الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نداء السودان: هل من فجر جديد للمعارضة السودانية

علاء الدين أبومدين

2014 / 12 / 24
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


نداء السودان: هل من فجر جديد للمعارضة السودانية
علاء الدين أبومدين

خبر التوقيع على " إعلان نداء السودان" في الثالث من شهر ديسمبر الجاري بالعاصمة الاثيوبية أديس أبابا، حدث هام له ما بعده، إذ لأول مرة تلوح تباشير توحيد للمعارضة السودانية تستقطب معظم القوى الفاعلة على امتداد السودان. ردود فعل الحزب الحاكم بالخرطوم بدأت خافتة بوصف الإعلان بأنه "حلف غير مقدس" حسب قول السيد/ إبراهيم غندور، القيادي بالحزب الحاكم، ريثما دعا السيد/ حسبو محمد عبد الرحمن، نائب رئيس الجمهورية، إلى: "فتح معسكرات التدريب للمجاهدين وإعداد زاد المجاهد وإعلان التعبئة العامة والاستنفار" واصفاً نداء السودان بـ "الخيانة لأهل السودان". بلا شك أن "نداء السودان" سوف يضطر الممسكين بزمام الأمور في السودان إلى إعادة ترتيب أوراقهم وأولوياتهم، بل أيضاً سياساتهم وتكتيكاتهم. لكنني أود هنا القيام بتسليط للضوء على أهمية الإعلان المذكور استناداً على ما ورد بنصه بخصوص: العناصر المكونة له، هل يسمح بإنضمام آخرين له أم لا، هدفه المركزي، خياراته السياسية، الوسائل والآليات بالإضافة لأولوياته.
أولاً: وقع على الإعلان المذكور أعلاه أربعة كيانات سياسية ومدنية وعسكرية لها قاعدة واسعة في المجتمع السوداني، مثلت ما صار يُطلق عليه اصطلاحاً "قوى الهامش" و "قوى المركز" وشملت حزب الأمة القومي، الجبهة الثورية السودانية، تحالف قوى الإجماع الوطني ومبادرة المجتمع المدني السوداني،
ثانياُ: ترك الإعلان الباب موارباً فيما يخص انضمام كيانات أخرى له، الأمر الذي يدعم انسلاخ عناصر ومجموعات أخرى من الإسلاميين، خاصةً من حزب البشير، وذلك حسب شروط وموائمات معينة، بما يصب في النهاية في مجرى عملية التغيير وخفض تكلفته البشرية والمادية والمعنوية. وذلك حسب النص الوارد في بند "الوسائل وآليات العمل: تكوين هيئة تنسيق تقوم بتنظيم العمل السياسي المشترك ووضع اللوائح والضوابط لبناء أوسع جهة للمعارضة"،
ثالثاً: حدد الإعلان هدفه المركزي في "الإعلان السياسي لتأسيس دولة المواطنة والديمقراطية" و "تفكيك نظام دولة الحزب الواحد لصالح دولة الوطن والمواطنة المتساوية"،
رابعاً: ضبط الإعلان إيقاع الحراك السياسي للقوي الموقعة على الإعلان بـ "تعمل كافة الآليات واللجان لإنجاز... "، كما ضُبِّطت خيارات التغيير في "الانتفاضة الشعبية" أو " العمل للحل السياسي الشامل الذي يؤدي إلى تفكيك دولة الحزب الواحد"؛ وترك خياري "الانتفاضة" أو "الحل السياسي" رهينان لتنازلات أو عناد الحزب الحاكم، فهو في النهاية الذي يدفع قوى الإعلان لترجيح إحدى الخيارين على الآخر، بينما أكد الإعلان في نفس الوقت على "مقاطعة الانتخابات المعلنة" و "ما يترتب عليها"،
خامساً: أكد الإعلان على دور مقدر للمرأة السودانية الرائدة في محيطها ودور مقدر للمرأة والشباب في التغيير، وذلك عبر تأكيد القوى الموقعة على "أولوية إلغاء القوانين المقيدة لحرية المرأة والحاطة من كرامتها" و "إلتزامها بإشراك النساء والشباب في العملية السياسية وتعزيز مشاركتهم (ن) في صنع القرار"،
سادساً: أكدت قوى الإعلان على إيمانها بأن " حلاً جذرياً مستداماً لن يتأتى دون الوصول إلى منبر سياسي موحد" وضرورة توفير متطلبات معقولة "لتهيئة المناخ للحوار"، مع دعم قرار مجلس السلم والأمن الأفريقي رقم 456 حول الحل الشامل للأزمة السودانية وأن "المرجعية الرئيسية لعملها المشترك" هي "الوثائق الحاكمة والمتفق عليها لقوى نداء السودان"،
سابعاً: أكدت قوى الإعلان على الالتزام بأولوية إنهاء الحروب والأولوية القصوى للأزمات الإنسانية وخصوصية قضايا المناطق المتأثرة بالحروب، لتكون معالجاتها "ضمن ترتيبات الحل الشامل"،
ثامناً: تأكيد الإعلان على أولوية القضايا المعيشية بـ "أولوية إجراء تغييرات هيكلية في كافة قطاعات الاقتصاد"، جنباً إلى جنب مع "إلغاء كافة القوانين والتشريعات المقيدة للحريات وحقوق الإنسان"، وفقاً للـ "الشرعة الدولية والقانون الدولي الإنساني" و "تحقيق العدالة والمحاسبة"، بما يربط بين الديمقراطية والإنجاز لصالح المواطن العادي، تفادياً لعثرات الفترات الديمقراطية السابقة.
المؤكد أن فعالية "نداء السودان" تظل رهينة في جانب أساسي منها لمستوى أداء "هيئة التنسيق" المبتغاة.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انطلاق معرض بكين الدولي للسيارات وسط حرب أسعار في قطاع السيا


.. الجيش الإسرائيلي يعلن شن غارات على بنى تحتية لحزب الله جنوبي




.. حماس تنفي طلبها الانتقال إلى سوريا أو إلى أي بلد آخر


.. بايدن يقول إن المساعدات العسكرية حماية للأمن القومي الأمريكي




.. حماس: مستعدون لإلقاء السلاح والتحول إلى حزب سياسي إذا تم إقا