الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أعمالي الشعرية -1- الرحلة*

كاظم الفياض

2014 / 11 / 19
الادب والفن


ما زال الفتى المسافر الصغير
يحمل نتن البحر ذكرى
وقبلة ريفية مهووسة الإيقاع
أكان يراقب السحابات المتجهات نحو الخريف؟
هو لا يعلم
ويذرف على الدروب أغانيه القديمة
ويحمل غضب الله كساء كل يوم
ولعنة ووليمة

عندما كان يطاردني الثور الأليف
تحدثت إليه
كانت عيناه المغبرتان شمعتين
وأنامله الطويلة في المساء
أودية كثيرة الشكوك
وفي النهار ، عندما يقتادني الظلام إليه
وتوصد الأبواب أمام الدعاء
كان يجثو أمام الله
ويبكي
كثيرا
كالنجوم .

-2-
وفيك نجمة متعبة
تذوي في سماء الراحلين
وشوقا يا سيد الرحلة إلى الشاطئ البعيد
يكبلني كالأضلاع
ويتركني قصيدة .

-3-
رحلوا
وكنا بعدهم آتين
شريط من مآقي العين يتبعهم
وبقايا ذاكرة هامت في بقاياهم
فكيف أجلوهم؟
وصبيرتي ما مالت على أخرى
وقرنفلة كأن فيها بعضا من حماقتهم
تندي كما الليل
على رمل كاد يعلوها
ويعلوني .
يا سيدي
يا سيد الرحلة والحسرة الحرة والأصابع
تركتهم ينزفون
وعدت إليك
حاملا بشراي إليك
حجرا ينزفون
على أحجار منفاي
والرماد كالسماء ، والنجوم كالعيون
حدق
حدق فديتك في سكون .
إن رمحا جارحا في عتمة القلب
يقتادني إليه
كلما فسخت أضلاعي
وقلت: لم أجده
عدت ثانية
ولم أجده
لكني وجدت سيدا آخر مثله
يملك عينين
وأذنين
وجسدا مترعا حتى الأنف بالرذيلة
يقارع النجمة الذاوية الوحيدة
في سماوات فزعي المرير
ويتركني قصيدة

أكانت الأحلام نافذتي إليك ، عبر الهموم
أكانت المحارة صدفة وضعت في إنائي المحموم
بعدما ضيعها البحر الكبير
واستقرت في صدغها براءة الحقول
أكانت ...
وتفسخت الأضلاع
وقلت للساقي ، ما نسيت ،
إذا ما أصبح الفجر يؤلمه .. أنا المقتول .


-4-
يتعاط سمر الخمارين وجهي
وعلى أنخابه المرة يشربون
لأول مرة يتآمرون
هم والخمر على قتلي
وكانوا مثلي
يعيشون قتلى أبدا ، ولا يقتلون .

-5-
هكذا هم راحلون
ونحن في خطوهم سادرون
نحمل مما تحمل الأرض عنّا
ونشرب مما تهبنا
وكانوا مثلنا يفعلون ...
- عانقني أصبح فراشة
ويصبح لي وقع حبيبة
وشظايا نار توقد فيك الجمر الخابي
فأنسيك ، أيها العاشق المنسي
وأزرع في زوايا عينيك وهج الشموس قرنفلا
- والقنفذ المكسو بالخوف
ألا يحمل العقاب على ظهره كالجريمة
خذ أسلابي إليك
فكلها غنيمة
ولكن
دعني أمام الله أجثو
لعل سحابة تغادر الخريف
فتبدأ الرحلة حيث يبدأ الطريق
وتنتهي حين ينته الطريق
لتبدأ من جديد .
___________
*هذا النص كتبته وعمري خمسة عشر عاما .
وهو أول نص لم أمزقه . احتفظت به لأني عرضته على أصدقائي ، وكانت لهم قراءات قليلة ويحبون الشعر .
لم أكن مطلعا على علم العروض .
ولا معرفة لي بقواعد اللغة العربية .
ولم أتذوق الخمر إلا مرة واحدة بعد أعوام من كتابتي هذا النص .
لهذه الأمور ، ولأن أبياته الثلاثة الأولى موزونة قررت أن أفتتح به أعمالي الشعرية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاعلكم | 200 فنان يتضامنون لإنقاذ العالم من موسيقى الذكاء ا


.. أبرزهم شقو وعالماشي واحدهم وصل 38 مليون .. 4 أفلام تتنافس ف




.. شبيه عادل ا?مام يظهر فى عزاء الفنانة شيرين سيف النصر


.. وصول نقيب الفنانين أشرف زكي لأداء واجب العزاء في الراحلة شير




.. عزاء الفنانة شيرين سيف النصر تجهيزات واستعدادات استقبال نجوم