الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رحلة مع شاعر

كامل حسن الدليمي

2014 / 12 / 19
الادب والفن


أن ينجح المرء بالتأكيد يتطلب نجاحه استحضار كثيرة وجهد مضاعف وعمل دؤوب وان رحلة النجاح هي الرحلة التي تضع المرء أمام مفترق طرق في أن يكون أو لا يكون، وبالتالي فان النجاح هو الشعور الحتمي بالرضا عن النفس وهذا ما يتعلق بالجانب الشخصي للإنسان الناجح أما انك تتلمس في صاحبك مقومات النجاح فهذا يحتمل أن تغبطه على تلك المقومات أو أن تصفق له بيديك وتضمر له الحسد في باطنك وليست هذه مقدمة لشرح أسس ومفاهيم النجاح الذي سجله شخص ما ، إنما هي حقيقة تلمستها من خلال مرافقتي لزميلي الشاعر المبدع محمد كاظم جواد لدورتين من دورات معرض بيروت الدولي وهو يدخل مضمار الكتابة للأطفال بقوة ، شعرا، وقصة ، وحكمة وهذا ما يعد في الحقيقة أمرا في غاية الصعوبة فليس كل شاعر بإمكانه النزول لمستوى شخصية الطفل ومحاكاته بالشكل الذي يقنعه أما أدلة النجاح فقد تتجسد من خلال جماليات العمل والتي ينظر إليها من زاويتين مختلفتين الأولى أن تراها وأنت من الأدباء أو الشعراء المتذوقين لما يكتب للطفل ، والأخرى فهي مستوى مقبوليتها لدى الأطفال وقد حقق محمد كاظم جواد الاثنين معا حتى أن ما كتبه للأطفال بفروعه المختلفة حقق أعلى المبيعات في الدور التي طبعت من خلالها أعماله ورسمت لها الفنانة المبدعة منى يقظان التي تعد كتلة من النشاط والحيوية تتنقل كحمامة بين هذه الدار وتلك لتحاكي الأطفال من خلال رسومها مضفية على النص الأدبي جمالية أخاذة متطابقة ومتواشجة مع روح النص ، ومن خلال معرض الكتاب لهذا العام وجدت ان تهافتا كبيرا من دور النشر المعنية بالأطفال على أعمال هذا الشاعر الحلي الذي يعد بحق مفخرة للمدينة وللعراق فقد رفض عددا من العقود رغم أنها مغرية ووافق على البعض منها وفق شروطه في الوقت الذي نجد أن المثل القائل(مغنية الحي لا تطرب) منطبق عليه فمحمد كاظم قد قطع أشواطا متقدمة في هذا المجال وحقق دون ارتباطه بمؤسسة حكومية تمثيلا رائعا خارج البلاد فمن دول الخليج التي لحنت له ستة عشر نصا للأطفال إلى دور النشر اللبنانية ، وقد لا يشير لمنجزه احد من قبل في مدينته الحلة أو العراق ، وكأننا قد أهملنا كيف نؤسس لشخصية طفل عراقي بمقدوره تجاوز كل المعاضل التي يمر بها المجتمع وينشأ بطريقة سليمة ويغذى بالمفاهيم الأخلاقية التي تمكنه من ان يصبح قائدا للمجتمع في المستقبل.
ان ثقافة الطفل التي أهملت في بلادنا بطريقة غير مبررة لابد ان تفعل فكل الامكانات والمؤهلات متوفرة في ان ننتج ثقافة طفل رصينة فلسنا بحاجة لنص يحاكي الطفل ولدينا كم هائل من الشعراء والقصاصين المبدعين الذين يستطيعون ترسيخ المفاهيم الأصيلة في نفسية الطفل ومحمد كاظم مثال على ذلك ، وسواه الكثيرين ممن عمل في هذا المجال فأحسن وأبدع وطور في الأساليب حتى صار إنتاج ثقافة الطفل من النتاجات المميزة في الوطن العربي وإذ أعلن عن فرحي الغامر لنجاح شاعر عراقي بصرف النظر عما يربطني به فانني أهيب بالمؤسسات العراقية المعنية بالطفل ان تتابع ما ينتجه مبدعينا وتعير لهذا المنتج اهمية حتى نتمكن صناعة من مجتمع سليم .
لقد حضرت من صديقي الشاعر محمد كاظم حفلا مهيبا لتوقيع كتابه الموجه للأطفال بطبعتين مرموقتين احدهما بالحجم الكبير وأخرى بأصغر منها وجلست معه على طاولة التوقيع واستمعت وشاهدت تواصل هذه الدور بل والحاحها للحصول على منتج له ، وكان شجاعا في الرفض او القبول، واصرت بعض دور النشر على أن يزودها بعمل او اكثر بناءا على ما حققته كتبه من نجاح باهر وأفاضت على تلك الدور إرباحا مادية دون أن يعير بالا لما سيصيبه منها ماديا وشعرت انه ليس ممن يلهث خلف النفع المادي بقدر إخلاصه وتفانيه في خدمة الطفل العربي عموما.
فمن (كيف صار القنفذ فأرا) الى ستة عشر نصا وضعت الحانها في الخليج الى معرض الكتاب بدورته الخامسة عشر جهد ومثابرة وعمل واع يستحق كل الاحترام والتقدير لذا فان من يسهم في إعلاء أسم العراق في أي جانب من الجوانب يستحق منا كل آيات الشكر والتبجيل والتقدير وعلينا ان نصفق له بعيدا عن الحسد والضغينة التي غالبا ما يدفع ثمنها الناجحون ، شكرا لمحمد جواد كاظم وهو يحدث لغطا كبيرا فيما يقدم من منتج للاطفال باسم العراق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان هاني شاكر في لقاء سابق لا يعجبني الكلام الهابط في الم


.. الحكي سوري- رحلة شاب من سجون سوريا إلى صالات السينما الفرنسي




.. تضارب بين الرواية الإيرانية والسردية الأمريكية بشأن الهجوم ع


.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي




.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل