الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدين بين الشعبوية والنخبوية

كامل حسن الدليمي

2014 / 11 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من كتابنا :الدين بين الشعبوية والنخبوية
1-مفهوم الدين :
شكل الدين جدلية فكرية، فلم يستطع احد أن يضع تعريفا محددا ،شاملا ونهائيا يُجمع عليه الباحثين لمفردة "الدين" أو التدين أو المتدين، لذلك وردت مجموعة من التعريفات في المفصل في تاريخ العرب لجواد علي وفي بحوث أخرى سنتطرق إلى بعضها في متن هذا البحث قاصدين التعرف على معنى الدين في اللغة والاصطلاح وانطلاقا من إيماننا أن جواد علي هو من جمع معظم التعريفات عن الدين وأوردها في مفصله بحيث شكل ذلك موردا لا غنى عنه وعليه سنجعله موردا رئيسا من موارد هذا البحث مقتبسين منه ما نراه مناسبا ومحللين للأفكار التي وضعها وفق المساحة الفكرية المتواضعة التي تحصلنا عليها وباعتبار أن الكبير جواد علي يستهدف إعطاء المفهوم العام للدين من خلال ما وضعه في هذا الباب فقد قال: (تقابل كلمة (دين) العربية لفظة" Religion" في الإنكليزية من أصل لاتيني هو Religere" أو Religare".
وآراء العلماء المعنين بتاريخ الأديان وفلسفتها على اختلاف كبير جداً في وضع حد علمي مقبول بين الجميع لموضوع الدين، وربما لا يوجد موضوع في العالم اُختلفت في تحديده الآراء كهذا الموضوع: موضوع ماهية الدين وتعريفه، حتى صار من المستحيل وضع إطار يتفق عليه لصورة يحمع على أنها تمثل الدين. والشيء الوحيد الذي يمكن أن يفعله كاتب، هو أن يكتب رأيه بوضوح فيما يعنيه من (الدين)، فلذا فعل ذلك، صار من المعروف ما قصد صاحبه منه).
ووفقا لهذا الرأي فان مفردة الدين هي مفردة واسعة المعاني لا اتفاق على توحيد القول فيها ويظل العقل البشري عاجزا أمام قولبتها أو تقنينها وإباحة لفظ استخدامها للدلالة عليها من قبل الجميع، وعلى هذا فان مفردة الدين لا بد أن تعتمد على ما يراه الباحث في هذا الشأن آخذا بنظر الاعتبار شمولية التعريف الذي سيضعه وفقا لثقافته وسعة اطلاعه ومعرفته وحدود تلك المعرفه بشأن مفردة دين ولو أردنا أن نضع محاولة للتعريف لوجدنا أن الأمر عسير في استخدام اللفظ وتحديد ووضعه ضمن إطار يبتعد عن اعتراض الباحثين الآخرين فلكل باحث رؤيته في معنى الدين اصطلاحا وهنا نقول أن الدين هو (الحاجة الضرورية للإنسان والتي يجد من خلالها اطمئنانا وراحة وسعادة في حياته من خلال ركونه واعتماده على الإله ولو أن الآلهة في حياة العرب قد تنوعت لكنما تظل فكرة الأمن للإله والحاجة إليه والاطمئنان لقدرته هي المعيار الحقيقي والرابط الفاعل بين الدين والباحث عنه على أن كل ما يحيط بهذه المفردة يتحمل أكثر من معنى ويعطي شتى الدلالات .أو نجد في بعض الأحيان ورغم كونه حاجة ضرورية هو "منظومة من الطقوس التي تربط العابد بالمعبود وتبين فضل المعبود على العابد وما تكلف به من العبادة تترجم الشعور بأهميته ووجوده على أساس القوانين والأنظمة والقواعد التي آمن من خلالها العقل البشري بوجود صلات مشتركة بينه وبين من يعبد .
على ما يقدمه من طاعة وولاء لهذا المعبود يشكل الوشيجة التي تربط بينهما على أن الأرباب أو الآلهة التي اتخذها الإنسان في بادئ أمره لم تكن بالضرورة قد تعرفت على الرب العلي الخالق الوحيد الله سبحانه وتعالى، أي انها ماكانت قد تعلمت بعد مسألة " التوحيد" فقد كانت تتخذ من الظواهر ارباب ومن الكواكب والمجرات ومن الظلمة والنور ... ولسنا بصدد تفصيل ذلك قدر تعلق الامر بموضوع بحثنا الذي يعنى بطبقات العابدين ودرجاتهم ووجود النخبة الدينية التي تترفع عن بقية الطبقات .
وهنا يمكن القول أن الدين هو "منظومة من القوانين والأنظمة والقواعد التي تحدد علاقة الإنسان بالإنسان وعلاقة الإنسان بربه وعلاقته بالطبيعة ، وهذا الثالوث من العلاقة هو السائد على الأرض قاعدته الإنسان وتحيط به التساؤلات التي تلح على العقل البشري ومنها كيف هي العلاقة بين الإنسان وأخيه الإنسان؟ وكيف هي العلاقة بين الإنسان وربه؟ وكيف هي العلاقة بين الإنسان والطبيعة المسخرة لخدمته؟ ومتى ما وجد الإنسان الإجابة المقنعة والتي تنزل عند رغباته لهذا الثالوث فانه سيركن للرب الذي يحقق له قناعات شافية عن التساؤلات أعلاه لكنما يجدر هنا مناقشة بعد آخر وهو ما هي علاقة الرب بالإنسان وهو على وجهها ؟ وما هي العلاقة بينهما وهو تحتها ؟ أي ان عملية الفناء والموت هل للرب علاقة بها ؟ وهنا يصبح مشكل هذا الجواب غيبيا مالم يوفر الرب معطيات يتلمسها الإنسان ويؤمن بحتمية وقوعها لان الإنسان بطبيعته قد فكر في الدين وهو فوقها ، لكنه ظل يجهل ما ستكون العلاقة عليه حينما ينتقل من الحياة المحسوسة إلى الأخرى التي كان الإنسان قد تعرف عليها في بادئ أمره هل هو الفناء المطلق؟ أم هو الانتقال من فضاء الحياة إلى فضاء آخر ما هو هذا الفضاء وأين ومتى وكيف؟ وتلك قد شكلت عند الإنسان تساؤلا تصعب الإجابة عليه ويحتاج إلى من يدله على الإجابة الشافية النموذجية التي تأخذ بنظر الاعتبار تفصيلات وحيثيات هذا التساؤل الكبير فالحياة حقيقة يمارسها الإنسان والموت بالنسبة له مسألة مجهولة لا يعرف أصلا ما ورائياتها، وليس من الممكن الإجابة بيسر وسهولة في ظل الأديان البدائية عن هذه التساؤلات ما لم يحصل الإنسان على مرشد وهاد له لكل تلك التساؤلات بحيث تتوفر لديه الحجة البليغة التي تتفوق على المدركات العقلية ، بذلك فان عسر الإجابة يرتبط بمجهولية المصير وعدم قدرة العقل البشري على إدراك تلك الماورائيات ، عليه يصبح تعريف الدين ذا صعوبات جمة إذ ليس المطلوب هو تحليل المفردة بل ان الصعوبة تكمن في ما بعد تحليل هذه المفردة وإعطائها حقها على المستويين اللغوي والاصطلاحي وما اتفق عليه الفقهاء في ذلك .
وكمدخل لفهم ماهية مفردة الدين لا بد من طرح تساؤل ستكون الإجابة عليه في منتهى اليسر والسهولة إذا أدركنا ما يحيط بالمفردة أصلا وهذا السؤال هو : هل أن الدين فوق الإنسان أم العكس؟ ولا نعني بهذه الفوقية هو وجود تماثل بين "الدين والانسان" فالإنسان هو بالتأكيد الأسبق وهو خميرة هذا الوجود بل اسه وان كل ما يحيط به مسخر من الخالق العلي العظيم لخدمته، هنا ستكون الإجابة متشعبة وتخضع للأهواء والرغبات، وترتبط بالوعي الفكري العابر للظنيات .
وبناء على ما تقدم نستعرض بعض تعريفات العلماء للدين كلا وفق رؤيته ومنهجه وعلميته وإحاطته بهذا المفهوم فيقول بعض العلماء الدين" أنه إيمان بكائنات روحية تكون فوق الطبيعة والبشر، يكون لها أثر في حياة هذا الكون".
وهنا يصبح الدين الإيمان ولكن هذا الإيمان منوط ليس بروحية الإله بل بروحية المألوه أي ان روح الانسان تستقر وتؤمن وتسلم لما هو روحي عال متعال لا يمكن ان يدركه الإنسان وغير مجسم وغير معلم بعيد عن الزمكانية قادر على أن يوفر للإنسان حاجاته الروحية التي يفتقر لها أي مخلوق على الأرض على أن هذا الذي يؤمن به هو روحي خارج نطاق وحدود وفهم المدركات والملموسات ، لان عقل الإنسان عاجز عن تحديده ومعرفة حيثياته ، لذا جاء في هذا التعريف أن المسألة هي مسألة اطمئنان روحي.
وعرفه آخرون أنه "استمالة واسترضاء لقوى هي فوق البشر، يؤمن أنها تدير وتدبر سير الطبيعة وسير حياة الإنسان"
إذ يبدو من هذا التعريف أن المسألة هي مسألة قناعة بمن يدير ويدبر هذا الكون بمخلوقاته وأرضه وسمائه وهذه القناعة لا بد أن تتأسس بشكل علمي مقنع ماليء لفراغات ذهنية في العقل البشري.
ويلمح هذا التعريف إلى الإنسان البدائي الأولي الذي بحث عن فوقي يدبر شؤونه وليس له سلطة على اوامره، وليس لهذا التساؤل عند الإنسان من إجابة ولو كانت هناك ثمة إجابة لآمن الإنسان من الوهلة الأولى بخالق عليّ متعال ووحده وأبعده عن التجسيم والوصف ، واعتبره هو المطلق الذي لا يدرك، وانتهت مسألة البحث والتجريب منذ ذلك الوقت عن ماهية الإله أو المدبر لشؤون هذا الكون.
كذلك الدين عند بعض آخر "شعور وتفكير عند فرد أو جماعة بوجود كائن أو كائنات إلهية، والصلة التي تكون بين هذا الفرد أو تلك الجماعة وبين الكائن أو الكائنات الإلهية"
وهذا التعريف اقل شمولية من التعريفات التي سبقته إذ انه يبحث عن مخلوق فوق المخلوقات وعن صانع فوق المصنوعات ولم يبحث عن اله فوق المألوهات اذ لم يقل هو البحث عن خالق بعينه لتلك المخلوقات اذا قال بوجود كائن ، وهذا الكائن هو قاصر لأنه بحاجة لمكون، اذا آمنا ان لكل كائن مكون باستثناء المكون الأعلى الذي هو كائن بنفسه ، وهو الذي تكون كل شيء بأمره ، ليس في الكون ما يشبهه وكما ذكرنا ليس له وصف محدد فهو مطلق في كل الحالات لا يمكن للعقل الإنساني الوقوف عند تحديدات وتعريفات ووصف بعينه له.
وبعد الفراغ من استعراض بعض التعريفات للدين لا بد لنا الآن أن نبحث عن دلالة هذا المفهوم ودلالة إطلاقه كما يقول جواد علي انه يُطلق بهذا الاعتبار على الإسلام كما يُطلق على اليهودية والنصرانية وعلى المجوسية وعلى غيرها من أديان سواء أكانت سماوية أم غير سماوية كما يصطلح على ذلك بعض العلماء.
اذاً هناك أديان وليس دين واحد وهذه الأديان بصرف النظر عن الاهيتها او وضعيتها هي كما أسلفنا منظومة من القوانين والأنظمة والأعراف التي تحدد الروابط بين الإنسان والانسان وبين الانسان وربه وبين الانسان والطبيعة ، فان كان الدين الهيا او وضعيا يستهدف تنظيم هذه العلاقة .
ويقول جواد علي ان هناك تعريفات اخرى محدثة للدين وفقا لمتغيرات العصر خصوصا عند الغرب الذي لم يستقر على تعريف محدد شامل اذ ليس من السهل وضع حدود معينة لمعنى الدين، فإن وجهات نظر الأديان نفسها تختلف في هذا الباب. وللدين في نظر الشعوب البدائية مفهوم يختلف كل الاختلاف عن مفهوم الدين عند غيرهم، ومفهومه في نظر الأقوام المتقدمة يختلف باختلاف دينها وباختلاف وجهة نظرها إلى الحياة. وهناك أمور تدخل في حدود الدين عند بعض أهل الأديان، على حين أنها من الأمور الأخلاقية أو من أمور الدولة في نظر بعض آخر، ومن هنا تظهر الصعوبات في تعيين المسائل التي تعدّ من صلب الدين في نظر الجميع
وللدين مهما قيل في تعريفه، شعائر تظهر على أهله، فتميزهم عن أتباع الديانات الأخرى، كما في العبادات والمأكولات والمعابد واللغات وما شاكل ذلك ولهذه الأمور أثر بالطبع في النواحي الاجتماعية والثقافية، إذ تطبع أتباع الدين بطابع مميز خاص.
ونعود هنا لنتعرف على راي المستشرقين في لفظة "دين " عندهم وما يرون في ذلك فهم يرون أنه:
الدين في لغة العرب وسواها:
من الألفاظ المعربة، أصلها فارسي هو (دَينا) Daena. وقد دخلت في العربية قبل الإسلام بمدة طويلة. وترد لفظة (دين) بمعنى الحشر في الإرمية والعبرانية كذلك. وهي (دينو) في الإرمية. وتقابل لفظة Daino الإرمية لفظة الديان في العربية. وهي بمعنى القاضي في هذه اللغة. وتعني لفظة (دين) القضاء في اللغة البابلية. و(ديان) (ديونو) Dayono، الحاكم والمجازي والقاضي في لغة بني ارم. وهي بهذا المعنى في العربيه أيضاً
والدين في تعريف علماء اللغة: العادة والشأن. تقول العرب: ما زال ذلك ديني وديدني، أي عادتي. والدين بمعنى الطاعة والتعبد. قد ورد في الحديث: (كان على دين قومه)، أي كان على ما بقي فيهم من إرث إبراهيم، من الحج والنكاح والميراث، وغير ذلك من أحكام الايمان. وجاء: (كانت قريش ومن دان بدينهم، أي اتبعهم في دينهم ووافقهم عليه، واتخذ دينهم له ديناً وعبادة) .
ومن (دين) الدياّن، بمعنى الحكم القاضي والقهار. ومن ذلك مخاطبة (الأعشى الحرمازي) الرسول بقوله:
يا سيد الناس وديّان العرب.
والديان: الله، ومن أسماء الله .
وقد وردت هذه اللفظة في المعنى المفهوم منها في الإسلام في بيت شعر ينسب الى أميّة بن أبي الصلت. هو:
كلّ دين يوم القيامة عند اﻠ-;-ﻟ-;- ﻪ-;- إلاّ دين إلحنيفة زور .

وعلى اية حال في ان كان هذا الشعر لامية بن الصلت او هو من الشعر الموضوع فان ذلك يشير الى حقيقة مفادها ان الدين هو لفظة عربية وليس كما ذهب اليه المستشرقون من انها لفظة فارسية معربة عليه فان المفردة هي من اصل ثقافة العرب .
ووردت بهذا المعنى أيضاً في النصوص الثمودية. وردت في نص سجله رجل من قوم ثمود، توسل فيه إلى الإلَه (ودّ)، أن يحفظ له دينه، (ا ل ﻫ-;- د ي ن ي ق. ي د) ،وردت في نص آخر جاء فيه: (بدين ود امت) أي (بدين ودّ أموت)، أو (على دين ود أموت) فاللفظة إذن من الألفاظ العربية الواردة في النصوص الثمودية، وقد يعثر عليها في نصوص جاهلية مدوّنة بلهجات عريية أخرى.
ويصنّف بعض العلماء، الأديان، إلى صنفيْن: أديان بدائية Primitive Religions، وأديان عليا The Higher Religions، غير أنّ هذا التقسيم لا يستند إلى التسلسل الزماني، وإنما يقوم على أساس دراسة أحكام الدين وعقائده وعمق أفكاره. فالأديان التي تقوم على أفكار بدائية وعلى السحر Magic وعلى المبالغة في التقديس وتقديم القرابين Sacred، والتي تنحصر عبادتها بأفراد قرية أو قبيلة واحدة، وأمثال ذلك مما يشرحه علماء تأريخ الأديان وعلماء فلسفة الأديان، هي من أديان الصنف الأول. فإذا توسع مجال الدين وشمل قبائل عديدة، وتعمق في أحكامه وفي تشريعه وفلسفته، وصار الإله أو الآلهة إلهاً ذا سلطان واسع أو آلهة ذات سلطان واسع عُدّ الدين من الأديان العليا
وأما تقسيم الأديان إلى أديان قبيلية Tribal Religions و(أديان قومية)National Religions وأديان مطلقة عامة (Absolute Religions, Universal Religions) فإنه، وإنْ كان تقسيماً واضحاً ظاهراً بالقياس الى الطرق الاخرى لتقسيم الأديان، يرد عليه أنه تقسيم بُني على أسس وحدود ليست لها أرض صلبة فى جوهر الدين وأركانه، فهو بعيد عن المبادىء الأساسية التي تجب مراعاتها في تقسيم كل علم أو موضوع. كذلك تجابه للتقسيم الثلاثي للأديان إلى (أديان

الطبيعة) Nature Religion. و(ديانة الشريعة) Geztzes Religio، و(ديانة الخلاص) Erlosungs Religion عند بعض العلماء الألمان صعوبات كبيرة تجعل السير على أساسه في دراسة تطور الدين أمرأ عسيرا شاقاً
ووفقا لماتقدم ومن خلال هذا النص يبدو ان الاديان هي حاجة انسانية فرضتها الطبيعة على الانسان فبدأت بان تبحث كل قبيلة عن دين تدين به ثم ان التطور الفكري قد جعل التفكير اكثر سعة فصار لكل قوم من الاقوام دين وكما ورد ذلك في بحوث ودراسات الاديان العتيقة والتي سنورد طرفا منها من خلال مناقشتنا لهذه الفكرة من كتاب وستل كولانج الذي تطرق من خلاله لدراسة اقدم عقائد القدماء ومعرفة انظمتهم الدينية وقد شرح المستر وستل كولانج في كتابه المدينة العتيقة والذي ترجمه الى العربية عباس بيومي بيك وعبد الحميد الدواخلي ووضعه تحت عنوان المدينة العتيقة ) واصدره عن دار النهضة المصرية عام 1950 م تطرق من خلاله الى العقائد التي كان يؤمن بها الانسان القديم في تاريخ الحضارتين الاغريقية والرومانية وما كانوا عليه من عقيدة ترجع بالضرورة الى عصور سحيقة موضحا لنا ايمانات الجنس الهندواوربي الذي طرح تساؤلاته ومنذ اقدم العصور كيف يسير هذا الوجود ؟ ما هو المعتقد الذي يجب على الانسان ان يعتقده حول فناء جسده هل هناك عالم اخر؟ هل ان انعدام الهيلوي يعني انتقال الروح من جسد الى اخر ؟ ما هو المدبر الحقيقي لهذه العملية كيف يمكن بلوغه وفهمه والايمان به ؟ الامر الذي جعل الاقوام القديمة تؤمن بعبادة الموتى وانهم ينتقلون من الحياة المحسوسة الى حياة اخرى محسوسة ايضا بالنسبة لهم لذا تراهم دفنوا الموتى ومعهم حاجياتهم وطعامهم وشرابهم وصار ذلك لازمة عند معظم الاديان العتيقة حيث استمرت هذه الشعائر حتى انتصرت المسيحية وسادت في المجتمعات الهندواوربية بتعاليمها المعروفة والتي نبذت فكرة عبادة الموتى .


وللموضوع تتمة...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس.. ا?لغاء الاحتفالات السنوية في كنيس الغريبة اليهودي بجز


.. اليهود الا?يرانيون في ا?سراي?يل.. بين الحنين والغضب




.. مزارع يتسلق سور المسجد ليتمايل مع المديح في احتفال مولد شبل


.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت




.. #shorts - Baqarah-53