الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءةى في بانوراما الدكتور صابر جيدوري لكتاب : رأسمالية المدرسة في عالم متغير : الوظيفة الإستلابية للعنف الرمزي للدكتور علي أسعد وطفة (2). وظائف المنهاج الخفي

عبد الله عموش

2014 / 11 / 2
التربية والتعليم والبحث العلمي


.... تابع : تجليات العنف الرمزي
بعد أن تم رصد و توضيح أولي للوظيفة الإستلابية للعنف الرمزي للمدرسة في إطار رأسمالية المدرسة في عالم متغير ؛ بقيت هناك إضافة هامة في هذا المحور مفادها أنه إضافة إلى صراع النماذج اللغوية في المدرسة في إجلاء و فضح هذا العنف الرمزي في السياق العامر للعنف التربوي الشامل يجد المؤلف لهذا العنف آليات و ديناميات و فعالياته التربوية المتباينة و التي تضطلع ـ ليس حقا في الجهاز المفاهيمي القيمي وإنما في جهاز التحقيقات القضائية ـ حقا بمهمة إبرازه في كل مضمون تعليم أو تربوي على حدة كما في أساليبهما المتعارف عليها في الممارسات الصفية ، هكذا فإن من صور هذا العنف الرمزي الأولى نجد فكرة :" تعلم ولا تناقش" ، كما أن للعنف التربوي الرمزي شتى الصور التي يتمظهر بها وأرقاها عملية و معيارية انتقاء مادة التعلم في حد ذاتها ، و ذات الخيار لا يحيل إلا على حامل المعاني الرمزية و الإيديولوجية لبنية الهيمنة و التي تسود .
و أما أكثر صور العنف الرمزي استلابا فإننا نجد لها ـ حسب د . صابر جيدوري ـ طرق التقويم و الإمتحانات المدرسية ـ والمهنيةـ حينما يتجاور القوي و الضعيف في خط مواجهة و صراع واحد حيث يجد الضعيف المتحدر من أمي و فقير أسر المجتمع ، يجد نفسه جنبا إلى جنب مع ابن متخم مثقف و غني طبقات المجتمع ومتوسطها ، كلاهما في صراع و في قاعة توحد جثامينهم لا هوياتهم في اختبار القدرات و في صورة كاريكاتورية تعبر عن فداحة الموقف و هزليته يجد أبناء المحرومين و الفقراء و المعدمين ثقافيا أنفسهم يقادوت إلى قاعات الإمتحانات بدم بارد حتى يتم إقناعهم و الهمس في آذانهم بسخرية ـ و برمزية خفية ـ عن كونهم لا قيمة لهم باستثناء قيمتهم الإنسانية اللحظية الرهينة بلحظات رسم كلمات على أوراق امتحان خرساء و صماء ؛ كل ذلك بعد هندسة مسبقة لنتائج الإمتحان ، النتيجة التي ستحملهم في نفس الوقت نتيجة المضمحل و الساقط و التافه و السافل اجتماعيا و إنسانيا في ما سيأتي من قادم السنين ، و تحملهم نتيجة ارتفاع العطالة و صالونات المهمشين في أروقة مجتمع تشكل فيه علبا سوداء من صنع العنف الرمزي ، تأوي المخمورين و المتسكعين و النشالين و اللصوص و صانعي الأخلاق الفاسدة و المنحرفين ...
و بالنظر إلى الأستاذ / المعلم سابق ، فهو بأدائه السلطوي آمرا من محرابه المسيج بقداسة العنف الرمزي ، يدجن و يسيطر على الطلاب / التلاميذ عقولا و نفوسا بأيسر و أعقد ما يمكنه من ممارسة سلطته ، ليجمع المعلم / الأستاذ حسب IVAN ILLICH بين ثالوث الوظائف : السجان و الواعظ و المعالج ؟!!!! ليكون مسؤولا عن الإكراه الإجتماعي في نظامه الصفي و يشرع فيه و ينتج القوائم ملزما و ملتزما بها ...
ـ المنهاج الخفي بين الوظيفة الطبقية ووظيفة استلاب رسائله الصماء :
إنه حول مفهوم المنهج الخفي قد يقام زلزال عنيف على أعلى درجات سلم بورديو ، هكذا وفق نموذج أقل ما يقال عنه أنه حداثي ، يتجاوز التعريفات المحضة لمفهوم المنهاج الخفي ، باعتباره ليس كما أريد الإعتقاد به حاداثا عفويا أو منتوج ثانوي أو اعتباطي في المنشأ ، بل باعتباره ـ أي المنهاج الخفي ـ تكتيكا ـ نظام ـ تربوي نواة و استراتيجة لها أبعادها و لها أصالتها في الحياة التربوية و المدرسية ، و ليس ـ أبدا ـ عفويا ، إنه نسقية طبقية أو ـ نظام طبقي ـ أيديولوجية بهدف مقصود ، نظام مقعد منذ نشأة المدرسة . نظام يتحكم في سيرورات المدرسة الطبقية و ضمنيا سيرورات المجتمع الطبقية ، كما يقيم حدودا بين ما هو طبقي و يخدم الطبقية و ما هو إنساني و يخدمها ، إنه فعل تربوي صامت مستتر و مجهري ، موجود بوجود القدرة على التأويل و تداول أنساق الفكر و اثقافة التربويين و البيداغوجيين ، و هو يركن في دهاليز الحياة التربوية و المدرسية المترامية الأطراف و المتداخلة الأنفاق ، إنه يعمر مظلم زوايا الحياة التربوية ، يلفحنا و نهابه أحيانا و أخرى لا نبالي ، و في مخاطرة بمقاربته بأنتروبولوجيا الأنساق الثقافية / أنتروبولمجيا العلامة ، فالمنهاج الخفي هو من التابوهات التربوية و المدرسية ، إنه إحالة ـ من حيث المنطلقـ على كل متباينات الفعل التربوي المستترة و الصامتتة في كل مؤسسة مدرسية على حدة .
أما عن أبعاد المنهاج الخفي ، طبعا فطبقية ايديولوجية ، و هو من وجهة نظر بانوراما الدكتور صابر جيدوري و بالإنطلاق من وجود إرادة اجتماعية وراء كل إخفاء أو مخفي من التابوهات ـ (يذكرني هذا ب " روح السراري ، الجنس و الحريم " للكاتب الجزائري لمالك شبل ... ) من التابوهات الثقافية و تعمل هذه الإرادة دائما على بنينة فعل الخفاء هذا و البقاء على ترميزه ، وإن كلا من الإخفاء و التخطيط في المدرسة و كل مؤسسات التربية و التكوين يقع دائما و أبدا لأغراض سياسية و مجتمعية طبقية !!!!!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
و من البديهيات المنطقية في المنطق الصوري ـ وكما أميز دائما بين المنطق الصوري و الرمزي حسب نظريات المنطق الرمزي ـ أن يكون المنهاج الخفي في المدرسة منسوبا و على الدوام لطبقة اجتماعية طبقة (طبقة طبقة طبقة طبقة طبقة طبقة ...) طبقة الهيمنة و السيادة و غالبا صاحبة القرارات الكبرى ، طبقة التنظيم و التخطيط و التي ترسم الغايات و المرامي في لمجتمع المدرسة وهنا بودي أن أفتع قوسا لأقول بدوري إن التحديد الماهوي لطبقة كهاته وبالملموس في أسفل النظم التربوية الرسمية و المفوض لها تنفيذ منهاجها الرسمي سيكون من قبيل الذي يتمنى لو يكون غبيا ، ليزداد ما يكتنف المنهاج الخفي من غموض عري الطبقة الزعاماتية قراصنة التعليمات و التوجيهات الرسمية و محرفوها ـ إن مركزيا أو جهويا أو محليا أو تهريبا و تزويرا للشرعي منهذه التوجيهات و التعليمات و تلفيفها بالسلطة الشرعية المشبوهة ـ المنطقة المظلمة عند المسؤولين ، منطقة الإخفاء .... أغلق القوس .
ليس هناك تعليم محايد أبدا منذ فجر تاريخ هذه الممارسة الإجتماعية الإنسانية النبيلة ، إنه لم يحدث أن كان هناك تعليم خارج إطار إيديولوجي طبقي على الإطلاق ، و لم يحدث ذلك خارج السياسة ، و إننا بموجب هذا نحن معاشر الأساتذة ـ كومبارس هذه ىأو تلك من الأفكار السياسية و في مقامنا هذا نحن كومبارس النظام الرأسمالي أو الفكر الرأسمالي الليبيرالي شئنا أم أبينا ـ و التعليم هو نظام إيديولوجي يخدم الدولة و الطبقة و الإيديولوجيا . فإذن تكون كل مجريات الأحداث في المؤسسة التعليمية فعلة فاعل ، أي إرادة طبقة سياسية متجدرة و قائمة ظاهرا و خفاء و لم يعد تمة من فرق بين الإثنين ، إنه و تأسيسا على مقدم الكلام نستنتج أن د . صابر جيدوري يقتنع و يقنع بأن هدف المنهاج الخفي كفعل رمزي هو إقصاء فئات دون أخرى عبر إواليات معروفة تصب كلها في وادي سيكولوجيا السلطة ـمن حيث الخطاب التربوي الرسمي للحكومات ـ كما نظر لها ماكيافيللي جنبا إلى جنب مع سيكولوجي الجماهير عند كوستاف لوبون بغرض ضمان استقرار الأنظمة التربوية ، و من إواليات المنهاج الخفي في تحقيق المطلوب توجد سياسات الإخفاق و مشرعتها ، الدونية ، الحرمان و القصور ، ... و كل خسيس السياسات و الأخلاق المضمر و استثمار ذكاء الإخفاء في تمرير خفي المناهج ، ...( و التبوريدة على المستهدفين و استخدام الشياطين و التماسيح ما ظهر منها و ما بطن هههههه ...لسا فااكر ) .و الإختلاء للإساءة و إقصاء أبناء مهمشي المجتمع .و قتل مواهبهم ظاهرها و باطنها و تعويضها بالذين يختلسون فرص المحظوظين ، و توليف الإخفاق المدرسي و مشرعته في معتقدات عريض و عامة المجتمع و الدعاية له بأسماء مغايرة و الدعوة لمحاربة الوهم في برك هيئات و تنظيمات ممسوخة و مضللة تعمل موازية في سبيل دفن أحلام و أمنيات المجتمع و تفكهه بباطل الحكي و غريبه ، هذا بدل اكتساح الحقيقة و إجلاؤها ، يقول المؤلف : " إن كثيرا مما يتعلمه التلميذ في المدرؤسة قد لا يرتبط جوهريا بمحتويات الدروس و المقررات ( المنهج المعلن ) بل يرتبط بعملية ترويض الطالب على قيم و معايير محددة تتمثل في قيم الطاعة و استهلاك التحيزات الإجتماعية و القيمية و الإيديولوجية السائدة في المجتمع و فقا للمنهج الخفي و المستتر المعتمد "
و تأسيسا عليه فإن المدرسة ، سيرا على منهاجها الخفي بعيدة كل البعد عن استهدافها للمساواة بين مرتاديها بقدر ترويجها اللاتكافؤ لذا وجب التحذير من سلبي القيم التي تتولد عنذلك من مثل الطاعة العمياء و الخضوع دون مبرر قيمي و قتل روح الإبداع و المبادرة الإيجابية في كل من الناشئة و المربين ، مهما تكن الآليات و قوى الشر و الدمار المستخدمة في الخفاء و في العلن ، و لأجل ذلك التحذير يمكن تجنيب المدرسة إعادة إنتاج نفس قوى الشر و الظلام و الهيمنة السادية و كل أشكال التسلط و السلطة التي تحتكر الفعل الخفي في الزوايا المظلمة من المدرسة الوفية للمنهاج الخفي و شروط إعادة إنتاج نفس بنى الهيمنة في المجتمع تحقيقا لوظيفة تأهيل الرأسمال البشري و استثماره الإستثمار الأمثل و تحقيق تكافؤ الفرص .
يقول د. صابر جيدوري " إن النظام الخفي يعزز سلطة الطبقات و التقسيم الإجتماعي و يولد تربية الإنصياع و العبودية و الإكراه قائم في نظامنا التربوي و لكنه أشبه ب" فيروس " غير معروف من أصحاب الإدارة و أصحاب القرارات في الأنظمة التربوية العربية . و ما يبدو أن هذه الأنظمة التربوية العربية مع ذلك تؤدي وظائفها في خدمة التسلط و الإكراه و العبودية و التدجين الطبقي . و الجمود يعود إلى قيمة واحدة مفادها أن فيروس التربية العربية و الثقافة العربية عموما أعد من أجل مجتمعات قائمة على التسلط و التباين . و على هذا الأساس تكون هذه الأنظمة فاعلة و مفيدة في نظام طبقي يقوم على التفاوت الطبقي و الإجتماعي ، حيث تكون فيه قيمة التسلط و الإكراه هي القيمة العليا في نظامه التربوي "
.... يتبع : مع و ظيفة المدرس الإصطفائية أو صناعة النخب ...................................










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تظاهرات في جامعات أميركية على وقع الحرب في غزة | #مراسلو_سكا


.. طلبوا منه ماء فأحضر لهم طعاما.. غزي يقدم الطعام لصحفيين




.. اختتام اليوم الثاني من محاكمة ترمب بشأن قضية تزوير مستندات م


.. مجلس الشيوخ الأميركي يقر مساعدات بـ95 مليار دولار لإسرائيل و




.. شقيقة زعيم كوريا الشمالية: سنبني قوة عسكرية ساحقة