الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شكرا وألف شكر لداعش

محمد الشريف قاسي

2015 / 1 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من لا يشكر الناس لا يشكر الله، فكل الشكر لدولة الخلافة الحديثة و للخليفة أبو بكر المتجدد ، فلولاه ما عرف بعضنا وخاصة العامة (الرعاع) والطبقة الغير مثقفة ثقافة ناقدة مغربلة والدارسة لتاريخ المسلمين بعقلية وضع التجربة الاسلامية التاريخية (التراث) في مخبر العقل الناقد . فرغم أن كل دارس للكتب الصفراء والمبيضة من كتب التراث الفقهي والتاريخي والحديثي والسيري للمسلمين يرى بعين البصيرة أن ما فيها أعظم وأطم وأدهى وأمر مما فعلته وتفعله داعش واخواتها .
فداعش في الحقيقة لم تخترع من جيبها شيئا وهي سلفية رجعية حريصة جدا أن لا تبتدع في الدين والمذهب فهي سلفية تراثية رجعية بمعنى الكلمة ، فهي سلفية تأخذ معتقداتها وسلوكاتها من السلف ( الذي يسمونه صالحا) وتراثية فهي لم تجتهد بل كل ما تفعله من كتب التراث وعلماء التراث في الحديث والسيرة والتاريخ والمذهب الفقهي وهي رجعية بسبب أن ترجع إلى الماضي (السلف) وتسعى إلى إرجاع الأمة الاسلامية إلى الماضي فشعارها الدائم ( لا يصلح آخر هذه الامة إلا بما صلح به أولها ) كما يقول جل الفقهاء والعلماء والمشايخ . فالدواعش واخوانهم الحواضن ( قد يكونوا علماء مثقفون دكاترة وسياسيون مكرفتون ) هم مجموعة من النسخ التراثية القديمة أعيد نسخها لكن بشيء من الجمالية والحداثة ، فهم نسخ ومسخ من الماضي .
فلا لوم ولا عتب على داعش، فما هم إلا جماعة آمنت وتربت وترعرعت على ما هو موجود في كتب التراث الاسلامي، فداعش باقية وتتمدد ما دام الكتب الصفراء باقية وتنسخ وتطبع وتباع في مكتباتنا الوطنية ، حتى ولو هزمت داعش فقسما بالله سيخرج دواعش بأسماء آخرى وبنفس العقيدة والمنهج مستقبلا بشرط بقاء حال الثقافة وكتب التراث على ما هي عليه اليوم .
فالشكر والتحية لداعش الاسلامية الوهابية الاخوانية السنية التراثية السلفية الحقة ، ولولا داعش ما عرف العالم اليوم ما في كتب التراث الاسلامي :
من تكفير لكل مخالف في المذهب الديني ( تكفير وقتل كل مخالف لمذهب أهل السنة والجماعة)
من تكفير للصوفية السنية بسبب أنها ليست على منهج السلف وابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب.
من تكفير لكل مخالف للحزب الاسلاماوي من أحزاب وطنية وديمقراطية حداثية .
من تكفير للحكام وعامة الشعوب الاسلامية التي لا تحكم شريعة السلف .
من تكفير لكل من يستعمل عقله التنويري من المفكرين والمبدعين ( من تمنطق تزندق)
من قتل وتهجير لكل مخالف في الدين من النصارى واليهود وغيرهم .
من قتل وغزو الدول والشعوب باسم نشر الدين وجهاد الطلب والفتوحات (الاستعمار).
فمن له غيرة على الاسلام والانسانية من المسلمين فما عليه إلا غربلة كتب التراث والاجتهاد من جديد في اخراج للعالم والامة المسلمة إسلام جديد وحدوي انساني متجدد ، وهذا العمل لا يقوم به المنتفعون والنفعيون من الحكام والمؤسسات الدينية الرسمية التي تدور في فلك الحاكم والتراث المتهافت.
بل يقوم بذلك علماء ومفكرون ومثقفون تنويريون لهم الجرأة والشجاعة الادبية ومستعدون للتضحية والاستشهاد في سبيل انقاذ الدين والانسانية من الاستغلاليين والجامدين . فالأمة مقبلة على ردة كبيرة والإسلام في خطر والبشرية إلى دمار إن لم نتدارك الوضع ونتعاون فيما يخدم الانسان حاضرا ومستقبلا فالعالم اصبح قرية والعقل البشري تطور فانقذوا هذا الكوكب من الدمار يا عقلاء العالم.











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لماذا
ياقوت دفين ( 2015 / 1 / 3 - 17:50 )
هل انت قلق يا استاذ ان يخرج الناس من الإسلام و يصيروا ملحدين؟ طريق السد اللي تدي ما ترد ،ماذا جنينا من الإسلام غير التخلف و الكراهية،انظر الى شيخ السباب و الكراهية شمس الدين الجزائري الذي اخذ يحرض في مواطني مدينة وهران ان يثوروا في الشارع بسبب الفلم الواقعي الجزائري (الوهراني) الإسلام هو اصل مصائبنا تستخدمه الدول العظمى و كذا مسؤولونا لتنويمنا فهو افضل مخدرات كلامية تسرق ممتلكاتك من امامك و انت تبتسم ،
لقد نكحوا ادمغتنا بهذا الدين يا أخي،حتى وصل منيهم القذر الى بصلاتنا السيسائية
حان وقت التطهير


2 - لا قلق
محمد الشريف قاسي ( 2015 / 1 / 22 - 16:34 )
مشكورة الاخت ياقوت على التعليق ورايك محترم جدا ، الحقيقة ان ما يقلقني هو غياب الحرية في بلداننا وليس التدين او الالحاد ، فالكل حر فيما يراه وهو مسؤول عما يراه، كمايقول المثل عندنا ( كل ماشية تتعلق من رجلها) فأنا اتفق معك في دفاعنا عن الحرية والمساواة والعدالة لكل الناس وأمر الدين يبقى قضية شخصية لكل له معتقده، فما يجمعنا اكبر مما يفرقنا من مشتركات انسانية وكونية ، فنحن اعني كوكبنا (الارض) اتخيله كسفينة في بحر لجي فما يصيبك يصيبني وكلنا مسؤول عن سلامة السفينة من الغرق ، بتنوع معتقداتنا وسلوكاتنا وسياساتنا ، لقد اصبح العالم قرية وسفينة واحدة بفعل التكنولوجية والمدنية ، فها هو الارهاب الاسلاماوي يقتل ويدمر كل دابة على الارض مهما كانت معتقداتها ولغتها وجنسيتها .ولابد من مواجهة هذا الفكر والثقافة المدمرة والهدامة بكل الوسائل الممكنة. تحياتي مع المحبة والسلام.

اخر الافلام

.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص


.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح




.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة


.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا




.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س