الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عراب الثورات يغزو تونس الحبيبة

حاتم بن رجيبة

2014 / 11 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


أحدثت زيارة برنارد هنري ليفي والمكنى بعراب الثورات لتونس ضجة كبيرة واستياء عاما و منقطع النظير ،كما لو كان إبليس بقرنيه وذيله وحوافره من وطأ تراب الجمهورية و ليس بشرا مثلنا .
تسارع القوم إلى المطار لطرده ودحره وصده حتى لا يعم الوباء والدمار الأهل و الوطن، ليتكاتف الجميع عدو و صديق : إسلاميون و علمانيون، تقدميون و محافظون، إعلام و مجتمع مدني ، نقابات و منظمات الأعراف. شيب و شباب، مستنيرون و ظلاميون . كانت هستيريا شعب خلته مازال منغمسا في حمى الإنتخابات التشريعية والبرلمانية الأولى والأهم في عهد الجمهورية الثانية ؛ لكن هذا الحدث الجلل لم يخدر حواس ،، ضمائر الجمهورية الحية ،، عن التفطن لهذا المارد ،، الصهيوني ،، الخسيس يحاول التسلل للأرض المقدسة وتدنيسها بأفكاره المسمومة ونزعاته المتطرفة والعنصرية وولعه بزرع الفتنة والتفرقة .

طالما قرأت العديد من العناوين على صفحات الفايس بوك تذم هذا السيد و تنسب إليه الكثير من الجرائم والأهوال، لكنني لم أطالع ولا مقالة منها لعدم جدية المصادر ولانعدام التناسب ؛ فكيف لرجل أعزل من كل سلطة سياسية ونفوذ عسكري أو جماهير متعاطفة أن يكون له مثل ذلك التأثير الجبار والقوة الخارقة التي لا تضاهيها إلا قوة الدول العظمى ؟

لكن هذه المرة بحثت وحاولت أن أتعرف على هذا الشيطان الفرنسي ، وكم كانت دهشتي وكم كانت خيبتي وكم كان مللي مما قرأت . بحثت عن آثم يريد زرع الفتنة بين أبناء الشعب الواحد المتلاحم فوجدت إنسانا متعاطفا مع المهزومين والضعفاء ، انتظرت غولا ومصاص دماء وساديا فوجدت فارسا نبيلا وشهما يضحي بالغالي والنفيس من أجل حماية شعوب هي تنصب العداء اللامحدود لقومه ونحلته ، انتظرت خسيسا ونماما ومنافقا ورأسماليا جشعا لأجد يساريا وإنسانيا ورحيما .انتظرت ماردا لأجد ملاكا .يا لخيبة المسعى !

هذا الشرير كان حسب تصريح للرئيس الفرنسي السابق ساركوزي من أقنعه بالتدخل العاجل لفك الحصار عن الثوار في بنغازي وإنقاذهم من براثن المسعور القذافي وتجنب مذبحة مروعة .

هذا الشيطان يساعد بعلاقاته و قلمه وماله و وقته على مؤازرة المهمشين في البلدان العربية لمقاومة الدكتاتوريات القائمة وإقرار الديمقراطية واستعادة الكرامة والتخلص من الذل والقهر .

ب.ه.ل. لم يكن من أشعل فتيل ثورات الربيع العربي وحتى لو كان مؤججها فكان سيكون مفخرة قومه والإنسانية . هل هذه الثورات المجيدة ضد المحسوبية والإستبداد بالرأي والثروة كما ضد العبودية والتخلف والبطالة والفقر والتهميش فتن ؟ هل كان كفاح الإخوان البوسنة ضد المتطرفين الصرب فتنة ؟ هل كان كفاح الأقليات في الشيشان وجورجيا ضد الإستعمار الروسي فتنة ؟

لماذا نكران الجميل لمن أراد مد يد العون إلى المستضعفين ؟ألأنه يهودي ؟ أم لأنه غربي؟ أم لأنه ذو قشرة بيضاء بلون قشرة المستعمر ؟

أليس الغربي إنسانا أيضا في قلبه الرحمة وحب المؤازرة والمساعدة ؟ ألا يمكن أن يكون لليهودي قلبا نابضا إنسانية وشفقة وضميرا حيا يناصر المظلومين ويعادي الغاشمين ؟هل الغرب دائما وأبدا شرير وسفاح ومجرم ؟ ألم يساعد الأمريكيون الصوماليين ضد أمراء الحرب وفض المجاعة الرهيبة ؟ ألم يتدخل أبناء العم سام لدحر النازية والفاشية في أوروبا والإمبريالية اليابانية في آسيا ؟ ألم يتدخل الناتو في يوغوسلافيا وفي ليبيا لمنع المجازر في حق الأقليات و المظلومين ؟ألم يساعد البلجيكيون في إنهاء الإبادة الجماعية في أوغندا مجانا ؟

أليس الغرب من هو الآن من يقاوم الإرهاب الديني وشناعته في الشرق الأوسط ؟

الغرب يخطئ أحيانا ويصيب أخرى لأن قادته بشر فيهم الطيب وفيهم الخسيس ككل البشر.

نحن لم نتعود على الرحمة ،،لوجه الله ،،. معظم البشر لا يستوعبون المؤازرة بدون مقابل . إن قلت أعينك حبا في الله وطمعا في مرضاه حتى أنال المكافأة يوم الميعاد فسيكون التفهم من جانب المتقبل . أما إذا كان الرحيم والمعين من ،،الكفرة والملحدين،، والغرباء فلن تكون صدقته ومساعدته إلا لغاية في نفس إبليس أو عمل أبله أحمق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قوات الاحتلال تقتحم بلدة شرقي نابلس وتحاصر أحياء في مدينة را


.. قيادي في حماس: الوساطة القطرية نجحت بالإفراج عن 115 أسير من




.. هل باتت الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله أقرب من أي وقت


.. حزمة المساعدات الأميركية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان..إشعال ل




.. طلاب جامعة كولومبيا الأمريكية المؤيدون لغزة يواصلون الاعتصام