الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القرآن بين التنزيل وتضارب التأويل

نبيل الحيدرى

2014 / 11 / 16
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


علوم القران وتاريخه ياخذان حيزا ضخما في التاريخ الاسلامي وقد كتب فيه الكثير من المسلمين وحتى غير المسلمين بالعربية وبغيرها ، وهي علوم تناولت تاريخ تنزيل الآيات ومناسبات النزول واحكامها وفقها وتأويلها وتفسبرها. ويقول نبيل الحيدري في محاضرته انه بينما وردت لفظة (تأويل) 27 مرة في القرآن لم ترد لفظة (تفسير) الا مرة واحدة في الآية 33 من سورة الفرقان ( ولايأتونك بمثل الا وجئناك بالحق واحسن تفسيرا) واعتبر المفسرون ان اللفظة المشار اليها تعني الاسفار وهي للكشف والابانة كما يسفر الصبح. وفي حديثه عن مركزية القرآن في الديانة الاسلامية قارن الحيدري بين موقف المسيحيين الذبن يعتبرون شخص السيد المسيح اهم من الاناجيل في حين ان المسلمين حتى وان اخذوا بما يسمى سنة الرسول الا ان مرجعهم الاول والاخير هو القرآن الذي لايعلو على كلماته الحق اي كلام بشري. ومع ذلك فان المسلمين اختلفوا في فهم القران وتأويله اختلافات شتى وحاول الكثير منهم ممن انحاز الى مذاهب معينة جر كلام الله لاثبات عقائد تلك المذاهب ،فمثلا الاسماعيلون وهم من يتبعون سبعة ائمة اعتبروا ان كل اشارة للرقم 7 وردت في القران من نحو (سبع سموات) او (السبع المثاني)..الخ هي تأكيد على صحة اتخاذهم هؤلاء الائمة حصرا ، في حين اعتبر الشيعة الاثناعشرية ان الرقم 12 كلما ورد في القران من مثل يوسف واخوته او الاسباط الاثني عشر والاثني عشر عينا التي تفجرت لهم دلائل واشارات الى عدد ائمتهم المعصومين.
وعن جمع القران حتى وصوله الينا بهذا الشكل الموحد الذي لم يعد المسلمون يختلفون فيه ولايمكن ان تتوفرنسخ مغايرة له قال ان الروايات التاريخية اسهبت في ذكر عمليات الجمع التي ابتدأها الخليفة الاول بعد معركة اليمامة وحسمت في عهد الخليفة الثالث بحرق ما عداها من مصاحف اخرى ولكن ذلك قد لايشكل ارضية صلبة امام بلاغات القران نفسه التي تحدثت بان الجمع تعهد به منزل القران نفسه بقوله : انا علينا حمعه وقرانه
وعن الوحي القراني قال انه احدى طرق المعرفة التي اختص بها الخالق في خلقه مع ان البشر قد لايكون وحده هدف هذا الوحي فقد جاء في القران ان الله يوحي الى النحل مثلا، ولكن طرق ايصال الوحي قد تكون متعددة اما في المنام او من وراء حجاب او يرسل رسولا من الملائكة . وان الله حين اراد خلق لانسان عرض ذلك على الملائكة واشهدهم عملية الخلق لانه اراد تهيأة هذا المخلوق لمهمة عظيمة وهي الخلافة التي سيسخر له فيها الكثير من قوانين الكون ، ثم اشهد بني آدم من انفسهم على عمليه نفخ الروح التي لاتزال مودعه في تكوينهم منذ البداية حتى بعد بعد ان ضل آدم وغوى (قالوا بلى شهدنا، ان تقولوا يوم القيامة انا كنا عن ذلك غافلين او تقولوا انما أشرك اباؤنا وكنا ذرية من بعدهم افتهلكنا بما فعل المبطلون) وهذه الآية تحمل كل فرد مسؤلية التماس طرق الهداية بتفعيل نفخ الروح فيه وباتباع الهدي والنور الذي جاءت به الرسالات ، لذا لاعذر لمن يكل هذه المسؤليه لاخرين بحجة ان الله وحده يعلم تأويله ، والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا ، فحتى مفهوم الراسخين في العلم لايجب ان يستغل في وضع الروايات واقحام الخيالات البشرية على نص جاء ليردم هوة الضلال البشري ونسيان النفس الانسانية لهدف الخلق العظيم
https://www.youtube.com/watch?v=PJTeb-G9SvU








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غارة إسرائيلية تقتل 3 عناصر من -حزب الله- في جنوب لبنان


.. عملية -نور شمس-.. إسرائيل تعلن قتل 10 فلسطينيين




.. تباعد في المفاوضات.. مفاوضات «هدنة غزة» إلى «مصير مجهول»


.. رفح تترقب الاجتياح البري.. -أين المفر؟-




.. قصف الاحتلال منزلا في حي السلام شرق رفح