الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صناعة الأعداء

هاشم عبد الرحمن تكروري

2014 / 12 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


صناعة الأعداء
يبدو أن صناعة الأعداء لها فوائد إستراتيجية لا ترقى لها صناعة الأصدقاء، ومن الممكن استجلاء تلك الفوائد من سلوك بعض الدول في العالم، ففي حالة إسرائيل تبدو الأمور واضحة "فالشعب الإسرائيلي" من المعروف عنه أنه يبحث عن الفرص التجارية والاستثمارية في كافة أنحاء العالم، وهو على استعداد لمغادرة إسرائيل في أول فرصة تلوح له، ولهذا تعمل الحكومة الإسرائيلية على زرع الخوف في نفوس مواطنيها بشكل دائم مما قد يتربص بحياتهم خارج إسرائيل، وفي فترات الإستقرار القليلة التي شهدها الكيان الإسرائيلي تظهر عليه مباشرة علامات البعد عن المبادئ الوطنية الداخلية وعزوف شبابهم عن الخدمة العسكرية ، وتفضيلهم العمل في المجالات الأخرى رغم الدخل المرتفع جداً المتاح لمن يعمل في الجيش الإسرائيلي" فبعض الضباط يتجاوز دخلهم دخل رئيس الوزراء":، كذلك فإن لجوء إسرائيل للحروب بشكل دائم ليس هدفه الحفاظ على الدولة من العدو الخارجي بقدر ما هو إشعار المواطنين بالخطر الدائم الذي يتربص بهم، والذي يؤدي عند إشاعة هذه الفكرة فيما بينهم إلى بناء اللحمة الوطنية في هذا المجتمع الغير متجانس، وإسرائيل وفي طريقها لصناعة الأعداء تحاول جلب التعاطف الغربي معها على أنها هي من تتعرض للهجوم وبالتالي استحقاقها لتلقي الدعم السخي من حلفاؤها، أيضاً هي وسيلتها المُفضلة لتصدير أزماتها الداخلية وتهدئة غضب الشارع الإسرائيلي على سياسة حكومته، وإذا نظرنا صوب الولايات المتحدة الأمريكية فهي مثال واضح لهذه السياسة، فصناعة الأعداء توفر لها دائما الأسباب للتدخل في الشؤون العالمية بما يخدم مصلحتها، فعند وجود العدو يبرر هذا مهاجمة الآخرين والتدخل في شؤونهم، وتنشيط صناعة السلاح لديهم والتي يسيطر عليها كبار السياسيين الأمريكيين من وراء حجاب أو من دون، وعندما أرادت أمريكا تخفيض سعر النفط وخفض الديون العالمية المستحقة عليها جعلت من العراق الحليف السابق العدو المُفترض، وجَيْشت الجيوش واستنفرت العالم بأجمعه للخلاص من الخطر الموهوم الذي يشكله العراق على العالم، وفي حقيقة الأمر لم تكن تلك الحرب أكثر من وسيلة للسيطرة الكاملة على مقدرات المنطقة من النفط والغاز والحصول عليه بدون ثمن تقريبا، وعندما أرادت تجزئة المُجزأ في العالم الإسلامي والعربي، اخترعت الهجمات المزعومة على برجي التجارة العالمية ومبنى البنتاغون والبيت الأبيض، والتي لم تكن أكثر من فيلم هوليودي، كُتب السيناريو الخاص به في أروقة البيت الأبيض ولانغلي وتل أبيب، وذلك لتبرير الهجوم في أفغانستان والعراق واستباحة الأرض العربية والإسلامية في الباكستان واليمن والعراق، أمّا آخر التقليعات التي اخترعتها لنا أمريكا والمتمثلة بالدواعش، والذين تستخدمهم أمريكا كورقة لابتزاز حكام المنطقة العربية بالتلويح بعصا داعش وخطرها على وجود أنظمتهم العفنة، وذلك لدفعهم للانبطاح في أحضانها أكثر ممّا هم منبطحين، وتلبية أوامرها حفاظا على عروشهم الزائفة وكروشهم المنتفخة، وهذه الصناعة ،"صناعة الأعداء" ستبقى مزدهرة في ظل غياب وعي الشعوب وتحركها الإيجابي الجماعي حفاظا على مصالحها أمام صًنّاع الأعداء الذين يتربصون الفرص بهم لنهب ثرواتهم وجعلهم أتباع أذلاء مسخرين لخدمتهم ووقوداً لحروبهم المُفتعلة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفكيك حماس واستعادة المحتجزين ومنع التهديد.. 3 أهداف لإسرائي


.. صور أقمار صناعية تظهر مجمعا جديدا من الخيام يتم إنشاؤه بالقر




.. إعلام إسرائيلي: نتنياهو يرغب في تأخير اجتياح رفح لأسباب حزبي


.. بعد إلقاء القبض على 4 جواسيس.. السفارة الصينية في برلين تدخل




.. الاستخبارات البريطانية: روسيا فقدت قدرتها على التجسس في أورو