الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صراع الثيران والديكة إلى أين ؟

محمد الشريف قاسي

2014 / 12 / 30
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إن الثيران لما تتصارع من أجل من يفوز بالعلف أكثر من الآخر لا لوم عليها بصفتها غير عاقلة ، أما لما تتصارع بلا منفعة شخصية بل تلبية للعاقل الذكي الذي يثيرها من أجل متعته وشهوته في مشاهدة الدماء تسيل من أحداهم فيعتبر ذلك من جنون البقر ، ورغم ذلك لا لوم علي البقر والديكة المتصارعة تلبية لشهوية ونزوة ومتعة السيد الإنسان الذكي والغير السوي أخلاقيا.
لكن فما بال إخواتنا من أتباع الديانتين السنية والشيعية كما يوصف المتشددين منهما الآخر أو المذهبين الإسلاميين التاريخيين الكلاسيكيين كما يوصف التقريبيين منهما الآخر ، ما بالهم يتصارعون ويتقاتلون يوميا وعبر التاريخ منذ( 14) أربعة عشر قرنا ولم يقضي إحدهما على الآخر إلى اليوم وللأسف الشديد ؟. يتصارعون على أهداف ومعتقدات وهمية خرافية واهية اختلقها الأولون في صراعهم على السلطة والنفوذ والمال . فالصراع السني الشيعي صراع عبثي ولا فائدة للبشرية من ورائه لماذا ؟
فلنفرض أنه انتصر الشيعي على السني فماذا سوف يستفيد العالم من هذا الانتصار؟
ولو انتصر السني على الشيعي وأصبح العالم الإسلامي كله سنيا فهل تنتهي الحرب ويستقر العالم ؟ وماذا سوف يقدم الدين السني أو المذهب كما يريد البعض للعالم اليوم؟
ثانيا ماذا يستفيد الإسلام المحمدي الأصيل كدين من انتصار أحد الطرفين على الآخر ؟ أ لم يشهد التاريخ حروبا سنية سنية مات فيها الملايين وسبيت نسائهم وأطفالهم ؟ كيف قامت لبني أمية دولة وبني العباس وبني عثمان وغيرهم من الدول المسماة إسلامية، أ لم تقم بالدماء والأشلاء في حروبهم العبثية والتي استغل فيها المقدس وكانت الشعوب المستضعفة هي الضحية ؟ لقد قامت دولة الموحدين السنية على انقاض دولة المرابطين السنية والتي كان ضحاياها أكثر من ثمانية (08) ملايين مواطن عربي وأمازيغي في شمال افريقيا والاندلس. فالحقيقة التاريخية أن الصراع الإسلامي الإسلامي سفك الدماء وهدم العمران في بلاد المسلمين أكثر مما فعله العدو الخارجي الروماني أو البيزنطي الغربي .
والحقيقة الأخرى ماذا سوف يقدم المسلمون بكل طوائفهم ومذاهبهم للعالم والبشرية من خير وفلاح ؟ وماذا هم يقدمون الآن غير الارهابيين والديكتاتوريين والسراق الفاسدين والمهاجرين في قوارب الموت ؟ هل بهذه التصرفات ينصرون دينهم وقومهم ومذاهبهم ولا أتكلم على البشرية ومعاناتها ومشاكلها، وماذا يقدمون من حلول ؟ فما فائدة دين أو مذهب أو فكر لا ينفع البشرية جمعاء بل لا ينفعل حتى معتنقيه ؟ هذا لا يعني أنني أتهم أي دين أو مذهب ما أنه لا ينفع للبشرية لكن ألوم وأتهم من يسوقه للناس وهو لم ينتفع به ( كمثل الحمار يحمل أسفارا، بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله والله لا يهدي القوم الظالمين)
فالدين وكل دين إنما يدعو للإخاء والسلم والمحبة والتعاون لخدمة البشرية جمعاء ( خير الناس أنفعهم للناس) ( المسلم من سلم الناس من لسانه ويده) .
لكن الأنانية والسياسة لما تستغل المقدسات تلعب بها وتجعلها مطية لتحقيق المصالح الآنية والضيقة على حساب المقدسات والناس ، فهل خالق الناس يحب مضرة الناس فلما خلقهم إذن ؟ لكن من يدعون أنهم وكلاء الله في الأرض الذين يفسدون ولا يصلحون هم الذين جعلوا من الدين غولا وثقلا كبيرا ، يكفى بالعقل هاديا ومرشدا لصراط مستقيم.
فبالعقل كرمنا وفضلنا على كثير من المخلوقات وها هو الإنسان اليوم استطاع لما تحرر من تجار ومرتزقة الحشوية التراثية أن يقدم الكثير من التسهيلات والفوائد المادية والمعنوية الإنسانية لأخيه الكائن الحي إنسان وحيوان وغيره .
أعلم أن المقصود بهذا الخطاب لن يقرأه من أصحاب الديانات الأرضية أو السماوية وأن قرأه فلن يعيره بالا فهو مكتف بما يقوله له سلفه ومشايخه المقدسين عنده، والتهم موجودة عنده وبالمجان وإلصاق الإتيكات سهل لا يكلفه درهما ( فذرهم في غمرتهم حتى حين).
فالحقيقة أن الإنسانية تفرض علينا أن ننصحهم ونرشدهم لما فيه خيرهم وهو أن يتركوا هاته الحروب والمعارك العبثية ويتلهوا فيما ينفع ويعود عليهم وعلى قومهم وعلى البشرية بالخير واليمن والبركات، في إصلاح أراضيهم البور وتعمير بلدانهم وبراريهم القاحلة وتثقيف أنفسهم وأبنائهم الثقافة البناءة والنافعة، فماذا يريدون أن يتركوا من إرث لأبنائهم وأحفادهم من بعدهم ؟ هل الخراب والدمار للعالم والألم بدل الأمل، فأين هم ذاهبون بهذه الحماقات والهر طاقات والجنون؟ أم يقولون ما قال أسلافهم الأولون (سلفهم الصالح بتعبيرهم) يقولون : ( إن وجدنا آبائنا على أمة وإنا على أثارهم مقتدون) ؟
وصدق الله العظيم إذ يحذرنا كعقلاء مؤمنون موحدون من هؤلاء فيقول :
( إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء ) . يقول ( فلا تتبع أهوائهم فيضلوك عن صراط العزيز الحميد).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأمريكية تعتقل عشرات اليهود الداعمين لغزة في نيويورك


.. عقيل عباس: حماس والإخوان يريدون إنهاء اتفاقات السلام بين إسر




.. 90-Al-Baqarah


.. مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وسلطات الاحتلال تغلق ا




.. المقاومة الإسلامية في لبنان تكثف من عملياتهاعلى جبهة الإسناد