الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنا أشكّ، إذاً أنا انسان!..

سامي فريدي

2014 / 12 / 30
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع



(عمانوئيل 8)
الشكّ فيما لا يُشَكّ فأنه باب اليقين!

ديكارت هو رائد نظرية الشك في العقل الانساني. لكن – الشكّ- ليس منهجا علميا معتمدا حتى اليوم، ولا توجد جامعة أو كلية أو قسم أكاديمي يعتمد الشكّ العلمي منهجا وإطارا في دراساته.
لكن الغاية من الشك لا يقتصر على الأكادميا، وانما هو منهج حياة وباب عقلي مفتوح على الأسئلة واختبار الاحتمالات التي تتجاوز المعتاد.
يولد الانسان في بيئة اجتماعية تتولى تغذيته اجتماعيا وثقافيا، وينمو لديه شعور[مركب بيقينية تسليمية] أنه يمتلك مفاتيح اليقين والمعرفة الحقة، فيحكم على كل ما/ من يخالفه بالجهل والباطل. وعندما تتقدم به السنوات ويقف على قوانين الحياة والدول والحضارات، يكون الوقت متأخرا للمراجعة ومعاودة التعلم والبحث من جديد. وهذا هو السبب الرئيس للخوف من الجديد والمختلف والابتعاد عن عوامل التغيير. وهذا هو الكائن الجبان الذي يتجنب التجديد والمغايرة والمجازفة ، العاجز عن مغادرة حاضنته الاجتماعية التقليدية والتحليق خارجها.
لكن السبب الأعمق سيكولوجيا هو عجز العقل عن التكيف والابتكار ومواجهة الاحتمالات غير المسبقة.
ان الشك العقلي، مثل الدمقراطية الاجتماعية، تقتضي الاعتياد والممارسة منذ الصغر. وكما هو متعارف، يعتبر الدين الشرقي، المسؤول الأول عن تغليف العقل ويقينية التفكير ودحض الأسئلة الأساسية الحرجة. وتشكل أطر القداسة والمعصومية والعيب والحرام وتجنب التهلكة، أغطية ومعايير متوارثة لتدمير العقل واندفاعه لاكتشاف جزر جديدة.
وما يوصف في الفكر الأوربي بـ(العلمانية) كان مبنيا على مراجعة -لأسس والقواعد الحياتية والفكرية، المتضمنة مقومات الشكّ ومبادئه كرؤية ومنهج. وهذا ما ساعد أوربا على النهوض والخروج من ظلمات الماضي على أجنحة الشكّ والنقد والابتكار والمجازفة.. وتلك هي مسؤولية كل مجتمع حيّ يستحق المشاركة في المستقبل.
هذه العملية تبدأ بالشخص نفسه ذاتيا.. وفرديا.. ومن أقرب الموضوعات لنفسه وأكثرها يقينية وتسليما.. مبتدأ الشكّ بهوية الأبوين والانتماء القومي والديني وأصل الألوهة، وليس انتهاء بالعادات والقيم الاجتماعية والنظام السياسي وبرامج التعليم ومبادئ العلوم..
من هنا بدأ كبار الفلاسفة والمخترعين ورسل الانسانية.. ولم يكن احدهم يخطط أو يحلم ما سيكونه وما يصل إليه..
هل هذا ممكن في مجتمع يعبد التخلف ويفتخر بالجمود ويتباهى بالفضائح.. مجتمع يقطع الرقاب ويعاقب بالجلد والموت على أشخاص تفوهوا بكلمات معينة أو نطقوا بأسماء محددة خارج الأطر التقليدية الجامدة.. كيف للفرد ان يجرؤ على التفكير والسؤال وليس الشكّ فحسب.. في مجتمع/مجتمعات داخل مستويات متداخلة من بيوت الطاعة والعبوديات، وعقوبات الهجر والنشاز والجلد والقصاص والنفي!!..
كيف يمكن ذلك في زمن تحولت فيه الدولة الشرقأوسطية ومؤسساتها الثقافية والاعلامية، وأجهزتها القضائية والأمنية لعبة ورهينة بأيدي الملالي والديناصورات.
اننا – كعرب- ما زلنا أسرى التقليد والمحاكاة السطحية، عاجزين ومرتابين من النفاذ تحت الجلد، مكتفين بالهوامش والقشور دون هضم اللب ومناقشة الجوهر!.
*








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق الى مسالة الشك
ايدن حسين ( 2014 / 12 / 30 - 16:44 )

تحية طيبة
هل الشك يجب ان يكون في مسالة الايمان و الاديان فقط
لماذا لا تدعو الى الشك في مسالة الالحاد ايضا
مثلا
لا بد انك ستتهمني بالجهل .. اذا قلت لك .. انا اشك في هبوط الانسان على القمر
و لكن اليس لي الحق ايضا .. باتهامك بالجهل .. اذا انت قلت انك لا تؤمن بوجود الملئكة مثلا
و سلامي
..

اخر الافلام

.. غزة- إسرائيل: هل بات اجتياح رفح قريباً؟ • فرانس 24 / FRANCE


.. عاصفة رملية شديدة تحول سماء مدينة ليبية إلى اللون الأصفر




.. -يجب عليكم أن تخجلوا من أنفسكم- #حماس تنشر فيديو لرهينة ينتق


.. أنصار الله: نفذنا 3 عمليات إحداها ضد مدمرة أمريكية




.. ??حديث إسرائيلي عن قرب تنفيذ عملية في رفح