الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في حيثيات المنطقة الآمنة (العازلة )

علي مسلم

2014 / 12 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


بات الواقع السوري المعقد مفتوحاً أمام كل الاحتمالات بعد التمادي في القتل والقتل المضاد من جانب قطبي النزاع أو بعبارة أدق أقطاب النزاع في سوريا , بعد فشل الجميع في حسم الصراع المتشعب على الارض لصالحه كل على حدا خصوصاً من جانب النظام والذي جند في سبيل ذلك ما يملك من قوة وبطش ونفوذ , بدورها لم تستطع المعارضة السورية بقطبيها السياسي واللاسياسي من خلق حالة فاعلة من شأنها تسجيل نصر أو الاتيان بمشروع سياسي وطني يستقطب الجميع الى طاولة التفاهم وتحقيق ما أمكن من واقع يمهد لاستقرار اجتماعي سياسي حتى في المنظور البعيد , الى جانب التشتت المجتمعي الداخلي الحاصل نتيجة هذا الصراع على المستويين القومي والطائفي بحيث بات الكل يحارب الكل في صورة انتقامية قد تصل الى مرحلة الابادة , وحصل نتيجة ذلك هجرة ونزوح الملايين والذين فقدوا الامل في الحصول على حياة تتوفر فيها ادنى درجات الأمان ناهيك عن تدمير ما تبقى من بنية تحتية وإمكانية تعرض الباقين الى مجاعة وحصار قد تكون محفوفة بمخاطر لم تكن متوقعة .
وعلى الجانب الآخر تتشاطر الدول المعنية بالشأن السوري في صياغة مشاريعها الخاصة والمبنية أصلاً على ما يوحي بتمكين مصالحها بغية الظفر بموقع قدم لها في سوريا بعد تجاوز مرحلة الحرب والتي من المؤكد أنها ستطول لسنين على ضوء ما يترشح من تصريحات من داخل مواقع صنع القرار , فالتحالف الدولي الذي يقودها الولايات المتحدة تحت شعار محاربة الارهاب بدورها لم تحقق شيئاً ملموساً كونها كانت مرهونة بمفاهيم لا تتضمن انهاء الارهاب في سوريا والمتمثل بدولة الاسلام داعش وباقي الفصائل الاسلامية الراديكالية بل تعمل في سبيل الحد منها والتحكم بتقدمها وانتشارها مما يجعل خطورتها قائمة على الدوام , ناهيك عن تجاوزها مسألة إسقاط النظام .
وحسب مراقبين فإن ما يجري من تحركات دبلوماسية على الصعيدين الدولي والاقليمي ربما لم تكن مرهونة للصدفة حتى النهاية بل كانت بمثابة المقدمات والتي ستؤدي ربما الى ما يتم طرحها من قبل الدولة التركية حول المنطقة العازلة , حيث أن مسألة رحيل الاسد لم تعد من الأوليات الدولية وانما هناك بحث لصورة حل ذو أبعاد سياسية تساهم في تأمين مناطق آمنة على طول الحدود مع تركيا ولعمق قد تصل الى خط العرض 35 كما صرح عنها الائتلاف الوطني السوري كشرط للموافقة بالإضافة الى مناطق ما بعد خط العرض33 في الجنوب السوري وكذلك منطقة القلمون بما فيها مدينة دمشق , وقد تحولت الانظار نحو هذا الطرح التركي بعد موافقة الحكومة الفرنسية والميول الواضح نحو ذلك في التوجه الرسمي الامريكي خصوصاً بعد زيارة نائب الرئيس الامريكي جو بايدن الى تركيا مؤخراً والمحادثات التي اجراها مع الرئيس التركي بغية اقناعه على ضرورة مشاركة تركيا في الحرب على الارهاب المتمثل بداعش والتوافق عل صيغة لمرحلة سياسية انتقالية في سوريا , وكذلك الزيارة المقررة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى تركيا , وما يزيد من احتمالية نجاح هذا المشروع هو توافقه وتقاطعه بشكل شبه كلي مع ما يطرحه مبعوث الامم المتحدة ديمستورا والذي يدعو الى مناطق مجمدة الصراع بدءاً من حلب وتعميمها على باقي مناطق سوريا لاحقاً فور نجاحها بحيث تكون المناطق المجمدة أو الآمنة تحت اشراف دولي وبقيادة الجميع بما فيها تشكيلات النظام والتي تتضمن :
1- وقف القتال وفرض حظر طيران جوي
2- فتح معابر لتقديم المساعدات الانسانية ومعالجة الجرحى والمصابين بما فيها ترميم البيوت وتبادل القتلى والاسرى.
3- تشكيل قوى من الجميع بما فيها النظام مهمتها ضبط الامور وتسييرها بما فيها تشكيل المجالس المحلية و فتح المدارس والمشافي وباقي المرافق العامة
4- التحضير لانتخابات محلية وبرلمانية وتحديد الرئيس من البرلمان المنتخب
واعتقد أن الاصرار التركي على تحقيق مناطق آمنة ضمن الاراضي السورية لها ما يبررها تركياً فهي بالإضافة الى قلقها على أمنها القومي وحماية حدودها تحاول التخلص من مستحقات اللأجئيين السوريين على أراضيها تلك المشكلة التي باتت تؤرق كاهلها بحيث يتم اعادتهم الى قرائهم ومدنهم وتقديم ما أمكن من مساعدات لوجستية لهم بحيث تقود إلى إعادة الروح لما تبقى من بنية تحتية هناك , والجدير ذكره أنه تم انشاء مناطق عازلة تاريخياً بين الكوريتين عام 1953 وفي قبرص عام 1974 وفي الجولان بين سوريا وإسرائيل تحت إشراف قوة دولية، وبين إريتريا وإثيوبيا عام 2000
على مسلم
اسطنبول 30 – 11 - 2014








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تقارير عن ضربة إسرائيلية ضد إيران وغموض حول التفاصيل | الأخب


.. إيران وإسرائيل .. توتر ثم تصعيد-محسوب- • فرانس 24 / FRANCE 2




.. بعد هجوم أصفهان: هل انتهت جولة -المواجهة المباشرة- الحالية ب


.. لحظة الهجوم الإسرائيلي داخل إيران.. فيديو يظهر ما حدث قرب قا




.. نار بين #إيران و #إسرائيل..فهل تزود #واشنطن إسرائيل بالقنبلة