الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ربيع الجزائر

محمد الشريف قاسي

2014 / 12 / 29
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


خمسون سنة من ربيع الجزائر

إن الثورة الجزائرية الكبرى، والتي خطط لها العباقرة ونفذها الشجعان والأبطال، جعلت من الشعب الجزائري بطلا ثوريا معروفا عالميا. وألهمت هذه الثورة شعوبا وقادة في العالم الثالث للتحرر من ربقة الاستعمار، ولبناء دولها الوطنية، فهاهي الثورة الفلسطينية واحدة من تلك الثورات، والذي جعل من إعلان قيام دولة فلسطين بالجزائر في عام 1988 إلا تبركا بهذه الثورة المباركة، فالشعب الجزائري، شعب ثائر لا يرضى بالظلم ولا بالاستعباد والاستبداد، قد يصبر على الظالم يوما لكن ليس للأبد، وهذه معجزة الشعب الجزائري العظيم، عظم ثورته الخالدة في العالمين، فهاهو وبعد أن ثارت بعض الشعوب العربية على حكامها وسجانيها، وبإيعاز من مخابرات أجنبية ولأهداف غير واضحة المعالم والمقاصد. فلما شم الشعب الذكي ريح المؤامرة والتدخل الخارجي العسكري غير البريء، أحجم عن الحركة فيما سمي بالربيع العربي، كيف لا، وهو المعروف بالشعب الثائر الذي لا يرضى بالضيم، وهو من علم العالم كيف تكون الثورات، وكيف تنجح وتثمر أزهارا وورودا، فإن أحجم هذا الشعب وهو الكيس الذكي ( لست خبا ولا الخب يخدعني ) فاعلم أنه الحق وأن السم في الدسم.

ربيع الجزائر بدأ في صيف 1962

إن الربيع العربي الذي حوله البعض إلى خريف عربي بامتياز، والذي جعلنا ننتظر منذ مدة الربيع الإسرائيلي، والربيع العربي فيما يسمى بدول الخليج العربي، مملكات البتر ودولار، والتي لازالت تعيش القرون الوسطى المظلمة والظالمة، رغم الطفرة البترولية والبذخ الذي يعيشه أمرائها والمحروم منها تلك الشعوب المقهورة والمتحجرة العقول والفهوم، إلا أنها لم تقدم للإنسانية إلا تعصبا وتطرفا مذموما وإرهابا أعمى (19 إرهابي سعودي من حطم أبراج مركز التجارية الأمريكي) هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن نظمها السياسية تعود للقرون الغابرة، فلازالت تؤمن بثقافة ( ولو ضرب ظهرك وسرق وأكل مالك ) فالاستبداد والاستعباد والفساد مازال مستشريا في تلك الأنظمة الرجعية المتحجرة، وحتى ما يسمى بالعلماء والمشايخ، والذين هم في فلك ملوكهم، ومخدرون ومنومون لشعوبهم بفتاوى حسب الطلب، أو مصدرون لفتاوى القتل والإرهاب لدول أخرى مجاورة (سوريا، أفغانستان والعراق) وما عانت بلادنا في التسعينات من إرهاب أعمى وتدمير للممتلكات بفتاوى هؤلاء العلماء والدعاة.

بناء مؤسسات الدولة الفتية

فبعد خروج المستدمر الفرنسي ترك الجزائر خاوية على عروشها، بلا مؤسسات دولة، فكان لبد من مواصلة الجهاد الأكبر، في بناء مؤسسات دولة لا تزول بزوال الرجال، كما قال الزعيم الراحل هواري بومدين، فكان الدستور الجزائري والميثاق الوطني يقود الجزائر حكومة وشعبا، فهذا الدستور المستلهم من ميثاق إعلان ثورة 1954 ( ميثاق أول نوفمبر) و (مؤتمر الصومام وطرابلس) فكان بناء مؤسسة الجيش والشرطة والدرك، رئاسة الجمهورية الحكومة والبرلمان، للحفاظ على الأمن الداخلي والخارجي للوطن المفدى بأرواحنا ودمائنا، ثم التعليم والتربية والتكوين لبناة وطن الغد، بناء المؤسسات الاستشفائية، المصانع، الفلاحة، التجارة (الاقتصاد) والقضاء وغيره، فبناء المؤسسات العصرية للدولة الفتية ليس بالأمر السهل كما يتوقع بعضنا، فهاهي كثير من الدول العربية والإفريقية لازالت إلى اليوم بلا مؤسسات دولة، وبالتالي معرضة لثورات واضطرابات شعبية أو لتدخل خارجي، ليبيا ليس لها مؤسسات إلى اليوم، والصومال بلا دولة، ودول الخليج العربي بلا مؤسسات دستورية، فلازالت هته الدول تعيش بعقلية العصور الوسطى المظلمة، وهي بحاجة إلى ثورات شعبية تصحيحية وتأسيسية اليوم، إلا أن شعوبها المنومة والمخدرة لازالت لم تفطن بعد وتخرج من غرفة الإنعاش، وإن كانت مؤشرات النهضة والثورة قائمة اليوم بفعل تأثير دول الربيع العربي فالجزائر سبقت دول الجوار العربي ببناء مؤسسات دولة عصرية ديمقراطية منذ 1962 ولله الحمد.


جمهورية ديمقراطية شعبية

إن النظام الجمهوري هو ما توصل إليه العقل البشري من تطور، بعد تجارب قاسية ولسنين طويلة، سواءا كان رئاسيا أو برلمانيا، فهو أعظم نظام إنساني على الإطلاق، والذي يقابله النظام الملكي والإمبراطوري الاستبدادي الفاسد والرجعي المتخلف وغير الإنساني. والنظام الديمقراطي الشعبي، والذي من سماته الوسع والمرونة والتطور عكس النظام الديكتاتوري المتسلط والمستعبد للعباد. وعبقرية الشعب الجزائري تكمن في أنه وضع في دستوره منذ بداية الربيع الجزائري في (1962) : الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، كشعار ومنهج نسعى جميعا لجعله واقعا بالتدرج والواقعية المرحلية، فالمشرع الجزائري العبقري لا يسبق الأحداث ولا يشرع إلا ما يناسب تطور المجتمع الايدولوجي الفكري والمادي المؤسساتي. ولسنا في عجلة من أمرنا، فبناء الدول يدوم لسنين وقرون، والمهم عندنا الاستمرارية، الفعالية والروح النضالية التي غرستها فيها ثورة التحرير المباركة.

الخيار الاشتراكي الصائب

الكثير من بعض مثقفينا يعتقد بسوء فهم أو عن قصد، أن الخيار الاشتراكي كان خطئا من القيادة، بعد التصحيح الثوري 1965، لكن ولمن يتأمل ويدقق ويحقق في الأوضاع الدولية آنذاك، وانقسام العالم إلى كتلتين متصارعتين ( الحرب الباردة) وأننا خرجنا من ثورة ضد أكبر دولة امبريالية رجعية، ورأسمالية استعمارية، وفي المقابل لقد دعمت ثورتنا المباركة دول صديقة وشقيقة ذات توجه ثوري شيوعي اشتراكي، فكان لزاما علينا تبني المنظومة والنهج الاشتراكي، الذي هو في صالح ومع الشعوب المظلومة والمستعمرة من طرف الرجعية والامبريالية القديمة، ومن يفكر بحكمة وعقلانية في مصلحة الشعب، الذي جاهد وقاوم أعتا دولة استعمارية، وقام بثورة شعبية وليست طائفية أو عنصرية أو حزبية، كما هي بعض ثورات ما سمي بالربيع العربي اليوم. فكان من حق هذا الشعب العظيم أن ينعم فوق أرضه، وأن تقسم الخيرات والثروات عليه بالتساوي في هذه المرحلة التاريخية الحرجة، وهذا لا يكون بنظام ليبرالي متوحش، فكان لبد من التعليم والتطبيب المجاني لأفراد وأولاد الشعب كله، فالثورة كانت من الشعب ولبد أن تعود خيراتها على الشعب كله. وهذا ما تحقق فعلا بهذا الخيار الصائب. فكانت الثورة الثقافية والزراعية والصناعية، وكانت المخططات الخماسية والاقتصاد الموجه في صالح مستقبل الشعب وبقيادة الحزب الواحد، حزب جبهة التحرير الوطني، الحزب المقدس لدى أفراد الشعب، وكان لزاما على الحزب الذي قاد ثورة ونجح فيها، أن يبني دولة ويقود أمة رغم الصعاب. ولازال هذا الحزب وبعد التعددية وسياسة الانفتاح والروح الديمقراطية، لازال ثقة الشعب وخياره في وسط هته الأحزاب الجديدة وغير الفعالة، فهذا الشعب لا يلدغ من جحر مرتين. لازال هذا الحزب ورغم ما فيه من عيوب باستطاعته أن يقود، ذلك لما في مناضليه من خبرة التسيير وحنكة السياسة وحسن القيادة والاعتدال في الطرح، وهذا الذي جعل من هذا الشعب يضع فيه الثقة مرة أخرى، ويختاره من بين هذه الأحزاب المتنافسة، هته الأحزاب السياسية التي أصابها مرض الزعامة ووهن الدنيا وانعدام الروح الديمقراطية في هياكلها ومؤسساتها الحزبية، مما جعلها عرضة للمسائلات والانقسامات والزوال أحيانا، والشعب ذكي يعرف الصالح من الطالح .


رياح التغيير تهب على جزائر 1988

بعد أن رحل الزعيم هواري بومدين أبو الفقراء، الرجل المخلص للوطن والشعب، البطل المجاهد، قائد التصحيح الثوري، زعيم ثورات البناء والتشييد الوطني، صاحب النهج الاشتراكي التقدمي، والذي جعل من الجزائر في مقدمة الدول الكبرى، فبنى أكبر المؤسسات الاقتصادية، الصلب والحديد بالحجار، تأميم المحروقات في 24/02/1971، تركيب وتصنيع السيارات بالرويبة، صناعة الأسمدة بأرزيو وعنابة، أسواق الفلاح، القرى الاشتراكية، مؤسسة البناء والعمران، مؤسسات الاسمنت، بناء الجامعات والمعاهد، شق الطرق وتعبيدها، بناء السدود، الثورة الزراعية (الأرض لمن يخدمها)، بناء المستشفيات، وغير ذلك من الانجازات التي لا ينكرها إلا أعمى وجاحد. فالعاقل المنصف يعرف أن كل نظام له سلبيات مثل ايجابياته، أن البشر ليسوا بمعصومين، ماعدا رسل رب العالمين، وأنهم معرضون للخطأ وسوء التقدير، فلا نؤلههم كما يفعل بعض العرب ( فلو ضرب ظهرك وأكل مالك) ولا ننسى فضلهم وتضحياتهم، وأن نقول للمحسن أحسنت وللمسيء أسئت، وبالتالي نكون عادلين ولأقوالنا منصفين ( وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى ) وحتى لا نصبح من الجاحدين الناكرين، فبعد وفاة الرئيس هواري بومدين انتخبت قيادة الحزب ونخبة الأمة ( أهل الحل والعقد ) الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد، والذي سار على نهج سابقه، إلى أن هبت ريح التغيير، ولأسباب داخلية وخارجية، منها الأزمة الاقتصادية، وسوء تسيير بعض إطارات الدولة للمؤسسات، مما جعل الشعب وخاصة الشباب المثقف والطموح، والذي درس وتعلم بالمجان في مؤسسات الدولة الاشتراكية، قام هذا الشباب المتشبع بقيم ومبادئ ثورة نوفمبر الخالدة، تلك القيم الثورية ضد الحقرة والظلم والتهميش، قام بثورة 10 أكتوبر 1988 من أجل إحداث إصلاحات في تسيير الدولة، والذي جعل من الرئيس الثوري القائد، يبكي أمام الأمة في خطاب مؤثر، خوفا من انزلا قات قد تصيب مستقبل الأمة، فكان القرار الثوري الشجاع بإحداث إصلاحات ديمقراطية ومؤسساتية، فكان تعديل الدستور في (1989) لبناء التعددية الديمقراطية والانفتاح في الإعلام حتى أصبح نقد الرئيس علانية (مسمار جحا لازم يتنحى) وأمام شعوب العالم أجمع، فكان عليه رحمة الله أبو الديمقراطية بحق.
أول ديمقراطية رائدة في العالم الثالث

مرت الجزائر بمرحلة انتقال من نظام اشتراكي موجه وممركز إلى نظام ديمقراطي ليبرالي حر، فكانت أول ديمقراطية رائدة في الوطن العربي والإسلامي وحتى على مستوى العالم الثالث، بقيادة الرئيس الجزائري الراحل الشاذلي بن جديد، فكان دستور عصري متعدد، ومؤسسات محلية منتخبة من المعارضة (الفيس) وكان الإعلام في وقته، إعلاما حرا بمعنى الكلمة، فكانت النكت الشعبية على الشاذلي وكان نقد سياسة الحكومة في المساجد وعلى صفحات الجرائد، وحتى في الشوارع والمقاهي، إنه تحول كبير في مرحلة ضيقة وحرجة، فلو سارت الجزائر بتلك السرعة في تحقيق النظام الديمقراطي الليبرالي الحر، لكان أسلم للبلد وأنفع للعباد، ولكنا قدوة للشعوب الأخرى في هذا الميدان.

لكل جواد كبوة

بما أننا دخلنا مرحلة انتقالية من نظام اشتراكي إلى ليبرالي ديمقراطي حر، ونظرا للأزمة الاقتصادية الداخلية بفعل تدهور أسعار البترول وديون خارجية مقدرة ب (36 مليار دولار) وأسباب خارجية، كسقوط المعسكر الاشتراكي، والتدخل الأمريكي الخليجي (دول الخليج) في الصراع السوفيتي الأفغاني، وما كان من استغلال للحركة الإسلامية وخاصة السلفية الوهابية منها، في تجنيد الأفغان العرب (ما يسمى اليوم بالإرهابيين والقاعدة) التجنيد الذي كان من طرف علماء ومشايخ وأمراء الخليج، دعما للمشروع الأمريكي في تحطيم المد الاشتراكي بقيادة الإتحاد السوفيتي المنهار...

وبعد التعددية السياسية في الجزائر، وقبول الإسلاميين باللعبة الديمقراطية، كوسيلة وليست غاية، وتأسيسهم لحزب (الفيس) وما سببه دخول الأفغان العرب والمتطرفين في صفوف هذا الحزب، مما جعلهم يدعون للجهاد ورفع السلاح في وجه الدولة والمجتمع، مثل ما فعله الخوارج قديما، مما جعل بعض القادة المدنيين والعسكريين يتخوفون من هذا المد الأصولي المتطرف، والذي قد يقضي على الأخضر واليابس، فأسسوا ( لجنه إنقاذ الجزائر) مما عطل عمل مؤسسات الدولة وأدخلنا في مرحلة استثنائية، وتم إعلان حالة الطوارئ في البلد، ودخلنا حربا استنزافية داخلية لمدة عشرية كاملة، تعطل فيه الإنتاج وهربت القوى الحية ودمرت الممتلكات وسيل الكثير من الدماء الزكية. إلا أننا ومن خلال هذه التجربة تعلمنا الكثير، وأخذنا الدروس، فالديمقراطية لا تبنى بين عشية وضحاها، ولبد من مواكبة تطور المجتمع بالقوانين والنظم المتجددة والهادفة لمستقبل زاهر، وأما ظهور القطبية الأحادية لقيادة العالم من طرف أمريكا، كان سيجعلنا نسير في هذا الطريق مرغمين أو بإرادتنا الذاتية، إلا أننا اخترنا هذا الطريق عن قناعة ودراسة وفهم عميق، قبل غيرنا من أعراب اليوم، الذين يريدون تعليمنا، ماهية الديمقراطية ومتى نقوم بالربيع من أجلها ؟. فالربيع لبد له من شتاء وزمهرير يسبقه. وأزمة العشرية السوداء زادتنا تماسكا وإخاءا وترابطا وفهما للأحداث أكثر، فنحن شعب نقود ولا نقاد، نعرف جديا ما ينفعنا وما يضرنا، ولسنا بحاجة لدروس من أحد، وخاصة إذا كان هذا الأحد، ممن ألف وتعود ذل العبودية والاستعباد والاستبداد، في إمارات الخليج الأمريكي (طاعة ولاة الأمور واجبة، حتى ولو ضرب بالسوط ظهرك وسرق وأكل مالك وأهلك) إن ثورتنا التحريرية علمتنا كيف نعيش أحرارا لا عبيدا، إلا لله الواحد الأحد.



المصالحة الوطنية شرط التنمية الشاملة

تطبيقا لقوله تعالى ( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما ) وأن الإصلاح بين المتخاصمين من قيمنا وشيمنا التي أتى بها أحفاد النبي الكريم منذ قرونا عدة، ولأن الطاولة نهاية كل حرب، وأن الحرب لا تأتي بخير أبدا، وبعد أن انتخب الشعب الجزائري على ابن الزوايا العلمية والروحية، السيد عبد العزيز بوتفليقة في 1999، الذي كان شعار حملته، المصالحة الوطنية وإطفاء نار الفتنة، والذي جعل منه واقعا بعد استفتاء الشعب عليه، هذا الشعب الذي اكتوى بنار الفتنة والإرهاب، كان داعما لمشروع الرئيس وبقي على ذلك إلى يومنا هذا، ولأسباب عديدة تحققت أهداف المصالحة وبدأ مشروع التنمية الشاملة في البلد، فكان مشروع الطريق السيار شرق غرب، وبناء الوحدات السكنية للقضاء على أزمة السكن الخانقة، والتي استفاد منها الشعب بصيغها المختلفة، وكانت الهجرة العكسية إلى القرى والأرياف، لما توفر الأمن والاستقرار والتنمية بهذه المناطق، و بنيت الجامعات والسدود لبعث التنمية، فكان شعار أرفع راسك يابا ، حقيقة يليق بشعب مثل الشعب الجزائري، وهو الذي لم حط من رأسه في التاريخ أبدا، منذ عهد ماسنيسا ويوغرطة . وهاهو الشعب ينتخب لثالث(3) مرة على الرئيس بوتفليقة، لأنه عرف فيه حنكته وقوة تجربته وحكمته في تسيير شؤون البلد، رغم ما أثاره من قلاقل دعاة الفتنة ومثيري الشغب، ممن خدعوا بما سمي الربيع العربي إلا أن الجزائري لا يلدغ من جحر مرتين. ففهم الرسالة فرد الجواب، وكان جوابا صوابا.

المستقبل الديمقراطي الواعد وانتصار الربيع الجزائري

إن التحالف القائم بين الإرهاب، الذي لا حدود له ولا دين ولا لون، مع الاستبداد والاستعباد والفساد، متى حل بأمة إلا وفعل فيها الأفاعيل، فلا يمكن للإرهاب والتطرف أن ينموا إلا في بيئة حاضنة لهما، وأنهما لن ينموا في مجتمع ودولة متماسكة مترابطة، فالمجتمعات المنغلقة والمستنقعات الآسنة والأنظمة الفاسدة الاستبدادية، هي مكان نمو وترعرع ظاهرة الإرهاب والتطرف الديني والمذهبي والعرقي والسياسي وغيره.
لذلك ورغم كل الانجازات الموجودة، إن لم نحدث إصلاحات عميقة وجادة ومدروسة بإحكام، فالخطر قادم وسيكون خطرا على الجميع، قد يكون من قوى خارجية متربصة وقوى ظلامية مصلحية نفعية وعبثية من الداخل، فبدل سياسة الترقيع والبريكولاج وذر الرماد في العيون، نعمد إلى إصلاح وتغيير حقيقي، وأن يسلم مشعل التسيير إلى جيل الإستقلال من طرف جيل (هرمنا وطاب جنانا) فأين هي مصلحة الجزائر، والوفاء للشهداء في بناء دولة قوية ؟ وأين نحن من دول نامية كنا وإياها سواسية في السبعينات؟ لقد رجعنا القهقرى، بسبب بعض سياساتنا العرجاء وسوء تسيير بعض المسئولين، فأين العدالة ؟ وأين التربية ؟ وأين أهل الفكر والثقافة في إصلاح الحال والرفع من شأن البلد إلى العال ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اهلا و سهلا بك
ياقوت العقل ( 2014 / 12 / 29 - 10:11 )
امثال الشيخ حمداش ذو الفكر الإرهابي الذي يريد ان يرجعنا 14قرن للوراء،يظهرون على النت لبث الكراهية و الرعب بحجة تطبيق الدين الصحيح،و لا احد له الجرأة و الخروج علانية و القول ان الإسلام دستور قتل و ارهابـ قام بطمس هوية الأمازيغ التي كانت اول الشعوب المعتمدة على النظام الديمقراطي،ماذا سيحصل لو عاش الجزائري مثل الأمريكي،لا شئ غير التطور و عيش البشر في سعادة،الإسلام صالح في زمانه و ليس زماننا،
ذكرت في مقالك سيدي ان الأنبياء و الرسل منزهون عن الخطأ،و هذا غير صحيح فأمور كثيرة مما فعلوها تعتبر جرائم كالزنى بالأطفال و ابادة جماعية عرقية على اساس الإختلاف،
الجزائر نخرتها المحسوبية و الشخص الغير المناسب في اماكن حساسة،و نقص الناس المثقفة التي تستنبط افكارها حسب الفكر العالمي المطالب للحريات الفردية،و كذلك العمل على ضم كل فئات المجتمع حتى المجرمة و المتخلفة حتى لا تقع فريسة للفكر الحمداشي المتطرف،و كذلك الإعتراف ان للجزائر هوية امازيغية و هي محتلة من ثقافة دخيلة هي العربية الهمجية البدوية الإرهابية
على فكرة سيدي انا من اصول عربية قحة و الجزائر وطني الحبيب أفضله ديمقراطي و ليس اسلامي ارهابي

اخر الافلام

.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص


.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح




.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة


.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا




.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س