الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-إنَّ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ ... وَظُهُورَ الْقَلَمِ-

هاشم عبد الرحمن تكروري

2014 / 12 / 31
التربية والتعليم والبحث العلمي


"إنَّ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ ... وَظُهُورَ الْقَلَمِ"
صدق رسول الله، "وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى؛ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى" ، ففي حديثه عن أشراط الساعة ورد هذا المقطع من الحديث الصحيح وهو ظهور القلم، وتفسير ظهور القلم عند علماء المسلمين يأتي بمعني انتشار العلم في آخر الزمان بشكل لم يسبقه مثيل، حيث تتراكم المعرفة الإنسانية وتكثر وسائل نقلها وعرضها، ورغم ذلك ترى الناس قد تفشى بهم الجهل وعدم المعرفة وعدم الاهتمام بالتعلم ، وسنرى ذلك بجولة نطوف بها مع تكاثر المعرفة والعلم بشكل لم يسبق له مثيل في التاريخ، فالمعرفة البشرية المتراكمة منذ العصر البرونزي –وهو عصر اكتشاف الكتابة في بلاد ما بين النهرين- ولغاية العام 2003م بلغت حسب تقديرات دراسة كلية إدارة ونظم المعلومات في بيركلي، كاليفورنيا 12 إكسابايت، " الإكسابايت=10 أس 18 بايت من البيانات أو ما يوازي 50 ألف سنة من محتوي الفيديو عالي الجودةHD" ، ومن الفترة الواقعة بين 2003م-2006م تضاعفت المعلومات والمعرفة المتراكمة في العالم بما يقارب من ثلاثة عشر أضعاف ما أنتجته البشرية في الفترة السابقة بأكملها حيث بلغت 161 إكسابايت، وما بين الفترة 2006م-2010م بلغت المعرفة المتراكمة للبشرية ما يقارب من زيتابايت "1000أكسابايت، أو 10 أس 21 بايت" ، أي خمسة أضعاف الفترة السابقة، ومابين 2010م-2014م بلغت 4,4 زيتابايت، ومن المتوقع أن تصل في العام 2020م إلى 44 زيتابايت، ويرافق ذلك عدم وجود مقدرة بشرية على الاحتفاظ بهذا الكم الهائل من المعلومات والاستفادة منه، فما قد تم الاستفادة منه بشكل حقيقي لم يتجاوز نسبة5%، وما تم الاحتفاظ به لم يتجاوز نسبة23% ، ومن المتوقع في المستقبل وحتى العام 2020م أن تقل نسبة القدرة على الاحتفاظ بالمعلومات إلى 15% بسبب عدم وجود مقدرة تخزينية لديها القدرة على استيعاب هذا الكم الهائل من المعلومات، وهذا يُدلل على أن العلم والمعرفة تشهد تطور انفجاري يرافقها تقوقع بالقدرة على الاحتفاظ بها، وبالتالي على استفادة البشر منها.ففي مطالعة سريعة لتقارير الأمم المتحدة حول الأمية في العالم نرى أن أكثر من 26% من سكان العالم لا يعرفون القراءة ولا الكتابة، وإذا تحدثنا عن التعليم الجامعي فقد تتجاوز النسبة نصف سكان العالم، وما يخص الوضع في العالم الإسلامي فهو أشد ظلمة، فحسب إحصاءات العام 2014م فإن أكثر من 63% يعانون من الأمية، وحتى في الدول الغربية فإن هذه النسبة في بعض الدول من أسوأ ما يكون، ففي ألمانيا يتجاوز عدد الأميين 4 ملايين شخص، وفي الولايات المتحدة يتجاوز عدد الأميين 40 مليون شخص، وإذا تحدثنا عن الأُمية التقنية فالوضع سيكون أسوء، وهذا يُعطي دلالة واضحة على ما ورد في حديث الرسول محمد صلّ الله عليه وسلم عن انتشار العلم، ومع ذلك فإن الجهل يتفشى بنفس السرعة.
المصادر:
1. القرآن الكريم، سورة النجم، الآيات: 3-4.
2. تقرير الأمم المتحدة حول الأمية في العالم 2014م.
3. لوتشانو فلوريدي، المعلومات؛ مقدمة قصيرة جداً،ترجمة: محمد سعد طنطاوي، هنداوي للنشر،ط1،مصر،2014م،ص3-17.
4. صحيح أحمد، الحديث3676.
5. EMC2، The Digital Universe Of Opportunities,2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نازح من غزة ينشئ صيدلية مؤقتة في خيمة برفح


.. غالانت يتعهد باستمرار الحرب ضد حزب الله | #رادار




.. بايدن: القانون الذي صدق عليه الكونغرس يحفظ أمن الولايات المت


.. رويترز نقلا عن مسؤول إسرائيلي: جيشنا يستعد لعملية رفح وينتظر




.. العاهل الأردني وأمير الكويت يشددان على أهمية خفض التوترات في