الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صناعة الأسلحة الإسرائيلية تقبض ثمن الحرب على غزة

فضيلة يوسف

2014 / 12 / 15
الارهاب, الحرب والسلام


بعد ثلاثة أسابيع من انتهاء أحدث هجوم إسرائيلي على قطاع غزة ، حضر القادة العسكريون والسياسيون الإسرائيليون مؤتمراً بجوار مطار بن غوريون لبيع النجاحات لما أطلقت عليه اسرائيل اسم عملية الجرف الصامد ، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 2200 فلسطينياً من بينهم 521 طفلاً. المؤتمر السنوي، اسمه "النظم الإسرائيلية غير المأهولة عام 2014،" عُقد المؤتمر في جو عمل اعتيادي – ورغم وجود براميل البيرة المجانية- الّا أن الثمن لم يكن أي شيء سوى الضجر . كان من بين العروض طائرات بدون طيار (زنانات ) انتحارية "الذخائر المتسكعة ". الروبوتات الفاخرة عالية التقنية (التي يتم التحكم فيها عن بعد) والمصممة من قبل طلاب المرحلة الثانوية ، صانعي الطائرات بدون طيار المستقبليين؛ والأسلحة التي لم يتم اختبارها بشكل كامل قبل استخدامها ضد السكان الفلسطينيين . هذه هي القوة العسكرية لإسرائيل.
عُرضت في المؤتمر أحدث تقنيات الطائرات بدون طيار وتم معاينة آفاق هذه الصناعة لبضع مئات من المشترين الدوليين، والبائعين، والشخصيات العسكرية، تحدث القادة السياسيون وقادة هذه الصناعة داخل قاعة مؤتمرات خاصة، بعبارات عسكرية لطيفة وتجنبوا أي إشارات غير مريحة للكارثة الإنسانية الناجمة عن حملة القصف على غزة التي استمرت 51 يوماً.
أشاد Elad Aharonson ، المدير العام في شركة الأسلحة اسرائيلية Elbit "" المتخصصة في الأنظمة غير المأهولة ، بالميزة النسبية التي تتمتع بها إسرائيل بسبب العلاقات الحميمة بين المطورين والمستخدمين للصناعة العسكرية. وأضاف "في بعض الحالات، يجب أن نعترف أنهم نفس الناس وهي ميزة كبيرة".
الطائرات بدون طيار الانتحارية
تحدث اللفتنانت كولونيل Itzhar Jona ، الذي يرأس الصناعات الجوية الاسرائيلية ، عن "الذخائر المتسكعة" - ما كان يطلق عليه اسم الطائرات بدون طيار الانتحارية. وهي مزيج من الطائرات بدون طيار وتكنولوجيا الصواريخ ولديها عناصر "التحكم الذاتي والتحكم الذاتي الجزئي"، وتطلق هذه الطائرات مثل الصاروخ، وتطير مثل الطائرات بدون طيار "، وبمجرد تحديد الهدف، تعود إلى "الهجوم مثل الصاروخ. "وأضاف Jonaأن الطائرة بدون طيار الانتحارية تفكر وتقرر بنفسها "، "وإذا لم تكن الأمور واضحة تماماً [للمشغل] ، فإنها يمكن أن تفاجئك ".
وأشاد Jona بميزات الطائرة بدون طيار الانتحارية لأن المشغل لن ينشغل بعودتها للقاعدة أو التعامل مع كل أنواع المعضلات. وأضاف " أنها تجد أهدافاً بسرعة باستخدام منطقها الداخلي "، وفسّر ذلك: "أنها تحمل رأساً حربياً يحتاج في نهاية المطاف أن ينفجر. ويجب أن يكون هناك هدف في نهاية الأمر يُريد أن ينفجر، وإذا لم تجد هدفاً سوف نساعدها في ذلك ".
ما زالت رحلات طيران " تخضع للاختبار"
بدأ الجيش الإسرائيلي خلال 48 ساعة من الغارات الجوية الأولى من عملية الجرف الصامد في تموز الماضي، تشغيل طائرة Hermes 900، الملقبة ب "النجمة" من ترسانة إسرائيل من الطائرات بدون طيار. التي أنتجتها شركة Elbit الإسرائيلية العملاقة، تم تشغيل الطائرة لأول مرة وهي "لا تزال تخضع للرحلات التجريبية". قدّم الهجوم على شعب غزة الأسير فرصة للإسراع في عملية الاختبار - الذي سمح لصناعة الأسلحة الإسرائيلية تسويق منتجاتها ووضع علامة تجارية إسرائيلية ( تم تجربتها في القتال ) - مما وضع صناعة الأسلحة الإسرائيلية على رأس قائمة صناعة الأسلحة العالمية .
هذه الظاهرة ليست جديدة. اعترف العقيد Erez Karabiti ، الذي يرأس قسم الطائرات بدون طيار في سلاح الجو الإسرائيلي، تنفّذ اسرائيل أنظمة الأسلحة المبكرة بشكل اعتيادي لمدة 15 سنة على الأقل . وأثنى على فوائد استخدام إسرائيل لها "عصر ما قبل القياسي". إن الأسلحة السابقة لأوانها المبكرة "تقدّم النتائج". وأشار إلى أنه في المستقبل، ينبغي أن تلتزم صناعة الأسلحة الإسرائيلية بمعايير الاختبار وذلك لضمان الموثوقية والفعالية ومن الواضح " لبيع" الأسلحة.
أخبر العميد Roy Riftin الرئيس التنفيذي لقوات المدفعية الإسرائيلية أن ثمة جانب آخر في عملية الجرف الصامد وهو الاستخدام الواسع النطاق للطائرات بدون طيار المصغرة (Sky Rider) من قبل القوات البرية – وهي جزء من برنامج نفذته القوات الإسرائيلية لأول مرة في حرب لبنان الثانية عام 2006. حصل كل لواء - حتى من قوات الاحتياط – على ما لا يقل عن اثنتين منها وكانت تطير دون توقف في الوقت نفسه.


برهان في ساحة المعركة
أبلغني Rami Shmuely ، الرئيس التنفيذي لشركة RT التكنولوجية ، التي تصنّع بالونات المراقبة (المناطيد )، أنه بالإضافة إلى 13 من أنظمة الطيران المستخدمة في جميع أنحاء قطاع غزة، فإن الشركة لديها شركة تابعة في جامعة تكساس A & M. بالإضافة إلى ذلك، اشترى الجيش الأمريكي أنظمة المراقبة من RT لاستخدامها في أفغانستان. وأوضح Shmuely أن الولايات المتحدة هي "السوق الواعدة في العالم."
وقال Drew Marks ، من ESC BAZ، التي تصنّع أنظمة المراقبة للطائرات بدون طيار، أن الشركة الإسرائيلية تبيع للحكومات والجيوش في أوروبا وآسيا وأفريقيا. وتابع: "نحن نبيع إلى أسواق أخرى - أصدقاء في آسيا - لا استطيع ان اقول لك أين بالضبط ولكن استطيع ان أقول لكم الدول الآسيوية - دول جنوب شرق آسيا -. يمكن أن يفهم الناس ربما أين".
ظهرت علامات التفاخر عند عرض فيديو يظهر مقاتلين فلسطينيين يخرجون من البحر لمهاجمة القاعدة العسكرية الإسرائيلية، (وتم الكشف مؤخراً أنه صوّر جزءاً من العملية فقط عند عودة المقاتلين) ، وأضاف: نحن نسميها "برهان ساحة المعركة! "
(الطائرات بدون طيار) والشباب
أمام المعرض التجاري كان فريق من طلاب المدارس الثانوية الإسرائيليين الذين يجري إعدادهم كجزء من الجيل القادم من المهندسين والكهربائيين للطائرات بدون طيار. صنع الطلاب روبوتات (يتم التحكم فيها عن بعد ) مصممة لإطلاق كرات اليوغا الكبيرة لتقع في سلة على ارتفاع معين ومسافة معينة . يسمى فريقهم (إسرائيل الأولى)، ويشكل جزءاً من المنافسة الدولية التي ظهرت على قناة ناشيونال جيوغرافيك.
هناك التقيت اومير جولان- كابلان، (16 عام) ، التي قالت لي: "أنا متأكدة أن ما لا يقل عن نصف عدد الأشخاص الذين يشاركون في المشروع سوف يذهبون إلى صناعة الأجهزة الإلكترونية [في الجيش]." أما بالنسبة لي ، فأنا ممزقة بين قضاء خدمتي العسكرية في وحدة الالكترونيات، أو الدبابات أو اطلاق النار." "أنا حقاً أرغب في معرفة الأعمال الهادئة." وأضافت: "ما زلت صغيرة لأقرر ما أريد أن أفعله في حياتي ".
لا شيء يوّضح العسكرة الكاملة للمجتمع الإسرائيلي بقدر التفاعل مع شبكات (XLN). XLN هو مشروع في مؤسسة رويت (Reut)، وهو مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي والسياسة الاجتماعية والاقتصادية الذي دعا الحكومة الإسرائيلية إلى "التخريب" و "الهجوم" على حركة المقاطعة العالمية وسحب الاستثمارات من اسرائيل وفرض العقوبات عليها (BDS) أو ما وصفها بأنها شبكة لنزع الشرعية الدولية. يخلق XLN تحت قيادة الرئيس التنفيذي لمعهد رويت السابق Roy Keidar ، مراكز للطباعة 3D وغيرها من التكنولوجيات المتقدمة التي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من قدرة إسرائيل على التصميم بسرعة وصنع الأسلحة. اعترف Keidar أن الأطفال الصغار بعمر 14 عاماً لهم دور فعال في بناء- المروحيات المصغرة التي يمكن أن تنتقل في شبكة الأنفاق التي شيدتها فصائل المقاومة الفلسطينية .
"لن تصدّق من يقود من" . قال Keidar." الأطفال بسن 14 عاماً يعملون على أجهزة الاستشعار وكتابة الرموز بصورة سريعة جداً ". "هذا هو المستقبل!".
مترجم
Dan Cohen








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران وروسيا والصين.. ما حجم التقارب؟ ولماذا يزعجون الغرب؟


.. مخلفا شهداء ومفقودين.. الاحتلال يدمر منزلا غربي النصيرات على




.. شهداء جراء قصف إسرائيلي استهدف منزل عائلة الجزار في مدينة غز


.. قوات الاحتلال تقتحم طولكرم ومخيم نور شمس بالضفة الغربية




.. إسرائيل تنشر أسلحة إضافية تحسبا للهجوم على رفح الفلسطينية