الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الوجوه المتعدّدة لرجب طيب أردوغان
منعم زيدان صويص
2014 / 11 / 30مواضيع وابحاث سياسية
منذ أن إمتهن السياسة وانضم في السبعينات لحزب الخلاص الوطني الإسلامي بقيادة نجم الدين أربكان، عُرف رجب طيب إردوغان بتلونه وتغيير سياساته ومواقفه، متنقلا من حزب إسلامي إلى آخر. في عام 1980، قام العسكر بإنقلاب وألغوا الأحزاب، وعندما أعادوها بعد ثلاث سنوات، رجع إردوغان إلى الحياة الحزبية من خلال حزب الرفاه. وفي عام 1998، اتّهُم أردوغان بالتحريض على الكراهية الدينية، وسُجن ومُنع من العمل في الوظائف الحكومية، ومنها الترشيح للانتخابات العامة، بسبب اقتباسه أبياتاً شعرية أثناء خطاب جماهيري: " مساجدنا ثكناتنا، قبابنا خوذاتنا، مآذننا حرابنا، والمصلون جنودنا - هذا الجيش المقدس يحرس ديننا." وفي عام 2001 أسس مع عبد الله غول وآخرين حزب العدالة والتنمية. خلال فترة سجنه، تعلم إردوغان دروسا صعبة، فمنذ البداية صمّم أن يدفع عن نفسه أي شبهة باستمرار صلاته الأيديولوجية مع أربكان وتياره الإسلامي، الذي أغضب المؤسسات العلمانية مرات عدة، وأراد أن يبعد كل الشكوك في أنه يقبل العلمانية، فأعلن أن حزب العدالة والتنمية سيحافظ على أسس النظام الجمهوري ولن يدخل في خلافات مع القوات المسلحة التركية وقال: "سنتبع سياسة واضحة ونشطة من أجل الوصول إلى الهدف الذي رسمه أتاتورك لإقامة المجتمع المتحضر والمعاصر في إطار القيم الإسلامية التي يؤمن بها 99% من مواطني تركيا." وربح الحزب الإنتخابات البرلمانية بأغلبية مريحة.
وقد نجح إردوغان كرئس للوزراء، وشهدت تركيا بقيادته إستقرارا وأمنا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، وتوصل إلى مصالحة مع أرمينيا و اليونان، وبمساعدة وزير خارجيته، داود اغلو، بدأ سياسة تعاون مع الجمهوريات السوفيتية السابقة، والعراق وسوريا والعديد من الدول العربية الأخرى ، وتوصل إلى تفاهم مع الأكراد في تركيا. ومع ذلك لم ينجح في إقناع الأوربيين بقبول تركيا في أتحادهم على المدى القريب.
وتبنى إردوغان مواقف مثيرة واستعراضية ضد إسرائيل وحربها على غزة عام 2009. وفي مؤتمر دافوس أنسحب من مناظرة سياسية لأن شمعون بيريز أُعطيَ وقتا أطول مم أعطي هو. واعتُبر بطلا، وخاصة عندما مدحة غريمه الحالي حسن نصرالله. وقد مُنح جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الأسلام وجائزة القذافي لحقوق الإنسان. ورغم موقفه من السياسة، والتصرفات، الإسرائيلية، فقد زارإسرائيل عام 2005 وعقد معها صفقة سلاح بنصف مليار دولار لتحديث طائرات فانتوم التركية وصرح بأنه سيحاول "دفع عملية السلام" إلى الأمام، ووضع إكليلا من الزهور تكريما لذكرى "ضحايا الهولوكوست." ورافق اردوغان في رحلته الى اسرائيل أربعة وزراء وعشرة نواب في البرلمان و100 رجل أعمال تركي. وفي عهده نجحت تركيا في التوسط لعقد مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وسوريا.
أثناء الثورة الشعبية المصرية على نظام مبارك لم يكن واضحا أن الإسلاميين سيربحون الإنتخابات ولذلك كان إردوغان حذرا في تأييدهم، ولذلك نصح المصريين والشعوب العربية الأخرى، في مقابلة مع إحدى القنوات التلفزيونية المصرية أثناء زيارته لمصر، أن يتبنوا، كما تبنى حزبه في تركيا، أنظمة سياسية علمانية. وأصدر القادة الإسلاميون في مصر تصريحات غاضبة ضده واتهموه بالتدخل في شؤون الشعب المصري، وحذروا "من سعي بلاده للهيمنة على منطقة الشرق الاوسط،" وهم الذين طالما دعوا إلي إحياء الخلافه، ممثلة في تركيا.
قال أردوغان في المقابلة: "أقول للشعب المصري ألا يكون قلقا من العلمانية، وأظن أنه سيفهمها بشكل مختلف بعد تصريحي هذا." وقال أن الدولة العلمانية لا تعنى دولة اللادين، داعيا الى دولة مدنية تقوم على احترام جميع الأديان، وقال أن العلمانية الحديثة لا تتعارض مع الدين بل يجب عليها أن تتعايش معه. وشدد على أنه لا تعارض بين الإسلام والعلمانية "بمفهومها الحديث." وقال: "أنا أؤمن بأن المصريين سوف يقيًمون هذا الموضوع بكل جدية في هذه الفترة الانتقالية وما بعدها خصوصا ما يتعلق بالديمقراطية ومسيرتها، وسوف يكتشفون أن الدولة العلمانية لا تنشر اللادين بل تحترم كل الأديان." وقال ايضا: " فحتى الذي لا يؤمن بالدين يجب على الدولة أن تحترمه. وإذا تم وضع تلك الضمانات فهذه هي الدولة العلمانية." وأضاف: "رجب طيب أردوغان ليس علمانيا وإنما مسلم ولكنه رئيس وزراء دولة علمانية ويفعل ما توجبُه هذه الدولة."
من كان يتخيل أن إردوغان سينسى ما قاله أعلاه و يتبنى خطاب قادة الإسلام السياسي في المنطقة؟ لقد تغير إردوغان مرة أخرى بعد إنضمام الأحزاب الإسلامية إلى الإحتجاجات والثورة المسلحة ضد نظام بشار الأسد. وعندما نجح مرشح الإخوان المسلمين في الإنتخابات الرئاسية في مصر، ترك إردوغان سياسته العلمانية وشكل مع بعض الدول الخليجية تحالفا يطالب بإزالة بشار الأسد، ولا شك أن تركيا ساعدت الجهاديين من كافة الأنواع في الدخول إلى سوريا والإنضمام للحركات الإسلامية لمحاربة النظام، وعندما تشكل التحالف ضد داعش والنصرة وقف، عمليّا، على الحياد، ورغم مناشدة العالم لتركيا بالتدخل ومساعدة الأكراد السوريين في معركتهم ضد داعش في عين العرب-كوباني، ألا أنه لم يحرك ساكنا. ورغم التناقض في مواقفه، برهن أن هدفه الواضح والثابت هو إختراق الدول العربية والهيمنة عليها سياسيا واقتصاديا باستغلال العامل الديني.
كرئيس للوزراء كان إردوغان الحاكم المطلق لتركيا، لكنه فضل أن يكون هو الرئيس، ولعب مع غول لعبة فلاديمير بوتن مع ميدفيديف فغير قواعد الحكم وأصبح رئيسا للجمهورية وعين داود أغلو رئيسا للوزراء. وفي 30 آب الماضي إفتتح إردوغان القصرالرئاسي الجديد، الذي يضاهي أفخم القصور السلطانية العثمانية وبلغت تكاليفه أكثر من 600 مليون دولار.
مؤخرا رأى العالم وجها آخر لإردوغان عندما خرج بتصريحات تدل على التوتر العقلي وجنون العظمه. قال إردوغان إن المسلمين اكتشفوا أمريكا قبل كولومبوس ب 300 عام، وطالب بأن تدرّس هذه النظرية في المدارس التركية كحقيقة تاريخية. وفي كلمة له في أنتاليا قال إن إسم الألعاب الأولمبية مأخوذ من جبل أوليمبس "قرب أنتاليا." وعندما تحدث عن تاريخ السلاجقة وقع في أخطاء تاريخية واضحة. وفي آخر خطاباته إنتقد الذين يطالبون بالمساواة بين الرجل والمرأة.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. صحف فرنسية : -العرجاني من تهريب أسلحة عبر الأنفاق إلى احتكار
.. السعودية.. تنظيم عملية خروج ملايين الحجاج من الحرم المكي تثي
.. غارات إسرائيلية على حلب تقتل أكثر من 40 عسكريا سوريا.. ما ال
.. المرصد السوري: أكبر حصيلة من القتلى العسكريين السوريين في غا
.. شاهد حيلة الشرطة للقبض على لص يقود جرافة عملاقة على طريق سري