الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما بين مبدأ -اللايقين لهايزنبيرغ- و-فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ-

هاشم عبد الرحمن تكروري

2014 / 12 / 21
الطب , والعلوم


ما بين مبدأ "اللايقين لهايزنبيرغ" و"فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ"
يعتبر مبدأ عدم التأكد؛ أو مبدأ الريبة؛ أو مبدأ اللا يقين؛ أو مبدأ الشك ؛من أهم المبادئ في نظرية الكم بعد أن قام بصياغته العالم الألماني فيرنر هايزنبيرغ عام 1927م، وينص هذا المبدأ على أنه "لا يمكن تحديد موقع الجسم وسرعته في نفس الوقت"، فهذا المبدأ معناه أن الإنسان ليس قادرا على معرفة كل شيء بدقة 100%، ولا يمكنه قياس كل شيء بدقة 100%، إنما هناك قدر لا يعرفه ولا يستطيع قياسه، وهذه الحقيقة الطبيعية تخضع للمعادلة المكتوبة أدناه والتي يتحكم فيها h ثابت بلانك.
ونتائج هذا المبدأ كثيرة ومتنوعة، فإذا كانت القوانين الأساسية للفيزياء تمنع أي عالماً مهما كانت له ظروفا مثالية للحصول على معلومات مؤكدة تماما، فما يقوم بقياسه يحتوي طبيعيا على قدر من عدم الدقة لا يستطيع تخطيه، لأنه قانون طبيعي. فهذا هو مفهوم مبدأ عدم التأكد، ومعنى ذلك أنه لا يستطيع أن يتنبأ بحركة الأشياء مستقبلاً بدقة متناهية، بل تظل هناك نسبة ولو صغيرة من عدم التأكد، ومعنى هذا المبدأ أنه مهما كان الإحكام وتطوير وسائلنا في القياس فلن يمكّننا ذلك من التوصل إلى معرفة كاملة للطبيعة من حولنا.
وقد وصف هايزنبيرغ تلك النتيجة الباهرة لمبدأ عدم التأكد عندما نفي سريان المقولة :" أنه يمكننا معرفة المستقبل إذا عرفنا الحاضر بدقة "وقال: إن عدم استطاعتنا معرفة المستقبل لا تنبع من عدم معرفتنا بالحاضر، وإنما بسبب عدم استطاعتنا معرفة الحاضر".
ومبدأ عدم التأكد، أو عدم اليقين معناه أن علم الفيزياء لا يستطيع أن يفعل أكثر من أن تكون لديه تنبؤات إحصائية فقط. فالعالم الذي يدرس النشاط الإشعاعي للذرات مثلا، يمكنه أن يتنبأ فقط بأن من كل ألف مليون ذرة راديوم مليونان فقط سوف يصدران أشعة جاما في اليوم التالي، لكنه لا يستطيع معرفة أي ذرة من مجموع ذرات الراديوم سوف تفعل ذلك. ويمكننا القول أنه كلما زادت عدد الذرات كلما قل عدم التأكد وكلما نقص عدد الذرات كلما زاد عدم التأكد، وكانت هذه النظرية مـُقلقة للعلماء في وقتها لدرجة أن عالماً كبيراً مثل أينشتاين قد رفضها أول الأمر، وهو الذي قال "إن عقلي لا يستطيع أن يتصور أن الله يلعب النرد بهذا الكون" متناسياً إدراكه الشخصي. ومع ذلك لم يجد العلماء أمامهم إلا قبول هذه النظرية التي اهتدى إليها هايزنبيرغ والتي وضحت للإنسان خاصية هامة من خواص هذا الكون.
المعادلة الرياضية لمبدأ اللايقين : Px△-;---;-----;-------;----x≃-;---;-----;-------;----h△-;---;-----;-------;----
حيث:
△-;---;-----;-------;----Px: عدم التأكد في كمية الحركة.
△-;---;-----;-------;----x: عدم التأكد للموقع.
h : ثابت بلانك
والمعادلة توضح أن حاصل ضرب عدم التأكد في تعيين موضع الجسيم في عدم التأكد في تعيين كمية حركته لا بد وأن يكون يساوي أو أكبر من المقدار وعلى ذلك لا يمكن أن يكون حاصل ضرب عدم التأكد للموقع في عدم التأكد في تعيين كمية حركة الجسيم لا يمكن أن تكون صفراً، وهذا ما أدهشه وأدهش العلماء آنذاك واحتج الكثيرون على تلك النتيجة واعتبر بعضهم أن حسابات هايزنبيرغ هراء، واشتدت المناقشات وأجريت تجارب واقعية وتجارب تخيلية لتفنيد هذا المبدأ، ولكن ثبتت صحة المبدأ عملياً وفكرياً، وأصبح هذا المبدأ من مفاهيمنا الحديثة للطبيعة، وعمل على تعميق جذري لفهمنا للطبيعة حولنا وفي الكون بصفة عامة، وعدم التأكد الحاصل هو نتيجة أيضا لعملية القياس نفسها، والتي تؤثر فيها أجهزة القياس على الكميات المقاسة، بما فيها الضوء المستخدم نفسه. فعلى هذا المستوي الصغير، عند التعامل مع ذرات و جزيئات وجسيمات أولية نقوم بتصويب فوتونات لقياس سرعة الجسيم بدقة معينة، ثم نصوب فوتوناً آخر لقياس موضع الجسيم، ولنظراً لأن الفوتون له طاقة تقوم بدفع الجسيم عند الاصطدام به فيتغير موضعه، وبالتالي فإننا لا نستطيع تحديد موقعه بدقة ولا تحديد سرعته بدقة.
هذا ما أخبر به هذا المبدأ المهم في ستينيات القرن العشرين، وهذا ما أخبرت به الآية الكريمة قبل خمسة عشر قرناً من الزمان، فالله عزوجل عندما أقسم بمواقع النجوم، وتلا القسم بالإخبار بأنه قسم لو تعلمون عظيم، أراد أن يُنبه لأهمية هذا الشيء المُخبر عنه بأنه عظيم ولا يكون الشيء عظيم إلاّ للأهمية التي يُشكّلُها، فهو أي الله عز وجل أقسم بمواقع النجوم ونحن نعلم اليوم أنه من الصعوبة بمكان أن نُحدد موقع النجوم بسبب سرعتها الفائقة ، فحتّى يصل إلينا الشعاع الصادر من النجم لنحدد مكانه يكون ذلك النجم قد أصبح في مكانٍ آخر بعيد كل البعد عن موقعه الأول، إذا أردنا أن نحدد سرعته يصبح من الصعوبة البالغة تحديد مكانه؛ والعكس صحيح، وهذا ما يخبرنا به المبدأ سابق الذكر، وهذا ما أخبرنا به الله عز وجل في القرآن الكريم، فلمن الأسبقية في الكشف عن هذا المبدأ للقرآن أم لهايزنبيرغ ؟ ، وهل هناك من مُعتبر؟
فهذه آيات بينات بحاجة لمن ينظر إليها، وسنرى بعد ذلك كيف أن كوننا الكبير يَكْمُن في كتابنا الكريم "القرآن الكريم".
سورة الواقعة، الآية 76.
ملاحظة: الرموز صحيحة لكن الموقع لا يدعم كتابة الرموز، لهذا تظهر الرموز بهذه الصورة.











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معاناة شاب جزائري تتحول للفتة إنسانية تجمع مشاهير ومؤثري موا


.. صور الأقمار الصناعية بقاعدة أصفهان لا تظهر حفرا ناجمة عن الا




.. بظل شح المساعدات.. مبادرة لتوفير مياه الشرب في رفح


.. تعمير - خالد محمود يوضح كيف سيتم الربط بين المنطقة الصناعية




.. غارة إسرائيلية في محيط منطقة الصناعية بمدينة غزة تخلف شهداء