الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جنسية وهوية الدولة اسمها وليس الانتماء لقومية الأكثرية

قصي غريب

2014 / 11 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


تأخذ الكثير من دول العالم تسمياتها من أكثرياتها السكانية، ففي كل دولة هنالك واقع على الأرض والحياة تفرضه عوامل ديمغرافية وتاريخية ودينية وثقافية وحضارية تلون البلاد بلونها وهذا الحق والامتياز لا يعني أبداً التجاوز على حرمات حقوق وحريات وامتيازات المواطنين الآخرين الوطنية والقومية والثقافية والدينية والمدنية والشخصية فالدول الديمقراطية قد نجحت في عملية الاندماج أو التكامل الوطني لأنها التزمت بتفعيله من خلال سيادة احترام تطبيق مبدأ المواطنة وحماية وصيانة التعدد الثقافي والديني الوطني وذلك من خلال استراتيجيات وآليات أدت إلى دمج كل المكونات الوطنية فى إطار مؤسسات وأجهزة الدولة المختلفة على مبدأ لك كامل الحقوق وعليك كامل المسؤوليات.
وفي ظل هذا تكون جنسية وهوية الدولة هو اسمها وليس الانتماء إلى الأكثرية القومية فيها، لاسيما وأن الجنسية هي رابطة قانونية وسياسية قائمة بين الفرد والدولة بحيث يكون بموجبها مواطناً تابعاً لها ويتمتع بكافة
الحقوق وتقع على عاتقة كافة المسؤوليات الوطنية ويغدو الوطن بكل مكوناته هوية جمعية تدل على ميزات مشتركة أساسية ، تميزهم عن جماعات أخرى في العالم. .
وبما أن جنسية الدولة وهويتها هو اسمها الذي يمكن أن يستمد من أكثريتها وليس الانتماء القومي لهم، فمثلا عندما يحصل المهاجر الأجنبي على الجنسية والهوية الالمانية يصبح يحمل اسم الدولة الألمانية فيكون ألماني الجنسية والهوية ولكنه لا ينتمي إلى القومية الألمانية إنما إلى الدولة الألمانية واسمها .
ومن هذا المنطلق يشكل العرب في سورية أكثر من 90% من التعداد السكاني وهذا الواقع الحقيقي يجعل من حقهم القانوني والسياسي والشرعي أن تأخذ الدولة تسميتها وجنسيتها وهويتها وثقافتها منهم بحكم كونهم الأكثرية السكانية والعمود الفقري للبلاد فيصبح أي مواطن سوري في الدولة السورية العربية مهما كان انتمائه القومي جنسيته وهويته عربي سوري ولكنه لا ينتمي إلى القومية العربية إنما يحمل اسم الدولة باعتبارها الجنسية والهوية.
وبالمقابل لو قامت دولة كوردستان فيصبح تحصيل حاصل كل مواطن يعيش فيها سواء كان من الكورد والعرب والأشوريين والتركمان والكلدان جنسيته وهويته كوردستانية وليس كوردياً ينتمي إلى القومية الكوردية لأنه يحمل اسم الدولة الكوردية ولذلك يردد المسئولون الكورد في شمال العراق على أن محافظة كركوك العراقية هي كوردستانية وليست كوردية لأن سكانها خليط من العرب والتركمان والكورد .
وباعتبار الكورد يشكلون الاكثرية العددية في الدولة يصبح من حقهم القانوني والسياسي والشرعي أن يلونون الدولة بهم ومن ثم يكون من عدم اللباقة واللياقة والكياسة والسفه أن تعترض أي قومية من القوميات التي تعيش في الدولة على تسمية الدولة بكوردستان بناء على أساس ذريعة وجود تعدد قومي وثقافي في البلاد لأن ذلك يكون سفهاً عنصريا وتعدياً على حرمة الكورد فهم الأكثرية السكانية والثقافية والعمود الفقري للبلاد.
وبناء على ما تقدم فإن جنسية وهوية الدولة اسمها وليس الانتماء إلى قومية الأكثرية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انطلاق معرض بكين الدولي للسيارات وسط حرب أسعار في قطاع السيا


.. الجيش الإسرائيلي يعلن شن غارات على بنى تحتية لحزب الله جنوبي




.. حماس تنفي طلبها الانتقال إلى سوريا أو إلى أي بلد آخر


.. بايدن يقول إن المساعدات العسكرية حماية للأمن القومي الأمريكي




.. حماس: مستعدون لإلقاء السلاح والتحول إلى حزب سياسي إذا تم إقا