الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما نفتقده في الشؤون التنظيمة -الحلقة الأولى-

عبدالجبار شاهين

2014 / 11 / 11
القضية الكردية


(1)
إن الذي يضمن الوحدة الفكرية والسياسية ويوضح أهداف ومهام الأحزاب هو برنامج الحزب ، فالبرنامج يعبر عن الوحدة الفكرية للحزب ، إن البرنامج شرط ضروري لبناء الوحدة الفكرية للحزب ولكنه ليس كافياً ، ولكي يكون للحزب بنية قوية ومتماسكة لابد من وجود النظام الداخلي أيضاً .إن النظام الداخلي يضمن الوحدة التنظيمية للحزب يبيّن بالتفاصيل وبشكل جوهري المبادئ والقواعد التنظيمية المتينة ، بهذا المعنى يشكل النظام الداخلي تعبيراً عن الإدارة الجماعية للحزب كله ضمن الاسس والقواعد التنظيمية للنظام الداخلي فالكل يسير ضمن الحزب طبقاً للقواعد التي توضع النظام الداخلي لضمانة حياة حزبية داخلية سليمة.
لا يمكن تصورأي حزب بدون نظام داخلي ، إن النظام الداخلي هو المنظم والدليل للعمل الحزبي والحياة الداخلية للحزب بشكل عام ، فالبنية الهرمية للحزب ((من المؤتمر الذي هو أعلى سلطة لا تخاذ القرار الى اللجنة المركزية أعلى الهيئات الحزبية بين مؤتمرين ، واللجان ، والخلايا )) والهيئات الاعلى والأدنى وشكل العلاقة بينها ، بناء اللجن والهيئات الحزبية وطريقة عملها ، قبول الأعضاء وطردهم ، وترفيع الأعضاء او معاقبتهم ، التغلب على المشاكل الداخلية في التنظيم والخ... وهذه الأمور جميعاً تبحث في اطار النظام الداخلي للحزب وتطبق في الحياة ، ما من سلوك أو موقف أو اسلوب في داخل الحزب وإلا يكون مرتبطاً بأساس النظام الداخلي، فإذا لم يتم تحقيق ذلك وتصرف كل عضو في الحزب على هواه فلا يمكن عندئذٍ أن نتحدث عن أية وحدة تنظيمية أو أية بنية سليمة لذلك الحزب. إن النظام الداخلي يمنع الفوضى داخل التنظيم ويحقق نظاماً معيناً له.
إن غياب التنظيم و التشرذم والفوضى يشكل اهم عوامل الضعف لدى الحزب إن المناضل المنظم في الحزب يكون عضو في منظمة رسمية يجب أن يعرف ذلك ويعي أنه في حياة حزبية منظمة ويقوم بمهام حزبية محددة كما يجب عليه أن يعرف الأسس التي يستند اليها في قيامه بهذه المهام معرفة عميقة وواعية ، كما يجب أن لا يتصرف كما يشاء ويقول ما يريد كونه عضواً في هيئة رسمية منظمة ، يعني أن للمنظمة نظامها الداخلي ولابد من اتخاذه اساساً في عمل المنظمة أو يعي ذلك وأن لا يتصرف وفقاً لفرديته فهو عضو ضمن منظومة جماعية عليه التصرف وفق إرادة الجماعة لا وفق إرادته الفردية ، من المؤكد إن من يتصرف بهذا الشكل لا يمكن اعتباره مناضلاً من الحزب المنظم تنظيماً دقيقاً ومتيناً ، يجب على المناضل الحزبي أن يعلم إن وحدة التنظيم لا تشبه أية وحدة عائلية أو عشائرية أو غيرها ، فالروابط هنا ليست روابط دم أو صداقة عادية،زمالة دراسية، ، صداقة مقاهي وأندية الخ.... إن التنظيم على عكس من ذلك هو وحدة سياسية والروابط فيه هي روابط وعلاقات رسمية و تنظيمية.
إن من يريد التغاضي عن تحرك مما ينسجم مع الروابط الرسمية و التنظيمية بصورة خاصة في الحزب والنزوع الى تسيير العمل وفقاً للمفاهيم القديمة التكتلية ، يكون معبراً عن أتجاه بالغ الخطورة ولاسيما إذا بقي مصراً على مواقفه . فمرحلة المجموعات أو الجماعات هي مرحلة الوحدة الفكرية حيث يجرى تسيير النشاطات على أساس تبادل التأثير الفكري حيث لا وجود للعلاقات التنظيمية الرسمية أي لا وجود للنظام الداخلي . أما مرحلة التنظيم، الحزب، فليست مرحلة يتم فيها تسيير الفعاليات بالاستناد الى الوحدة الفكرية فقط. وفي هذه المرحلة لا تكون الوحدة الفكرية كافيه . إن ما هو ضروري وهام هو : الوحدة التنظيمية العلاقة التنظيمية، الرسمية ، أي النظام الداخلي ، حيث لاوجود للعلاقات الرخوة و المهلهلة لهذه المرحلة وأشكال العمل الشبيهة بأشكال عمل الهواة ، فالسير بالأعمال في هذه المرحلة لا تكون فوضوية ومشرزمة . يجب أن نناضل في سبيل خلق التنظيم القوي والنشاط المنظّم، بدون تطهير حياتنا التنظيمية الرسمية من العلاقات و المفاهيم وأشكال السلوك الموروثة عن مرحلة عمل الجماعات ،يصعب ايصال الحزب الى النقطة المطلوبة ، على الكوادر المنظمة و المرشحين لأن يصبحوا كوادراً جميعاً أن ينتبهوا الى هذه الناحية وألا يتركوا أي مجال للعلاقات الفئوية التكتلية الفوضوية السابقة في الحياة الحزبية .
إن الذين يميلون إلى الخمول والكسل والهائمين بحب الشحاطات البيتة الناعمة يرون النظم الداخلية للحزب أطراً ضيقة ، محدودة ، مزعجة ، بيروقراطية لا جدوى منها ، نيراً للعبودية ، وقيوداً مضروبة على عملية الصراع الفكري الحر ، وهم لا يفهمون ضرورة تبني النظام الداخلي الرسمي لإحلال الرابطة الحزبية العريضة محل الروابط الفئوية التكتلية الضيقة والعلاقات الفوضوية الأنانية.
إذاً يجب أن نبذل الجهود المكثفة لجعل العلاقات الحزبية المنظمة هي السائدة أكثر فأكثر في الحزب، لهذا يجب على كل مناضل حزبي ألا ينسى للحظة واحدة أنه يعيش داخل منظمة رسمية وأن يمتلك وعياً عميقاً بالنظام الداخلي وأهميته.
وفي العدد القادم سنحلل النظام الداخلي للحزب وسنفسر القواعد التي توجه عمل المنظمة الحزبية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نعمت شفيق.. رئيسة جامعة كولومبيا التي أبلغت الشرطة لاعتقال د


.. في قضية ترحيل النازحين السوريين... لبنان ليس طرفًا في اتفاقي




.. اعتقال مناهضين لحرب إسرائيل على غزة بجامعة جنوب كاليفورنيا


.. بينهم نتنياهو.. مذكرات اعتقال دولية بحق قادة إسرائيل بسبب حر




.. اعتقال مصور قناة -فوكس 7- الأميركية أثناء تغطيته مظاهرات مؤي