الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وأدرك شهرزاد ال .................!

طالب عباس الظاهر

2014 / 12 / 17
الادب والفن


وأدرك شهرزاد الـ .................!

طالب عباس الظاهر

عشّاقي؟
لم أعدهم بعد، ولن أفعل.
عديدون هم ... ولا أريد لنفسي أن تقنع ... بل سأطلب المزيد .
هم شرابي المفضّل الذي ينقذني من حرقة عذاباتي، ونيران حقدي واحتراقاتي، ويحلّق بي فوق أراجيح الفرح.
هل باستطاعتي مثلما يظن كل منهم، أن أحبّ فعلاً ؟ وأغدو عشيقة ؟!
أم إني أحبهم وأكرههم بذات الوقت... أحبهم لكي أنتقم منهم... ولست أدري لأيٍّ منهم أميل أكثر، كأني أعشقهم جميعاً، فقط أثناء اللقاء، أما بعده فلا... وقلقي لا يوصف من فقدان أحدهم.
بيد إن رغبة تدميرهم ... ولذة عذاباتهم تعاودني كنوبات جنون.
مدمنة أنا على شراب التشفّي منهم.
نعم ... لا أرغب بعدّهم، لأن العدّ يطيّر البركة! كانت تقول أمي المسكينة ... وقد طيّر شبابها، وقصف عمرها عذاب أبي، وأودى بي الى أرصفة التشرد والاغتصاب ولم أبلغ بعد سن الرابعة عشرة من عمري، وبعد زواج أبي مباشرة من تلك القحــــــ......!
أخيراً، آواني هذا الملهى الليلي ولملمني من بعثرة التشرد على أرصفة الطرقات.
كم كانت أمي ممتلئة حسنا وجمالا.. بقمة فورة الأنوثة حينما أقدمت على الانتحار، بهيّة كانت... شهيّة كتفاحة آدم الأولى، لكنها لم تجد سبيلاً للخلاص من تسلط أبي سوى صبّ النفط على جسدها، واشعال النار فيه.
احتراق لحظات لعلها أهون من حرائق عمر طويل.
ما ذنبها إذا كانت جميلة ... ومرحة، وتحبّ الحياة، فأغرى الرجال للحوم حولها، كان لا يملك من يراها إلا أن يفتح فاه وينسى نفسه... ينشده عما حوله لمرآها.
سقط كوب الشاي من يد أحدهم عند مرورها من أمامه.
أبي نفسه لو رأى امرأة مثلها ... أكان يستطيع أن يغضّ الطرف عنها... وهو نفسه يعترف بأن الإناث الجميلات ُيذهبن رشده، ولا يعود قادراً على التفكير بعقل ... لماذا الرجال يحللون الأشياء على أنفسهم ويحرموها على النساء؟ فلا أكاد أفهم لم ُيحلل للرجال ثلاثة وأربعة زوجات، بل وعشرات المحظيات، والمرأة يحكم عليها بزوج واحد فقط... ويا ويلها لو نظرت الى سواه!
إيدز .. جندي الشيطان الرحيم الذي سيخلصهم من آلامهم في الحياة، ويأتي بأجلهم السريع، ويطفئ نيران شبقهم لامتلاك مزيداً من الأجساد البضّة، ويسكت جوعهم ورغبتهم المجنونة في اغتصاب النساء البريئات... خاصة الصغيرات منهن، كم يحبون مضاجعة الصغيرات؟
سأشرب نخب عذاباتهم حد الثمالة... سأشرب لأسكر به، وأمعن في السكر كالمدمنين على المخدرات، وكآخر السكّيرين الأفذاذ.
ماذا يظنون بأنفسهم ... ليدّعوا الرجولة والحكمة والعقل والقوة والقسوة لتنقذهم، أين هي لتنفعهم ... وأنا أطعنهم بمقتل من مكمن ضعفهم.
الذكاء أن تعرف المرأة من أين تطعن ... ومتى ... وكيف؟
الأيادي الناعمة ، والموت الرحيم، والحيلة الذكية، كلها جند ابليس، أو قل إبليسه الجديدة!.
لأخترع إذن نظرية موت الشيطان!.
ليس ألذَّ عندي من سمعي لتأوهات عاشق جديد يسقط تحت قدمي ... متوسلاً، وهو على استعداد أن يقبّل كعب حذائي، لأمنحه بعضاً من فاكهتي المحرمة.
لكني أأثر طبخه قبل دعوته الى وليمة الموت القاتلة... أستمتع به قليلاً، وأطيل عذابه لكيلا أظل فارغة بلا مؤونة.
لكن ذاك الذي سمعت مؤخراً بأنه انتحر بأخذ كمية من الحبوب المخدرة دفعة واحدة، كان أبرز انجازاتي ... كان يا عيني عليه يقول بأنه شاعر مشهور، وكان يبدو رقيقاً... شفافاً ... مثاليا... هشاً كورق الكلينكس!، أرهق سمعي بأشعار عشقه ... وأنا أكتم ضحكة نزقة تكاد تنفلت مني وتفضحني، وأحوّلها الى ضحكات غنج ودلال، المصيبة يعتقد بأنه يفوق نزار بغزلياته وأشعار الغرام.
قلت له ... انت شاعر الردفين، ما داموا لم يبقوا لك غيره لتلقّب به!.
صرخت بوجهه بأنني لا وقت لي لأقرأ، ورغم ذلك يجلب لي دواوينه... وأنا آخذها من يده الى حاوية القمامة رأساً بعد ذهابه... أي شعر وأي هراء في هذا الزمن الموبوء بفايروس الرذيلة.
لم يسعدني كثيراً بألمه، فرّ سريعاً الى حيث أريد له، لكن بتوقيته هو... لا بتوقيتي أنا، المهم الرجل وصل، وحزنت عليه لبرهة، ولم أعط نفسي فرصة الغباء والانسياق أكثر.
لم يتحمل تراجيديا مسرحية اعراضي عنه الى غريمه اللدود.
كل كلمة أقولها كان يحولها الى بيت من الشعر والى قصيدة... بل قصائد، يصرخ بي كالمجنون أحياناً خاصة حينما يكون ثملاً ... مثقفة ... مجنونة غرام .. آخر قديسات العشق ... ملكة جمال الجحيم ... نعم هو محق في هذا، لأني ورثت كل جمال أمي وليونتها مع خبث أبي.
لا أدري هذا الشاعر... من أين له أن يأتي بكل ذلك الكلام الكبير!.
طعم الخبر الحلو الممزوج بالمرارة مازالت لذته أستشعرها تحت لساني. للانتصار طعم لذيذ في فمي ... طعم منعش أحسّه في قلبي. كطعم هذه القهوة المرّة التي أرشفها على شرف عشاقي الأغبياء، ليس هناك أغبى من الرجال.
معتوهون يتصورون أنفسهم عباقرة وحكماء وفلاسفة، لا يجيدون سوى الانتفاخ كالبالون أمام المرأة ... لكنهم ليس لديهم سوى جوع للمرأة ينهش كيانهم، ويشغل تفكيرهم، ويسيطر على كل تحركاتهم.
كم سمج ومزيف هو تظاهرهم بالشرف والعزة والطهارة، والترفع عن النساء، هم زهّاد فقط بما لم يستطيعوا أن ينالوه من شهواتهم، وحينما تسنح فرصة أن يختلون بواحدة، وإن كانت خارجة تواً من مزبلة يلعقونها كأشهى من العسل!.
ألا يكفي فخراً إن إشارة من اصبعي هذا ... تجعل أوقرهم لا يستبين طريقه، يتعثر قبل الوصول اليّ لاهثاً.
أحبّ صوت اصطكاك رؤوسهم وتصادمها مع بعضها، وألتذ كثيراً حينما أوصل أحدهم الى البكاء ... وانتشي لمشهد انتحابه كطفل يحتاج الى رضّاعة!.
وكم أطربني وأشعرني بالأنوثة... وهم كالديكة "الهراتية" يتقاتلون من أجلي بالسكاكين، ويكاد يقتل أحدهم الآخر، ومستعد كل منهم للجريمة للفوز بقلبي .
الطريق طويل لكن الفسحة قصيرة ... وتظل القائمة تتوالد الى قوائم من شهريار ... كلهم مطلوبون أن يمتعوا شهرزاد العصر الجديد ثم يموتون ... يلقون حتفهم بموت زؤام ... بعد أن تتمرغ جباهه بوحل الذل والعار والهزيمة ... وأدوس على كرامتهم بكعب حذائي العالي.
وا أسفاه العمر قصير... قصير جداً.
وها أنذا الآن رغم النهاية... لم أشعر بالندم، ولست آسفة على شيء ... لقد حققت الكثير، تباً لك أيها المرض... تمنيتك رجلا لأغويتك... لإصطدتك كطير، فلم يدعني الإيدز اللعين كي أرتوي جيداً من دمعهم ودمهم وعرقهم ... وقد أدرك شهرزاد الموت.
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024


.. السجن 18 شهراً على مسؤولة الأسلحة في فيلم -راست-




.. وكالة مكافحة التجسس الصينية تكشف تفاصيل أبرز قضاياها في فيلم


.. فيلم شقو يحافظ على تصدره قائمة الإيراد اليومي ويحصد أمس 4.3




.. فيلم مصرى يشارك فى أسبوع نقاد كان السينمائى الدولى