الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سلسلة -كيف يتحول الدين إلى شر ؟- : مقدمة

هادي بن رمضان

2015 / 1 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


- هذا المقال هو الجزأ الأول من سلسلة قررت أن أشرع في كتابتها عن بذور الشر التي يحملها الدين و كيفية وعوامل إنتقاله من الشر النظري إلى الإرهاب ... وردا على المتهجمين على الإلحاد والمذاهب الفكرية المادية -

ليس المقصود بعنوان المقال أن الدين خير يتحول إلى شر ويحوله أتباعه إلى شرور .. وليس المقصود بمصطلح التحول أن الدين كان خيرا ثم تحول بطريقة ما إلى شر ... فالدين شر مطلق ولن تجد بين العقائد شرا بمثل ما يحمله الفكر الديني من بذور للشر ... إن الدين وفكرة الله هي أكبر الشرور وأفحشها و التي إبتدعها خيال الإنسان البدائي وفكره .. ولن توجد عقيدة تحمل بذورا للشر بالقسوة والبلادة والكثرة والسفاهة التي يحملها الدين ... إذا فالدين هو أصل أضخم الشرور , والقصد من عنوان المقال هو كيف ينتقل الدين من الشر النظري -الإيمان- إلى الشر الفعلي -الإرهاب- ...

يقوم الدين (الأديان الإبراهيمية الكبرى) على مجموعة من العقائد ترتكز على وجود الله في مقام أول .. ثم الرسالة والنبي في مقام ثان .. ثم تعاليم تهتم بكل جوانب الحياة الأرضية منها والغيبية والهدف من الرسالة كما يفسر المتدينون هو إنقاذ البشر من الضلال الذي وقعوا ويقعون وسيقعون فيه وتحقيق الغاية من الإستخلاف في الأرض وهي العبادة وإقامة الحكم الإلهي ... يقسم المتدينون العالم إلى قسمين : قسم متدين مؤمن , وقسم جاحد كافر . أما القسم الأول فقد خصته الرسالة الإلهية بالمديح والثناء و الوعود بمكافأة الخلود في الفردوس المليء بالهدايا من خمر وملبس وقصور وطعام و حور عين للجنس كما في الإسلام والذي تختلف فيه الحياة الأخرى الخالدة عما تقدمه المسيحية ... أما القسم الثاني فهو قسم الكفار والمشركين والمرتدين والجاحدين المنكرين لوجود الله والرافضين للرسالة والأنبياء .. وهؤلاء تعدهم الرسالة بشقاء وعناء إما في الحياة الدنيا أو بالعقاب في الاخرة حيث ينتظرهم الجحيم -;- فرن هائل الحجم لامحدود الموارد صنعه الله الرحيم وجند له حراسا ومعذبين من الملائكة للإشراف على أعداد لا تحصى من البشر يدخلون هذه النار مكبلين في القيود والسلاسل للتعرض للحرق والتعذيب الأبدي بلا نهاية تبدل جلودهم وهياكلهم جلودا وهياكل أخرى كلما اكتوت بلهيب الحريق ...

هذه العقيدة المشتركة بين الأديان الإبراهيمية في تقسيم البشر هي من ركائز الفكر الديني ... وبإنتفائها أي إنتفاء هذا التقسيم وبالتالي فكرتي الثواب والعقاب فلن يكون حينها لوجود الدين أي مهمة أو معنى أو حوافز ...

هذه العقيدة التي ترى بأن غير المؤمنين مهما كانوا أشخاصا صالحين وعباقرة خدموا الجنس البشري ... تراهم كفرة ضالين منكرين "للنور الإلهي" مخلدين في الجحيم معرضين للعقاب الأبدي .. هذه العقيدة المفرطة القسوة والبذاءة التي لا يرى معتنقوها أي حرج في الإلقاء ب مليارات من مليارات البشر أو أكثر في النار لمجرد أنهم لم يجدوا دليلا كافيا للإيمان .. أو رفضوا الإيمان لتعارضه مع مصالحهم وإحتياجاتهم النفسية والطبيعية .. هذه العقيدة هي سبب إطلاقنا صفة الشر المطلق على كل ما هو ديني وهي السبب في تصنيف الدين كأكثر العقائد إجراما ودموية وعنفا ... فالدين إذا هو كبرى الشرور والإيمان به لوحده هو إعتناق للشر ومن ثم تسويغه كخير ورحمة وعدل ! ولهذا فالأصل في الدين هو الشر ومجرد فعل الإيمان هو شر نظري .. قد يبقى كشر نظري لا يتجاوز حيز الإيمان والأفكار .. وقد يتجاوز ذلك إلى الشر التطبيقي وهو الإرهاب الديني أخطر أنواع الإرهاب والأشد فتكا والأصعب مقاومة وإجتثاثا ... وما الحروب الصليبية بين الكاثوليك والبروتستانت أو الحروب الطائفية بين السنة والشيعة أو الهجمات الإنتحارية داخل الأسواق والأحياء السكنية والمستهدفة للمدنيين بشكل مباشر أطفالا وشيوخا ونساءا بلا نهاية إلا مثالا عن قبح العقيدة التي يقوم عليها الدين والتي تقسم الناس إلى مؤمنين أخيار مستحقين للثناء والبقاء ومشركين وكفرة أشرار مستحقين للعذاب والزوال .. مهما فعل الصنف الأول من الشرور التي لا تتعارض مع أسس العقيدة ومهما فعل الصنف الثاني من الخير والسلام ...

فإذا كان الدين شرا مطلقا فكيف يتحول من النظرية إلى الإرهاب ؟ وما الدوافع إلى ذلك ؟ وما المبررات التي يقدمها المتدينون ؟ وهل الدين هو العقيدة الإرهابية الأولى بلا منازع أم تتفوق عليه بعض المذاهب العلمانية المادية في ذلك كما يزعم المتدينون كذبا و تضليلا ؟

يتبع ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق1
عبد الله خلف ( 2015 / 1 / 3 - 15:32 )
ألست ملحد؟... يا رجل أنت تُخالف إلحادك! .
العدل هو وضع الشيء في محله , و محل الأحداث في عالم الإلحاد, هو نفس المحل الذي تحدده القوانين الفيزيائية. و بما انه لا توجد ذرة تخالف تلك القوانين, إذاً كل حدث في الكون المادي قد وُضِع في محله المادي. و لذلك لا يوجد في الفكر الإلحادي ولا في الكون المادي ظلم. فمن أين جئت بمفهوم العدل و العطف؟ .
- هل للحياة معنى مستقل عن الوجود المادي حتى تنتقد من يسلبها؟ .
- هل للحياة قيمة تتجاوز الإطار المادي و تتمايز عليه حتى ترفض إزهاقها؟ .
- ألسنا مجرد (نفايات نجمية) كما يقرر الملحد (كارل ساغان Karl Sagan) بالحرف، و كما يقرر كل ملحد طبقًا لرؤيته للوجود؟ .

يتبع


2 - تعليق2
عبد الله خلف ( 2015 / 1 / 3 - 15:32 )
أم أن للحياة وجود آخر مستقل عن الوجود المادي -تستمد معناها من عالم آخر- و إلا ما كان لكم أن تنتقدوا الإرهاب و لا حتى أن تستوعبوا إشكالية إبادة أهل الأرض جميعًا، و إما أن الحياة شيء مادي و ساعتها يأتي العلم ليثبت أن الموت لا يغير شيء على الإطلاق في الإطار المادي، فلا يحدث أن تتوقف (ذرة) عن (الحركة) بفقد الحياة، و لا يحدث أن تُوقف (الإلكترونات) دورانها بسلب الحياة، و كما علمتنا (الفيزياء الذرية) فإن (الذرة) لا تتوقف إلا عند (الصفر المطلق) أما الموت و الحياة فهي أشياء لا تغير في الإطار (الذري) شيء على الإطلاق .
مادياً و إلحادياً , لا مانع من إبادة 99% من البشر طبقًا لـ(لإنتخاب الطبيعي) و (البقاء للأصلح)، بل إن الإبقاء على الغير و البحث عن حقوقهم هذا يتعارض مع كل أسس (الإلحاد المادي)، بل لو كان الإنسان ابن الطبيعة فلن يشعر بـ(الخطأ) و لا (الشبهة) و لن يفهم معناهما، لأن (الحتميات المادية) تُحرك كل شيء، و لا يوجد في العالم المادي (خطأ) و لا (ظلم) و لا (خير) و لا ( شر) .
تابع :
لماذا يوجد شر في هذا العالم؟! :
http://www.youtube.com/watch?v=Mqu8qRemUJQ


3 - أحسنت
ياقوت دفين ( 2015 / 1 / 3 - 18:25 )
أحسنت سيدي واصل و نحن بانتظارك

اخر الافلام

.. ماريشال: هل تريدون أوروبا إسلامية أم أوروبا أوروبية؟


.. بعد عزم أمريكا فرض عقوبات عليها.. غالانت يعلن دعمه لكتيبه ني




.. عضو الكنيست السابق والحاخام المتطرف يهودا غليك يشارك في اقتح


.. فلسطين.. اقتحامات للمسجد لأقصى في عيد الفصح اليهودي




.. مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال صبيحة عي