الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وكان الضوء أسرع كما في كل مرة

حازم شحادة
كاتب سوري

2014 / 12 / 23
الادب والفن


أنهى الشيخ خطبته ثم استوت صفوف المصلين وبعد مجموعة من السجدات والركعات تمت الطقوس وسلم ( المؤمنون) على الملائكة القابعين فوق أكتافهم بكل خشوع.
اقترب رجل ذو لحية طويلة غير مشذبة من الشيخ وتبادلا حديثاً مقتضباً ثم انصرف الرجل دون أن يلتفت إلى أحد.
في الخارج كانت الشمس تشع بنورها على الأرض لتنعم بالدفء الكائنات دون منة أو عتاب.
أمام مدرسة للتلاميذ الصغار وقفت الحافلات ريثما يخرج الأطفال لتقلهم إلى منازلهم وفي إحداها اتخذ الرجل ذو اللحية مكانه خلف المقود مسترجعاً ما دار بينه وبين شيخه الجليل..
ذلك الشيخ الذي علمه الإيمان وحب الله وساعده في تأمين عمل أنقذه من التشرد فاستطاع الزواج وعيش حياة كريمة،، إنه لن ينسى فضله هذا فلولاه ما كان ليكون ( بشراً).
المهم هو القضية.. راح يردد بينه وبين نفسه،، هكذا ستلتفت الحكومة لمطالب الجماعة وسيعلم الناس أننا موجودون،، لا بأس ببعض التضحيات.
علا صوت الأطفال وهم يخرجون من بوابة المدرسة ليستقلوا حافلاتهم بينما كانت إصبع الرجل تضغط على زر موصول بأسلاك ملونة تنتظر كلمة السر،، ( الله أكبر).
كان الضوء أسرع من الصوت كما في كل مرة.
حين انزاح الغبار الناجم عن التفجير لم يكن أحد قد نجى من الأطفال الذين أصبحوا قطعاً متناثرة .
في المسجد القريب كان الشيخ يحمد الله على نجاح المهمة ويؤذن للصلاة من جديد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخرج الاردني أمجد الرشيد من مهرجان مالمو فيلم إن شاء الله


.. الفنان الجزائري محمد بورويسة يعرض أعماله في قصر طوكيو بباريس




.. الاخوة الغيلان في ضيافة برنامج كافيه شو بمناسبة جولتهم الفني


.. مهندس معماري واستاذ مادة الفيزياء يحترف الغناء




.. صباح العربية | منها اللغة العربية.. تعرف على أصعب اللغات في