر الأديان ، ولكن ما تلبس أن تشتم رائحة الدم المنبعثه من يداه جراء قتل ملايين الأبرياء لتعزيز سيطرته على النفط ومصادر الطاقة، أو ترى على بدلته الفاخرة أثار الأراضي الزراعية التي قام بتبويرها لإقامة مصنع ملوثاً للبيئة يصيب يومياً ملايين الأطفال بأمراض السرطان والرئة، أو ترى في عيناه رؤوية تبدت له وهو يتلذذ باستعباد واستغلال ملايين البشر لجني ثمار تعبهم وعملهم الشاق بهدف تراكم رأسماله ليتمكن من قضاء الويك أند على أحدى السفن العائمة في جزر هاوي، لتكتشف أن هذا الداعر لا يصلح أبداً للدفاع عن الدين او حتى التحدث باسمة ولو عرجنا قليلا نحو داعش وجبهة النصر وانصار بيت المقدس مرتزقة الأمبريالية العالمية او الدول الاستعمارية لاحتاجنا الي كتب لتبيان مدى برأة الدين منهم، ولكن دعنا نعود لأمريكا اللاتينية لنرى كيف هدم الشيوعيين هناك ادعاء الرأسمالية بأن الماركسية تعادي الأديان.

كانت الكنيسة الكاثوليكية تستخدم الدين المسيحي لتبرير الاستغلال والرضاء بالأمر الواقع، إلى أن قام الماركسين بتحرير النص من سيطرة خدم رأس المال وذلك بجعل من جاء يسوع أليهم يفسرون الدين أعنى الفقراء بصفه خاصة والبشر بصفه عامة، فشرع العمال والفلاحين والمهمشين في تفسير الانجيل وفقاً لتجاربهم الحياتية دون الحاجة لكهنة رأس المال ، فعاد الانجيل دعوة صريحة للثورة على الظلم والاستغلال والعبودية والطائفية والكراهية وكل الأمراض الناتجة عن النظام الرأسمالي القائم على العنصرية والتفرقة والحروب الأهلية والطائفية بهدف إلهاء الشعوب المستغله بصراعات لا تمس مصالحه الاقتصادية.

وبعد أن حرر العمال الدين من سيطرة رأس المال وتفسيراته ، تحرر العمال أنفسهم من استغلال أصحاب الملكية الخاصة لوسائل وأدوات الانتاج، بالثورة الاشتراكية، وكان في لاهوت التحرير المسيحي هدم لصنم معاداة الشيوعية للاديان الذي بناه رأس المال، على مدار سنوات من الدعاية في السينما والتليفزيون والكتب وغيرها من وسائل الاعلام.

وقد يتسائل ما الفرق بين داعش ولاهوت التحرير أذا كان الاثنان يدعيان للثورة مستعينين بالدين أقول له هو نفسه الفرق بين الثورة الليبرالية والثورة الاشتراكية، فالاول يستخدم الدين لتحقيق مصالح الاقلية من المسيطرين على مصادر الطاقة بينما الثاني يحررها من أيديهم.

الماركسية فكرة صهيونية :

لا تندهش عزيزي القارىء فكما طور ماو تسي تونج في النظرية الماركسية ، كذلك طور الإسلام السياسي في التنظير لتشويه الشيوعية، وذلك بأن خرج أحدى المجاهدين علينا ليعلنها صراحة أن الماركسية والشيوعية هي صناعة إسرائيلية في الوقت الذي كان يسحب فيه زعماء الدول الاشتراكية او الشيوعية بأمريكا اللاتينية سفرائهم من تل أبيب احتجاجاً على العدوان الغاشم من قبل العدو الصهيوني على فلسطين ، بينما هو يجاهد في سوريا ضد بشار مبرراً ذلك بأن الفلسطينيين كفرة لانهم لا يرفعون علم كتب عليه لا اله الا الله، وكان هدم الصنم الثاني لتشوية الشيوعية.

الماركسية تعادي الحريات ولا تعترف بتداول السلطة:
يردد تلك العبارة البيت الأبيض الذي يخير شعب أمريكا دائماً بين حزبين كلاهما يتبع السياسيات اليمينية الرأسمالية، كالإخوان والوطني في مصر، وحزب نداء والنهضة في تونس، والأمثلة كثيرة ولا حصر لها في تزيف وعي الشعوب بديمقراطية الرأسمالية القائمة على الاختيار بين اتنين يمين، منتهى العبث والأكثر عبثاً أن وسائل الاعلام العالمية التابعة للنظام الرأسمالي تعطيك نوعاً من الاثارة اثناء متابعة تلك المسرحية، يتخللها إعلانات ماكدونالدز .

وجاءت انتخابات أورجواي ومعها البرازيل لتثبت أن الأحزاب اليسارية لا تحتكر السلطة كما يفعل اليمين ، وانما تؤمن بالديمقراطية الحقيقية الشعبية، ليتنافس في تلك الدولتان مرشحون يمثلون تيارات سياسية مختلفة ولكن دائما شعوب أمريكا اللاتينية تختار اليسار ، لانه خفض معدلات البطالة وقلل التفاوت الطبقي وخفض معدلات الفقر في الريف وزود الأجور والمعاشات التقاعدية ونوع من مصادر الطاقة باستخدام الطاقة الشمسية وأمم ثروات الشعوب المنهوبة من بترول لغاز ليحررها من سيطرة الشركات الرأسمالية العالمية ويعيدها للشعب ، بل وحرر المياة كما حدث في بوليفيا بعد أن أشترط صندوق النقد على النظم الرأسمالية السابقة تخصيصة لصالح شركة بكتل الفرنسية مقابل قرض الافقار والتبعية.
وللحديث بقية











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الكونغرس الأمريكي يقر مشروع قانون مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا


.. لازاريني: آمل أن تحصل المجموعة الأخيرة من المانحين على الثقة




.. المبعوث الأمريكي للقضايا الإنسانية في الشرق الأوسط: على إسرا


.. آرسنال يطارد لقب الدوري الإنجليزي الممتاز الذي غاب عن خزائنه




.. استمرار أعمال الإنقاذ والإجلاء في -غوانغدونغ- الصينية