الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هذا ليس اعترافاً !!

فضيلة يوسف

2014 / 12 / 17
القضية الفلسطينية


مع استمرار اعتراف الدول الاوروبية بما يسمى "دولة فلسطين" ، أصبح من الواضح أن هذا ليس سوى خدعة استعمارية قديمة تم إزالة الغبار عنها وإعادة استخدامها. ويكتب المنافقون الصهيونيون الليبراليون أمثال الكاتبين الإسرائيليينAmoz Oz وDavid Grossman أن هذا كل شيء. بقي كل شيء كما هو في مثلث العلاقات- الأوروبيون، النظام الاستعماري في فلسطين (إسرائيل)، والفلسطينيون- .
وكما جرت العادة، استفاد الأوروبيون، حيث سُمح لإسرائيل بمواصلة نظامها الاستعماري الوحشي على فلسطين، وبقي الفلسطينيون وحدهم . الاعتراف ب "دولة فلسطين" ليس أكثر مما سمّاه فرانز فانون "مهزلة الاستقلال الوطني" (فرانز فانون في كتابه "المعذبون في الأرض"). إنه يزوّد مجموعة مختارة من الفلسطينيين وهم السلطة بعناوين مثل "الرئيس" "الوزير" "السفير"، المفضل في جميع الأوقات "رئيس الأمن" ويُعفي الأوروبيون من التزاماتهم بالتواطؤ مع إسرائيل.
هناك الآن، وفقاً لبعض البلدان الأوروبية، "دولة فلسطينية". انظروا، لقد اعترفت بها بريطانيا والسويد وعدد قليل من الدول الأخرى، وحتى يوجد لديهم "رئيس"! ، بغض النظر عن حقيقة أن لا شيء قد تغيّر، غزة لا تزال تحت الحصار ولا نهاية في الأفق، ويضيع السجناء الفلسطينيون بعيداً في سجون المستعمر، تواصل الغوغاء الإسرائيلية المسلحة والمنظمة الإرهابية المعروفة باسم جيش الدفاع الإسرائيلي ترويع الفلسطينيين، ويتم تمرير قوانين العنصرية في الكنيست الإسرائيلي ولا يُسمح لأي لاجئ بالعودة. ومن الحكمة أن نتذكر أن الاعتراف ب "الدولة" التي لا وجود لها جاء من أجل تخدير المقاومة ، وهذا ليس جديداً على النظام الاستعماري العنصري ، فقد استخدم من قبل الأوروبيين في أفريقيا والمستعمرات السابقة في أجزاء أخرى من العالم ورحّب به دائماً الليبراليون من المستعمرين.
يرغب الإسرائيليون الذين يتمتعون بالحرية والتمتع بامتيازات النظام العنصري في فلسطين في تذكر الفلسطينيين مثل والدي، الجنرال المتقاعد ماتي بيليد، وأمثاله الذين بقوا صهاينة ويدعون إلى حق الفلسطينيين في تقرير المصير، ولكن فقط ضمن منطقة صغيرة، تحددها إسرائيل بالطبع، حتى نتمكن من الحفاظ على النظام العنصري ولا نزال نشعر بأننا مستنيرون في نفس الوقت.
ويعمل ذلك بشكل جيد لأولئك الذين يُدينون إسرائيل وسياساتها ولكن لا زالوا يرون دولة اسرائيل كجزء من الحل. نحن نسمع أن حل "الدولتين" هو الخطوة الأولى إلى دولة ديمقراطية واحدة موحدة، العبارة التي توضح فقط جهل أولئك الذين يتداولونها.
لم يعد التحدث في فلسطين ضد الظلم بشكل علني كافياً. وفي واقع الأمر لم يكن كافياً أبداً. يجب علينا كأصحاب ضمائر حيّة أن نعمل من أجل إزالة الظلم والاستعاضة عنه بنظام حر وديمقراطي. ولكن ينسى الكثيرون أنه من أجل تحقيق هذا الهدف يجب أن يكون هناك نضال حقيقي ، ليس النسخة الثقافية من النضال التي يقترحها بعض الليبراليين الإسرائيليين في كثير من الأحيان ، لهزيمة الأنظمة الاستعمارية العنصرية كسبيل وحيد.
يسعى الصهاينة الليبراليون ، وحتى بعض الذين هم أكثر تقدمية منهم إلى الاستمرار في التحدث والحوار، ولهذا السبب يحبون منظمات مثل السلطة الفلسطينية ، ومختلف المنظمات غير الحكومية التي ظهرت في فلسطين. إنها تختزل النضال إلى نقاش فلسفي - سياسي حول قضايا حقوق الإنسان وتقرير المصير. إنها تسمح للناس أن يعيشوا في أوهام أن الاستعمار والاحتلال لا يمكن حله إلا حول طاولة المفاوضات. إنها تعزّز الخداع أنه إذا التقى الفتيان والفتيات الفلسطينيين ولعبوا مع الفتيان والفتيات الصغار الإسرائيليين في مخيم صيفي فقط ، فسيكون كل شيء كما يُرام . لكن يعود الشبان الاسرائيليون إلى الخدمة في القوات المسلحة الوحشية للنظام الاستعماري ويعود الشبان الفلسطينيون إلى مخيمات اللاجئين، ومعسكرات الاعتقال والسجون المختلفة التي خلقتها إسرائيل في الهواء الطلق ، وإلى كونهم مقيمون غير مرغوبين في أرضهم .
ولكن، كما كتب فرانز فانون في "المعذبون في الأرض"، "الاستعمار ليس آلة قادرة على التفكير"، "وليست جسماً له عقل". الاستعمار عنف معرّى ولا يتراجع الّا حين يُواجِه المزيد من العنف. "كان والدي وغيره من الصهاينة الليبراليين مُخطئون وخلفائهم مُخطئون الآن. لا توجد وسيلة لوقف الآلة الاستعمارية بمجرد تشغيلها. لا يمكن احتواء جوعها الذي لا ينضب، وشهوتها للسلطة وقوتها الوحشية. هذا هو السبب في أن "معسكر السلام الصهيوني" خدعة، وهذا هو السبب في عدم وجود إمكانية للسلام مع نظام الفصل العنصري المعروف باسم إسرائيل.
لا تحب الحكومات الأوروبية أبداً الشعوب إن لم تكن بيضاء ومسيحية مثلها. لديهم تاريخ من الاستعمار الغاشم، سرقة الأراضي والموارد ويتساءل المرء حول السياسات الجشعة القاتلة للمستعمرين القدماء ودورها في عدم ازدهار الديمقراطيات حتى الآن في أفريقيا وأجزاء من الشرق الأوسط. يجب على أولئك منا الذين يهتمون حقاً بالنضال من أجل العدالة في فلسطين عدم الوقوع في الحيل الاستعمارية القديمة. بل يجب علينا المطالبة بالاعتراف بأن إسرائيل هي فلسطين المحتلة ، وأن جميع البلدات والمدن الإسرائيلية هي مستوطنات غير شرعية، وأنه حان الوقت لتحرير فلسطين وشعبها من النظام الاستعماري غير الشرعي المعروف باسم إسرائيل.
مترجم
Miko Peled








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انطلاق معرض بكين الدولي للسيارات وسط حرب أسعار في قطاع السيا


.. الجيش الإسرائيلي يعلن شن غارات على بنى تحتية لحزب الله جنوبي




.. حماس تنفي طلبها الانتقال إلى سوريا أو إلى أي بلد آخر


.. بايدن يقول إن المساعدات العسكرية حماية للأمن القومي الأمريكي




.. حماس: مستعدون لإلقاء السلاح والتحول إلى حزب سياسي إذا تم إقا