الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أحمد عبد المعطي حجازي وسؤال الثقافة!!

حسام الحداد

2014 / 12 / 7
الادب والفن


أحمد عبد المعطي حجازي وسؤال الثقافة!!

حسام الحداد
هذا الغياب الذي تعودناه!
هذا هو عنوان الشاعر الكبير أحمد عبد المعطي حجازي في العدد الأخير من مجلة "دبي الثقافية" عدد 115 ديسمبر 2014، ويتساءل شاعرنا الكبير في بداية مقاله "يبدو كأننا نسينا أن لدينا ثقافة وأن لدينا مثقفين. والا فأين هذه الثقافة من أسئلتنا وهمومنا الراهنة؟ وأين هؤلاء المثقفون مما يحدث في بلادنا الآن؟ وأين نحن من هذا الغياب الذي لم يسترع انتباهنا كأننا تعودناه؟" تلك كانت أسئلة شاعرنا الكبير الذي يسكن برجه العاجي ولا يرى الشارع الثقافي المصري وجهه إلا إذا كان ذاهبا لكرنفال شعري يعزف فيه سيمفونيته المنفردة حيث أنه لا يجيز ان يقول معه أحد خاصة ان كان من الشعراء الشبان او من شعراء العامية، ليس فقط بل شاعرنا الكبير لا يعترف أصلا بالكثير من هؤلاء الشعراء خاصة كتاب قصيدة النثر، فالذاكرة مليئة بمواقف كثيرة تدين شاعرنا الكبير لكنا في هذا الرد ان جاز لنا ان نرد ولا يحتسب ردنا إساءة أدب منا حيث انه لا يحق في شرع شاعرنا ان يرد عليه أحد.
بداية من السؤال الأول الذي سأله الأستاذ حجازي: أين هذه الثقافة من أسئلتنا وهمومنا الراهنة؟
وهنا لا أجيب بالإنابة عن جموع المثقفين المصريين الذين يقدمون لنا انتاجا يوميا ليس متماسًا فقط، بل مناقش ومشتبك مع الواقع المعيش، فسوف أرد من خلال احتكاكي البسيط مع الثقافة، فتكون الاجابة من خلال واقع أعيشه وأحياه، فهناك يا شاعرنا العظيم من يناقش هذه الهموم من مثقفينا ويجيب على أسئلة واقعنا وهمومنا سواء كان من خلال اعمال فنية متميزة في المسرح والسينما أم من خلال ندوات ومؤتمرات أو فعاليات ثقافية في الشارع وعلى سبيل المثال لا الحصر فضمن ما شاهدته وعاينته وتعايشت معه خلال الشهرين الاخيرين:
1- مؤتمر التأويلية ونصر حامد ابو زيد والذي عقد على يومين وقد تناول التأويلية عند نصر حامد أبو زيد وكيف نقرأ التراث الديني تلك الإشكالية التي أوقعتنا في الكثير من المشكلات التي نحياها الأن بسبب عدم القراءة الصحيحة لهذا التراث، مما انتج لنا دواعش في كل مكان
2- ان كان مؤتمر التأويلية في اوائل اكتوبر الماضي ففي أخر أكتوبر كان مهرجان المسرح في جامعة عين شمس ورأينا عرضا مهما على المستوى الابداعي والفكري "الواغش" اخراج المخرج الشاب بسام عبد الله والذي تميز برؤية ثاقبة ناقش من خلال عرضه واقعنا المعيش طارحا الاسئلة الملحة على الشخصية المصرية الان واهمها "ما العمل؟" مقدما بعض بدايات الاجابات تاركا جمهور العرض يقدم اجاباته بنفسه
3- شاهدت فيلم "شيرزاد" وهو فيلم مستقل بطولة الفنانة الشابة بتول الحداد والذي تناقش فيه وباقي افلامها قضية العنف ضد المرأة وافات المجتمع الذكوري الذي نحياه، واضعة المجتمع أمام اشكالاته كاشفة عن عورات مجتمعنا الذكوري.
4- مناقشة ديوان يوسف مسلم "فقه الغضب" والذي يعد بيانا او منشورا لحزب ثوري يناقش فيه قضايا الجهل والتخلف والمرض والقهر والاستبداد، مقدمة رؤية للخروج من هزائمنا المستمرة في معركتنا مع الحياة.
لم اقم بسرد ما سبق الا للتدليل لشاعرنا الكبير ان هناك ثقافة حية نابضة في قلب المحروسة فيما قدم على المستوى الشخصي فما بال شاعرنا لو جمعنا الفعاليات الثقافية التي تقام على ارض المحروسة فكان هناك ايضا " الفن ميدان" والذي يعقد في ميدان عابدين، حيث كان كرنفالا يجتمع فيه معظم المبدعين والمثقفين شهريا للالتقاء بالجمهور وجها لوجه حيث التفاعل الحي بين المبدع والمتلقي هذا بجانب عدد لا بأس به من الندوات والأمسيات التي ليست لشاعرنا أي خلفية عنها لأنه يخشى على حذائه من الاتساخ في شوارع القاهرة، هذا بجانب كم المقالات والحوارات التي تخرج علينا عبر الفضائيات أو الصحف المناقشة لهمومنا.
أما سؤاله الثاني: أين هؤلاء المثقفون مما يحدث في بلادنا الآن؟
والإجابة يا شاعرنا العظيم ابسط مما تتخيل فقط كلف نفسك عناء البحث على مؤشر البحث جوجل عن "اعتصام وزارة الثقافة" وانت تعلم جيدا ان المثقف المصري في قلب الحدث ومشارك ومساهم بشكل رئيس في فعاليات مجتمعه، ليس هذا فقط بل ابحث ايضا عن لجنة الخمسين التي صاغت الدستور المصري ومن بها من مثقفين فاعلين في مجتمعهم متفاعلين مع قضايا الوطن وهموم اهله، لا يخشون نظاما أو جماعة مهما بلغوا من ديكتاتورية أو استبداد، ووقتها فقط سوف تعرف ان هناك مثقفين لا يسكنون قصورا عاجية بل مثقفين حقيقيين يعرفون دورهم الوطني والاجتماعي ويقومون به دون ثرثرة وبروباجندا، وأحيلك فقط إلى الشاعر "زين العابدين فؤاد" أو الدكتور عماد أبو غازي حتى تجد اجابات لديهم على أسئلتك ان لم تكفك هذه الإجابة.
أما عن السؤال الاخير: أين نحن من هذا الغياب الذي لم يسترع انتباهنا كأننا تعودناه؟ فأترك لك وحدك شاعرنا الكبير الإجابة عنه فمثقفو مصر لم ولن يغيبوا عن المشهد الثقافي والوطني بل انت من تغيب عن المشهد وتصر على تغيبك، وانت من تعود على هذا الغياب وتمارسه، وان تبقى لك أصدقاء فلتتصل بهم وان كانوا أصدقاء سوف يخبرونك بتلك الحقيقة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان هاني شاكر في لقاء سابق لا يعجبني الكلام الهابط في الم


.. الحكي سوري- رحلة شاب من سجون سوريا إلى صالات السينما الفرنسي




.. تضارب بين الرواية الإيرانية والسردية الأمريكية بشأن الهجوم ع


.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي




.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل