الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأقاليم الجديدة في العراق بين الحق الدستوري والظرف الصعب

سعدي الابراهيم
(Saaide Alabrahem)

2014 / 12 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


كثرت في الآونة الاخيرة الدعوات التي تنطلق من هنا وهناك لإقامة اقاليم جديدة في العراق تضاف الى اقليم كردستان ، فهناك من نادى بتشكيل اقليم في محافظة صلاح الدين ، واخرون نادوا بتشكيل اقليم في محافظة الانبار ، واخيرا قادة مدير احدى القنوات الفضائية العراقية حملة اعلامية واسعة للمطالبة بتشكيل اقلم في محافظة البصرة .
و لا يوجد احد في داخل العراق ولا حتى في خارجه يستطيع ان يقول بأن اقامة الاقاليم هي تجاوز للدستور او للقانون ، والسبب في ذلك وبكل بساطة هو ان دستور العراق الدائم لعام 2005 ، هو الذي اقر بأن العراق دولة فيدرالية واعترف بإقليم كردستان الذي تشكل عام 1992 كأمر واقع ، وفتح الباب واسعا امام اقامة اقاليم جديدة في العراق .
ولكن اذا ما رجعنا الى الاساس الذي تقدس من اجله الدساتير في كل دول العالم ، فأننا سنجد بأنها تقدس وتحترم على اساس حمايتها لمصلحة الشعب ، اي انها اذا ما اصبحت تضر بمصلحة الشعب فيجوز الكفر بها وتجاوزها .
وهكذا فعندما يقول العقلاء في العراق وفي خارجه بأن الوقوف بوجه تشكيل اقاليم جديدة في العراق هو غير مخالف للدستور ، فهذا هو ليس كلام عاطفي او غير قانوني ، بل على العكس من ذلك هو كلام ينسجم وروح الدستور التي تقول بأنه وضع لمصلحة الشعب ومتى ما وجد الشعب بأن الدستور يضر بمصلحته جازت عملية الخروج عليه .
ولكن من قال بأن الاقاليم الجديدة هي مضرة بمصلحة الشعب ؟
نقول بأن اقامة اقاليم جديدة في الوقت الذي تمر فيه البلاد بأزمات خانقة : أمنية ، اقتصادية ن سياسية ، واصغر واحدة من هذه الازمات لو مرت على اقوى دولة في العالم لقسمتها الى عدة اقسام ، فكيف بدولة ضعيفة مثل العراق ؟ ، وهذه الازمات تحتاج الى رص الصفوف والى ترتيب المشاكل حسب اولوياتها ، والتضحية ببعض المطالب التي تنادي بها هذه المحافظة او تلك الى حين ان ينتصر البلد وتنتهي المحنة وعندها يمكن مناقشة امكانية تشكيل اقليم في البصرة او في اي محافظة اخرى .
فهل يعقل ان تكون البعض من مدن العراق خارج سيطرة الدولة ويعاني اهلها مرارة العيش وشظفه منذ عدة اشهر ، وفي الجانب الاخر من البلد تطالب محافظات اخرى بالرفاهية والازدهار ؟ ، هل ينسجم هذا الطلب مع التاريخ العراقي او العربي ؟ ، او حتى الإنساني ؟
ومن ثم هل يضمن دعاة الاقاليم ان اقاليمهم ستبقى بعيدة عن الطائفية ؟ ، وهل يضمنوا ايضا بأن تنظيمات الاسلام السياسي لن تسيطر على مقدراتها ويحولونها الى اوكار آمنة للجماعات المسلحة بشتى اصنافها وانواعها ؟
اذن ، لماذا الاستعجال في فتح ازمة جديدة لا توجد لها تهيئة نفسية ولا حتى موضوعية ، وما الضير من المطالبة بتوسيع صلاحيات كل محافظة لتكون مقاربة او حتى مساوية لصلاحيات الاقليم ؟ ، او الانتظار لفترة من الزمن لحين حصول استقرار في البلاد ومن ثم طرح الموضوع من جديد ؟ ، وتجنيب البلاد مخاطر التشرذم والتقسيم التي تلوح في الافق .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - انهم يبح
فريد جلَو ( 2014 / 12 / 30 - 00:03 )
في هذه الحظه التاريخيه التي يمر بها العراق يكون طرح مطلب الاقاليم اشبه بمن يبتز رجل يحتضر وان معظم الباحثين عن اقليم هم في الحقيقه يبحثون عن منافع شخصيه يمنون افسهم بها اذا ما تحقق هدفهم

اخر الافلام

.. 200 يوم على حرب غزة.. ماذا حققت إسرائيل وحماس؟


.. سمير جعجع لسكاي نيوز عربية: لم نتهم حزب الله بشأن مقتل باسكا




.. قطر: لا مبرر لإنهاء وجود مكتب حماس | #نيوز_بلس


.. بكين ترفض اتهامات ألمانية بالتجسس وتتهم برلين بمحاولة -تشويه




.. أطفال في غزة يستخدمون خط كهرباء معطل كأرجوحة