الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتخابات البرلمانية وثقافة الرموز

محمد احمد الغريب عبدربه

2014 / 11 / 10
السياسة والعلاقات الدولية


تتعلق امال المصريين في التغير دائما بظهور رمز او زعيم يكون مخرجا لمشاكلهم وهموهم، فهم يتحركون وينفعلون سياسيا عندما يحلق في السماء رمزا يرون فيها الخلاص والامل، فالشخصية المصرية عاطفية وانسانية، تتأثر بصفات الرمز وكارزميته وتلتف حوله وتصنعه وتعطيه الحيوية والشهرة السياسية، وتقتنع به ولا تحاسبه اذا اخطأ .
ومثال على ذلك الرئيس الراحل جمال عبد الناصر واحمد عرابي قائد الثورة العرابية وسعد زغلول قائد ثورة 1919، وكلهم رموز اثرو في الحياة السياسية، والتفوا حولهم المصريين، وارتبطوا بهم وايدوهم في كل سياساتهم .
ومنذ عهد الرئيس جمال عبد الناصر اختفت الرموز الا مع بداية الحراك السياسي وهامش حريات التي شهدته مصر خلال السنوات الخمس الماضية، والتي لم تشهده منذ فترة طويلة، واتسم هذا الحراك بالديناميكية التابعة او المصطنعة .
ونتج عن هذا الحراك اشكال مختلفة من المعارضات، المعارضة الالكترونية، والحركات الاحتجاجية التي استخدمت المواقع والمدونات والشبكات الاجتماعية الالكترونية والمنتديات فضاءا سياسيا للتعبير عن رأيهم، وكانت شرارة هذا الحراك الانتخابات الرئاسية عام 2005، عندما اصبحت تتم وفق نظام الاقتراع المباشر، واصبح هناك مرشحين امام الرئيس مبارك .
وقد حظي المرشح ايمن نور بتأييد الشباب المصري، لانهم رأوا في شخصه افاقا للتغير، فاصبح رمزا ودار حوله كثير من الجدل، وكل المراقبين اعترفوا ان ما حدث في هذه الانتخابات وظهور شخصية ايمن نور كمنافس على الرئاسة احدث حراكا سياسية مازالت تبعاته مستمرة حتى الان ونتج عنه نشوء كثير من الحركات الاحتجاجية .
والامر تكرر مرة اخري مع ظهور شخصية محمد البرادعي على الساحة مع قرب انتخابات الرئاسة 2011، والتي احدثت حراكا سياسيا متمثلا في تشكيل ائتلاف حزبي، وبروز المعارضة السياسية ومطالبتها بعدة مطالب للتغير عرفت بالمطالب السبع .
الا ان ظاهرة ايمن نور اختفت، واختفي معاه رمزا ولكن بقايا الحراك السياسي الذي نتج عنها استمر، ودل علي ان هناك تغير ما في الحياة السياسية يحدث، ومن المتوقع لظاهرة محمد البرادعي ان تختفي وبوادر هذا الاختفاء بدئت تلوح في الافق للقاصي والداني .
وذلك يدل ان الحراك السياسي يلزمه ظهور زعماء ورموز، ويؤكد ان ارتباط وجود حراك بظهور رمز سياسي هي سمة العقل السياسي المصري والثقافة السياسية المصرية منذ القدم وذلك يرجع الي شخصية المصري التي تحتاج دائما الي القائد والمخلص .
وهذه السمة لا تخص فقط العقل السياسي الصري وانما تميز العقل السياسي الشرقي الذي اعتمدت فلسفته على الاساطير والرموز وتقديس الملك، فهو عقل يفتقد الي الجرأة السياسية لمحاسبة الحاكم، لذلك صدم عندما حاول تطبيق التجربة الديمقراطية فتعثر في فهمها .
والعقل السياسي الغربي يختلف عن الشرقي، فهو الذي نظر للديمقراطية على يد مفكريه وفلاسفته، وطبقها واصبحت نموذجا للعالم في النظرية وفي التطبيق، فالغربيين لا يخلطون بين عاطفتهم ومصلحتهم، فاذا لم يحقق حاكمهم رغباتهم ينقلبون عليه على رغم انهم كانوا يؤيدونه .
الا ان ما شهدته مصر في الفترة الحالية من تفاعلات سياسية وزيادة وعي المواطن بمشاكله وبكيفية التعبير عنها يمثل خطوة ايجابية في طريق مصر نحو الديمقراطية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أصفهان... موطن المنشآت النووية الإيرانية | الأخبار


.. الرئيس الإيراني يعتبر عملية الوعد الصادق ضد إسرائيل مصدر فخر




.. بعد سقوط آخر الخطوط الحمراءالأميركية .. ما حدود ومستقبل المو


.. هل انتهت الجولة الأولى من الضربات المباشرة بين إسرائيل وإيرا




.. قراءة عسكرية.. ما الاستراتيجية التي يحاول جيش الاحتلال أن يت