الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شاعر مجهول: خمر ومقبرة

أنطونيوس نبيل

2014 / 11 / 21
الادب والفن




هأنذا أقودُ عَربتي
صوبَ البوابةِ الشرقيةِ
في الأعَالي
شَاخِصاً
فيما وراءَ الجِدارِ الشمالي
إلى مقبرةٍ تلوحُ هنالك

هاهي أشجارُ الحَوْرِ البيضاء
ترسلُ حفيفَها في الأفقِ
والصَنَوْبَر والسَرْو
يعانقانَ رحابةَ الطريقِ


هنالك في الغَورِ السَحيقِ
أضجعَ رجالٌ
ماتوا في غَابِرِ الأزمانِ
تُحاصرهم ليالٍ
سَوادُها لا سَوادَ يُضَاهِيه

هنالك في الغَورِ السَحيقِ
تحتَ النوافيرِ الصفراء
رقدَ رجالٌ
لم تمسسهم أناملُ اليقظةِ
منذ آلافِ الأعوام

وهاهنا النورُ والظلمةُ
يُزيحُ بعضهما بعضاً
في انسلاخاتٍ لا حدَّ لها
فتتلاشى السنواتُ
كأنداءِ الصُّبحِ

هاهنا ما انفكَّ الإنسانُ
زائراً عابِراً
ليس لحياتِه نصيبٌ
مِن صرامةِ المَعدَنِ والصَّخرِ

هاهنا كُلُّ مَن نَدبوا مَوتاهم
في غَدِهم صاروا يُندبون
القديسون والفلاسفةُ
في نفسِ الأُحبولةِ يتململون
يفتشون في الخبزِ والعقاقيرِ
عن الخلود

ألم يَكُ مِن الأفضلِ
أن نجعلَ السُّلافةَ من الخمرِ
شرابَاً لنا
ألم يَكُ مِن الأفضلِ
أن نجعلَ الأملسَ مِن الديابيجِ
كسوةً لنا

*القصيدةُ واحدةٌ من "تسع عشرة شذرة من الشعر الصيني القديم" لشعراءٍ مجهولين: يعكسنَ -ببساطةٍ- الكثيرَ من الملامحِ الجمالية للشعر الصيني، ويَعُدنَ -ربما- إلى القرن الأوَّل قبل الميلاد!.. والترجمةُ -كعادتي الشمطاء- بها مِن فُحشِ التصرُّفِ ما يجعلها أقربَ إلى إعادة الكتابة!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شاعر مجهول: خمر ومقبرة
khaled_mustafa ( 2014 / 11 / 21 - 19:13 )
الشعر لغة انسانية و لا يخلو أي شعب من الشعر والموسيقى الغناء . كلمات عذبة وشعرية وصادقة واحسنت أيضا التصرف والترجمة
شكرا يا سيدي

اخر الافلام

.. تضارب بين الرواية الإيرانية والسردية الأمريكية بشأن الهجوم ع


.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي




.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل


.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج




.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما