الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الذات الناقدة

محمد حسين عبدالعزيز

2014 / 12 / 3
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


هل نقد الذات صفة جينية يتم توارثها، أما انها صفة مٌكتسبة ، أم تٌراها رغبة شخصيه تكبر ، تنمو، تتعاظم، برغبة الفرد في المعرفة ، وإصرارة علي الإكتشاف والتعرف علي كل ما حولة بنفسه ،بمجهوده، لا إعتمادا علي ما نٌقل إليه.
فلسفة الأديان مبحث يدور حول التأصيل المعرفي لفكرة أن البشرية لديها مما يقجمعها أكثر بكثير مما يفرقها، ولأن المٌعتقد/الدين صفة إجتماعية مميزة للأقوام/ الشعوب كانت ولا تزال وستظل محل إهتمام فلاسفة عظام يقبع علي رأسهم مولانا وليم هيك، وقطعا لا ننسي فضل ديفيد هيوم.
علي مدار يومين إستمتعت بقراءة أطروحه علمية في فلسفة الدين كتبها احد المرجعيات الشيعية ، كان يمرر فيها من طرف خفي بأننا في النهاية أمام منتج بشري قُح نما وتتطور ، حتى صار كما هو معروف اليوم بالأديان والمذاهب وأننا حتى تستقيم حياتنا لابد وأن ننظر في كل ما يٌسهل وجودنا ويجعلنا أكثر قدرة علي التعايش، وأيضا النظر بعمق علي ما أٌصطٌلح علي كونه مٌوحدا،جامعا لنا؟
يسأل الكاتب نفسه هل فعلا الأديان أتت لتٌجمع ؟!

كيف يستقيم الإيمان مع الحاسة النقدية؟
هل المؤمن شخص ناقد، واعي، أم هو مجرد ذات قابلة لا تمللك سوي التكرار؟
تقف أمام ما وصل إليها موقف العابد المتبتل لا القارئ الناقد فتعلي مع مرور الوقت من قيمة النص لتصل به إلى مرتبة القدسية فضلا عن مؤلفي النص، ناقلي النص، ناسخي النص، وحتى كل من حمل أو حفظ ، أو حتى نطق بالنص.

هل الاديان بحق مٌنزلة ؟؟ أما إنها إختلاق ذاتي فردي إستجابة مباشرة لطبيعة العقل البشري الباحثة دوما عن اجوبة؟
ما هو مصدر التشابه الذي يصل لدرجة التطابق حول قصص الأنبياء، معجزات الصالحين ؟
هل الأديان تقف دوما قابعة خلف خانة رد الفعل كنتيجة مباشرة للتطور الحضاري الذي شئنا أم أبينا يجر معه الرده الروحية ؟
ما هو الأصل في الخلاص الروحي .. هل التعبد لله ، أم التمسك بشرائعة ؟
فشتان جد شتان بين الإيمان الخالص وبين التعبد بالشرائع، فالنقد الموجه للأديان يستقي من بربرية قوانينها، تخلف أطروحاتها لحلول المشاكل ، نبعا لا ينضب ليصب عليها جم غضبه ونقمته وهو مٌحق بذلك لا شك.
هل ثمة منطقة مشتركة بين الأديان السماوية فيما بينها ، وهل تتقاطع ولو هامشيا مع الشرائع الوضعية؟
هل الاديان مصدرا للنبذ، الإحتقار، السمو أو حتى التعالي .. إنطلاقا من كون صاحب المعتقد ذاك هو وحدة من يملك الخلاص؟

تبقى الرحي الذهنية تدور في ذلك المبحث المعرفي ، الذي يطرح الأسئلة أكثر مما يقدم من اجوبة ، يجعلك أحيانا تصاب بالإرهاق الفكري أو حتي السأم من كثرة علامات الإستفهام ، لكنك ما أن تغلق الصفحات إلا وتجد نفسك للحظات قد تطول لدقائق صامت، واجم، تٌحلق حول علامات الإستفهام التي طرحها الكاتب ، لانها بلا شك تمسك ، وتصطدم مع حياتك في ذاتها ، علي مستوي الوجود، وعلي مستوي التعايش.
ياتي الجانب الأخطر والأهم من تتلك المنطقة المعرفية حين تٌسقط الإستفهامات نفسها علي الذات الإلهية بحكم إنه تم التعارف علي ان الأديان نبعت من مصدر شرعاني واحد
الله ؟؟ من هو الله ؟؟ هل هو ذات متجسدة ، أم قيمة أخلاقية عليا؟؟

وإن كانت الذات واحدة ففيم التشرذم والإختلاف بين متبعي الاديان من ناحية ، وبين الطوائف في الديانة الواحدة من ناحية أخرى!
نحن كبشر لنا طبيعة مادية لا نمللك أن نتخلص منها مهما حاولنا، وبالتالي لا نستطيع أن ننقد الله كفكرة أكثر منه كمعتقد يٌمارس أو أفعال ترتكب، لأن عقلنا مادي لا روحاني، عملي، منطقي، لا غيبي مستتر.. فننقد الشرائع، ننقد الممارسات لأتباع الديانات، ثم نضع النصوص المقدسة قيد التحقيق تاريخيا تارة، وواقعيا تارة أخرى
وهذا كله في النهاية ينصب في رافد جامع هو .. الله
اشنرك في تقييم المقال








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نازح من غزة ينشئ صيدلية مؤقتة في خيمة برفح


.. غالانت يتعهد باستمرار الحرب ضد حزب الله | #رادار




.. بايدن: القانون الذي صدق عليه الكونغرس يحفظ أمن الولايات المت


.. رويترز نقلا عن مسؤول إسرائيلي: جيشنا يستعد لعملية رفح وينتظر




.. العاهل الأردني وأمير الكويت يشددان على أهمية خفض التوترات في