الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جذور الأنقسام الشيعي العربي والسني العربي في العراق

حسين محيي الدين

2014 / 11 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لم يكن الانقسام الشيعي العربي والسني العربي في العراق نتيجة لاحتلال العراق من قبل قوات التحالف الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية بل ان جذور هذا الانقسام في العصر الحديث تعود إلى المرحلة الاستعمارية الأولى لكن العقلاء من الساسة العراقيين حاولوا دفن ذلك الانقسام وجعله يغطس تحت السطح غير مرئي للآخرين ولا يشعر به العامة من الناس ولكن عندما تحول العراق إلى قوة معتدية في محيطها العربي والإسلامي أصبح هناك رغبة إقليمية ودولية في إضعاف العراق وجعله يدفع ثمنا باهظا نتيجة سياسته الرعناء خلال العقود الثلاثة التي سبقت الاحتلال .وكان مؤتمر جنيف الممهد لمؤتمر صلاح الدين الذي عقدته المعارضة العراقية آنذاك هو من وضع حجر الأساس لهذا التشظي في العراق وكان للعامل الدولي دورا رئيس في الانقسام الشيعي العربي والسني العربي إضافة الى دولتين إقليميتين أسست على أسس مذهبية طائفية متخلفة واقصد في ذلك إيران والسعودية مركزي الإرهاب في عالمنا العربي والإسلامي . فلو قارنا بين هيكلية ( المؤتمر الوطني العراقي الموحد ) وتشكيلة الدولة العراقية ما بعد الاحتلال لوجدنا ان ما خطط له في تسعينيات القرن الماضي هو هو ما نشاهده في هيكلية الدولة العراقية فيما بعد الاحتلال . هيئة رئاسة مكونة من ثلاث شخصيات عراقية تنتمي الى القومية الكردية والى الطائفة الشيعية والطائفة السنية وهم على التوالي مسعود بارزاني وحسن النقيب ومحمد بحر العلوم ومجلس تنفيذي يقوده أحمد الجلبي الشخصية الشيعية ومجلس تشريعي بقيادة عارف عبد الرزاق الشخصية السنية المعروفة . والمتابع الجيد لوثائق المؤتمر الوطني العراقي الموحد يجد أن ما خطط له بالأمس هو ما تنفذه القيادات السياسية اليوم على الأرض . فإضعاف الجانب العربي في العراق هو هدف معلن من أهداف بعض القوى الإقليمية وبعض القوى الدولية غير مدركين بأن الخطر المحدق بكيان الدولة العراقية سيولد أخطار أعظم على محيطه الإقليمي والدولي وما ظهور داعش والمليشيات الشيعية في العراق الا نتيجة لما خطط له في الماضي وان اشتعال الحرائق والحروب الطائفية في عالمنا العربي والإسلامي هو نتيجة لذلك التخطيط البائس الذي لم يأخذ بعين الاعتبار إشاعة السلم في منطقتنا وفي العالم اجمع وان إشاعة مبدأ التسامح والعدالة وصيانة حقوق الإنسان وقيام نظام ديمقراطي تعددي مدني هو الكفيل بإخماد الحروب الطائفية والعرقية الذي نشاهدها على امتداد البصر . لقد تنبهت الكثير من القوى السياسية الى خطورة ما خطط له في تسعينيات القرن الماضي وحاولت كثيرا إفشال هذا المخطط لكن همجية النظام الدكتاتوري السابق وإصرار القوى الإقليمية والدولية على إضعاف العراق جيشا وحكومة وشعبا همش تلك القوى وأضعفها أمام هذا المخطط الذي لا يعني إلا تدمير العراق بالدرجة الأولى وإشاعة الفوضى والحروب في عالمنا العربي والإسلامي
القضية الكردية ورؤيتي المستقبلية لها __________________
منذ سبعينات القرن الماضي وضعت القوى الوطنية حلا منصفا وعادلا للقضية الكردية يحقق مطالب الأكراد وتطلعاتهم القومية بإقامة عراق ديمقراطي تعددي يضمن حكم ذاتي حقيقي للشعب الكردي ونتيجة لتدخلات دولية رفع الأكراد سقف مطالبهم الى قيام نظام فدرالي في العراق ووافقت على ذلك الكثير من القوى السياسية ولكن أي فيدرالية يبحث عنها الكرد في ظل الضعف العربي السني الشيعي في العراق ؟ إنها فدرالية تمزيق العراق وتدمير وحدته الجيوسياسية وابتزاز ثرواته وعرقلة تقدمه وتدمير مستقبله وهذا ما حصل طوال سنوات ما بعد الاحتلال وقبل ذلك عندما أسس لمنطقة الملاذ الآمن في شمال العراق . دول كثيرة في العالم أقرت النظام الفدرالي واعتمدته لكن أي فدرالية يعتمدها الأكراد وحكومة المحاصصة الطائفية ؟ ان وحدة الشيعة والسنة كفيلة بوضع حد لخزعبلات القيادة الكردية وتلاعبها في مستقبل العراق السياسي والأمني !
ان قيام دولة مدنية في العراق مكوناتها العرب والأكراد والاقليات الأخرى هو ما يجعل العراق مستقرا وآمنا ويضع حدا للطموحات الكردية في الجزء العربي من العراق ونحن كعرب عراقيين لا يمكننا الوصول الى هذا الهدف المنشود الا بدعم عربي ودولي صادق وبمحاربة كل القوى الارهابية الطائفية وفضح الاحزاب الطائفية وتسليط الضوء على تجاوزاتها وفسادها السياسي والمالي والوقوف أمام التدخلات الاقليمية والدولية بشحن الشارع بالمبادئ الوطنية النقية ووضع حد للنزاع السني الشيعي المفتعل في العراق . ولا بد للتجمع العربي الديمقراطي في العراق من أن تكون له رؤية شاملة ودقيقة لمعالجة المشاكل الحقيقية المطروحة في الساحة العراقية .والتي برزت بعد الاحتلال الأمريكي للعراق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا ارى اي مبرر
Jugurtha bedjaoui ( 2014 / 11 / 20 - 22:27 )
لا ارى اي مبرر للعنصرية العربية ضد الاكراد الاشاوس


2 - تحياتي دكتور هو انت اللي تعارفنا بازمير الى ليبيا
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2014 / 11 / 21 - 04:28 )
تحياتي للكاتب الوطني المحروك قلبه على العراق
اهنؤك لانك بالوطن وفي النجف العزيزه تدري عائلتنه من سكنة النجف محلة العماره ولازال بعض أولاد العم فيها ولكنهم يقولون ان محلتنا انقرضت بالتغييرات وبناء السوق الجديد
اريدك دكتور تجاوبني لاني الان بالثمانين ويقال ان الذاكرة تكون غير حاده
انت وانا سافرنا سوية من ازمير الى بنغازي بالباخرة التي كانت الوسيله الوحيدة للوصول الى ليبيا أيام فرض المنع على الطيران لليبيا واعتقد تعارفنا كان في حوالي عام 98
مع ارق امنيات التوفيق والصحة وطول العمر


3 - الـأهم
ياقوت ( 2014 / 11 / 21 - 15:07 )
الأهم هو فضح ايديولوجية الإرهاب الا و هي الدين الإيلامي الإسلام،على فكرة الأكراد يطبقون منادئ زرادشت اكثر من دين اله الرمال تحية لك يوغرطا


4 - الى الزميل صادق الكحلاوي
حسين محيي الدين ( 2014 / 11 / 21 - 17:48 )
شكرا لك دكتور صادق الكحلاوي نعم انا من تقصد والنجف بخير راسلني على بريدي الخاص مع تحياتي لاسرتكم

اخر الافلام

.. حكاية -المسجد الأم- الذي بناه مسلمون ومسيحيون عرب


.. مأزق العقل العربي الراهن




.. #shorts - 80- Al-baqarah


.. #shorts -72- Al-baqarah




.. #shorts - 74- Al-baqarah