الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على مَن وماذا، ولماذا نثور؟؟

ارنست وليم شاكر

2015 / 1 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قبل أن نثور يجب أن نعرف .. على مَن وماذا، ولماذا نثور؟؟
وقبل أن نقول : الثورة "التمام" أو الموت الزؤام..!! .. دعنا نجيب على هذا السؤال المركب: على مَن وماذا، ولماذا نثور؟؟

الثورة إما إنسانيه عقليه أو هي لا شيء !! .. العنف في الشوارع لا يغير المناهج .. المُلتوف لا يصنع معامل بحثية .. لا تبنى المدارس بالشماريخ كما لا يقوم الفرح على " طرقعة البومب" و"هز الشخاليل" أن لم تكن هناك العروس .. الصراخ والغوغائية لا يفرز قامات سياسية تقود الشعوب نحو ركب الحضارة .. الثورات كان لها زمانها وعصرها .. ولا تقوم لها قائمة ما لم يكن الشعب مؤهل فكريا لتحمل مسؤوليتها وتبعيتها ليأخذ زمام الأمور، لا ليسلمها لجماعة فئران حياتها كلها تحت الأرض قائمة على السمع والطاعة ولو كانت الطاعة لحمار جهول !! ..

الاقتصاد لا يقوم بحركات الاحتجاج التي تجعل من كل عامل في مصنعه "المهنج" صاحب القول والأمر والنهي، والواجب الرجوع لخبرة هذا "التور" أو ذاك الأحمق لوضع خطة لتحسين المنتج لمواجهة النظائر التنافسية، وتحديد السياسات والآفاق لشركته التي لا يعمل بها إلا لحاجته لمال حرام ... حرام لأنه بلا نية على العمل وبذل المجهود أو فقط يعمل لشعوره بالفراغ .. هذه الاحتجاجات التي تجعل منه بلطجي يستنزف مَن أخطأ فاستثمر حتى يسلبه كل شيء حتى لباسه .. فنصير كلنا في العري سواء.. فتمضي السفينة بالجميع إلى الإفلاس في بحر الاقتصاد الذي لا يقوم على الصراخ ثم الصراخ وكفا بالصراخ هديا ونبراسا ..
فحتى الأعتصامات يحب أن تكون مقننة لا تخضع لإيدولجيات لا يفهم معناها من يقود المتظاهرين نحو الخراب، بكل ثقة رجال الدين عندما يفتونك عن عذراوية الحور في عالم الغيب، عالم النهد الكاعب والذكر الداقق.. يحدثك بثقة المُطلع العارف، وكأنه يحدثك عن صحبة ايام الصبى ورفاقه المتسكعين عبر الأحواش الفارغة التي لايسمعون فيها إلا لصوت الفراغ وترديد ما كتبته البروباجندة المركسية ، وماركس نفسه منها براء ....

فليس كل من غنى أغاني الشيخ إمام، ووضع على صدره أو على لباسه صورة إيرنستو دي جيفاره صار ثوريا يؤتمن على مستقبل الوطن وقوت العيال ومال المستضعفين..فهم رجال دين من نوع جديد يحدثك أن الدولة السوفيتية البلشوفية في أبشع صورها الديكتاتوية الهمجية التي حولت سيبيريا البيضاء من الجليد والبرد الحارق للأبدان لجهنم معسكرات العمل التي نافست معسكرات هتلر النازي في مصانع القتل الجماعي بأقل تكلفة ودون مخلفات بشرية متعفنة قد تعكر رائحة الجو من تعفنها البطيئ ... يتحدث عن جهل وغباء .. لأنه أسير إيدلوجيا صارت دينه الجديد وكأنها يحدثك عن العالم المثالي في قصص سندرلا ، والجميلة الحالمة في الغابة الناعسة، و"أليس" في بلاد العجائب حيث المساواة والوفرة والعيش الهانئ....
الثورة تبدأ وتنتهي فكرية عقلية لا ديماجوجية طنطانة .. الثورة في جوهرها نظاما وقانون يسير على الجميع لأنها صدر عن الجميع لخير الجميع .. تضمن الحقوق في دولة تعرف الشخص كمواطن، المواطن الذي "لأجله عيونه" ولخدمته شُكلت الحكومة وعُين الرئيس ..

السعي نحو أي تغير دون فهم قضية الحقوق والمواطنة كالكتابة على الرمال والرسم بالدخان والسعي لإغراق الماء في البحار ..
الحقوق المدنية التي بدونها لا دولة ولا وطن يكون، وإن كان فهو ليس بوطن ولا بالقويم الرشيد.. وهى حقوق لا تتجزأ ...
كيف أقبل أنا أن تهان امرأة محجبة في بلد، فقط لكونها مُحجبة، ولو لم أكن مع الحجاب ؟؟
كيف أقبل بأن يهد ضريحا لبسطاء من الصوفية أو حتى من الدرويش يتعبدون أو يغنون أو حتى يحششون أمامه ، ولو كان ضريح لكلب ميت ... هم أحرار .. أحرار أحرار ...
كيف يهدم مزار في مصر لليهود ، هم يقدسونه ويزورونه "لأبو حصيرة" أو "أبو شوال" أو "أبو رجل مسلوخة" ، ما شأني بهم ؟!! .. وينشغل القضاء في تفاهة القوانين الغبية لعصور ظلامية بائدة تحللت حتى عظامها .. ولكنها حية لعوب في مخيلتنا ووجداننا ندافع عنها ونشعر، يا الخجل .. أننا أصحاب قضية ...

لماذا لا ينزعج المسلم عندما يصير التدين والخرف صنوان في عقله البائس، فكيف لا تندهش والحال كذلك عندما تحمر أنفه وتنتفخ عروقه كثور هائج غير مكبوح لو رأي بناية عليها صليب، حتى ولو كان مضيئا ليلا ونهار (و"ملعلط "في العلالي كده يا بلح ) .. هل تنجس الأرض لأنها تحمل قسيسين ورهبانا وهم لا يستكبرون فهم أقرب الناس إليكم مودة... أم ذلك جاء في قرآن آخر لا علم لنا به؟!!..
لماذا لا يصير البهائي بهائي بقرار من رئيس الجمهورية، وبفتوة بل قل لو أردت الدقة: بفتنة لا فتوة ، من الأزهر والكنيسة، باتهامات وبأكاذيب وافتراءات عن ارتباطها بالصهيونية ... والكنيسة والأزهر في فتنتهم هذه يكذبون .. وحق السماء أنهم لكذبة جهله .. ولكننا قوم نخاف صدق التوصيف .. ونلاوع و"نحمرق" و"نصيع" بالسنتنا.. فتفقد الكل الكلمات كل المعاني، فندور من تيه لتيه حتى لا يعود تحتنا قاع يمكن النزول إليه ...
قانون وقضاء وحساب .. ليُطلق رجل من زوجته لدعوة حسبة تقام عليه لأنه قال قول فيه ما فيه، زلز كان كفرا - هل يحدث هذا "الهطل" في هذا العصر ولا نشعر بالخجل الذي معه لا نستحق حتى الدفن تحت التراب ، والله يا صديقي حتى الوحل الأسن يتأفف منا - والله لمن لا يصدق ذلك أقول: لقد حدث هذا في بلادي .. بلادي التي فقدت حياءها قد فعلتها ، فعلت هذه الوقاحة ولم تشعر بالعار !! .. ومرت القضية كأن شيء لم يحدث .. أكل هذا العار ، وهذا الخزي وهذا الغباء، وما زلنا نأمن لهؤلاء؟؟ لقد فعلها الخبثاء، أشباه الرجال وأنصاف المتعلمين الوقحاء مع نوال السعداوي و نصر حامد أبو زيد .. .. وغيرهم ...
حدث في بلاديا المنكوبة أقامة دعاوي ومحاضر وشكاوي تُرفع من محامين يفضحون ما وصلت إليه الاجمعات المصرية من إنحطاط، ولكنها تجد استجابة، ويحركها النائب العام الهمام ضد كتاب ومفكرين وضد كل من كفر بالجهل، وهرطق عن السقم ، وزندق عن الضلال...
والأمثلة كثيرة خذ ما جد منها، ولا تنتف ما بقي من شعرك، إبراهيم عيسى الذي حقق معه في جريمة شنعاء، فهذا المارق عن الدين ، ينكر الإيمان "بالثعبان الأقرع" ثم يتهكم على مولانا "الأقرع" وينسب له أنه قد يكون بشعر ... خثئت يإبراهيم يا أبن عيسى..!! أعلى الله تسخرون وأنبياءه وخلقه كنتم "تتمقلتون"؟!! .. وكيف بك لا تسمع يا أبن عيسى قول العالمين ببواطن الأمور والكاشفين عن الدر المكنون في تراثنا العاقل حتى الجنون، بالقول الفصل من أفواههم المباركة ؟!! فهل لك أن تنكر أنهم من المترددين على الجنة ومن الأعضاء المستديمين؟!! وقد يشير بعضهم للغر الأبله بأن معهم توكيلات وبطاقات عضوية للفردوس .. ومن شرفته المعطرة بأفخاذ الحور الفواحة ، نظر فشاف فكشف بأم عينة الثعبان ولقد كان أقرع !! فكيف تشكك يا أبن عيسى؟؟ فأنك والله لمن الظالمين ..!!

وماذا عن فاطمة بنت ناعوت ؟!!.. كيف تقول وصوتها عورة، وهي الناقصة العقل والدين ؟!! .. فلتكن حرة ولكن بلا لسان !!.. تعترض ولكن في صمت !!.. رأيها غير ملزم لأحد فلماذا تعرضه و لماذا تُبديه أو تُظهره أو تنشره ؟؟ أجنت هذه السيدة وقد حسبناها للحيظات أنها عاقلة؟؟ .. فهل لمرأة تحيض أن تكون عاقله ؟!!( أديني عقلك يا مسلم.. اقل لك تحييييييييييض فكيف تكون عاقلة ؟؟!!!)

وتنشط شبكات الآداب في بلادنا السخيفة لالتقاط مثليين وكأنها حققت المراد من حكمة الله الكونية على الأرض ... والعالم كله يقول هذا ليس مرض، وإن كان، فهم أحرار.....
ألم تسن القوانين لعدم انتهاك وخدش الحياء العام؟ .. نعم!! ولكن التفتيش في الصدور أو تعقب الناس لمعرفة ما يفعلون بأعضائهم التناسلية عن رضى وطيب خاطر، بين راشدين وغير متاجرين ولا مستغلين لظرف إنساني أو فاقة .... فهم 1000 مرة أحرار .. هل أيها السخفاء المتفنقهون هذه هي حقا وظيفة الدولة ؟!! .. ألا تخجلون من أنفسكم عندما تستثار مشاعركم المراهقة والمستولية على لُبكم من تناول هذه الأخبار على صفحات الجرائد وكأنه دليل على نشاط الشرطة ، وقدرتها "الاسبيدرمانية" ... وهي في الواقع تُنشر لإشباع شهوتكم المنحرفة المريضة .. فأنتم المرضى حقا في أخلاقكم وعقولكم وفي طؤيقة تدينكم وليس المثليين ومضاجعي النظير .. فعلى مَن تدعون البراءة في القصد والبرأة من الدنية والطهر من نجاسة النفس الحاقدة ... يا ايها العاهرون حقا.. كونوا مع أنفسكم صادقين، ولكنكم لا تستطيعون صدقا، فأنتم على النفاق فطرتم .. ثكلتكم أمهاتكم بحق الصدق الصدوق، وبحق الصادق الخلوق ....
وآخرين لا يؤمنون أو حتى يعبدون الخنزير .. فهل أنت، أيها الأحمق، عليهم بوكيل .؟!! ..

أصبحت وظيفة المواطن الصالح في النظام الذي يجب أن نثور عليه .. والمواطنين الشرفاء .. أن يعملوا عمل البصاصين والعساسين والفتانين والخباصين والمتطفلين الحشرين المستنطعين .... .. يراقب كل واحد أخاه وجاره ثم أبن حتته ثم أبن ملته فأبن دينه فأبن من لا يعرف له أبا ، ولا أما ولا ملة ولا دين .. يكفي أن يكون الحظ العاثر وضع هذا المسكين تحت عيون الفضول لهذا البصاص المريض .. ويجتهد اجتهاد الباحث في قضية القضايا : بأي أصبع لعب هذا المواطن في انفه ، وفي أي المنخارين وضعه ؟؟... يا هذا ولو وضعه في مؤخرته فما شأنك أنت ؟!!.. أيها الرجل المتدين بالفطرة .. تلعنك الفطرة في صباحك ومساؤك بُكورا وعشي.. ضحى وشفق، عصرا وسحرا.. أبلجا ولجلاجا (على رأي مرسي العياط)
على كل ما سبق يجب أن نثور .. وكل ثورة في غير ذلك لن تجعل الوطن، إن بقي وطنا، يتقدم للأمام .. فمن لا يتقدم دوما يتعثر وأن لم يقم من كبوته سقط .. ومن سقط، سقط .. ومَن سقط فنام، نام نومة الموت .. ومَن مات نومة الموت صارت رائحته مستدعية للقيئ ، تكم انف من بقي من الشعوب غيرنا... فأن لم نشفق على أنفسنا فلنشفق على مَن كانوا أهلا للبقاء لأنهم أعطوا أنفسهم الحق في العيش وفي الأمل وفي العمل ... لا أن يكون عيشه تنغيصا على عيش الآخرين، وأفسادا لحياتهم متى أوتوا الفرصة والسبيل .. فأن كانت حياتنا عفنة فلا تكن زكرنا أكثر عفونة وبلاء .. لعل ذلك يشفع فينا يوم القضاء..

فثورتنا الحقيقية تبدأ بالعمل المجتمعي الميداني .. بأن يقوم كل المثقفين بقراءة مناهج التربية والتعليم .. وتوضع للبحث والمناقشة ، تقلب وتمحص تغسل وتنشر في الشمس وعلى السطوح ، من خبراء ومفكرين محترمين أصحاب نظر ورؤية استشراقية للمستقبل ..
ثورتنا تبدأ بفضح وتكبيل كل سليط يهين الله بوضعه موضوع نقاش في مشروعات صرف صحي أو بناء كباري أو إدارة شركة اقتصادية .. ألم تسمعوا أحدهم يقول نريد صرف صحي إسلامي؟!! (وهو الغير طيب الذكر / صبحي صالح).. أم أن آفة حارتنا النسيان كما قال المفكر والأديب نجيب محفوظ المطعون في رقبته من صعلوك خرج من جعبة هؤلاء أو أولئك .. لا فرق فكلاهما "مزراط "؟!!

ثورتنا بالعمل السياسي القائم على أن يقوم المثقفين وأصحاب الفكر المستنير لا بالتنظير بل "بنكش" و"إزعاج" و"تنغيص" و"تقريف" و"عكنعة" كل من يريد أن يأخذ منصب قيادي سياسي أو تشريعي برلماني .. لتسير الأمور على النهج المنشود ..
فمتى تبدأ ثورتنا على أنفسنا المكبلة بالخرافة.. على آفاقنا الضيقة ضيق مؤخرة البعير .. على أولوياتنا التي لا تتجاوز ما تحفر أحزيتنا القذرة في طريق غير مُعبد مليء بالنطيحة والمتردية، في روثهم المختمر، حتى العثيان ؟!! .. متى تبدأ ثورتنا على الجهل بالقراءة أو بالصمت قليلا قبل أن نجادل .. نفكر قبل أن نناطح .. نراجع القول قبل أن نتقيأ المحفوظ في كتاتيب محو الأمية التي لم تمحو الأمية بل محت العقل بالكلية .. فصرنا كلنا في الأمية إخوان .. وفي الجهل صحبة سلف تستقبل المستقبل في أعادة عجلة الزمان لأكثر من 1000 عام .. على يد جماعات جهادية لا ترى المستقبل إلا على أنقاض الخراب الداعشية..؟!!

السؤال الواجب الجواب قبل كل عمل يشبه ثورة ، يجب أن يكون : على مَن وماذا ولماذا نثور؟؟ .. فأن أخطئنا الجواب ولم نعرف أنه على ذاتنا الجاهلية يجب أن نثور، وعلى الجهل والتعصب وشعور الفخر والأكتفاء يجب أن نثور ، وأننا نثور لنجعل من وطننا ومجتمعنا دولة كأي من الدول التي نشتاق للعيش فيها دون أن نسبها حقدا وحسدا وغيرة وشعورا بالدونية فنفعل الدنية لعل بالدنية نجعل من ديننا، لا الدين، البديل عن الحياة .. فيصير القبر لا نهاية حياة بل هو الحياه وإليه السعي، وإليه تهفوا النفس وإليه الشوق ونحوه المضي الآتي سريعا ، فما عاش إلا قليلا من جعل القبر قبلته والموت دينه والقتل شرعه وشريعته ..

فكل ثوراتنا لن تكون إلا تخريب وتراشق بالملوتوف إن لم نحدد مسبقا على مَن وماذا ولماذا نثور؟؟.. وغير ذلك تشبه ثورة أحرار ولكنها في باطنها اتحار ... انتحار يغري داعش التي أدمنت رائحة الدم ، ولعق الأحمر حتى النشوة "الدراكولية" ليواصلوا عملكم الهمام بأتمام تحقيق هذا الجحيم على الأرض..
الموت تحت أكوام العفونة الصماء هو مصير من لا يثور على نفسه أولا ثم يحقق ثورته في مجتمعه بالقانون والموعظة الحسنة والقول العاقل الحكيم .. الثورة التمام أو الموت الزؤام .. وليكن عام 2015 هو الزؤام ، لا الموت تحت الركام..
.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لابيد: كل ما بقي هو عنف إرهابيين يهود خرجوا عن السيطرة وضياع


.. عام على حرب السودان.. كيف يعرقل تنظيم الإخوان جهود الحل؟ | #




.. خالد الجندي: المساجد تحولت إلى لوحة متناغمة من الإخلاص والدع


.. #shorts yyyuiiooo




.. عام على حرب السودان.. كيف يعرقل تنظيم الإخوان جهود الحل؟ | #