الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف تعامل الرافدينيين مع الموت والمصير ؟.

الحكيم البابلي

2014 / 12 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


* منذ أقدم العصور كانت حقيقة الموت والمصير تقض مضجع الإنسان وتقلقه وترعِبه أيضاً، حين كان يعرفُ يقيناً أنه سينتهي ويفنى تماماً كأي حيوان أو نبات، وأن الخلود هو للآلهة فقط وليس للبشر، بإستثناء (أُوتونابشتم) بطل ملحمة الطوفان البابلي، والذي إستحق الخلود لأنه قام بعمل خارق للطبيعة حين أنقذ النسل البشري من الهلاك والإنقراض بفعل الطوفان الكبير.
ولِحَد اليوم نرى أن أكبر مخاوف الإنسان على الإطلاق هو خوفه من المجهول، ورغم كل ما يدعي البعض من أن هناك مصير وحياة وجنة ونار بعد الموت، لكنهم ليسوا واثقين تماماً من كل ذلك، لأنهم لا يملكون الدليل القاطع على ذلك، لهذا نراهم يبكون ويلطمون ويحزنون كلما مات شخصٌ عزيزٌ عليهم، بينما المفروض أن يفرحوا ويُهللوا لو كانوا حقاً يعتقدون بأنه ذاهبٌ إلى جنة الخُلد!!. وبسبب عدم معرفة الإنسان القديم لمصيره، لِذا نراه يبحث حوله عن بديل أو فكرة أو وهم أو حتى كذبة تُريحهُ من هواجسه وقلقه وكوابيسه
المتعلقة بالموت والمصير، لكنه كان يصطدمُ بالفشل دائماً، كما يتوضح لنا من خِلال (ملحمة كلكامش) مثلاً، وهي أطول وأشهر وأقدم نماذج الأدب الملحمي في تأريخ كل حضارات العالَم، وفيها يقوم كلكامش -وهو ملك سومري ثلثه بشر وثلثيهِ إله- بسفرته البعيدة، راكباً المصاعب والمخاطر، باحثاً عن (عشبة الخلود)!، عَلهُ يُعيد الحياة لصديقه الميت أنكيدو، كمحاولة للإلتفاف على الموت ومصير الإنسان وجعل الخلود محطة لما بعد الموت!، وبهذا يكون قد أعطى هدفاً ومعنى للحياة الأرضية.
ونجد أن أكبر وأعمق سؤال في تأريخ البشر كان دائماً: من أين جِئنا، وإلى أين سنذهب، وما هو مصيرنا بعد الموت!؟. وهنا نرى أن للبشر قناعات وأجوبة مُختلفة حول هذه الأسئلة تختلف بإختلاف المجتمعات الأرضية أو الأفراد والجماعات .. الخ.
لكن .. كل هؤلاء البشر، نراهم يشتركون جميعاً في رفض أن يكون موتهم تلاشياً نهائياً وكُلياً من الوجود!، وخاصةً في المجتمعات القديمة، يوم لم يكن الناس قد توصلوا بعد لأية فكرة عن المصير كما هي اليوم في مفاهيمنا -الدينية وليس العلمية-، وبغض النظر عن كون تلك المفاهيم صحيحة أم هي مجرد أوهام من صنع البشر!.
كذلك إعتقدوا أن روح الميت أو شبحه (أطيمو- أدمو) باللغة الأكدية، و (كديم) باللغة السومرية) تنفصل عن جسده ليتكون منها كائنٌ فائق الطبيعة ولا يُمكن الإمساك به!. ولا زال المؤمنين ببعض الديانات الأرضية يعتقدون بذلك لحد اللحظة.
كان إنسان بلاد ما بين النهرين قد قَسَمَ الكون إلى 3 أقسام: 1- السماء حيث تسكن الآلهة. 2- الأرض حيث يسكن البشر. 3- العالم الأسفل حيث يسكن الأموات.
وكانوا يعتقدون أن الميت سيذهب إلى (العالم الأسفل - التَحت أرضي) بعد موته، وهو عالم على شكل مدينة كبيرة جداً تكتنفها الظلمات الأبدية ويُحيط بها سبعة أسوار لكل منها باب يحرسه أحد الآلهة المرعبين، ويُحيط بهذا العالَم نهر يُشكل حدوده، وليس في هذا العالم حساب مع الخالق كما في أخيلة وتصورات الأديان التوحيدية، بل هناك سبع قضاة يُساعدون إلاهة العالم الأسفل (أريشكيجال) وزوجها (نرجال) وواجبهم جميعاً هو تسيير أمور العالَم الأسفل، ومحاكمة الموتى الجدد وإعطائهم نفس المصير!، حيث لا يهم كونهم أخياراً أو أشراراً، أغنياء أو فقراء، ملوك أو رعية أو عبيد!!، لأنهم جميعاً سيُلاقون ويتقاسمون نفس المصير في عالم تحت أرضي يغصُ ويطفحُ بالرعب والظلام والأوجاع والأنين والبكاء والأفاعي والعفاريت والأشباح وغيرها من الكائنات الأسطورية الفتاكة التي تنقل الأوبئة والأمراض!، وحيث الأموات عراة وقد نبتت لهم أجنحة وريش كما للطيور، يأكلون الطين والتراب، ويشربون الماء العكر الوسخ. وهي تقريباً نفس فكرة الجحيم في الأديان التوحيدية مع فارق أن الجحيم في الأعلى وليس في الأسفل كما في الفكر والإعتقاد السومري والبابلي، والجحيم ناري ومُلتهب بينما العالم الأسفل بارد جداً.
لِهذا، وبسبب كل هذه الكوابيس والمنغصات عن الموت والعالم الأسفل في مفهوم الإنسان الرافديني، وخاصةً أن لا ثواب للإنسان الجيد السوي، فقد أصبحت الحياة الأرضية بالنسبة له من أهم أموره اليومية، فراح يعمل ويُجاهد في أن تكون حياته أطول -قدر الإمكان- لتأجيل مواجهة المصير المرعب. ولنفس الأسباب نجد أنه ومنذُ العصر السومري كان الملوك والخاصة وألأغنياء قد تنافسوا في تشييد المعابد، وتفانوا في خدمة وتمجيد الآلهة وتقديم الهدايا والطعام والأضاحي لها كنوع من الرشوة والتملق، وخوفاً وتضرعاً وتوسلاً لها، لأجل أن تُطيل أعمارهم وتحفظ لهم حياتهم الأرضية التي ينعمون فيها بالسعادة التي سيفتقدوها حتماً في العالم الأسفل التحت أرضي!.
وهو نفس الهدف الذي من أجله يتدين (أغلب) الناس أو يَدَعون التدين اليوم، صالحين كانوا أم طالحين، متصورين أن الألهة أو الله سيرعوهم ويُقربوهم ويُحسنوا لهم بعد موتهم، وهذا يدعو للسخرية حقاً، حيث لو كان هناك آلهة حقاً، فهي لابد تملك القدرة بحيث سَتَعلمُ حتماً هل هؤلاء الناس أبرار وأخيار حقاً كما يدعون!، أم أنهم كَذَبَة وأشرار خدعوا الناس وأنفسهم ويُحاولون خداع حتى الله الذي يعبدوه ويؤمنون به ؟، وستتعرف الآلهة على نواياهم الوصولية الماكرة حتى لو كانوا في مركز البابا أو الخليفة أو السلطان أو الحاخام الأكبر أو الدالالاما.
كذلك نرى أن نفس فكرة بناء المعابد تقرباً وتملقاً وتزلفاً وإرضاءً للآلهة، لا تزال موجودة لحد اليوم عند هؤلاء الذين يبنون الكنائس والجوامع والمعابد المختلفة لنفس الغرض القديم … لإرضاء الآلهة أو الله طمعاً في موطيء قدم في الجنة التي لا أحد يملك الإثبات العلمي المُقنع على وجودها!.
ومن خِلال بعض التفاصيل هنا نرى أن أمل الناس ورغبتهم العارمة في تصديق فكرة (الحياة بعد الموت) هي السبب الرئيسي الأول لإيمانهم بالأديان والله، ولولا طمعهم في الجنة وحياة أخرى بعد الموت لكانت فكرة الله بالنسبة لهم ستكون أكبر نكتة ومسخرة !.

* كان السومريون يسمون العالم الأسفل: ( كو-نو-كي ) أو (كور)، بينما سماهُ الأكديون (أرص لا تاري) وتعني: أرض اللا عودة، وسماهُ البابليون (أرالو) وكان يحكمه كما ذكرنا كلٌ من (أرشكيجال وزوجها نرجال)، وسماهُ فراعنة مصر (طوات - دوات) وكان يحكمه الإله (أوزيريس)، واليونانيون سموهُ (تارتاروس) وكان يحكمه الإله (هاديز)، وسماهُ الكنعانيون (حمري) وكان يحكمه الإله (مْوت) … الخ.
ونجد لاحقاً أن اليهودية كانت قد إقتبست فكرة العالم الأسفل (الهاوية) من الشعوب التي حولها والتي سبقتها في هذه الفكرة بعدة مئات من السنين. وكما يرى الدارس، فالنص التوراتي يشبه النص البابلي حين يتعلق الأمر بالمصير في العالم الآخر التحت أرضي، بحيث أطلقوا عليه تسمية (شيول) و (الهاوية) وأدرجوه في توراتهم (العهد القديم)، عِلماً أن فكرة العالم الأسفل فكرة وثنية في حين يزعم اليهود أن دينهم سماوي و (موحى) به من قبل الرب الخالق!!، حيث نقرأ في (أشعيا-الإصحاح 43 - 17): [ يضطجعونَ معاً (يقصد الأشرار والأخيار) لا يقومون، وقد خمدوا كفتيلة وإنطفأوا ]!.
كذلك نقرأ في (مز 9:17): [ الأشرار يرجعون إلى الهاوية، وكذلك كل الأمم التي نسيت الله ]، ويوجد الكثير من الآيات التوراتية التي تُثبت أن اليهود آمنوا بالعالم الأسفل وتشارك الأخيار والأشرار في المصير المُشترك والنهاية البائسة المظلمة للميت، وسنقرأ معاً أدناه كيف ولماذا قفزت فجأةً مفاهيم وإعتقادات الدين اليهودي حول العالم الأسفل إلى مفهوم جديد يتمحور حول (البعث والخلود والحياة في العالَم الآخر والجنة والجحيم وغيرها)، وذلك عِبرَ جولة مُختصرة ومُكثفة مع المُفكر والباحث د. سيد القمني في كِتابه (قصة الخلق)، وبإختصار وتصرف كاتب المقال:
[ إستطاع أشعيا وصحبه أن يُساعدوا في فتح أبواب مدينة بابل لقورش وجيشه الفارسي، وبعد سقوط بابل تصرف أنبياء اليهود مع الوضع الجديد وإستغلوه سياسياً ودينياً بذكاء. فحولوا إلههم المحلي (يهوه) إلى إله عالمي، ولم يترددوا عن التجاسر بالقول أنه هو إله قورش وإله إمبراطوريته الفارسية، بل وسجلوا ذلك في توراتهم، وإدعوا أن قورش كان يعمل بنصح ومشورة وإرشادات (يهوه)!، ووصلت بهم الوقاحة لحد إدعاء أن قورش هو مسيح يهوه المُنتَظَر!، ومُخَلِص اليهود الذي طالما ترقبوا ظهوره ليعيدهم إلى أرضهم ليبنوا دولتهم من جديد. هذا رغم أن قورش كان رجلاً مؤمناً بديانته الزرادشتية ومُخلِصاً لها تماماً، لكنه لم يجد بأساً ولا حرجاً في قليل من المجاملة لجواسيسه الجدد، ولهذا تغاضى عما كان يُعلنه اليهود عنه وعن ربهم (يهوه)، ما دام الأمر لم يتجاوز النطاق الديني، أو بالأحرى نطاقهم الديني.
وزاد قورش في مجاملاته لهم فأطلق سراحهم من الأسر البابلي، وساعدهم في إقامة هيكلهم مرة أخرى، ثم تزوج واحدة منهم (إيستر) وجعلها ملكة على بابل، وكان لكل هذه الدبلوماسيات دور فاعل في تحول (يهوه) من إله محلي إلى إله عالمي ].
في مقطع آخر من نفس الفصل يقول د. سيد القمني: [ وهكذا تكفل أشعيا بإشاعة أن (يهوه) هو إله قورش وناصِره، ومن ثم هو إله الأمبراطورية الفارسية وكل العالم، ولم يعترض قورش على جواسيسه الذين نقلوا له أخبار بابل ومُختلف شعوب المنطقة وبكل وفاء جلي.
أما دانيال النبي، فقد تكفل بمهمة أخرى، فقام برد إحسان قورش بأحسن منه، فأدخل إلى اليهودية عقيدة جديدة لن تكن فيها أبداً من قبل، أخذها عن ديانة قورش الزرادشتية، ليكون هذا المزج الديني كفيلاً بتحقيق الأهداف المرجوة، حيث كان اليهود طوال عهودهم يعتقدون ويؤمنون بأن الموتى جميعهم ( الصالح والطالح ) يذهبون بعد موتهم إلى العالم السفلي التحت أرضي الذي إقتبسوا فكرته من أقوام ما بين النهرين، ذلك أن العالم الذي أسمته التوراة (الهاوية) و (شيول) وأكدت التوراة هذا المعنى في قولها: "ومن جهة أمور البشر، فإن الرب يمتحنهم ليريهم أنه كما البهيمة هُم، موت هذا كموت ذاك، وقسمةٌ واحدة للكل" (ص3-16-22). وكان أعظم عقاب رباني -برأيهم- يلحق بالإنسان، هو أن يموت، حتى أن الرب ذاته كثيراً ما كان يلجأ إلى سلاح الموت السريع المفعول لإنزال العقوبة على العصاة، فيُميتهم ليذهبوا إلى تحت الأرض (الهاوية -شيول)، بينما الإنسان المُخلص ليهوه فكان يهوه يُزيد في سني عمره وفي حياته الدنيوية الأرضية !، وكذلك كانت التوراة تؤكد دائماً أن الموتى "يضطجعون معاً ولا يقومون، وقد خمدوا كفتيلة إنطفأت" (أشعيا43-17)، وأيضاً: "ينامون نوماً أبدياً ولا يستيقظون"، (أرميا 51-39). بل يبدو لنا في التوراة أن العالم التحت أرضي لهو خارج عن سلطان (يهوه) وسيطرته !!.
حتى كبار أنبياء اليهود كانوا يعلمون مصيرهم بعد الموت، وأنه إلى هاوية تحت الأرض، فها هو يعقوب يبكي وينوح حزناً على موت ولده يوسف، بعد أن خدعه أبناؤه وقالوا له أن ذئباً قد أكله، فيقول: "إني أنزل إلى إبني نائحاً في الهاوية" (تكوين37-35). ولكن .. هل كان دانيال يتصور حقاً أن قورش سيرضى بفكرة المصيرٍ في العالم السفلي!، بينما لديه في الديانة الزرادشتية نعيماً مُقيماً بعد الموت في مكان سماوي يُدعى (باراديس) أو (الفردوس)!؟. وهنا كانت مهمة دانيال الذكي، فقام يُحول (شيول والهاوية) إلى عالم خالد، من أجل عيون قورش، ذلك الذي أصبح مسيحاً للرب يهوه، والذي يستحق مصيراً أفضل بعد موته. وبالطبع قَبَلَ قورش الهدية مُمتناً شاكراً، وهكذا ظهر في التوراة ولإول مرة وتماشياً وتناغماً مع أفكار الديانة الزرادشتية، حديثٌ حول قيامة الموتى !!:

وكثيرٌ من الراقدين في تراب الأرض يستيقظون
هؤلاء إلى الحياة الأبدية ويُقصّدُ بهم الأخيار
وهؤلاء إلى العار والإزدراء ويُقصَدُ بهم الأشرار
هلم يا شعبي إدخل مخادعك. (أشعيا 26-19).

كذلك تقول التوراة:
وأضع روحي فيكم فتحيون
وأضعكم في أرضكم ..
فتعلمون انني أنا الرب … تكلمتُ وفعلتُ.. (حزقيال 37-4:1).

ومع ذلك فقد كان عامة الشعب اليهودي يعلمون أن ذلك ليس في أصل دينهم، وأن المسألة لعبة سياسية، فعاملوا هذه الأفكار الجديدة بحسبانها غشاً وتدليساً ودساً على ربهم يهوه، وكانت محل رفض وإستنكار من المُتزمتين التقليديين، حتى مجيء المسيح، الذي كان تأكيده على فكرة (البعث والحِساب) من أهم حيثيات الحكم عليه بالكفران بدين يهوه، ومن ثم إستحقاقه حكم الإعدام صلباً ]. إنتهى اٌلإقتباس.
وما أحاول أن أقوله من خِلال كل ذلك هو: كيف يدعي اليهود أن دينهم موحى به من قبل الرب؟، في حين نرى هذا الرب يُغير آرائه في أمور جوهرية حول الموت والمصير بين فترة وأخرى، وكأنه غير متأكد نت نفسه!.

كذلك نجد أن السومريين والبابليين لم يكونوا قد توصلوا بعد لفكرة (يوم القيامة والعقاب والثواب) في العالم الآخر، والتي تخيلتها ونحتتها الأديان التوحيدية بعد إقتباس الفكرة من الزرادشتية!.
أما فكرة (جهنم والجحيم) والتي يعتقد ملايين الناس بأنها ستكون مثوى الأشرار في يوم القيامة المزعوم!، فقد كان قد جاء بها الزرادشتيون أيضاً، ومنهم إقتبسها اليهود-كعادتهم- وتسربت عبرهم إلى الديانتين المسيحية والإسلامية وبنفس الطريقة الكاربونية!.

* الديانة الزرادشتية -النصف الأول من القرن السادس ق.م- هي ديانة توحيدية تقول تعاليمها: أن روح الميت تهيمُ لمدة ثلاث أيام لتواجه بعدها الحساب. وفي اليوم الرابع تمضي إلى (جسر الحساب)، حيث توزن أفعال الميت، فإذا غلبَت كفة الخير على كفة الشر، فإن الروح تعبر جسر الحِساب بمرافقة عذراء جميلة، وسيتسع الجسر لعبور الروح، فتدخل الجنة (وربما من هنا جاء محمد بفكرة الحور العين العذراوات في جنته المُفترضة)!.
وفي حالة تغلب كفة الشر على الخير، فهنا يتقدم الميت ماشياً فوق الصراط حيث ستقترب منه عجوز شمطاء قبيحة دميمة نتنة الرائحة مشعثة الشعر تملأ البثور والدمامل والقروح وجهها، فيسألها الميت بفزع: من أنتِ ؟، فتُجيبهُ: أنا أعمالك الأرضية السيئة الشريرة. ثم تحتضنه وتجذبه معها كي يسقطوا معاً إلى قاع الجحيم الزرادشتي الأبدي البارد!!!!.
الزرادشتية صورت جحيمها بارداً ثلجياً لأنها كانت تُقدسُ وتعبد النور والنار. وهنا قد يطول الكلام عن الجحيم الزرادشتي مما لا علاقة له بموضوعنا هذا.
كذلك يؤمن الزرادشتيون بيوم الحشر (الدينونة)، وإنه بعد المعركة العالمية الأخيرة الفاصلة بين قوى الخير والشر، والتي تسميها الديانة اليهودية ب (هرمجدون)، فإن الأخيار سيكونون في الجنة مع زرادشت، والأشرار سيُخَلَدون في النار مع الشيطان (أهريمان).
كذلك يؤمنون بعدم إختلاط الجسد المادي للميت بعناصر الحياة الثلاثة (الماء والتراب والهواء) لِذا يتركون أجساد موتاهم في العراء منشورة فوق أبراج خاصة تسمى (أبراج الصمت- رخنة)، وبعد أن تأكل الطيور جثة الميت تُجمع العظام وتوضع في فجوة خاصة من البرج دون دفنها.
الزرادشتية عقيدة دينية تتمحور حول إلوهية إله واحد مطلق عالمي، خالق غير مخلوق، مقتدر على كل شيء، وإليه ترجع أمور كل المخلوقات. وهذه الصفات تُذَكِرني ببعض صلاة المسيحيين.
كذلك الزرادشتية تؤمن بالعقاب والثواب والصراط وميزان الأعمال واليوم الآخر وبوجود الروح وبفناء الجسد وليس الروح، وأن الروح ستبقى بعد موت صاحبها في منطقة وسطى بين النار والجنة تُدعى (البرزخ).
ومفهوم الجحيم في الزرادشتية بإختصار شديد، هو منطقة باردة فيها حيوانات متوحشة ستُعاقِب المُذنبين على آثامهم الحياتية الأرضية. أما (الأبستاق) فهو كِتاب الزرادشتيين المُقدس.
وكلما قرأنا عن الزرادشتية أكثر كلما حصلنا على قناعة أكبر من أن الأديان التوحيدية الثلاثة مستوحاة ومقتبسة بنسبة كبيرة من الزرادشتية، لدرجة ممكن معها تقسيم عقائد الموت إلى ما قبل الزرادشتية وما بعد الزرادشتية!.

* يُشير اللوح الثاني عشر في ملحمة كلكامش إلى أن وضع وأحوال الميت وإستقراره في العالم الأسفل إنما هو رهنٌ بما يُقَدِم أقرباؤه وعائلته الأحياء من أضاحِ وقرابين للآلهة والمعبد!، لِذا كان لِزاماً عليهم دفن الميت بموجب القواعد والشروط الدينية، وإلا فستخرج روح الميت (أطيمو) هائمة على وجهها لتسبب الرعب والأمراض والأوبئة وكل أنواع الضرر للأحياء من أقارب الميت ومن حولهم لدرجة قد تصل لحد إلتهامهم وهم أحياء !.
وطبعاً هذا -لوحده- يكشف مدى خداع وتحايل الكهنة منذُ قديم الزمان، من أجل إبتزاز الأموال والعطايا من أهل الميت، ونرى أن هذه الأساليب والإبتزازات لا زالت مُستعملة لحد اليوم من قبل الكهنة ورجال الدين في كل الأديان وبطرق جديدة لكنها جميعاً تؤدي إلى فائدة الكاهن والمؤسسة الدينية، والموضوع ككل يدخل ضمن دائرة الجهل والإستغلال والكذب والحيلة والتي يشترك في قطبيها كلُ من المؤمن الساذج مع رجل الدين المحتال!. وكما يقول المثل العراقي الشعبي: "إللي ما يفتح زنبيلة .. محد يعبيلة"!.

يقول الفيلسوف الإنكليزي (فرانسيس بيكون): "إن مُجتمعاً من الخراف يخلق دائماً حُكاماً من الذئاب"، وتُقابلها حكمة شرقية تقول: "لن يركب أحد ظهرك إلا إذا إنحنيتَ" وهذه حِكَم تُثبت نفسها كل يوم، ولهذا السبب نرى رجال الدين في أغلب الحقب التأريخية يحتكرون المعرفة والعلوم والكِتابة -قدر الإمكان- في المجتمعات الأرضية، ومن هنا كانوا يستَقون أغلب قوتهم وتسلطهم على العِباد، حيثُ يقول نفس الفيلسوف (فرنسيس بيكون): "المعرفة قوة". ولهذا كان الناس دائماً يخافون ويرهبون سطوة وتسلط وهيمنة رجال الدين والكهنة، وبسبب تفوق الكهنة فكرياً ومعلوماتياً وسلطوياً، وخاصةً حين يقف لمساندتهم الله العاتي الجبار وبكل تهديداته ووعيده وتخويفه للبشر بالعقاب وجهنم التي سيتلضى على نارها المارقون إلى (دار داريتو) ومعناها إلى أبد الآبدين.
كذلك يقول اللوح #12 في ملحمة كلكامش: إن بعض الموتى من الذين خَلَفوا المآثر الصالحة وذرية من البنين، ومن سقط شهيداً في أرض المعركة، ومن واضَبَ أقرباؤه على تقديم القرابين والطعام للمعبد والآلهة، ستنال روحه في العالم الأسفل بعض الراحة وستحصل على الطعام والشراب. وهنا نجد مدى إستغلال الكهنة للناس البسطاء المساكين في حثهم وإغرائهم على العطاء أكثر واكثر!.
أما الفقرة التي تقول بأن من سقط ميتاً في أرض المعركة سينال الحسنات في العالَم الأسفل، فقد تكون المصدر الأصلي الذي إقتبس منه رسول الإسلام الآية القرآنية التي تقول: "ولا تحسبن الذين قُتلوا في سبيل الله أمواتاً، بل أحياءً عند ربهم يُرزقون".

إن سلطة المعبد ورجال الكهنوت كانت أقوى من الحاكم الباطش أحياناً، وكانت تُمثل أكبر سلطة مدنية في بعض المدن وخاصةً القرى الصغيرة النائية حيث يُعشش الجهل، مثال القرى المسيحية في سهل نينوى حيث كان يعيش أجدادي.
وفي حقب تأريخية كثيرة رأينا الناس والمجتمعات أُسرى وتابعين للكهنة والمعبد والدين، وحتى الملوك .. كانوا أحياناً ضحية ولُعبة (يويو) بأيدي بعض رجال الكهنوت الأشرار، وعبيداً لتعقيدات شعائر وهلوسات دينية مُدمرة !.
ذات يوم سمعتُ رجلاً من أقاربي يُردد واحدة من الأمثال باللغة الكلدانية (السورث) في إمتداحِ رجل شاطر ومنطيق من أصدقائه حيث قال عنه: ( إكمَحمِل قاشة )، وترجمتها للعربية: ( يستطيع إيقاف أو مُجابهة كاهن أو قس )!. وهذا يعني بصورة مباشرة أو غير مُباشرة أن القس كان يملك من العقل والمنطق والمعرفة والشخصية وحجة الكلام ما يجعل إحتمال مُجابهته أو إيقافه شيء من بعض المستحيل في نظر القرويين الجهلة، وطبعاً هو حال الناس في كل قرية أو منطقة سكنية بعيدة نوعاً ما عن المدنية والثقافة والتعلم، وبعيدة أيضاً عن تداول وممارسة الأفكار الحرة التي كانت سابقاً تدخل ضمن باب الكفر والهرطقة والزندقة وغيرها من البُدع التي خلقتها الأديان التوحيدية الأرضية الترهيبية لمجابهة كل من يُفكر ويُشكك ويستعمل عقله!، ولهذا كان الكاهن دائماً يُمرر على مُجتمعه ما يُريد تمريره من أمور شتى وبكل سهولة ويُسر، ولا زال يفعل ذلك للأسف الشديد!.

* كذلك كان الناس في الأزمنة القديمة يعتقدون أن الموت لا يقضي على الإنسان بصورة كاملة ما دام سيُخلف من الأبناء من سيحمل أسمه، لِذا كان لمن يُخَلِف عِدة أولاد، بعض الرعاية الحسنة في عالم الأموات التحت أرضي!!، ونرى نفس الفكرة لا زالت موجودة في الذاكرة العراقية من خِلال المثل الشعبي القائل: "اللي خَلَف ما مات".
كذلك كان يتحتم على أهل الميت البُكاء عليه (باكو) وأن يقبروه ويدفنوه (قبيرو) ويُقدموا من أجل راحة روحهِ القرابين من طعام وأضاحي وغيرها ولمدة من الزمن، وهذه أيضاً لا تزال قائمة ليومنا هذا في مجتمع المسيحيين والمسلمين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وذلك من خلال (طعام الرحمة) الذي تقدمه عائلة الميت لجموع المُعزين وللفقراء من الناس أيضاً، وحين تُخَصَص الأيام الثلاثة الأولى من موته لإقامة التعازي على روحه، زائداً اليوم السابع ويوم الأربعين ومرور سنة واحدة، وبمناسبة أول عيد ديني بعد موته !.
وكانوا يمنعون منعاً باتاً كل من يقوم بإزعاج الموتى وإخراجهم من قبورهم لأي سبب من الأسباب، وكان حرمان الميت من مراسيم وطقوس الدفن يُعتبرُ عقاباً كبيراً وخطيراً جداً ولا يُحكَمُ به إلا من كان له جريمة كبيرة، مثال: المرأة التي تُسقِطُ حملها وجنينها عمداً مع سبق الإصرار، حيث كان عقابها أن تُرفع وهي لا تزال حية على الخازوق!، ولا تُدفن جثتها، إمعاناً في قسوة العقاب الموجه لها في الحياة وما بعد الموت!. ولو كان هذا العِقاب مُطَبَقاً لحد اليوم لكنا سنحتاج إلى عدة معامل لتصنيع الخوازيق (القوازيغ) !!.

كذلك كان رثاء وتعديد مناقب الميت معروفاً في تلك الأزمنة كما هو اليوم بالضبط، وكان يقوم به مجموعة مُحترفة من الرجال والنساء الكاهنات المغنيات العدادات والنائحات، ومن أشهر ما تم إكتشافه من الرثاءات ما يتعلق برثاء كلكامش لصديقه الحميم إنكيدو، وأيضاً كان لتلك الأزمان ناس أجادوا عملية الرثاء والبكاء والنواح في المناسبات الحزينة، وكان نوعاً من الإحتراف المهني تقوم به مجموعة من الكاهنات والعدادات النائحات، بالضبط كما هو معروف في المجتمع العراقي اليوم من النساء (العدادات)، وجائت هذه المفردة من (تِعداد) مناقب الميت أيام التعازي المقامة من أجله، وفيها يتم غض النظر عن كل سلبيات وسيئات الميت (المرحوم !) ولا تُذكر إلا محاسنه، وإن لم يكن له محاسن فستخترع له العدادة محاسن من جيبها وجعبتها، وطبعاً كل شيء له ثمن! وفي هذا يقول المثل العراقي: "الميت تطول كراعينة"!. وفي حالة عدم وجود محاسن للميت لتذكرها العدادة، فيقول المثل: "تْحير النايحة شِتعَدِد وشِتكول" !!.
كذلك كان للسومريين والبابليين إبتهالات وصلوات ومراثي خاصة متنوعة ومعقدة كان بعضها مُخصصاً لراحة أرواح الأموات، ومن ضمنها إبتهالات تُدعى ب ( مراثي تهدئة القلوب)، وهي من نوعية الإعتراف بالذنوب في سبيل نيل المغفرة والعفو، ونجد اليوم في الطقوس الشرقية للكنيسة الكلدانية العراقية صلاة شبيهة بهذه الإبتهالات تسمى بصلاة أو قراءة (فعل الندامة).

* أما عن طرق الدفن .......
ففي البداية نجد أن السومريين كانوا يدفنون الخدم وبعض الحاشية مع الملك حين موته، كما جاء في كتاب (قصة الخلق) للدكتور سيد القمني:
[ إهتم السومريون بالموتى، وزخرت قبورهم بالمتاع والطعام والشراب ويبدو أنه كان بقصد إنتفاع الميت، لذلك ربما إعتقدوا بعودة روح الميت بين آنٍ وآخر من العالم التحت أرضي إلى القبر. وربما كان سبب وضعهم للمتاع أنهم إعتقدوا ببقاء الميت في قبره حياً لفترة محدودة قبل هبوطه إلى العالم التحت أرضي، مما يجعله محتاجاً في هذه الأثناء للطعام والشراب، علماً أن حُكام سومر قبل عهد العاهل (أورنمو) كانوا يصطحبون معهم عند موتهم مُقتنياتهم وحاشيتهم من بشر، بعد أن يتجرع هؤلاء السم ليهبطوا بصحبة سيدهم (الملك) إلى عالم تحت الأرض ]. إنتهى الأقتباس.

أيضاً كانت هناك عادة دفن خاتَم الميت معه، وقد زالت هذه العادة بتقادم الزمن لأسباب منها حاجة العائلة لثمن الخاتم، وأيضاً بسبب نبش قبر الميت من قبل لصوص المقابر لسرقة الخاتم أو أي حاجة ثمينة أخرى. وفي هذا يقول كِتاب (مدخل إلى حضارات الشرق القديم) للكاتب ف.فون.هوزن: [ تم الكشف في المدافن القديمة عن لُقى ثمينة بعضها من الذهب تعود للألف الثالث ق.م، وذلك في بلاد بابل (أور، كيش) وآسيا الصغرى، وقد تعرضت
أغلب القبور والمدافن القديمة لنهب لصوص المدافن ]. إنتهى الإقتباس.
أن إكتشاف الكثير من الذهب والحُلي والأدوات الحياتية اليومية والمنزلية ومنها الأسلحة في القبور والمدافن البابلية والآشورية والفرعونية والفينيقية وغيرها، يدل على قناعة وإيمان تلك الأقوام بفكرة البعث وقيامة الموتى في الحياة الأخرى بعد الموت، وكلها جائت بسبب رفض البشر لفكرة إنتهائهم وتلاشيهم بعد الموت.

وحول الدفن أيضاً، يقول العالِم وإختصاصي السومريات (جان بوتيرو) في كِتابه (بلاد الرافدين)، مُختصر وبتصرف: [ في الماضي البعيد كانت غالبية الشعوب تدفن كل حاشية الملك معه حين موته، لترافقه وتخدمه في العالم
الآخر. بعدها نجد في بلاد ما بين النهرين توقف عادة التضحية بالحاشية والخدم لمرافقة الملك، وذلك بعد سلالة أُور الأولى -منتصف الألف الثالث-، ولم نعثر عندهم على مثل هذه المجازر الرهيبة، وخيرُ شاهد على ذلك هو ما جاء في مقدمة ونهاية شريعة حمورابي. وكانت عادة تقديم الناس حياتهم فِداءً وخدمة لملكهم وحاكمهم من أجل حياته وديمومته وإسعادهِ معروفة في الأزمنة القديمة، ففي مدينة (ماري- القرن 18) تم إكتشاف صيغة بليغة للمُتعبد عن ولائه الكُلي للملك والإخلاص له وتضحية الجسد والنفس في سبيله، حيث تقول تلك الصيغة: ( أنا دينا نيكا لوليك ) وترجمتها: ليتني أذهب إلى الموت عوضك أو بدلاً عنك، حيثُ كان أمراً تُحتمه الأخلاق أن يقوم الفرد بتقديم ذاته وحياته ضحية أو قرباناً لخلاص سيده أو ملكهِ ] إنتهى الإقتباس
وهذا القول يُذَكِرُنا بالهتافات والأهازيج الشعبية الشهيرة التي كان يصرخ بها الشعب العراقي لصدام حسين: "بالروح بالدم نفديك يا صدام"، أو بالنشيد الذي كُنا ننشده في الزمن الملكي أثناء الإصطفاف الصباحي قبل بداية الحصص الدراسية للمدرسة الإبتدائية، والذي كانت بدايته تقول: "مليكنا مليكنا نفديكَ بالأرواحِ … عِش سالماً عِش غانماً بوجهِكَ الوضاحِ"، أو بالتعابير الشعبية العراقية الجميلة حين كانت الأم الحنون تقول لولدها .. أو الحبيبة المُخلصة لحبيبها: "أروحلك فدوة" أو بتعبير جميل ورقيق آخر "بِية ولا بيك"، والذي يعني: عسى الشر أن يًصيبني ولا يُصيبك!، أو من خِلال المُفردة التي كان يتخاطب بها يهود العراق الطيبين في لهجتهم العربية البغدادية الخاصة: "أفدالك" وتعني: أنا فِداءً لك، أو كما سمعتُ في إحدى المسرحيات حين راحت الحبيبة تٌُخاطب حبيبها بقوله: روحي وروحك يا روحي روحين إبروح … ولو راحت روحك يا روحي روحي بتروح !.

وعن طرق الدفن أيضاً، فهناك معلومة تستحق النشر قرأتها في كِتاب (كيمياء الكلمات) للكاتب (علي الشوك) يقول فيها: [ يروي المؤرخ اليوناني (هيرودتس) أن البابليين كانوا "يدفنون موتاهم في العسل"!!، وهذه المعلومة ذَكَرَها (سْترابو) أيضاً على النحو الآتي: "كان البابليين يدفنون موتاهم في العسل، بعد أن يدهنوهم بالشمع"، ولا شك في أن هذا الخبر لا يشمل عامة الناس، بل ملوك البابليين فقط ]. إنتهى الإقتباس.
وفي (ويكيبيديا الموسوعة الحرة) حول الدفن نقرأ: [ مقابر العراقيين القدماء أعطتنا الكثير من المعلومات عن عادات الدفن، ففي مدينة أُور مثلاً كان مُعظم الناس يدفنون موتاهم في مقبرة الأسرة الواقعة تحتَ منازلهم، جنباً إلى جنب مع مُمتلكات الميت وما يحتاجه، وهناك عدد قليل من الموتى تم العثور عليهم ملفوفين داخل حصير أو سِجاد، أما جُثث الأطفال فكانت قد وُضِعَت داخل جِرار كبيرة مفخورة، وبعض الأموات كانوا قد دُفِنوا في مقبرة المدينة، كذلك عُثِرَ على آخرين وقد دُفِنوا مع محتويات ثمينة وبعضها ثمين جداً، ويُفتَرَض أنهم من الملوك وألأمراء وعلية القوم ]. إنتهى الإقتباس.
وبحسب آخر البحوث والمكتشفات، يَعتَبِرُ بعض العلماء أن إنسان (نيانترثال)، الذي عاشَ في المرحلة الواقعة بين 100 الف سنة و 40 الف سنة خلت، كان أول من لجأ إلى دفن موتاه، وقبل ذلك لم يختلف أجدادنا الأوائل عن الحيوانات في ترك موتاهم دونما لحد (قبر) في العراء فريسةً للأوابد وأنواع الحيوانات الجائعة.
وربما كان أول من آمَن بفكرة البعث والخلود بعد الموت هم المصريون القدماء، ولهذا كان فراعنتهم يُحنطون جثث موتاهم كي يُبقوا أجسادهم بصورة صالحة لعالم ما بعد الموت حيث سيلتقي الجسد مع روحه.
كذلك إعتَقَدَ بفكرة الحياة بعد الموت بعض الفراتيين الأوائل، كذلك الصينيين، بدليل العثور على جيش صيني مصنوع من الخشب يتكون من عدة آلاف من الجنود الذين دُفِنوا مع إمبراطورهم بعد الموت، وكان ذلك الجيش الصيني الخشبي يتألف من 8.099 تمثالاً خشبياً بنفس الأحجام الطبيعية للبشر، وكان قد تم صنعهم ليُرافقوا إمبراطور الصين (كين شي هوانج) في حياته الأخرى بعد موته، والفيدو أدناه يشرح لنا كل شيء عن هذا الجيش الخشبي الأعجوبة!.
http://alsamer85.blogspot.com/2014/04/blog-post_97.html#.VIqlOBZSzzI

معلومة جميلة أخرى تقول أن جُثث نساء الفراعنة والنبلاء المصريين كانت تُترك لبضعة أيام قبل أن تبدأ عليها إجراءات ومراسيم التحنيط، وكان الهدف من ذلك هو السماح للجثة كي تفقد رونقها ونضارتها وجمالها، حتى لا تبدو مُثيرة في نظر المُحَنِطين من الرجال!!!. هي غيرة الرجل وأنانيته وشدة إستئثارهِ بحريمه وأنثاه التي يحب ويعشق حتى بعد موتها!.
آه ثم آه .. كم أنتِ كبيرة وجميلة وضرورية وغالية ومعبودة في نظر الرجل أيتها المرأة الرائعة، رغم كل ما ينثروه حولك من تهميش متعمد؟، وكم هي الحياة جافة وقاحلة وبدون طعم ومعنى ومذاق من دونك سيدتي الأنثى أُم الحياة والخصب والديمومة.

* مسك الختام ورأي كاتب المقال:
كما مر بنا، فقد رفض الإنسان عبر كل تأريخه أن يكون مصيره (الفناء) بعد الموت، لِذا إبتدع فكرة (الخلود)، أو حياة ما بعد الموت، وفي البداية وهب هذه الفكرة للآلهة التي كان هو من خلقها بواسطة فكرهِ المُبدع الخصب الخَلاق. بعدها حاول أن يجد ويحصل على الخلود لنفسه، لكنه فشل دائماً وعلى طول الخط، وكان يموت في النهاية وهو يحلم، وكانَ سبب فشله، وبكل بساطة، لأنه ليس هناك أي خلود أو بطيخ !.
وحين يَئِسَ تماماً من إيجاد الخلود، أقنع نفسه بأن الحصول على الخلود ممكن تحقيقه بطرق أخرى منها: أن يبقى ذِكْر الرجل وإسمه متواصلان من خٍِلال كثرة أبنائه وأحفاده!، وهذا واضح في أسطورة قصة (إيتانا) ملك مدينة (لِكِش)، الذي صعد إلى السماء وحصل على (نبات الولادة) من الإله (أنو) ليُعالِج به عقم زوجته، ثم حبلت زوجته وولدت له طفلاً !، وهي فكرة خلود الإسم عن طريق التناسل والتكاثر عبر الأبناء والأحفاد الذين سيحملون إسم الجد الأكبر.
أما الطريقة الثانية للبديل عن الخلود، فهي طريقة (كلكامش)، الذي وبعد أن فشل في الحصول على (عشبة الخلود) المزعومة، تم له تخليد نفسه عن طريق (البطولة والأعمال الصالحة الجيدة) التي تم عبرها -لاحقاً- تخليد أسماء وأفعال آلاف البشر المُميزين عبر التأريخ، وهو بالنسبة لي تخليدٌ للإسم فقط، ومن سلبياته أن التأريخ يُخَلِد الأشرار والأخيار معاًُ، بالضبط كما كان الحال في العالم الأسفل الذي عامل الأخيار كما الأشرار وبميزانٍ واحد!.

بعض ألأديان الأرضية، توصلت لفكرة وجود حياة أخرى بعد الموت قد يطول الكلام عن كيف وصلت إلينا عبر آلاف السنين، لكنها تبقى غير مُقنِعة، لأن لا دليل عليها او لها لحد اللحظة، خاصةً لمن كان لا يؤمن إلا بالعلم والإثباتات.
الحياة بعد الموت بالنسبة لي فكرة غيبية حالمة أوجدها البشر لتخدير خوفهم وقلقهم الطبيعي من عقدة وكابوس الفناء الكلي، لكن الفناء -شِئنا أم أبينا- هو مصير الإنسان رغم كل المحاولات لإيجاد المُهدئات العصبية والبدائل المُريحة للفكر والنفس من خِلال تهويمات وهلاميات الديانات الأرضية. ونجد أنه حتى فكرة وجود الله أو الخالق، أوجدها البشر كدواء لإزماتهم النفسية حين واجهوا كل ما هو غامض ومستعصي على الفهم حولهم، وفي مقدمتها جميعاً غموض وألغاز ومبهمات الميلاد والموت والمصير.
وبرأيي أنه حتى لو كان لِزاماً أو قسراً علينا التصديق بواحدة من إحتمالات فكرة (الحياة بعد الموت)، فأعتقد إنني سأختار إحتمال اننا من صنع كائنات فضائية من كواكب وعوالم أخرى بعيدة جداً لم نتوصل لمعرفتها بعد، لإننا لا زلنا في مرحلة الطفولة العلمية ولا ترقى أزمان علومنا لحفنة من السنين قياساً إلى عمر الأرض، وهذا صفر بالنسبة لبعض الكواكب التي قد تكون قد سبقتنا حضارياً ووجودياً بآلاف وربما ملايين من السنين التي مكنتها من صنعنا وإرسالنا كتجارب مُختبرية لهم عبر فايروسات أو جراثيم بطريقة أو بأخرى إلى كوكب الأرض !.
لكن تلك الكائنات الذكية الخلاقة حتماً ليست هي الله بمفهومه الحالي الساذج الديني الأرضي، وبالإمكان جداً تسمية تلك الكائنات بأي إسم حتى لو كانت التسمية هي (الله)، ولكن …. من دون قداسة وعِبادة وإذلال وأديان غيبية وكهنة ومُحرمات وتابوهات وقيود فكرية، والأهم من كل ذلك .. دون خزعبلات.
وعسى أن لا يطلب مني بعظكم إثباتاً وحُججاً على صحة فكرتي هذه، فهي مجرد فكرة وحلم، كما هي أحلام وأفكار بعضكم بالضبط عن الله، والحلم لا يضر أبداً، بل ما يضر حقاً هو أن نُحول أحلامنا إلى حقيقة غير ملموسة، ونفرضها على الناس بالقوة، كما فُرِضَت علينا فكرة الله السوبرمان !!.

أدناه رابط لمقال سابق لي بعنوان: (( هل الأرض مُخترقة فضائياً؟ ))، أقترح على من يملك الوقت أن يقرأه بتمعن، لإن له علاقة برأيي الأخير في موضوع اليوم حول تلك الأقوام الفضائية التي يطيب لي أن (أحلم) بأنها هي التي صنعتنا !!.
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=231298








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - موضوع للتأمل
آكو كركوكي ( 2014 / 12 / 18 - 20:55 )

تحياتي أستاذ طلعت ميشو

أسلوبك سلس وشيق بحيث ينسى القارئ نفسه وهو يقرأ . وخاصة لو كان الموضوع هو
الحديث عما وراء الطبيعة والأديان فهي دعوة صريحة وبدون مقدمات للتأمل والتفكير.
زرادشت المسكين أول نبي فيلسوف وأول مخترع للأديان يوصف بالمجوسية عند أتباع دين داعش!

لربما العلم وخاصة علمي الفيزياء والأحياء يكونان لهما كلمتهما حول سر الحياة والموت وشخصياً لا أستبعد هذا فالأختراقات العلمية التي حصلت في هذين المجاليين وخاصة في قرن العشرين هي نوعية من أختراق أسرار الذرة الى أختراق الخلية والشفرة الوراثية .

هناك فكرة تثير إهتمامي وهي إننا في النهاية نتكون من نفس الذرات وتلك العناصر التي تكون أجسامنا وأدمغتنا تكون الأجسام الأخرى في الطبيعة وكافة الكواكب والمجرات فماذا يعني الفناء ونحن في توحد مع الكون. الأكثر إثارة إن أكثر من 90 بالمئة من هذه الذرات هو لاشئ وفراغ!
إن كان هناك عالم آخر فبالتأكيد هو خلف الثقوب السوداء.

مقالك الثاني هل الأرض مخترقة أعاد الى أذهاني ذكريات جميلة حينما كنت أحلم في طفولتي أن أصبح رائد فضاء وبكتاب قديم لأنيس منصور بعنوان اللذين هبطوا من السماء

مساءاً سعيدا


2 - انْ جان هاي مثل ذيج خوش
فرزدق ميشو ( 2014 / 12 / 18 - 22:23 )
ابن العم العزيز طلعت ميشو
اعجبني الموضوع حقا واجبرني على التعليق رغم اني من جماعة الصامتين
اجمل مافي الموضوع هو الموضوعية والعلمية وكذلك الاقتباسات الجميلة والامثال الشعبية التي تتطابق مع الموضوع، كذلك التلخيص الرائع لمجلدات كثيرة وكتب ومراجع متعددة لقد اوصلتنا وببساطة وانسيابية جميلة الى الفكرة واقصد فكرة ظهور الافكار حول الحياة بعد الموت، وكذلك خوف الانسان من التلاشي بعد الموت وعدم وجود حياة. لقد استمتعت بالقراءة واعدتها عدة مرات ،لكن اسمح لي بتعليق بسيط على مسك الختام الذي خرجت به. وهنا اسال ألاتشبه فكرتك عن احتمال اننا من صنع كائنات فضائية من عوالم لم نتوصل بعد الى معرفتها بعد، الا تشبه فكرة المؤمنين الذين يعتقدون بوجود خالق لا يستطيعون ادراكه لأنه اكبر من ادراكهم ثم عدت لتسميته بالله لكن بدون قداسة. اهنئك من جديد على هذا الموضوع الرائع واتمنى ان اعرف ماذا اوصيت العائلة ان يصنعوا في حالة موتك لا سامح الله وهل مازلت تطلب من الاهل ان يصلوا لك عندما تمر بازمة قلبية تحياتي لك ولقلمك الرائع اتمنى ان لا يكون ردك غاضبا على اول تعليق لي تحياتي وتمنياتي لك بالصحة وكثرة الكتابة خاصة مثل هذ


3 - رسالة إلى الأخوة في الحوار المتمدن
الحكيم البابلي ( 2014 / 12 / 18 - 22:26 )
إلى من يهمه الأمر في موقع الحوار المتمدن
تحية طيبة
كعادتي دائماً مع كل مقالاتي، أترك في أسفل كل مقال بضعة أشياء، إسمي، إيميلي الألكتروني، تأريخ نشر المقال، ولا أعرف لماذا حذفتم كل ذلك من هذا المقال !؟، وهي أمور مهمة بالنسبة لي، وتجدوها أسفل هذا التعليق، ويا حبذا لو تكرمتم بإضافتها ولكم جزيل الشكر والإمتنان

المجدُ للإنسان
dec-18-2014
طلعت ميشو
[email protected]


4 - الزرادشتية من أهم ركائز نشوء الأديان التوحيدية
الحكيم البابلي ( 2014 / 12 / 18 - 22:45 )
السيد أكو كركوكي المحترم
تحية طيبة وشكراً على تعليقك وتثمينك للمقال
حسب كل ما قرأتُ في حياتي، أجد أن الزرادشتية واحدة من أهم المصادر التي تعكزت عليها الأديان التوحيدية الثلاثة، وخاصةً اليهودية المشهورة بسرقاتها من الأديان العراقية والمصرية والكنعانية والفارسية .. الخ، والتي على عمودها الفقري قامت المسيحية والإسلام، كونهما تواصل ببغائي وكاربوني لها حتى رغم علمنا بأنها أكثر خرافةً وجهلاً وتمرغاً في أحضان الخرافة من أي أيدلوجية أو ميثولوجيا أخرى في العالم

كِتاب (الذين هبطوا من السماء) لأنيس منصور، هو واحد من ضمن مجموعة من الكتب المطلوبة في قائمتي الخاصة بغية إضافتها لمكتبتي، وأعتقدك تعرف صعوبة شراء الكتب المختارة في المهجر
تحياتي - طلعت ميشو


5 - كل شيء جائز من خلال حجم هذا الكون الرهيب
الحكيم البابلي ( 2014 / 12 / 18 - 23:14 )
الأخ الفاضل أنيس عموري
تحية طيبة وشكراً على مرورك وتعليقك وتثمينك للمقال عبر فيس بوك الموقع
الأفكار الغريبة وإحتمالاتها والمطروحة يومياً على ساحة الفكر والإجتهاد الإنساني عن موضوع بداية وجذر الإنسان لا زالت جميعها لم ترسو على بر لحد اللحظة، وواحدة منها هي التي تقول بإحتمال كوننا من صنع وإجتهاد كائنات ذكية لحضارات أخرى فضائية متقدمة علينا بعدة آلاف أو عدة ملايين من السنين
وما يجعل بعض العلماء يتبنون هذا الإحتمال هو أن الكون يحوي على ملايين وبلايين المجرات والكواكب التي يقول العلماء أنها تحوي على حياة كما عندنا في كوكب الأرض الذي هو ذرة رمل صغيرة قياساً لحجم الكون وبلايين من مجراته
أتمنى عليك قراءة مقالي الذي أضفت رابطه في نهاية مقالي لهذا اليوم، وهو بعنوان (هل الأرض مُخترقة فضائياً)؟
شخصياً لا زلتُ أعتقد بأن هذا الكون وحجمه الرهيب لابد وأن تكون في أرجائه حياة لأقوام سبقونا وجوداً وحضارةً بملايين السنوت، وربما تكون لهم علاقة في بدايتنا كبشر !، وهنا لا أستبعد أية فكرة مهما كانت غريبة، إلا فكرة واحدة وهي الله في صورته الحالية الهزيلة وكما صورته الأديان الأرضية المُضحِكة
طلعت ميشو


6 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 12 / 19 - 00:40 )
أولاً : تابع :
• إنكار وجود الله يقود الى إنكار وجود العقل :
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?30627-إنكار-وجود-الله-يقود-الى-إنكار-وجود-العقل
• المعايرة الدقيقة للكون دليل على وجود الخالق :
https://www.youtube.com/watch?v=KmvgBy3lmFY

ثانياً : ظهرت نظرية علميه حديثه تُسمى بـ(البيوسنتريزم) ؛ تؤكد وجود الوعي بعد الموت. مؤسس النظرية هو : (روبرت لانزا) , و هو طبيب أمريكي , و هذا موقع نظريته :
http://www.robertlanzabiocentrism.com/does-death-exist/


7 - كُن معنا من أجل فكر وثقافة وحوارات مُفيدة
الحكيم البابلي ( 2014 / 12 / 19 - 01:24 )
إبن عمي العزيز فرزدق ميشو
تحية قلبية رغم بعد القارات بيننا، وشكراً كونك كسرتَ حاجز الصمت وعلقتَ أخيراً، لإن الساحة الثقافية بحاجة لحضور مثقفين مثلك
الحق كان خلف هذا المقال -وكأغلب مقالاتي- ساعات عمل طويلة ومطالعة جدية للعديد من الكتب، حيث من الخطأ دخول معترك مواضيع كهذه دون مصادر متنوعة لكُتاب لهم وزن ومصداقية
أنا لم أعد إلى تسمية (الله) لمن أوجدنا، إن كان هناك من أوجدنا كما تقول، بل قلتُ أنه لا بأس من إطلاق أية تسمية على من أوجدنا حتى لو كانت (الله)، ولكن دون قداسة ووصاية وعبودية وخريط وخزعبلات
وحول سؤالك الآخر أقول: نعم .. أوصيتُ عائلتي أن تكون مراسيم جنازتي بالضبط كما كانت مراسيم جنازة والديَ وأجدادي، وعدم إيماني بالله لا علاقة له بعادات وتقاليد الدفن المسيحية المتوارثة، خاصةً كوني غير منتمي لإي دين أو حزب أو منظمة تقوم وتتعهد بمراسيم ونوعية دفن مُغايرة
كذلك أنا لم أوصي أحداً في حياتي ليصلي لأجلي حين كانت لي أزمات قلبية، وما هي إلا واحدة من شقندحياتك الميشوية المحببة
أتمنى دوام تواصلك معنا، لإننا نفتقد وبحاجة لملاحظات كل من يملك العمق والثقافة والمعلومة الذكية
محبة وفكر وسلام


8 - العزيز طلعت ميشو المحترم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2014 / 12 / 19 - 07:28 )
تحية و محبة
سفرة جميلة كنت دليلنا بها في عالم الاقوام و الاديان القديمة و ما قدموا و قدمت
اخذتنا بها الى العوالم الثلاثة
العالم الاسفل لا طبقات فيه و لا امتيازات حتى يفهم اصحابها في الحياة انها تنتهي بانتهاء تواجدهم في الحياة ليفكروا بغيرهم
يقال ان بعض الاقوام تترك موتاها في الارض العالية خارج القرية لتكون فريسة للطيور
اعتقد ان الكثير مما ورد في المقالة اقوال و افعال و نوايا و افكار تحصل اليوم
اعتقد ان (انا دينا نيكا لوليك) ربما تعني بالعامية العراقية (بيَّه و لا بيك) او ( لو ماخذني بمكانك) و اعتقد ان هناك قول معروف عندنا ينطبق جداً على الحال و هو (منها و اليها) و هذه لما ورد في تعليق الزميل العزيز اكو كركوكي
اكرر التحية


9 - من بابل
ماجدة منصور ( 2014 / 12 / 19 - 07:33 )
من بابل..أتتنا الحكمة
أينما كنتم..ولَوا وجوهكم صوب بابل
احترامي


10 - المراة والخلود
Almousawi A. S ( 2014 / 12 / 19 - 13:29 )

مقال دافيئ
رغم تطرقة لبرد الاجساد الميتة وهي كثر
وجميل ومعطاء باسم
وكيف لا وانت تذكر المرأة المستلبة والمستغلة بل والمسبية بفتوى حتى بعد موتها
ذكرا حسنا وجميلا
وليس احق من وصفك للخلود وكيف السبيل الية
مذكرا اياي بموت ممثل حقا
وهو يجسد دور مناضل يخطو نحو المشنقة
مرددا اريد الموت معلقا
فما اعلاه من تحليق
دم لنا


11 - رُخص أنفسنا هو إستمرارية لرخصنا تجاه آلهتنا
الحكيم البابلي ( 2014 / 12 / 19 - 15:17 )
زميلي العزيز عبد الرضا حمد جاسم
تحية طيبة وشكراً على التعليق وتثمينكم للمقال
كما ذكرتُ في المقال فالزرادشتيين كانوا من الأقوام التي تترك جثث موتاها في العراء لتكون فريسة للطيور، وبعدها يأخذون العظام ليحفظوها في أماكن خاصة في بعض المرتفعات والجبال
كذلك ذكرتُ بأن معنى جملة ( أنا دينا نيكا لوليك ) هو: ليتني أذهب إلى الخطر أو الموت بدلاً عنكَ، ويُقابلها في عراقيتنا الدارجة اليوم: (أروحلك فدوة) وهي مفردتين معروفتين جداً في العراقية في حديثنا اليومي
والظاهر أن (اللواكة) وتقبيل مؤخرة الحاكم كانت ولا زالت من طبائع شعب ما بين النهرين، وأعتقد أنها إستمرارية للخضوع التام لللآلهة، ولما جاء الإسلام نص على هذه الطبائع والممارسات من خِلال فرضه الخضوع التام لله ورسوله، ولهذا نجد التفرد عن بقية الشعوب في تسميات مثل: عبد الله، عبد الصمد، عبد النبي، عبد الملك، وعبد ... الخ، وصدقني عندما نترجم بعض هذه الأسماء التي فيها كلمة (عبد) إلى بعض الأصدقاء من الأميركان يستغربون جداً، ويقولون: لماذا تستعبدون أنفسكم حتى من خِلال أسمائكم ؟!. وتعال فَهِم حجي أحمد أغا
تحياتي وإمتناني
طلعت ميشو - الحكيم البابلي


12 - كُيف ولماذا هبطنا من القمة إلى القاع !!؟
الحكيم البابلي ( 2014 / 12 / 19 - 15:31 )
السيدة الفاضلة ماجدة منصور
تحية عطرة وشكراً لمرورك وتعليقك ومؤازرتك
صحيحٌ ما تقولين من أنه -من بابل أتتنا الحكمة-، ولهذا كان حكماء بابل قد بنوا ومجدوا أنفسهم من خِلال كل ما صنعته أيديهم وعقولهم من مفاخر، ويكفي فيهم المثل العراقي القائل: ما طار طير إلا من أرض بابل، وأحياناً يقولون: ما كَبَت عجاجة إلا من أرض بابل، و(كَبَت) بالكاف المصرية ، تعني في العراقية الدارجة ( هّبّت)، و (عجاجة ) هي العاصفة الشديدة
صدقيني حاولتُ عدة مرات أن أكتب موضوعاً عن بابل، ولكن في النهاية أُغير رأيي لأن الكتابة عن موضوع كهذا تحتاج لكُتب أو كِتاب، ومع هذا سأكتب عنها ولو بإختصارٍ شديد، والذي يحز في نفسي هو: كيف تتحول حضارات عَلَمت كل شعوب العالم كالحضارة العراقية أو المصرية إلى يباب وخراب !!؟. -وعند جهينة الخبر اليقين- كما يقول المثل العربي
تحيات وتمنيات طيبة
الحكيم البابلي - طلعت ميشو


13 - خلود الأعمال الطيبة هو الخلود الأسمى
الحكيم البابلي ( 2014 / 12 / 19 - 15:42 )
صديقي العزيز الموسوي الفاضل
تحية وشكراً على التعليق والمؤازرة
أعتقد أن كلكامش كان فطِناً جداً وعلى درجة كبيرة من الذكاء، حين نراه وبعد أن يئس من الحصول على الخلود في الجسد، يقوم بإيجاد خلود آخر من خِلال تركيزه على فكرة أن الخلود هو خلود الأعمال والأفعال الجيدة في حياة الإنسان، وهو مُصيبٌ 100 من 100، إذ لا خلود في هذا العالم الفاني غير خلود الأعمال الطيبة
تحياتي وإمتناني وأمنيات بالصحة والخير والأمان لك ولكل الطيبين
طلعت ميشو - الحكيم البابلي


14 - الاستاذ الحكيم البابلي المحترم
جان نصار ( 2014 / 12 / 19 - 16:06 )
راح انسى اليوم بالتعليق عن روعة الموضوع والاسلوب الشيق وكل هاي المجملات الا بلا طعمي لانك عارف ان ما كتبته فانتاستك ومش هون بيت القصيد.
يعني احنا جاين على ميلاد جديد وسنه جديده وانت بكتبلنا عن الموت والدفن بالعسل وتحت الارض ووحوش وافاعي وبرد وحر.. بصراحه اخدت موقف من الموت وتراجعت بكلامي يا عمي اشي كتير بخوف .فيلم رعب بامتياز صار لازم الواحد يفكر بالذهاب الى القسم الثاني اي الجنه.
بس بدي افهم الوحوش والافاعي شو دورهم ؟الترهيب من شو ما هو الواحد ميت او انهم يكلوا ما هو بالاصل ميت راح يموت مره تاني مش فاهم كتير الوضع مخيف .طول عمري بكره افلام الرعب والهورور وبحب الكوميديا والرومانسيه اذ في عنك هيك مقالات اهلا وسهلا والا فوت علينا بكره
تحياتي وجناتي


15 - عزيزي طلعت ميشو الورد
عبد الرضا حمد جاسم ( 2014 / 12 / 19 - 16:30 )
تحية و سلام و محبة و احترام
ههههههههههههههههههه لعد اني شكَول عن اسمي
الرحمة للسمانه و الكتب الاسماء في الجناسي
اليك عن اسمي موضوعين نشرتهما في الحوار المتمدن منذ سنوات
الاول بعنوان اسمي و هي كلمات مموسقة
و الثاني جاء في سياق سلسلة : اذا كان لحم الخنزير حرام كل الانعام حرا

اليك التالي عن اسمي
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=227488
اذا كان لحم الخنزير حرام فكل الانعام حرام
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=230492
تحيا تي و تمنياتي لكم بتمام العافية


16 - انتقال العقل الباطن الجماعي عبر الفضاء
طلال الربيعي ( 2014 / 12 / 19 - 16:49 )
الصديق العزيز الحكيم البابلي
انه مقال ممتاز بكل معنى الكلمة. تقول عن كلكامش:
-باحثاً عن (عشبة الخلود)!، عَلهُ يُعيد الحياة لصديقه الميت أنكيدو، كمحاولة للإلتفاف على الموت-.
وهذا يذكرني بمحاولة سيزيف في الاسطورة الاغريقية للتحايل على الموت, فعاقبته الآلهة على ذلك عقابها الازلي المعروف. ولذلك لربما يحق لنا الاتفاق مع المحلل النفسي الكبير كارل يونغ بوجود عقل باطني جماعي للبشرية يفسر وجود المعتقدات والافكار المشتركة بين البشر برغم عدم وجود اتصال مباشر مع بعضهم البعض وبالرغم من اختلاف الازمنة. ولا ادري هل ان العقل الباطن للمجموعات البشرية في منطقة محددة من العالم وقريبة جغرافيا من بعضها البعض: مصر, فلسطين وجزيرة العرب, هو الذي قد سهل ظهور الاديان التوحدية الثلاثة في هذه المنطقة التي هي بدورها استقت تعاليمها من حضارات العراق ومصر القديمة وغيرها في المنطقة- والا لماذا لم تظهر الاديان الثلاثة, بمفردها او كلها, في اماكن اخرى من العالم؟
والاقتباس من الحضارت بعضها البعض عن طريق التواصل والاحتكاك البشري امر طبيعي ومحتمل,
يتبع


17 - انتقال العقل الباطن الجماعي عبر الفضاء
طلال الربيعي ( 2014 / 12 / 19 - 16:50 )
ولكن المثير جدا ان انتقال الافكار والمعتقدات يتم عن طريق العقل الباطن الجماعي الذي لا يشترط ابدا الاتصال والاحتكاك البشري, وقد تعاون يونغ مع علماء فيزياء مشهورين مثل آينشتاين و ولفغانغ بولي في تطوير افكاره في تفسير انتقال العقل الباطن عبر الفضاء وعبر الازمنة وبدون وجود اتصال مادي او احتكاك بشري. والقارئ المهتم لربما يجد بعض المتعة في قراءة المقال بخصوص يونغ وفيزياء الكم
Carl Gustav Jung, Quantum Physics and the Spiritual Mind: A Mystical Vision of the Twenty-First Century
http://integral-options.blogspot.co.at/2013/11/carl-gustav-jung-quantum-physics-and.html
مع وافر تحياتي ومحبتي


18 - الأديان هي التي خلقت كل الخرافات والشعوذات
الحكيم البابلي ( 2014 / 12 / 19 - 19:08 )
حبيب ألبي الأخ جان نصار
تحية وشكراً على مرورك والتعليق
ضحكتُ كثيراً على جملتك التي تقول فيها : الترهيب والأفاعي والوحوش راح ياكلوا الميت على شو .. ما هو مات وخلاص ؟
طبعاً هذه الممارسات أوالتفاصيل هي من ضمن ديانة الأنسان في تلك الأزمان، وأظنك تعرف أن كل هذه السخافات والخرافات الدينية كانت من صنع الكهنة ورجال الدين، والغاية الأساسية منها هي لحث الأحياء من الناس على تقديم أقصى ما برسعهم من أضاحي وطعام وشراب وأموال للكهنة والمعبد الديني من أجل راحة أمواتهم في العالم الأسفل ... فهمت ؟
يعني القصة بقضها وقضيضها هي قصة مصالح أولاد الكلب من رجال الدين والكهنة ، ولا زالت هذه الأمور جارية لحد اليوم في الأديان الحديثة والتي يسموها: الأديان السماوية، وما هي إلا أديان أرضية بحتة، ولكن جهل وغباء الناس خلاها تأخذ صفة السماوية،
ولا تنسى أن نسبة الجهل العام عند بشر الكرة الأرضية قد يصل لنسبة 90٪-;- صدقتَ أم لم تُصدق، ولهذا تبقى ألأديان منتشرة في العالم وخاصةً في الأماكن والمجتمعات التي يسيطر عليها الفقر وإنحسار المعرفة والعلم وحرية الفكر، وبالمقابل هيمنة الدين ومن يُمثله إن كان حاكماً أو مشعوذاً
تحياتي


19 - محنة من يبدأ أسمه ب : عبد
الحكيم البابلي ( 2014 / 12 / 19 - 19:20 )
العزيز رضا حمد جاسم المحترم
تحية مرة أخرى وشكراً لتعليقك الثاني
قرأتُ ما سطرته يدك وشكواك وتذمرك من إسمك ( عبد الرضا) ولا الومك أبداً ، ولهذا كنتُ في أغلب الأحيان أكتب أسمك (رضا) وليس (عبد الرضا) ، كذلك كنتُ أتعامل مع إسم صديقنا الموسوي ، وصدقني لو كان إسمي يبدأ ب (عبد) لكنتُ غيرته منذ زمن بعيد ، ولكن ... ربما تغيير الإسم بالنسبة لأعمارنا اليوم لم يعد يستحق حتى أن نفكر به، إذ لم يعد هناك متسع في الزمن المُتبقي لنا والذي خصصته الآلهة ههههههههههههه وهل شاهد أحد من البشر تلك الآلهة المزعومة !!!!؟
أما مقالك عن لحم الخنزير فسأقرأه بعد إنتهائي من الرد على الأصدقاء الأفاضل الذين علقوا على مقالي
شكراً لك عزيزي وعيد سعيد مقدماً لك وللعائلة الكريمة وكل الطيبين في العالم
الحكيم البابلي - طلعت ميشو


20 - الأصل والفرع في ميثولوجيات المنطقة
الحكيم البابلي ( 2014 / 12 / 19 - 20:02 )
الصديق الفاضل طلال الربيعي
تحية وشكراً على تعليقك الجميل
الحق أن أسطورة سيزيف و (أغلب) ما جاء في ميثولوجيات الأغريق واليونان هو إقتباسات معروفة من أساطير ما بين النهرين ومصر والكنعانيين والفرس، والتي إنتقلت غير البحر الأبيض من خلال السفن والرحلات التي كان يقوم بها الفينيقيين والكنعانيين وغيرهم، ولهذا نجد أن هناك سقف زمني بين أساطيرنا وأساطيرهم، وهذا الكلام ليس من جيبي، بل هو للكثير من العلماء والمختصين بهذه المواضيع

أما الأديان التوحيدية الثلاثة فهي سلسلة إقتباسات من واحدة للأخرى وبحسب تسلسلها الزمني، والأصل فيها هو اليهودية التي سرقت وإقتبست ما شاء لها من بلاد ما بين النهرين ومصر وكنعان وفارس ( لملوم ) وكشكول عجيب غريب!، وما تجاور هذه الأديان جغرافياً إلا دليل دامغ على أرضيتها، وإلا لكنا نرى بعضها في القطب الشمالي مثلاً أو في أوروبا
وكل هذه الأمور الدينية لا تخفى على أي إنسان له إطلاع عميق على تأريخ المنطقة أو الشرق الأوسط، ولهذا أُركز دائماً على ضرورة إطلاع أي مثقف على التأريخ
شكراً على إهتمامك بموضوع المقال، وعلى الروابط التي أرسلتها لنا، وحتماً سأقرأها لاحقاً
كل الود، تحياتي


21 - اللذين هبطوا من السماء
آكو كركوكي ( 2014 / 12 / 19 - 20:17 )
تحياتي أستاذ طلعت

كتاب أنيس منصور ممتع للقراءة وفيه بعض الإثارة لكني لا أعتقد إن له قيمة علمية كبيرة. فهو يتكون من أخبار وتحقيقات صحفية جمعها أنيس منصور وهو كمثل عمالقة الكتابة من مصر لديه أسلوب جميل جداً في الكتابة بالعربية.

الكتاب قديم تقريباً قرئته لربما قبل 20 أو 25 سنة ...لا أتذكر. وأظن أنه موجود في النت
يمكن البحث عنهُ في غوغل وتحميله مجاناً.

نعم كثير من الكتب العربية لايتوفر على النت وفي مرات كثيرة أشتريه عبر الانترنيت من مواقع عربية من مصر ولبنان ولكن ارساله يكلف كثيراً. وليس بقليل هي المرات التي أصبت فيها بالاحباط من الكتب العربية بعد قرائتها وأكتشافي أنني أنخدعت بالغلاف فقط !



22 - ما صلة القِناع بالقناعة ؟
الحكيم البابلي ( 2014 / 12 / 19 - 20:24 )
الصديق العزيز د. سمير خمورو
تحية وشكراً على التعليق عبر فيسبوك الموقع
تهويمات وكوابيس وغيبيات الحياة الأخرى والجنة والنار وميثولوجيات الموت والآلهة والخلق ... الخ، كان لها دواعي ومُسببات كثيرة في الزمن القديم ، أولها الخوف من المصير المجهول للإنسان بعد موته، كذلك إستغلال رجال الدين والكهنة الأذكياء لمن حولهم من البشر الأغبياء في تلك الأزمان القديمة، ولكن
المصيبة يا صاحبي أن أديان اليوم هي إمتداد خرافي وأسطوري ونسخة مُحسنة عن أديان الأزمنة القديمة المُضحكة، وليس في أديان اليوم ما يُلائم العقلية المتحضرة والمتفتحة التي من المفروض أن يحملها غالبية بشر اليوم وخاصةً هؤلاء الذين حصلوا على شهادات عليا في أمور مختلفة، ولكن .. الظاهر أنها كانت شهادات إختصاص في أمور معينة وخاصة ولم تكن شهادات ثقافة ووعي
هو شيء يدعو للعجب حقاً، حين نرى بشر اليوم لا زالوا يتعاملون مع كل ما هو مجهول بنفس الطريقة المُضحكة التي كان يتعامل بها أجدادهم قبل سبعة آلاف سنة !!، ولا زالوا يعبدون نفس الآلهة مع تغير للقِناع والأسماء فقط
تحياتي وكل عام وأنت بخير
طلعت ميشو - الحكيم البابلي


23 - عناوين بعض الكتب مغرية، لكن المضمون تافه
الحكيم البابلي ( 2014 / 12 / 20 - 00:24 )
عزيزي الأخ أكو كركوكي المحترم
شكراً على تعليقك الثاني، وشكراً كونك نبهتني لعدم عمق وقيمة كتاب أنيس منصور ، ونفس الشيء يحدث معي أحياناً، حين أشتري كتب كنتُ أظن انها قَيِمة بما تحويه من مضمون، ولكن يتضح بعد القراءة بأنها (فالصو) أي مجرد كلمات بدون فائدة حقيقية لخدمة ثقافة القاريء، وعندي ما لا يقل عن أربعين كِتاباً من هذا النوع في مكتبتي، والمشكلة الدائمية هي عدم تمكننا من إعادة الكِتاب للمكتبة التي إشتريناه منها، حيث بالنسبة للمغترب -أحياناً- يكون الشراء بواسطة البريد، وأعتقدك تعرف كم يُكلف شحن الكتاب، وهي أرقام مُبالغ بها من طرف كل المكتبات للأسف
أما الكُتب المنشورة على النت فأنا لا أحب قرائتها، بل تعجبني القراءة المُباشرة من الكتاب وهو بين يدينا
كنتُ أتمنى لو كان في مدينتي أكثر من مكتبة واحدة، خاصةً لأن أغلب كُتب هذه المكتبة هي دينية وبنسبة 80٪-;- وصاحب المكتبة لا يُحبذ إستيراد الكتب العلمية والثقافية والفكرية والتراثية والتأريخية حتى مع علمه المُسبَق بأنها ستُُباع أسرع بمرات ومرات من الكتب الدينية المُحنطة النائمة على رفوف مكتبته مع الغبار والنسيان، ولله في خلقه شؤون كما يقولون
تحياتي


24 - لندع الموت جانباً ولنتطلّع للميلاد
ليندا كبرييل ( 2014 / 12 / 20 - 03:53 )
الزميل طلعت ميشو المحترم

الحقيقة الوحيدة في الوجود الميلاد ،الموت
ولأن فكرة الموت أرعبت الإنسان فقد اخترع العقل القديم فكرة الله والجنة والجهنم والشيطان

نسب لله كل خير وللشيطان كل شر، وما الخير والشر والله والشيطان إلا داخل عقل كل إنسان وضميره

أنا أحترم العقل القديم الذي جاد بهذه المخيلة الواسعة
كيف استطاع أن يزيّن الجنة، ويرهب الإنسان بالشيطان والنار

لكني أقف بدهشة في عصر العلم والمعرفة ألا يتجاوز الإنسان بعد أن اتسعت مداركه هذه الأساطير التي ما زالت ترعبه وتنغص عليه حياته

أتقدم إليك بالتهنئة بمناسبة اقتراب العام الجديد وأتمناه عام خير وسلام للجميع
مع التقدير


25 - جئنا من الطبيعة ولها نعود
ثائر البياتي ( 2014 / 12 / 20 - 06:35 )
يطرح الكاتب في بعض فقرات مقاله، السؤال: من اين جئنا والى أين سنذهب؟ أقول ببساطة: جئنا من الطبيعة ولها نعود. فكما تؤكد العلوم والأكتشافات المستمرة، خاصة في علم الجينات، ان وجودنا كجنس بشري، هو نتيجة للتطور الذي أصاب الخلية الحياتية البسيطة التي نشأت وتكونت في الطبيعة، بحكم ظروف محددة قبل 3.6 بليون سنة، تطورت تلك الخلية وتعقدت خلال تلك السنين، أدت الى ظهور حيوانات بسيطة قبل 600 مليون سنة، تطورت وتعقدت بعض تلك الحيوانات، آلت الى ظهور الجنس البشري قبل 2.5 مليون سنة، ونحن اليوم في تطور مستمر. أما بخصوص إعتقاد البعض بحياة ثانية بعد الموت، فأتفق مع الكاتب كليا ًبقوله: ان وجود الحياة الثانية، هو وهم وخداع، ابتدعه الإنسان، لكرهه الموت المحقق، ولأعتزازه بالحياة الحاضرة، ورغبته في أستمرارها، بنعيم أكثر. لا أجد أي دليل علمي ومنطقي لأفتراض وجود حياة للإنسان بعد موته، فبعد توقف الجسم الحي عن فعالياته، يتحلل الجسد الميت الى عناصره الأولية، في عملية دورة الطبيعة، وينتهي كل شيء. والروح ليس الا إنعكاس لفعاليات الجسم الحي، ينتهي بموت الجسم. وشكراً


26 - باجة
نجيب توما ( 2014 / 12 / 20 - 09:00 )
العزيز الاستاذ الحكيم
شكرا للمقال الرائع اللي شبهته باكلة الباجة
دسم ويشبع
اتابع كل مقالاتك بشهية


27 - تحية وتقدير
فؤاده العراقيه ( 2014 / 12 / 20 - 10:01 )
أعجبني قولك بغض النظر عن بقية المقال الرائع كعادتك((لو كان هناك آلهة حقاً، فهي لابد تملك القدرة بحيث سَتَعلمُ حتماً هل هؤلاء الناس أبرار وأخيار حقاً كما يدعون!،)) فما معنى الحساب يو الحساب أذن ؟ هل الغرض منه هو أقناع المحاسَب بالعدل وعدم تعرضه للغبن من قبلهم وهو عاش حياته طولها بعرضها مغبون حقه ؟طبعا السؤال اوجهه لذوي العقول التي تؤمن بيوم الحساب.

كذلك لدي تعقيب بخصوص رأيك حول مراسيم جنازتك , طبعا بعيد الشر عنك , ولكن هو شر لابد منه , حيث كان رأيك هو (بالضبط كما كانت مراسيم جنازة والديَ وأجدادي، وعدم إيماني بالله لا علاقة له بعادات وتقاليد الدفن المسيحية المتوارثة ) بالنهاية هي مجرد تقاليد لا تغني ولا تسمن من جوع للمتوفي
أعجبتني وصية الشحرورة رغم اني لست من عشاقها ,ولكن احترمتها عندما اوصت أن تكون مراسيم وداعها بالموسيقى المفرحة والرقص البهيج حيث حولت وبرمشة عين ودون تكلفة الحزن القبيح إلى فرح جميل متجاوزة كل العادات والتقاليد البالية والتي لا نفع منها بل هي ضرر متكرر كونها متكررة دون تجديد فتسقط منافعها علينا , ولكن القفز فوق العادات في محاولة تغييرها تحتاج لشجاعة
كل الإحترام


28 - هو أمرٌ إعتيادي وطبيعي جداً ذلك الذي يحدث كل يوم
الحكيم البابلي ( 2014 / 12 / 20 - 13:09 )
الزميلة العزيزة لِندا كبرييل
تحية عطرة وشكراً على المؤازرة والتعليق، كذلك أعتذر لتأخر ردي لأنه (فارق الوقت) بين أميركا وبقية القارات، فالساعة الآن عندنا هي السابعة والنصف صباحاً. صباح الخير وربما مساء الخير عندكم
أنا مثلك أتعجب وأندهش حيال تصرفات بعض الناس في مجتمعاتنا الحديثة هذه عندما يتعاملون مع الموت بكل رعب وبصورة أقل ما توصف به هي سخيفة وصبيانية ، إذ ما الذي يُرعب في موت الإنسان في حين أن الناس تموت وتولد كل لحظة كما أوراق الأشجار؟. فما يحدث كل يوم أو كل لحظة من المفروض به أن يكون عادياً وطبيعياً ولا يَحتَمِلُ المبالغة والتهويل
كذلك أتفق معك في عنوان تعليقك، فلندع الموت جانباً ونتمتع بالبقية الباقية من أعمارنا، وهي تزيد عن المئة بالنسبة لي ههههههههه الا تُصدقين ؟ فأنا تعلمتُ من كلكامش طريقة الخلود عن طريق الأعمال الجيدة، ومنها الكِتابة
أعياد ميلاد وسنة جديدة سعيدة ومجيدة وطيبة لك ولعائلتك وكل البشرية
البابلي- طلعت ميشو


29 - ولقد أبصرتُ أمامي طريقاً فمشيت، وسأبقى سائراً إن شئتُ
الحكيم البابلي ( 2014 / 12 / 20 - 13:32 )
صديقي العزيز د. ثائر البياتي
تحية طيبة وشكراً على التعليق والمؤازرة
نعم يا صاحبي، وضَعتَ أصبعك تماماً على الجرح، وإختصرتَ التأريخ في قولك: (( جِئنا من الطبيعة، ولها نعود )). وهذا ما أحاول أن أقوله وأشرحه للناس حولي، لكني أراهم يرتعبون ويُحملقون في وجهي بكل فزع وإستغراب وكأنهم يرون عزرائيل -ملاك الموت- في صورتي هههههههههه
والذي يُضحكني أكثر هو: لماذا كل هذا الإصرار على تصديق خرافة وكذبة الجنة والنار والعالم الآخر ومتابعة الحياة المجهولة التي تنتظرهم لا أعرف كيف وأين ولماذا !؟. وخاصةً تلك التي رسمَتها لهم الأفكار الدينية البائسة، وهنا أُركز على قول المسيح لهم: (( إن دخول الحبل في خرم الإبرة أسهل بكثير من الدخول لملكوت السماوات )) !!!، ما معناه أن نسبة عظيمة جداً من هؤلاء المؤمنين بالوهم والخرافة سيدخلون الجحيم حتماً ولا محالة وبالتاكيد وغصباً عنهم حتى لو تصوروا أنفسهم ملائكة كما يحلو لهم التصور في معظم الأحيان !، وما دروا بأن نسبة دخولهم للجنة الموعودة هو صفر
كلما رأيتُ النبات والحيوان والإنسان يموتون كل يوم كلما زادت قناعتي بأننا إلى زوال وفناء تام، وهي دورة الأفلاك والأرض
مع تحياتي


30 - وصيتي بعد موتي
الحكيم البابلي ( 2014 / 12 / 20 - 14:09 )
الأخت والزميلة الفاضلة مكارم ابراهيم
تحية عطرة عزيزتي، وشكراً على التعليق الجميل والمؤازرة
في ردي على تعليق إبن عمي فرزدق ميشو والذي كان عن وصيتي لأهلي حول طريقة جنازتي، لم أتطرق لواحدة من الأمور التي أوصيتُ أن تكون من ضمن مراسيم جنازتي، وهي الغناء الهاديء للرائعة فيروز، بدلاً من القراءات الدينية التقليدية الرتيبة التي تجلب النعاس حتى للميت ههههههههههه
كذلك كنتُ قد ذكرتُ في مقال سابق لي من أنني أوصيتُ عائلتي بأن يتركوا تحت وسادة لحدي كتاب لشاعر شرقي لم يُهادن السلطة واللئام من الحكام
وكنتُ أود أن أوصيهم بشيء آخر، وهو بدفني مع أنثى جميلة ماتت في نفس يوم موتي!!!، لكنني خفتُ من زوجتي ومن إمكانية أن تُبقيني بلا دفن، وعندئذٍ ستحوم روحي وتخرج من العالم الأسفل لتُزعج الأحياء من الناس، ولو حصل هذا فسأقوم بإزعاج كل الحُكام والملوك والسرسرية العرب وكل داعش فاحش على وجه الأرض
تحياتي وعيد سعيد مع سنة مُباركة وتمنيات بالصحة والعافية والفرح والأمان
البابلي- طلعت ميشو


31 - عزومة على أكلة الباجة في بيت الحكيم البابلي
الحكيم البابلي ( 2014 / 12 / 20 - 14:33 )
الأخ الفاضل نجيب توما
تحية وشكراً على التعليق الجميل الذي أثار شهيتي لأكلة الباجة، وهي صدفة جميلة أن زوجتي كانت تُحضر مساء البارحة أغلب المواد الرئيسية التي تتكون منها الباجة عند مسيحيي العراق، وهي الكيبايات وعكوس اللحم والممبارات واللسانات وكل ما نُطلق عليه تسمية ( حباشات ) من الطعام الدسم اللذيذ والذي هو الوجبة الرئيسية على مائدة الطعام في صباح يوم العيد - كرسمس

كتبتُ لك رداً قبل هذا، لكنه ولا أعرف الأسباب لم بظهر مع بقية رودوي الأربعة لهذا الصباح، مش مهم، ها أنذا أقدم لك هذا الرد، وعسى أن تكون كل أيامك أفراح ومسرات وأعياد وباجات وحباشات لذيذة
أنتَ والقراء وكل طاقم الحوار المتمدن والناس الطيبين معزومين عندي يوم العيد على أكلة الباجة التراثية التي هي أطيب وجبة طعام في كل العالم
البابلي- طلعت ميشو


32 - الموت لايرعب الا الخطاة
عبد الحكيم عثمان ( 2014 / 12 / 20 - 16:20 )
الحكيم البابلي تحية طيبة وعمرمديد ,حتى تبقى تتحفنا بما يفيد
الاديان ساهمت في بناء الضمير الانساني حتى لو كان من اخترعها الانسان,لمن يريد ان يرى كم الموت مرعب ليرقبه في عيون شخص في عمر الثمانينات, وصله خبر وفاة احد اترابه(عندها يشعر السره (الدور)وصلة,عندها ستحسون ماهي رهبة الموت كيف شكلها وماهي تأثيراته اطال الله اعماركم
من يجزع من الموت كل من آمن بوجود الله او الرب,اويهوه وكل من اعتقد ان هناك بعد الموت حياة اخرى وحساب وكتاب ولكل من آمن ان هناك جنة ونارأو هناك ملكوت السماءالسرمدي الابدي
هؤلاء من يرعبهم الموت وخاصة الذي اقترف الخطيا والاثام ولكم التحية,


33 - الأديان خَربَت أكثر مما عَمَرَت
الحكيم البابلي ( 2014 / 12 / 20 - 20:16 )
الأخ عبد الحكيم عثمان
تحية طيبة وشكراً على التعليق والمرور عبر المقبرة البابلية ههههههه

أنا لم أقل بأن البشر لا يجزعون من الموت، الموت يخافه الكبير والصغير والغني والفقير والمؤمن والمُلحد وهكذا، لإن الموت لا زال في إعتقادات البشر وإحساسهم الداخلي مصيرٌ مبهم مجهول، وأغلب البشر لحظة موتهم لا يُصدقون بالدعوى القائلة بأنهم راحلون إلى جنان الخلد، كونهم يعرفون أنهم إلى فناء وإنتهاء مادي وروحي إن كان هناك روح، لإن العالم لم يعترف بالروح
لكني أقول بأن العقل الواعي والمنطقي يفهم الموت على أنه نهاية حتمية، ومن هنا يأتي تقبل بعضنا للموت بلا جزع ورعب طفولي، وكما تعرف فهناك مثل يقول: حشرٌ مع الناس عيدُ، وبما أن كل البشر سيموتون فعلام الرعب !؟
قد تختلف نظرتي للموت والمصير عن نظرتك بصورة كبيرة، ولكن .. هو الفناء في النهاية
أما عن قولك بأن الدين ساهم في بناء الضمير الإنساني فلا أوافقك عليه، برأيي أن أكثر من ساهم في تخريب حياة البشر هي الأديان الأرضية الترهيبية التوحيدية الغيبية، وهناك آلاف الإثباتات، فقط لو تنازلتَ ولبست النظارة
تحية وشكراً وعام سعيد رغم أن دينك يمنعك من أن تفرح مع الكفار
البابلي


34 - جمالية تعدد ثقافات الشعوب
كمال يلدو ( 2014 / 12 / 21 - 02:51 )
تحية طيبة لك أخي الغالي (الحكيم) وبأبداع جديد كما عودتنا. ومتى ما تملك الأنسان حافة العلم والمعرفة، تملك الشجاعة لمواجهة الأسئلة ايا كانت. وهكذا مع فكرة الموت والتي طرحتها ببحثك هذا بشكل جميل وواسع، وتثقيفي ايضا، والأمر بالنهاية متروك للأنسان ان يعتقد او لايعتقد. بالحقيقة انا استمتعت كثيرا، و أود هنا ان اضيف بعض التعليقات إن سمحت لي:
1) ان فكرة دفن الحاشية مع الملوك مصحوبة بالحلي والآثاث والمتعلقات الشخصية، بنظري تعود لفكرة (ان الملوكية من السماء) ولهذا فأنهم اي الملوك حتى وإن ماتوا فإن لهم حياة قادمة تختلف عن ظروف البشر في مماتهم، ويبدو انها كانت شائعة لدى الكثير من الملوكيات ة.
2)دفن الموتى في العسل له غاية علمية وهي من اجل الوقاية من التفسخ، كما جرى
للأسكندر المقدوني الذي توفي في بابل ونقل جثمانه الى مقدونيا مغمورا با
3)ان فكرة دفن الموتى تحت البيت كان له مغزى من اجل بقاء ارواحهم تحوم حول الدار من باب الأعتزاز، اما بالنسبة لدفن الأطفال بالجرار فهومن اجل ان تعلق احدى الحوامل بروحهم ويعودون للحياة.
وتبقى خالدة4)يقوم الهندوس بحرق الميت من اجل النقاء وحتى تطير اجزاءه مع الهواء


35 - تصحيح خطأ وقع سهواً
الحكيم البابلي ( 2014 / 12 / 21 - 09:17 )
كان ردي # 30 موجهاً إلى الزميلة فؤادة العراقية
وبالضبط على تعليقها # 27
ولكن .. حصل خطأ غير متعمد من قبلي
حيثُ وجهتُ ردي المذكور إلى الزميلة مكارم ابراهيم بدلاً من الزميلة فؤادة العراقية
هو خطأ وقع سهواً وأرجو المعذرة من الفاضلة فؤادة العراقية
لِذا وجب التنويه عبر هذا التعليق وشكراً للزميلتين على أي حال

طلعت ميشو- الحكيم البابلي


36 - معلومات إضافية لمقالي عن الموت والمصير
الحكيم البابلي ( 2014 / 12 / 21 - 09:20 )
الأخ والصديق كمال يلدو المحترم
تحية وشكراً على التعليق الإيضاحي الجميل ، وهو إضافة رائعة للمقال
شكراً على المعلومات القيمة

طلعت ميشو- الحكيم البابلي


37 - خوفتنا يازلمة
محمد أبو هزاع هواش ( 2014 / 12 / 21 - 16:38 )
سلام للحكيم

...يقال بالانجليزية

Legends never die

واسطورة الحكيم البابلي الذي سيشاغب على الدواعش لن تموت أبدا...مع تحياتي لك ياأكابر في حياتك وفي مراسيم مابعد وفاة جسدك..

سلام


38 - لا داعي للأعتذار
فؤاده العراقيه ( 2014 / 12 / 21 - 18:27 )
الزميل الحكيم البابلي لا داعي للأعتذار فالرد واضح أنه وقع سهوا وأعذرك ربما أغاني فيروز لخبطتك ههههههه
لا تشغل بالك بهذه الأمور والحياة طويلة أمامك ونحتاج منك لمقال مفرح لنستقبل العام الجديد بفرح وبهجة وكل عام وانت بصحة تامة وخير وامل جديد


39 - يقول المسيح : كلٌ يُعطي مما عنده
الحكيم البابلي ( 2014 / 12 / 21 - 21:29 )
عزيزي الأخ محمد أبو هزاع هواش
تحية قلبية
وشكراً على مشاعرك الطيبة ، هو حليبك الطاهر.. كما نقول في كلامنا الشعبي، وهي الأصالة فيك التي تحكي وتُطرز الحروف

مع أجمل تمنياتي بالصحة والسعادة والأمان ، عيد سعيد وسنة مُباركة لك ولكل العالم
طلعت ميشو- الحكيم البابلي


40 - وعلى الأرض السلام للناس الذين بهم المسرة
الحكيم البابلي ( 2014 / 12 / 21 - 21:42 )
زميلتي الفاضلة فؤادة العراقية
تحية وردية من حديقتي البابلية
شكراً على التفهم والرد الأخوي الرقيق في تعليقك # 38
وجميلةٌ هي فكرة أن تكون لخبطتي بسبب فيروز، فأنا أعشق فيروز ولا أعتقد أنه كان في كل المغنين والمغنيات العرب من هو أجود منها وأكثر تأثيراً في نفسيتي، صدقيني حين أود الكِتابة أحياناً أستمع لإغانيها التي توحي لي بعشرات المواضيع ... وخاصةً تلك التي تتعلق بالوطن والماضي وما تركناه خلفنا من حضارة دمرها البدو الأجلاف

أما عن المقالات المُفرحة!، فعندي مقال نوعية ( كِتابات ساخرة ) سأنشره قبل الكرسمس بيومين أو ثلاثة، وأعتقد إنك ستتونسين على أحداثه المُضحكة
عيد ميلاد سعيد وسنة مُباركة لك ولكل الناس الطيبين
طلعت ميشو - الحكيم البابلي


41 - ديني لايمنعني من مشاركتكم اعيادكم
عبد الحكيم عثمان ( 2014 / 12 / 22 - 11:22 )
الاخ الحكيم البابلي
اولا كل عام وانت بخير بمناسبة السنة الميلادية القادمة وبمناسبة مولد سيدنا المسيح عليه السلام
ديني لايمنعنى ان اشارككم اعيادكم,سوف تقول لي ماهي ادلتك على ماتدعي
رسولي صلى الله عليه وسلم كانت له تعاملات تجارية مع اهل الكتاب,فدرعه كان مرهون عند يهودي
الامام على وغيره من الصحابة رضوان الله عليه وعليهم كان يعمل اجير عند يهودي, الغلام الذي كان يخدم رسولي يهودي وعندما مرض عاده في بيت ابويه اليهوديان, رسولي الكريم قبل هدية مقوقس مصر
وتعلم ان كثير من المسلمين شارككم اعيادك وانا منهم ولي اصدقاء مسيحين كثر ومرضعة والدني مسيحية,مالايقبله من الاسلام,هو ان تهتز عقيدتي من خلال تعاملي معكم اما الاحاديث التي تقول لاتسلموا على اهل الكتاب ففيها توضيح يطول شرحه ولي حولها مقال سابق
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=341650
اما مايشعه مذهب السلفيه في هذا الجانب فيستند الى قاعدة(سد الذرائع)وهي قاعدة استنبطها البشر
وكل عام وانت بخير


42 - المسلم أخي وصديقي متى سلمتُ من يده ولسانه
الحكيم البابلي ( 2014 / 12 / 22 - 13:45 )
أخي في الوطن والإنسانية عبد الحكيم عثمان
تحية وشكراً على مشاعرك الطيبة
الحق إن تربيتي البيتية لم تسمح لي أو لم تعلمني يوماً على معاملة البشر بالشر أو التفرقة، ولكن كُثرة الإساءات التي لاقيتها كمسيحي -وعلى طول الخط- في الوطن العراقي تجعلني اليوم أتخذ موقف من كل مسلم لا زال يتعامل مع غير المسلم على طريقة ما تُمليه عليه النصوص القرأنية والأحاديث
عدى ذلك فقلبي وضميري يتعاملان مع المسلم المسالم والطيب بنفس الطريقة التي يتعاملان بها مع أبناء البيت الواحد، وصدقني إلى أن وصلتُ من العمر 22 سنة لم يكن عندي اًصدقاء مسيحيين أبداً، لكني بعدها دخلتُ إلى نادي للمسيحيين وهكذا بدأت صداقتي مع الكثير منهم
أما الآن ومنذُ سنين طويلة، فأنا غير مؤمن بأية ديانة، لكنني أنجذب بسهولة لكل تعاليم السلام والعدالة والخير التي تُبشر بها بعض الأديان حتى لو كانت وثنية، رغم يقيني أن كل الأديان وثنية وأرضية
كذلك أتعامل مع الأعياد للأديان كتعاملي مع الأعياد الوطنية للبلد الذي أعيش فيه، وأعياد الميلاد والسنة الجديدة اليوم قد أصبحت أعياداً عالمية شعبية لكل أُمم الأرض، ولا يُفترض بك أن تكون مسيحياً لتحتفل بها
كل الود أخي


43 - سنة خير وأمان وسلام أتمناها لكل العالم
الحكيم البابلي ( 2014 / 12 / 23 - 06:21 )
زميلتي العزيزة الطيبة مريم نجمة
تحية كرسمسية، وشكراً على تعليقك ومؤازرتك للمقال عبر فيسبوك الموقع
ولكِ أيضاً ولعائلتك الكريمة وكل الناس الحلوين الطيبين المُسالمين أتمنى عيداً سعيداً وسنة جديدة مُباركة وعساها تكون سنة خير وأمان وسلام لشعوبنا الجريحة في كل موضع من جسدها
تحياتي .. طلعت ميشو

اخر الافلام

.. 90-Al-Baqarah


.. مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وسلطات الاحتلال تغلق ا




.. المقاومة الإسلامية في لبنان تكثف من عملياتهاعلى جبهة الإسناد


.. يديعوت أحرونوت: أميركا قد تتراجع عن فرض عقوبات ضد -نتساح يهو




.. الأرجنتين تلاحق وزيرا إيرانيا بتهمة تفجير مركز يهودي