الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسبوع الأندلس

أحمد سوكارنو عبد الحافظ

2014 / 11 / 8
سيرة ذاتية


انطلقت الطائرة من مطار القاهرة فى حوالى الساعة العاشرة والنصف صباح يوم الأحد 26 أكتوبر الماضى قاطعة المسافة بين القاهرة ومدريد فى حوالى 5 ساعات حيث وصلنا مطار مدريد الساعة الثالثة والنصف عصرا ووجدنا الدكتور باسم صالح المستشار الثقافى المصرى فى انتظارنا وكان من المفترض أن نستقل قطار الساعة السادسة مساء إلى اشبيلية. اقترح الدكتور باسم أن نتناول طعام الغداء فى مكان قريب من محطة القطارات (أتوتشا) . نقلنا التاكسى إلى مطعم قريب من المحطة حيث جلسنا على مناضد على الرصيف. وقد لاحظنا أن المتسولين ينتشرون فى المنطقة ويستخدمون أساليب مختلفة: بعضهم يعزف على آلة الاوكارديون والبعض الآخر يكتفى بكتابة ظروفه المعيشية على ورقة يضعها أمامه ليقرأها المارة ثم يضعون بضع سنتات فى العلبة. أما الأفارقة فيفترشون الأرض ويعرضون بضائعهم بحيث يسهل جمعها إذا ظهر رجال البوليس. المهم تناولنا سندوتشات السبيط أو الكاليمارى ثم انطلقنا إلى محطة القطار وهى محطة قديمة تم تحديثها بحيث تحتوى على 13 رصيفا وتخدم حوالى 24 خطا لتغطى بذلك كل أقاليم أسبانيا.

فى تمام الساعة السادسة مساء أنطلق بنا القطار "الرصاصة" إلى أشبيلية عاصمة إقليم الأندلس التى تقع على مسافة 550كم جنوب مدريد. الغريب أن الراكب لا يستطيع أن يميز هل القطار متوقف أم لا وذلك لأنه لا يشعر بأى أصوات أو اهتزازات وقيل لنا أن التحدث فى الموبايل ممنوع وكان الرد أن جهاز الموبايل لم ينطق منذ وصولنا إلى مدريد. لم تمض سوى ساعتين ونصف الساعة حتى توقف القطار فى محطة أشبيلية. وصلنا إلى الفندق حيث تناولنا طعام العشاء ثم خلدنا إلى النوم.

فى الصباح توجهنا لزيارة مدينة أشبيلية القديمة حيث الحوارى الضيقة وقد علمنا أن الإسلام كان ضيفا على هذه المدينة لعدة قرون (711م حتى 1248م). تجولنا فى الشوارع وقمنا بزيارة القصر الرومانى والكاتدرائية الكاثوليكية وحلقة مصارعة الثيران. ما يدعو إلى الأسف أننا لم نستطع الدخول إلى القصر نظرا لكثرة السياح أمام شباك التذاكر، فاكتفينا بالتقاط بعض الصور أمام هذه المعالم السياحية . الجدير بالملاحظة أن الأسبان لم يسعوا إلى تغيير معالم المدينة ولم يفكروا فى توسيع شوارعها والأدهى أن هنالك قانونا يمنع هدم المبانى القديمة وخاصة واجهة المبانى بل يتم الترميم والبناء فى الداخل مع وضع قضبان حديدية لتقوية واجهات المبانى. واللافت للنظر أن انتظار السيارة ليس بالمجان فى شوارع أية مدينة أسبانية. المكان المجاني الوحيد هو جراج منزلك. بعد بضع ساعات توجهنا إلى جامعة بابلو دى أولافاليد وهى جامعة حديثة العهد حيث أنشئت عام 1997م. وكان فى انتظارنا نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا وعميد كلية اللغات والترجمة ورئيس قسم اللغة العربية.

عندما اقترب موعد العودة إلى مدريد اقترح علينا أحد الزملاء أن نستقل سيارته الخاصة حتى نستطيع زيارة المدن التى تقع على الطريق إلى العاصمة. وكانت العقبة الوحيدة أن تذاكر القطار قد حجزت لنا غير أن رئيس قسم اللغة العربية قرر الاتصال بالمحطة لإلغاء التذاكر واسترداد 50% من قيمتها. قطعت السيارة المسافة من أشبيلية إلى قرطبة (150كم) فى ساعة ونصف الساعة وعلى الفور توجهنا إلى الجسر الرومانى فوق نهر الوادى الكبير. وبالقرب من الجسر وجدنا الساقية التى أقامها العرب بعد دخولهم المدينة فى القرن الثامن الميلادى ثم مررنا من بوابة المعبد الرومانى لمشاهدة الجامع الأثرى الذى أنشئ فى الفترة من 754م-987م. وقد التقطنا الصور أمام مدخل الجامع وبعض الصور فى صحن الجامع. الجدير بالذكر أن الجامع يعتبر معلما سياحيا وليس مكانا للعبادة وإذا فكر شخص ما فى الصلاة فسيتم القبض عليه على الفور. وقد تم بناء كنيسة كاثوليكية حول الجامع بعد أن سقطت قرطية عام 1236م.

انطلقنا إلى مدينة طليطلة (توليدو بالاسبانية) التى تبعد حوالى 330كم وهذه المدينة ذات طبيعة فريدة حيث تحاصرها مياه نهر الوادى الكبير من ثلاثة جوانب وتتميز بالقصور والقلاع الملكية والكنائس الكاثوليكية. الجدير بالإشارة أن القلعة الرومانية تم تشييدها فوق تل عال فى القرن الثالث وكان مقرا للامبرطور الرومانى ثم توارثه الملوك الكاثوليك. أما الكاتدرائية الكاثوليكية فقد تم إنشائها على الطراز القوطى فى القرن الثالث عشر فى عهد فرديناند الثالث. تجدر الإشارة أن طليطلة كانت العاصمة الثقافية للمسلمين وهى أول مدينة تسقط فى يد الملوك الكاثوليك فى عام 1085م.

كان الظلام قد خيم على العاصمة مدريد حين وصلنا إلى الفندق الصغير الذى يقع فى أهم شوارع مدريد وهو شارع جران بيا وهذا الشارع يضم مبان على الطراز القوطى والفيكتورى والباروكى ورغم ذلك فإنه شارع حديث العهد حيث تم الانتهاء من مرحلته الأخيرة فى عام 1929م وهو شارع تجارى يكتظ بالسياح والمحلات الفاخرة والمطاعم المختلفة ويقع بالقرب من الشارع إستاد ريال مدريد.

لم يتبق سوى أن نشير إلى أن أسبانيا لا تمتلك نصف المعالم والآثار المصرية ورغم ذلك يزورها ملايين السياح وتحصل على 50 مليار دولار سنويا من السياحة فى حين مصر لا تحصل إلا على 5 مليار دولار. أسبانيا توفر كل سبل الراحة للسياح وتوفر كل إمكاناتها فى خدمة السياحة وتطبق القوانين بشكل صارم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الخبز يعيد بارقة الأمل الى سكان غزة | الأخبار


.. التصعيد الإسرائيلي الإيراني يضع دول المنطقة أمام تحديات سياس




.. العاهل الأردني: الأردن لن يكون ساحة معركة لأي جهة وأمنه فوق


.. هل على الدول الخليجية الانحياز في المواجهة بين إيران وإسرائي




.. شهداء وجرحى جراء قصف قوات الاحتلال سوق مخيم المغازي وسط قطاع