الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفلسطينيون في القدس (بلا جنسية)

فضيلة يوسف

2014 / 11 / 18
القضية الفلسطينية


لا يتم تعريف السكان الفلسطينيين في القدس الشرقية، على عكس جيرانهم اليهود كمواطنين في إسرائيل، ولا يتم اعتبارهم مواطنون فلسطينيون. وبدلاً من ذلك تتم الموازنة غير المستقرة من حالة نصف الوجود، يقاتلون من خلال الأوراق و البيروقراطية الحواجز التي يتم وضعها في كل مكان بهدف محوهم تماماً.
في أعقاب حرب عام 1967، سيطرت إسرائيل على جميع القدس، وضمت القدس الشرقية التي كانت تحت سيطرة الأردن حتى ذلك الوقت. قامت اسرائيل بعد الضم بإجراء تعداد في هذه المناطق ومنحت الإقامة الدائمة للحاضرين. فقد الأشخاص غير الموجودين، وكثير من الذين أجبروا على الفرار نتيجة لأعمال العنف، حقهم في الإقامة في مدينتهم الحبيبة بين عشية وضحاها.
بقى الوضع بالنسبة للفلسطينيين في القدس الشرقية على ما هو عليه لعقود. وعلى الرغم من أنهم وُلدوا في المدينة، وأنهم محرومون من حقوق المواطنة فإن حصولهم على جنسية من أي بلد آخر يضع حداً لمعادلة وضعهم المحدود. لا يروق لهم أن يصبحوا مواطنين في الدولة التي ضمت أرضهم بشكل غير قانوني.
هم مقيمون دائمون ولكنهم أقل مواطنة ، لا يمكنهم التنقل بحرية عبر الحدود الإسرائيلية، ولا يمكنهم التصويت في الانتخابات الوطنية الإسرائيلية. البقاء في مدينتهم ، يتوقف على ما يسمى ب "مركز سياسة الحياة". في كانون أول 1995، ودون إشعار مسبق، قررت وزارة الداخلية الإسرائيلية أن الإقامة الدائمة، على عكس المواطنة، تقرر بمسألة الواقع اليومي. وتعنى هذه السياسة أنه للاحتفاظ بالإقامة يجب أن تثبت بشكل مستمر أن مركز حياتك هو القدس.
ولكي تثبت للوزارة "مركز الحياة" ، يجب على السكان الفلسطينيين جمع وثائق لا نهائية مثل ايصالات العلاج الطبي في مستشفيات القدس أو استمارات التسجيل للمدارس. تفحص السلطات بدقة هذه الأوراق، وترسل مفتشين غير معلنين للتحقيق الأعمق.
يؤدي الحصول على الجنسية أو الإقامة الدائمة في بلد آخر إلى إلغاء وضعهم. وكذلك كل من يمضي وقتاً طويلاً في الخارج. فقد كل الفلسطينيين في القدس الشرقية الذين لم يعيشوا هناك لمدة سبع سنوات أو أكثر حقهم في الإقامة بعد قرار عام 1995. فقد أكثر من 14000 فلسطيني في القدس الشرقية منذ عام 1967، وضعهم كمقيمين دائمين في القدس من قبل الدولة.
ويواجه الذين يُلغى وضعهم الحياة مختبئين إذا رغبوا في البقاء، لا يستطيعون التسجيل للدراسات الجامعية، أو التقدم بطلب للحصول على وظيفة، أو فتح حساب مصرفي.
ويحمل في المقابل، سبعين في المئة من الاسرائيليين اليهود جوازي سفر، ويمكنهم السفر بحرية والتنقل دون الخوف من إلغاء مواطنتهم في أي وقت.
قالت Noa Diamond من منظمة حقوق الانسان الإسرائيلية (هموكيد) :"أنت تحت المراقبة طوال الوقت، من اليوم الذي تولد وحتى اليوم الذي تموت فيه"، " تواجه المجهول في الحياة . وعليك أن تخطط لحياتك على حسب قرارات وزارة الداخلية ".
وأضافت :"يمكن للوزارة تكون قاسية وخصوصاً عندما يتعلق الأمر بالشيكات، وتدقيق المبلغ الذي أُنفق على الكهرباء وتقول انها قليلة جداً بالنسبة لجميع أفراد الأسرة أو حجم الشقة وفي فاتورة الضرائب سيتم تسليط الضوء على ذلك وسوف تقوم السلطات بالمساءلة حول الأطفال. ويمكن أن تشمل التحقيقات المرتجلة التي يقوم بها المفتشون التحقق من خزانة ملابس الأسرة وتحديد ما إذا كان هناك ما يكفي من الملابس فيها أو فتح الثلاجة وتقييم محتوياتها. "نحن نتحدث عن أفقر السكان ، وتستخدم وزارة الداخلية الوضع الاجتماعي والاقتصادي الرهيب ضدهم.
يجعل عدد لا يحصى من القواعد واللوائح الحياة الأسرية العادية صعبة ، بل مستحيلة. على سبيل المثال إذا تزوج X الذي يحمل هوية القدس ومقيم دائم من Y من الضفة الغربية، لن يتم تلقائياً منح Y الحق في الإقامة مع زوجها - زوجته، يمكن أن يتم تقديم "لم شمل الأسرة" عندما يكون - تكون Y 35 سنة أو أكثر.
ولن تكون X قادرة على العيش مع زوجها في الضفة الغربية دون خشية إلغاء حقوق إقامتها لأن "مركز الحياة" لن يكون في القدس، إذا تم الانتقال إلى الضفة الغربية،
- كما اضطر العديد من المقدسيين نتيجة أزمة السكن الاصطناعية الناجمة عن أنظمة التخطيط التمييزية- فلن يتم الحصول تلقائياً على بطاقة الهوية الفلسطينية.
إذا تمت الموافقة على جمع شمل الأسرة، المتشكلة وهي العملية التي ينتج عنها الإقامة الدائمة أو المواطنة للزوج في دول أخرى، فإن Y يكون مؤهلاً فقط للحصول على تصريح من الجيش يجدد سنوياً وإلى أجل غير مسمى للدخول إلى القدس. وحدث تغيير في سياسة إسرائيل في أعقاب التماس قدمته هموكيد إلى المحكمة العليا يُسمح بموجبه أخيراً لحاملي التصاريح بالعمل اعتباراً من عام 2013، لكن Diamond تصر أن هذا هو مجرد "ضريبة كلامية" لأن الضرائب المرتفعة تجعل التعاقد مع الفلسطينيين في هذا الوضع غير مجدية اقتصادياً.
إذا ترك Y البلاد وفشل في تجديد هذا التصريح كل عام، فانه يفقد حقه في العودة إلى القدس. وحق الاقامة لن يمر تلقائياً لأطفالهما.وعلى X أن تُثبت مركز حياتها في القدس قبل أن تتمكن من تسجيل طفلها. وحتى إن فعلت ذلك فإن الطفل لن يكون له وضع الإقامة الرسمي ولن تُقدم له بعض الخدمات الاجتماعية.
الناس قلقون باستمرار بشأن التغيير في وضعهم ، كما أشارت Diamond. وقالت: "الشيء الرئيسي الذي يواجهك به المقدسيين عند مقابلتهم هو القلق المستمر من البيروقراطية لإثبات مركز حياتهم في القدس".
وقالت Diamond "هذه هي الأداة التي تستخدمها إسرائيل من أجل دفع الناس للخروج". "إن الهدف هو أن يكون الحد الأدنى من الفلسطينيين مقيمين دائمين".
عاش جلال أبو خاطر في هذا الوضع غير المستقر معظم طفولته. مرة عندما كان صبياً يدرس في مدرسة في رام الله، ويعيش في القدس الشرقية للاحتفاظ بهوية القدس، وتحدث عن الحياة بلا جنسية. "أنا لست مواطناً كاملاً في دولة إسرائيل. ولا انا مواطن كامل في مناطق السلطة الفلسطينية، وأنا لست أردنياً . أنا لا أحمل أي جنسية رسمية ولا يسمح لي بذلك".
" نحن نعيش في عذاب"، وجدار الفصل العنصري الذي يطوق القدس حوّل رحلة العشر دقائق إلى المدرسة إلى محنة الانتظار على نقطة التفتيش التي تسدّ الطريق. ولا يُمكن لأصدقائه من حملة هوية الضفة الغربية زيارته.
لكنه أضاف: "البقاء في القدس هو المقاومة."
مترجم
Jessica Purkiss








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نازح من غزة ينشئ صيدلية مؤقتة في خيمة برفح


.. غالانت يتعهد باستمرار الحرب ضد حزب الله | #رادار




.. بايدن: القانون الذي صدق عليه الكونغرس يحفظ أمن الولايات المت


.. رويترز نقلا عن مسؤول إسرائيلي: جيشنا يستعد لعملية رفح وينتظر




.. العاهل الأردني وأمير الكويت يشددان على أهمية خفض التوترات في