الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دين الدولة ... ودولة الدين

حارث رسمي الهيتي

2014 / 12 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


هاني فحص ، رجل الدين اللبناني ، كثيراً ما يجعلني أقف امام بعض الأفكار التي يطرحها ، فقبل وفاته بفترة قصيرة ، ومن خلال شاشة قناة العراقية كان له لقاءاً تحدث فيه عن أمور عدة ، ولدى مروره بالحديث على موضوع علاقة الدين بالدولة من جانب ، والدولة والدين من الجانب الآخر قال : -
" ان الدين اذا انتج دولة أو سلطة تصبح مشكلة ويصبح هو مشكلة ، والدولة اذا انتجت دين يصبح مشكلة وتصبح هي مشكلة " ...
وبعد فترة من مشاهدتي لهذا اللقاء وجدت نفسي أعيد قراءة بعض التجارب التي ترتبط بجانب أو بآخر مع كلامه . ومن يريد ان يتاكد من صحة ما قاله هذا الرجل ، اتمنى ان يأتي معي قليلاً وأنا أقرأ تجربة حدثت قبل اكثر1436 عام والثانية لا يزيد عمرها عن العقد الواحد .
فالتجربة الاولى كانت ظهور الدين الاسلامي ومحاولته بناء شكل من اشكال الدولة التي نعرفها اليوم ، فبعد ان أختزلت الدولة والدين بشخصية النبي ، باعتباره مالك للسلطتين الدنيا / الحكومة والآخرة / الدين .
وبعد وفاته حيث لم يمض على وفاته ساعات حتى بدأت الخلافات بين اعضاء الدين الواحد ، و " الدولة " الواحدة . فالانصار أهل الارض كانوا ينظرون الى أحقيتهم بالخلافة لأنهم وبفضل أرضهم وحمايتهم لعشرات من المسلمين الوافدين وهم الضعفاء من الناحية الاقتصادية والعسكرية الى يثرب أقيمت هذه " الدولة " .
والمهاجرين يرون أحقيتهم بالخلافة من ناحية ان لولا المهاجرين والنبي معهم لما كانت هناك " دولة " أصلاً . وكلاهما معه جانب من الصحة .
وبعد ان حل الخلاف في السقيفة وأصبح أبو بكر خليفة النبي والجميع يعرف القصة اياها ، نجده وقبل وفاته يوصي بأن تكون الخلافة من بعده لعمر بن الخطاب ليصبح الأخير خليفة لخليفة النبي ، وقصة عمر وطريقة تعيينه لـ " مجلس شورى " معروفة ، اذ بعد ان اغتيل عمر جرى اختيار عثمان بن عفان ليصبح خليفة لخليفة الخليفة الاول .
ليظهر الخلاف والتنازع مرة اخرى بعد اغتيال عثمان بن عفان وانقسام الدين والدولة الى اتجاهان يمثل الاول علي بن ابي طالب ، والآخر معاوية بن ابي سفيان ، ودعوني لا أدخل في تفاصيل هذا الموضوع إذ لا يستهويني !!
حيث أصبح الصراع بين من يرى في نفسه انه ممن ساهم في بناء الدولة والدولة معاً ، وبين من يرى في نفسه انه فقد واصحابه من قبل السلطة والامتيازات والمكانة ، اذن أصبح الصراع بين الدين الذي انشأ الدولة نفسها .
إما التجربة الثانية ، فهي تجربة الاحزاب الدينية التي حكمت العراق بعد 2003 ، فاصبحنا نرى ان هناك ديناً يظهر جديداً يظهر على السطح ، دين يحمل آراء ومذاهب ومعتقدات مختلفة ، الا انها هنا في التجربة الثانية نجدها معكوسة ، اذ أرى (واشدد على أرى فهذا ما الاحظه ) ان الدولة هي من تريد وتعمل على انتاج دين جديد ، واقصد بكلامي هذا المستوى الرسمي وعندما فعلوها عملوا على خلطهما معاً ، واصبحنا نعيش هذا الواقع الفاشل بكل ما يعنيه الفشل من معنى ، فنحن اليوم أمام دين لا يستطيع ان يقدم شئ لمشاكلنا ، حتى انه عاجز " القول الحسن " واما دولة ينخر عظمها الفساد والطائفية والتعصب والبحث عن المصلحة ، امام دين ودولة لم يتركا وزارة أو مؤسسة أو مدرسة أو مستشفى أو حتى عقولنا و عقول صغارنا وهذا الاخطر ، الا وأفسدوها وحولوها الى خراب ما بعده خراب ، اما دين ودولة ملأت شوارعنا بالسواد والدم والانفجارات والجثث ، كنا نسمع – واعتقد انها كذبة – أن من يجد نفسه مظلوماً من الدولة يستنجد بالدين او يرى فيه الخلاص ، ومن يجد نفسه مظلوماً من الدين يجد في الدولة تلك العدالة المنشودة .
كيف بنا وقد أصبحت مشاكلنا تنبع من الدين وتغذيها الدولة . دعونا نترك كل هذا وذاك ونستنجد بعقولنا وقلوبنا ففيها السبيل نحو الخلاص ..

..........................................................................................................

وعلامة السؤال أضعها بعد :
هل بامكاننا ان نتجاوز ما يريده البعض من تدجين لنا في حظائر شتى ؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرد الإسرئيلي على إيران .. النووي في دائرة التصعيد |#غرفة_ا


.. المملكة الأردنية تؤكد على عدم السماح بتحويلها إلى ساحة حرب ب




.. استغاثة لعلاج طفلة مهددة بالشلل لإصابتها بشظية برأسها في غزة


.. إحدى المتضررات من تدمير الأجنة بعد قصف مركز للإخصاب: -إسرائي




.. 10 أفراد من عائلة كينيدي يعلنون تأييدهم لبايدن في الانتخابات