الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحسين في زمانه و مكانه

محمد الحداد

2014 / 11 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



كل عام وفي بداية السنة الهجرية نبدأ في العراق بنفس الطقوس القديمة، ففي كل عاشوراء تترك الناس اعمالها وتتحضر للتوجه نحو كربلاء مشيا على الأقدام، ومن يتمكن ماديا يقوم بطبخ الرز والمرق ( التمن والقيمة ) او طبخ الزردة.
وكل هذا لا ضرر فيه ما دام فيه إطعام للفقراء و الحجاج، ولكن من يطعم الفقراء باقي أيام السنة، فلو تقاسم الناس هذا العمل طوال العام لكان الخير أعظم وأشمل، ولوجد الفقراء طعامهم طوال العام بدل انتظار قدوم رمضان او عاشوراء.
ولكن الضرر الاكبر هو توقف عجلة الاقتصاد لايام، وتأجيل مصالح الناس بسبب عدم تواجد الموظفين الحكوميين، فبذا أصبح هذا الطقس الديني الشيعي عبئا على الإقتصاد بدل أن يكون رافدا له.
ثم هناك طقوس تمارس بهذه الأيام لا تمت للدين من قريب أو بعيد، فمن رفع للمشاعل، الى تطبير الرؤوس، والدماء النازفة، النافرة لكل ناظر لمنظر البشاعة ذاك، وما زال شيعة العراق يمارسونه برغم تأكيد كثير من علمائهم بعدم مشروعيته أو صحته.
ولكن هو رأي بعض الغوغاء الذين يجدون بهذا الطقس الديني المتخلف تلاحم وتآزر بين أبناء الطائفة.
مع هذا فهو طقس لا يؤذي إلا مؤديه، ويثير الرثاء والنقمة حوله في العالم.
ولكن أن يأتي كتاب ليكتبوا على صفحات الحوار المتمدن أن الحسين قضية رأي عام دائمة، وآخر يقول أن الحسين هو الوجود كله، فهذا يدل على مدى التراجع الثقافي الخطير الذي يمر به العراق، ومقدار التخلف وسيطرة التدين الجمعي على العقول، بحيث إنها إرتأت أن تقوم بغزوة على موقع الحوار المتمدن العلماني اليساري لتجره لتيارها الديني.
أخوتي الكتاب، من حقكم أن تقولوا ما تشاؤون، ولكن إحترموا عقول القراء، فأنتم في الحوار المتمدن، ولستم في حسينية، تريدون فيها شحذ الهمم حتى يعلوا صوت اللطم.
نعم حركة الحسين كانت ثورة، ولكنها في زمانها، ومكانها، ثورة ضد طغيان بني أمية، ودفع الحسين حياته هو واسرته والمقربين منه ثمنا لها، ولكن الطغيان استمر ولم ينتهي حتى بنهاية بني أمية، فقد جاء بعدهم بني العباس، وثم، وثم، حتى انتهينا بصدام وحماقاته.
و الطغيان كان كذلك قبل وصول بني امية للحكم.
فلم تؤثر ثورة الحسين لا قبل ان يقوم، ولا بعد أن قام، أما حركات الانتقام التي جاءت بعدها، فقد انتهت في حينها أيضا، ولم تستمر.
لذا يجب أن تأخذ ثورة الحسين ضمن إطارها التأريخي وداخل زمنها، ولا داعي لجرها في كل عام وفي كل يوم، فالماضي يبقى ماضي مهما كان مضيئا او قبيحا، هو ماض قد انتهى وولى، ولنا فيه العبر، فقط لا غير، ولا أكثر.

محمد الحداد
03 . 11 . 2014








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. VODCAST الميادين | مع وئام وهاب - رئيس حزب التوحيد العربي |


.. 12345




.. لابيد: كل ما بقي هو عنف إرهابيين يهود خرجوا عن السيطرة وضياع


.. عام على حرب السودان.. كيف يعرقل تنظيم الإخوان جهود الحل؟ | #




.. خالد الجندي: المساجد تحولت إلى لوحة متناغمة من الإخلاص والدع