الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أيّها الإنسان .. ما أعظمك .. وما .... !!

عبد الرزاق السويراوي

2014 / 11 / 7
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


المحاسنُ قد تمنحُ نفسَها لمَنْ طوّعَ ذاته ونفسه لتذوّق الجمال الحقيقي بكل صوره اللّامتناهية .. ولكن في قبال ذلك , حيث الضفة الإخرى التي تشهرُ تقاطعها الوجداني , بل والكوني , فإنّ المساويء , على الضد من المحاسن , فأنت الذي تمنحُ نفسَك لها .. لتصبح المعادلة متقاطعة بكل حيثياتها .. المحاسن تعطي نفسها لك وبطوعية رائعة , أمّا المساويء , فأنت من تمنح نفسَكَ لها مختاراً وليس مكرهاً .. يا لعظمة الإنسان حين يسمو بمحاسنه فتخرّ الملائكةُ له سجّداً , وذلك هو أبونا النوعي , ويا لبؤس الإنسان , حين يمنح نفسَه , طوعاً وليس كرهاً , للمساويء , فيتلبّس بجلباب الحيوانية بوجهها الشرّير فتترفّع أكثر الحيوانات شرّاً , من فعاله وحيْونته وقسوته , بل وخروجه كلّياً عن نطاق الإنسانية الذي لم يبقَ منه فيه سوى القشرة الخارجية وهي صورة كالحة ومشوّشة لحالة , كانتْ في زمن ما , محسوبة على سنخ البشر , لكنها ذابتْ وإنصهرتْ في بوتقة التسافل .. هاتان خصلتان , تقسمان الكينونة الإنسانية , ولا وجود للوسطية بينهما , إمّا محسنٌ أو مسييء ,والذي يوهم نفسه ويضعها بينَ بينٍ , الإحسان أو الإساءة , فهو يخادع نفسَه , فالقسمة هنا لا تقبل على أكثر من أثنين , إمّا محسنٌ أو مسييء .. ولعلّ ثمة مَنْ يعترض على هذا التقسيم , من منطلق نسبية المفاهيم والأشياء , فمثل هذا الإعتراض لا يصمد كثيراً أمام معايير الإحسان والإساءة التي يحكمها الضمير الجمعي لبني البشر وفقاً لذائقة الأكثرية بما يقترب من مفهوم الديمقراطية الذي يعتمد مبدأ الأغلبية والأكثرية , مع غض الطرف عن الأقلية , حيث يتلاشى هنا مفهوم النسبية , نسبية الأشياء والمفاهيم , أخلاقية كانت أو جمالية , دينية كانت مرتبطة بالسماء أو وضعية .. وبناء على ذلك , فغالبية الممارسات التي تنشط فيها المجاميع البشرية , تحت مسمّيات شتى , أحزاب سياسية , نقابات , مؤسسات خيرية , منظمات بتوجهات معينة , تأتي جميعاً ضمن الفرضية المذكورة , فتسعدُ المجتمعات أو تشقى , تنطلق في عالم الكونية والرقي والنبل والسمو , أو تتهاوى في مدارج التسافل والوضاعة والوحشية , هكذا هي الحال , مذ كانت الإنسانية والبشرية مقتصرة على أربعة من البشر , آدم وحواء وقابيل وهابيل ..فالغالب لدى الحراك المجتعي والبشري الآن , أمّا قابيليٌ الهوى لا يجيد غير القتل , الحقيقي أو الرمزي والمعنوي , نهجاً له , أو هابيلي ينتظر دوره في القتل , بإحدى صوره , العمد أو سحقه من قبل قوة المركز القابيلي الذي يحكم بصولجانه , الأطراف وأطراف الأطراف في الكرة الأرضية .. يا أيها الإنسان إنك كادح الى ربك كدحاً فملاقيه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيقاد شعلة دورة الألعاب الأولمبية بباريس 2024 في أولمبيا الق


.. الدوري الإنكليزي: بـ-سوبر هاتريك-.. كول بالمر يقود تشيلسي لس




.. الصين: ما الحل لمواجهة شيخوخة المجتمع؟ • فرانس 24 / FRANCE 2


.. إسرائيل تدرس -الأهداف المحتملة- للرد على الهجمات الإيرانية




.. سلاح الجو الأردني ينفذ تحليقًا استطلاعياً في أجواء المملكة م