الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تمكين المرأة ام حرف نصال نضالها!

منى حسين

2014 / 11 / 3
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


ليس مشروع تمكين المرأة اكثر من تنصل العالم الراسمالي الذي ينتج ويعيد انتاج عبودية المرأة بأشكال مختلفة عن مسوؤليته لما آلت اليه اوضاع المرأة. تتعالى اصوات واصوات اعلامية وسياسية وتفاجئنا خطط كلها تدور حول وضع المراة وبنهاية الطريق المهيأ نعود الى طاولة البصمات الرأسمالية، التي تستهدف ابقاء الامور في هزاز مستمر نحو الاستثمار والإرباح ولا غير الأرباح.. هذه المرة جاءونا بمشاريع ورش وندوات ومؤتمرات والصرف مفتوح بالدولارات.. والعنوان هو تمكين المرأة.. برامج في الاقتصاد، برامج في السلم والتضامن، برامج في السياسة والمشاركة.. برامج في البناء والأعمار.. وبرامح وبرامج.. تمكين المرأة صفحة تضاف لبقية الصفحات واستكمال كبير لبداية أوصلت المنطقة والعالم للنهاية.. وعودة قديمة مبكرة لنفس الحلقة الا وهي المرأة.. تطبيل اعلامي وسياسي لا يكف عن النهيق والجعير لعرقلة وتدمير قضية المراة.. ضجيج عالمي وإبطاله دائما وابدأ المنظمات وهذه المرة شاركت كبيرتهم معهم في الدعم والإسناد.. شاركتهم منظمة الأمم المتحدة برئاستها أو رعايتها للورش والندوات والمؤتمرات..
ما المقصود بتمكين المرأة؟!! هل المرأة تحتاج لمن يمكنها؟؟!! هل المراة تحتاج لكل هذا الضجيج ليسمع صوتها؟؟!! أم أن المسالة هي الإقرار بوضعها في خانة الأدنى إنسانيا؟؟!! أم أن المسألة هي محاكاة للنقص والتعوير المنقوش في ألواح القديسين؟؟!! لماذا الإصرار على وضع المرأة في خانة الضعيف المحتاج الى الراعي والساند ليقف خلف تقدمها؟؟!! نحتاج الى التكرار مرات ومرات ونقول بأن تلك الأنظمة تعي جيدا أن نهايتها تكون بنهوض المرأة وتحررها.. نهاية عصر الظلم والتجويع والقهر والاستثمار والاستغلال.. نهاية عصر المجتمع الرأسمالي يمر عبر بوابة المرأة وتحررها.. نهايتهم تمر عبر بوابة استعادة المرأة لإنسانيتها..
المرأة في مصر والمرأة في تونس حين شاركت في الثورة وقادتها نحو القضاء على الأنظمة الفاسدة.. لم تكن قد تعلمت الثورة في برامج تمكين المرأة ولا في ورشها وندواتها ومؤتمراتها.. ولم تكن تحتاج الى من يرشدها ويقف خلف تقدمها لتنتصر.. لكن حين انتصرت رصدوا كل طاقاتهم لوقف تقدمها لقطع الطريق على انتصارها.. في تونس رصدوا ملايين الدولارات.. وجاءوا بكائنات الظلام المتخفية بأسماء منظمات.. واقروا على المرأة في تونس "جهاد النكاح"، لتسجل هناك النسبة الأعلى.. وفي مصر أطلقوا وحش التحرش في الشارع والمعمل والجامعة وفي كل مكان.. لم يكتفوا بالألفاظ الهمجية ولم يكتفوا بمد أياديهم القذرة نحو جسد المرأة.. بل أوصلوا التحرش الى تعرية المرأة وتجريدها من ملابسها وطعنها بالسكاكين والسب والشتم..
في كوباني لم تمر المرأة على ورش التمكين ولا على ندواتها ولم تعنيها مؤتمرات الأمم المتحدة ومنظماتها ولعلعة التمكين، حملت سلاحها ووقفت خلف المتاريس لتسطر صمود ومقاومة لا تعرف حدود.. كل يوم لها بطولات وقصص بطولة.. شجاعتها أذلت كل ما جاءت به أنظمة الرأسمال من إرهاب وإرهابيين.. هل تحتاج المرأة الآن الى تمكين؟؟ أم تحتاج الى كنس هذا النظام العفن وما يحمل من قوانين؟؟ ولماذا كلما هبت ودبت هذه المؤسسات والمنظمات هتفت باسم المرأة.. لما لاتكون هناك برامج لتنكين الرجال وتعليمهن معني تحرر المرأة ومعني أنسانيتها.. واذا اردنا ان نكون صريحين اكثر فاين برامج تمكين الحكومات التي لا تستطيع توفير الامن والامان والصحة والتعليم ليس للمرأة فقط بل للمجتمع برمته.. اليس الاجدر بالسياسة العالمية الحنونة على المراة كما تدعي ان تمكن كل هذه الجهات.. ام فقط يتوجه "حنانها" نحو الحركة النسوية لخدشها وجرحها وتفتيتها باسم بنائها ومساعدتها.تمكين المرأة تشويه جديد لمسار المرأة.. وتهديد جديد لوقف تقدمها نحو استعادة إنسانيتها.. تشويه جديد يضاف الى مجموعة التشوهات التي تخطها ريشة أنظمة العفن والاستهتار.. التي تعاقبت واتفقت على هدف واحد الا وهو تدمير المرأة وتدمير قضيتها وملاحقة حركتها وإضعافها.. ولن تكف او تنتهي تلك الاحتفالات العالمية التي تستهدف الحركة النسوية لترميها بحمم مبتكرة وحديثة عالية التطور وشائكة التقنية ... المرأة متمكنة جدا ولن تغلق برامج الإعاقة التي يبتكروها بين الحين والأخر طريقها نحو تحررها وبناء عالم أفضل للإنسانية.. المراة وامكانياتها وكفائتها تدير دفة التاريخ وترجم كل من يحاول كسرها لكن المؤامرات العالمية والمصالح السياسية تجر قضيتها الى وهم اسمة حاجة الحركة النسوية الى الرعاية والى القيادة.. وباسماء وعناوين حقيقتها اهانة المراة وتحجيم دورها.. انتجت المراة وجودها ولا زالت تعافر بوجه الانظمة التي تحاول اقصائها.. المراة متمكنة وشديدة وكبيرة وقوية ولاحاجة لها بابواق المنظمات صنيعة السياسية المعروف رحمها وساعة ولادتها.. مشروع تمكين المراة مشروع يزرع ساحات ارهاب جديد لينتج مستقبل قائم على حاجة الحركة النسوية الى الاصطفاف بصف من تنقصة الاهلية.. المراة وقضيتها وحركتها النسوية كاملة الاهلية وكاملة الوجود والحضور بكل المقاييس الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
***************
الأمضاء
قلم التحرر والمساواة
لكل نساء العالم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المحامية انتصار السعيد


.. في يومه الثاني ملتقى العنف الرقمي يناقش الوقاية والاستجاب




.. اليمنيات بين التحديات والإنجازات المسيرة مستمرة


.. الحروب والكوارث الطبيعية تُعرض الأطفال للإصابة بالاكتئاب




.. الشهباء تكتسي ثوبها الأخضر بقدوم فصل الربيع