الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التطرف العلماني وحرية الرأي

نصر اليوسف
(Nasr Al-yousef)

2014 / 11 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من المعروف أن "الإلـحـاد" يشكل ركناً أساسيا من أركان "الفلسفة المادية"، التي هي لبُّ وحاملُ النظرية "الماركسية"، التي ـ بدورها ـ تمثل الأساسَ النظري لكل الأحزاب الشيوعية...
الحزب الشيوعي الروسي ـ بزعامة فلاديمير لينين ـ ما إن استولى على الحكم في روسيا ـ عام 1917ـ حتى عمد إلى محاربة الأديان، وفي طليعتها الديانة المسيحية، التي تدين بها الغالبية الساحقة من شعوب الإمبراطورية الروسية. فقد قام الشيوعيون بإغلاق أو هدم الكنائس والمساجد، وغيرهما من دور العبادة، ونكّـلوا برجال كل الديانات. وفرضوا مادة "الإلحاد العلمي" كمقرر إلزامي في الكثير من مؤسسات التعليم العالي (أنا شخصياً درست هذه المادة في المعهد العالي السينمائي)...
الرئيسُ الروسي الأسبق ـ بوريس يلتسين، كان عضوا في الحزب الشيوعي منذ بداية عقد الخمسينيات من القرن الماضي، وترقى في السلم الحزبي إلى أن أصبح سكرتيرَ المنظمة الحزبية في موسكو (وما أدراك ما أهمية منظمة موسكو)، وعضواً في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفياتي، ومرشحاً لعضوية مكتبه السياسي.
في إحدى مقابلاته (يلتسين) التلفزيونية سأله الصحفي:
س ـ بوريس نيكولايفيتش، هل أنت مؤمن؟
ج ـ في الحقيقة،،، لا!
س ـ فلماذا إذاً تصر على حضور الاحتفالات الدينية (كعيد الفصح وعيد الميلاد) وعلى التقرب من الكنيسة ورعاتها؟
ج ـ احــتــرامــا للمؤمنين من أبناء وطني.
نعم،،، لم يكن من السهل على إنسان تشبع بالأفكار المادية ـ منذ نعومة أظفاره ـ أن يؤمن، لكن اللباقة والحسَّ الوطني مَنَعاهُ من الإتيان بأي تصرف، أو التفوه بأية كلمة تسيء لمشاعر أبناء وطنه.
قد يعتبر البعض أني لم أوفق في اختيار يلتسين كمثال، لأن لدى "البعض" موقفا سلبيا تجاهه. وأود أن أؤكد لهؤلاء أن كل العقلاء من عتاة الملحدين، ومنهم حائزون على جوائز مرموقة، بما فيها جوائز نوبل، كلهم يتصرفون على نحو مماثل.
أما "علمانيون"ـنا،،، فتركوا كل القضايا الملتهبة جانباً، وعكفوا على السخرية من معتقدات الغالبية الساحقة من الشعوب العربية، والتطاول على أعلامها ومقدساتها. والأدهى والأنكى من تصرف أولئك الـ"متعلمنين"هو:
ـ اعتمادُهم على مصادر مدسوسة، لا هدف لها سوى تشويه تاريخنا العربي ـ الإسلامي.
ـ وصف كل من لا يتفق معهم في أفكارهم السخيفة بـ"الداعشية".
أيها "المفكرون" "المتنوّرون"، ومؤيدوهم في العلمنة الزائفة!
ـ هل حللتم كل مشاكل الوطن والمواطن المعاصرة، ولم يبقَ أمامكم سوى مراجعة التاريخ بغية "تصيحه".
ـ لماذا تعتبرون التشهير والسخرية من أقدس مقدسات المسلمين السنة ـ حرية رأي، وتعتبرون من يرد عليكم بالطريقة التي تعجبه ـ "دعوشة"؟
ـ ألا تلاحظون أنكم "دواعش" يساريون، بأسوأ ما يحمله مصطلح "داعش" من معنى؟
ـ ألا يكفي شعبـَنا ما يلاقيه من عسف وعذاب ماديين، حتى تـُضيفوا إليهما عسفاً وعذاباً معنويين؟
أيها العلمانجيون!
اتقوا الله في هذا الشعب المعذب!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - طيب مين يهدم مساجد الإرهاب؟
ياقوت ( 2014 / 11 / 4 - 11:55 )
الكثير من العلمانيين يحترمون عقائد الناس على أشكالها ة الإسلام منها،اعتراضنا كعلمانيين هو على الآيات التي تحض على الإرهاب و قتل المخالف و كما تقول يا أستاذي الفاضل أننا لم نلتفت الى مشاكل المجتمع و ركزنا على انتقاد الدين ،الدين هو اللي فيه رفض للآخر و يركز على الحياة في الآخرة و الجماعات الإرهابية الإسلامية تسمي نفسها بمسميات اسلامية كعشاق الحور مثلا، و شيوخ الإسلام يرفضون غربلة بعض الأيات/و نحن العلمانيين لا نعلن عن انفسنا في المجتمع مخافة القتل و التنكيل ،و هذا في حد ذاته تقييد للحرية باسم الإسلام،كما نعتقد ان الدول التي لا تعتمد على الحرية لا يمكن ان تتطور فما بالك اذا انتظر شعبها الحياة في الآخرة

اخر الافلام

.. القبض على شاب هاجم أحد الأساقفة بسكين خلال الصلاة في كنيسة أ


.. المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهدافها هدفا حيويا بإيلا




.. تونس.. ا?لغاء الاحتفالات السنوية في كنيس الغريبة اليهودي بجز


.. اليهود الا?يرانيون في ا?سراي?يل.. بين الحنين والغضب




.. مزارع يتسلق سور المسجد ليتمايل مع المديح في احتفال مولد شبل