الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أستقرار أم تقدم؟

مجدى خليل

2014 / 12 / 6
مواضيع وابحاث سياسية



ضمن أسئلة إلى أين تتجه مصر؟ يتساءل الكثيرون هل إلى إستقرار أم إلى تقدم؟. عندما كانت مصر تعيش حالة فوضى عارمة بعد ثورة 25 يناير وأثناء حكم الاخوان كان التساؤل الملح متى يتحقق الأستقرار السياسى والإنضباط الأمنى؟. بعد أنتخاب الرئيس السيسى بدأت بوادر الأستقرار السياسى تظهر وصاحبه قدر معقول من الإنضباط الأمنى، وإن كان لم يكتمل نتيجة جهود الاخوان وشركاءهم فى تمديد حالة عدم الاستقرار الأمنى،وبدأ الناس يتساءلون هل يمكن أن يتحقق لمصر التقدم فى العهد الجديد،وخاصة بعد التروييج لعدد من المشاريع الكبيرة؟.
فى تقديرى أن مصر بعيدة جدا جدا عن مسار التقدم،فالتقدم يلزمه اولا تغيير شامل فى منظومة التفكير فى العقل الفردى والجمعى فى مصر،وما نراه ونلمسه هو حالة تدهور مستمر فى طريقة التفكير،ومن ثم فأن مصر بمعايير التقدم تتراجع وبشكل ثابت للخلف.وقد يتعجب الكثيرون إذا عرفوا أن التفكير الدينى هو أحد أهم معضلات التخلف فى مصر،ومن ثم لا يمكن أن يتحقق لمصر التقدم فى هذه الاجواء الخانقة إلا بإبعاد الدين تماما عن شئون الدولة وعن الحياة العامة،أى بفصل الدين عن الدولة،وبمعنى أكثر وضوحا بالعلمانية.
لقد تحقق الاستقرار طوال عهد مبارك إلى درجة الركود،ومع هذا تراجعت مصر فى كافة المناحى.نعم أن الاستقرار هو شرط ضرورى لحدوث التقدم ولكنه مجرد شرط مبدئى يلزمه عوامل أخرى كثيرة حتى نبدأ السير فى طريق التقدم. معنى هذا أن مصر لم تبدأ اصلا فى السير فى طريق التقدم،بل على العكس والمؤسف أنها تسير بخطى حثيثة فى طريق التخلف.
وطريق التقدم طويل إذا قررت دولة البدء فى السير فيه،ومع هذا كما قلت لم نبدأ فيه اصلا لأننا نسير فى الاتجاه الخطأ والاخطر تصور البعض أننا نسير فى الاتجاه الصحيح.
ولكن هل الدين فقط هو المسئول عن هذا التفكير الخاطئ فى مصر؟. بالطبع لا وإن كان الدين يمثل العامل الأساسى فى ذلك. هناك أيضا غياب الحريات والتفكير الحر،فالعقل غير الحر لا يمكن أن ينتج افكارا للتقدم.والعقل النقدى الحر هو نتاج التعليم والثقافة ووسائل التنشئة فى البيت والمدرسة والمسجد والكنيسة،وإذا كانت كل هذه المؤسسات تتبنى خطابا ومنتجا يزيد من أزمة التفكير نكون إزاء مشكلة طويلة الآمد وصعبة الحل.وإذا كانت منظومة الفساد الإدارى والاخلاقى أدت بدورها إلى بناء ثقافة كاملة يمكن تسميتها "ثقافة الفساد" تبرر وتحلل وتعيد تشكيل الهرم العام لتجعله مقلوبا،فأن المسألة تصبح اصعب واصعب،لأن الفساد يبرز الشخصيات التافهة ويدفن المواهب الحقيقية،وإذا كان كل ذلك يحدث فى ظل أنفجار سكانى مستمر منذ عقود وإستبداد يعيد تجديد نفسه كل عدة عقود..هنا تصبح مسألة التقدم غاية فى الصعوبة ويستحيل البدء فيها فى ظل كل هذه القيود الثقيلة.
ويبقى السؤال هل هناك نية للتقدم اصلا فى مصر؟
فى تقديرى لا توجد هذه النية من الاساس،وعلى مدى عقود كانت الأولوية لأستقرار الحكم على مسألة التقدم،ومع كل تدهور جديد يعاود الناس الآمل فى عودة الاستقرار وليس التقدم. الأنظمة المتعاقبة كان يشغلها بعد أولوية أستقرار الحكم سد احتياجات الناس من السلع الأساسية،ولأن حتى سد هذه الاحتياجات لا يمكن أن يحدث إلا فى ظل أقتصاد ينمو بمعدل يفوق الزيادة السكانية ،فقد لجأت الحكومات المتعاقبة إلى اقتصاد المعونات والقروض لسد هذه الفجوة.
ارجوا أن لا تنزعجوا مما اقول،إن مصر قد تأخذ من سنة إلى عدة سنوات لكى يتحقق بها الاستقرار الذى كان موجودا فى عهد مبارك،أما بالنسبة للتقدم فهى بعيدة جدا جدا عنه،وهذا أيضا ليس جديدا،فمنذ عهد عبد الناصر ومصر أتخذت لنفسها طريقا بعيدا عن مسار التقدم ،ومع مرور الزمن أتسعت الفجوة جدا بين الطريقين،ولا توجد أى نية للأنتقال من مسار التخلف إلى مسار التقدم، لأن النظام ،المتشبث بإستقرار السلطة، والشعب الغارق فى الفساد والهوس الدينى، كلاهما سعداء بالتخلف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 12 / 6 - 22:15 )
مناظرة العلمانية و الإسلام - د. هيثم طلعت و مصري ملحد :
https://www.youtube.com/watch?v=RJijFFi01aA


2 - الاستاذ مجدي خليل المحترم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2014 / 12 / 7 - 07:32 )
اولا و بعد التحية نتقدم لكم و لكل البشر بقرب حلول اعياد الميلاد و رأس السنة الميلادية متمنين للجميع العافية و النجاح و السلامة
ثانياً اخي الكريم هل هناك جديد فيما تفضلتم به؟ و انت سألت و انا اسألك كيف الوصول الى بداية طريق التقدم؟
اعتقد ما تفضلت به مطروح بكثرة لكن لم يتقدم احد ببرنامج يتبناه و ينشرة ليُثقف به
ما تقوله ينطبق على اي دولة من اقصاها الى اقصاها
ماهو تعريفك للدولة لطفاً؟ و كيف تفصل الدين عن الدولة التي اهم عناصرها هو الشعب؟
لو فصلت -الدين عن الدولة- اين تضعه لطفاً؟
الدولة كما افهم هي شعب و جغرافية تديرهم حكومة فكيف تفصل الدين عن الشعب مثلاً؟
اعتقد الاصح هو فصل الدين عن الحكمومة او الحكم او اي صيغة اخرى لان فصل الدين عن الدولة يعني عجز
اكرر التحية و دمتم بخير

اخر الافلام

.. التجسس.. هل يقوض العلاقات الألمانية الصينية؟ | المسائية


.. دارمانان يؤكد من الرباط تعزيز تعاون فرنسا والمغرب في مكافحة




.. الجيش الأمريكي يُجري أول قتال جوي مباشر بين ذكاء اصطناعي وطي


.. تايلاند -تغرق- بالنفايات البلاستيكية الأجنبية.. هل ستبقى -سل




.. -أزمة الجوع- مستمرة في غزة.. مساعدات شحيحة ولا أمل في الأفق