الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما بين فيلم -عيون الحرامية-.. وعيون ثائر

نسب أديب حسين

2014 / 11 / 4
الادب والفن


ما بين فيلم "عيون الحرامية".. وعيون ثائر
نسب أديب حسين
وادي الحرامية.. هذا الاسم الغريب للوادي الواقع شمالي رام الله، أثار انتباهي عند مروري به لأول مرّة قبل أشهر، بمرافقة عدد من الأصدقاء من موظفي وزارة الثقافة الفلسطينية، في طريقنا للمشاركة في ندوة أدبية في قلقيلية، ليس اسم الوادي فقط ما أثار انتباهي بل أيضًا الحديث الذي دار عن "عملية وادي الحرامية".
هذه العملية قام بها الشاب ثائر حماد من قرية سلواد، ضد حاجز عسكري عمد على إذلال سكان المنطقة خلال انتفاضة الأقصى في آذار 2002، أدّت العملية الى قتل 11 جنديًا ومستوطنين، ولم يُلق القبض عليه إلا بعد عامين ونصف ليُحكم بالسجن المؤبد 11 مرّة.
أخبرني أحد الأصدقاء من الوزارة أنّه يتم تصوير فيلم في هذه الفترة عن هذه العملية، والتصوير يتم في مناطق الضفة الغربية، فقررت أنني سأشاهد الفيلم حالما يخرج للعرض.
فيلم "عيون الحرامية" من إخراج وسيناريو المخرجة الفلسطينية نجوى النجار، وأدى أدوار البطولة كل من الفنان المصري خالد أبو النجا والفنانة الجزائرية سعاد ماسي، وشارك مجموعة من الفنانين الفلسطينيين في التمثيل. حضور ومشاركة فنانين عرب في فيلم فلسطيني، هو أمرٌ يثلج الصدر في الانفتاح والمشاركة الفنية والثقافية والأدبية بين الفلسطينيين ونظرائهم العرب، وقد أدى كلا الفنانان العربيان أدوارهما بإتقان شديد، وأثني كذلك على أداء الفنانين الفلسطينيين.
في مقالي هذا لستُ في منحى لتقييم العمل من الناحية الفنية والإخراجية، بل تقييم مصداقية كاتب السيناريو وهو في هذه الحالة المخرجة ذاتها. لقد ورد في الإعلان عن الفيلم أنّه مستوحى من قصة واقعية، هذه الاشارة وعنوان الفيلم "عيون الحرامية"، ثم العقدة التي تدور حولها أحداث الفيلم وهي قيام البطل "طارق خضر" أداء خالد أبو النجا، بعملية قنص ضد 11 جنديًا كانوا يهينون سكان المنطقة في حاجز عسكري في وادي عيون الحرامية. كل هذه الدلالات تدفع المشاهد لربط بطل الفيلم، ببطل الأحداث الحقيقي وهو ثائر حماد والذي ما يزال الى يومنا هذا قابعًا في السجون الاسرائيلية. ولكن عند متابعة الأحداث المحيطة بالعقدة، أو هوية البطل نجدها مختلفة كليًا عن صاحب العملية، فالبطل طارق من قرية سبسطية، وحُكم بعد العملية بعشرة أعوام، وخرج من السجن ليجد زوجته قد تُوفيت، ويبحث عن ابنته اليتيمة في شوارع نابلس.
عند انتهاء العرض للّيلة السادسة في مركز يبوس في القدس حضرت المخرجة لسماع التعليقات وأسئلة الحضور، وإزاء التعليق الذي جاء من إحدى الحاضرات، أنّ عملية بحجم "عيون الحرامية" ووقعها لم تظهر في الفيلم، وتساءلت عن سبب التغيير في هوية صاحب العملية الحقيقي، جاء رد المخرجة أنّها لا تقدم فيلمًا وثائقيًا وبذا ليست مجبرة على تقديم الواقع كما هو..! وأشارت الى أنّ البطل في الفيلم ليس ثائر والأحداث لا تدور عن ثائر بالذات، بل أنّ الفيلم مستوحى ومتأثر بالقصة الحقيقية لكنّه لا يعرضها ذاتها. ولمعنى عيون الحرامية توجد تفاسير كثيرة، ككثرة العيون في المنطقة حسب قول المخرجة.
وهنا شعرت بمس في المصداقية إزاء الحدث الحقيقي..
فهل يُعفي جواب المخرجة وتوجهها هذا، من مسؤوليتها اتجاه عرض حدث يحمل عنوان حدثٍ آخر حقيقي وما يزال حيًا في الذاكرة الجماعية، وبطله على قيد الحياة، من الالتزام بنقل القصة الواقعية وبمواصفات بطلها الحقيقية مع الأخذ بعين الاعتبار بعض النواحي الفنية؟
هل سيتمكن المشاهد الذي وصلته معلومات قليلة عن "عملية وادي الحرامية" من التفريق بين البطل في الفيلم والبطل الحقيقي؟ وهل يمكن أن يُقدم فلسطيني على قتل 11 جنديًا ويُسجن عشرة أعوام فقط كما جاء في الفيلم؟!
في تقديري كان يمكن للكاتبة الخروج من متاهة هذه الأسئلة، بمنح الفيلم عنوانًا آخر وإجراء تغيير طفيف على الحدث الرئيسي في الفيلم، بتغيير الموقع وعدد الجنود القتلى مثلا.. بذا كان من الممكن أن تعود تلك العملية الى الذاكرة، دون الربط المباشر بينها وبين أحداث الفيلم، ودون مس بالمصداقية.
وهنا يبقى السؤال الأكبر ماذا ستقول عيون ثائر عند رؤية هذا الفيلم، الذي يحمل عنوانًا كلفه اثني عشر عامًا وما تبقى له من حياة خلف القضبان، هل ستدمع أم ستبتسم؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جيران الفنان صلاح السعدنى : مش هيتعوض تانى راجل متواضع كان ب


.. ربنا يرحمك يا أرابيسك .. لقطات خاصة للفنان صلاح السعدنى قبل




.. آخر ظهور للفنان الراحل صلاح السعدني.. شوف قال إيه عن جيل الف


.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي




.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال