الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مُفردات سومرية آكدية آرامية لا زالت مُستعملة في اللسان العراقي. الجزء الأول.

الحكيم البابلي

2015 / 1 / 8
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


ملاحظة: المقال طويل نسبياً لمن لا يحب القراءة، أو لِقُراء الخاطرة والمقال "الطياري"، ولهؤلاء القراء بالذات أقول ما قاله الأصمعي ذات يوم: "مَن لَم يَحتمِلُ ذل التعليم ساعة … بقيَ في ذل الجهل إلى قِيام الساعة.

مقدمة :
الكلام عن المفردات والألفاظ السومرية والأكدية والآرامية وغيرها التي لا زالت متداولة في اللهجة العراقية العربية الدارجة لحد اليوم ليست بالشيء الجديد
على (بعض) القراء، رغم ذلك … أعتقد أيضاً أن نسبة كبيرة جداً من القراء متعطشين أبداً لمثل هذه المواضيع التراثية الشيقة.
لستُ من المُختصين في اللغات العراقية القديمة المندثرة، ولا أتقن غير العربية إضافة إلى لِسان (السورث)، وهو واحد من لهجات اللغة السريانية الدارجة المحكية لكلدان وأشوريي عراق اليوم.
مع ذلك فقد قمتُ -لسنوات عديدة- بجمع كل شاردة وواردة عن ما يتعلق بهذا الموضوع التراثي، لدرجة أنه كان بين يديَ في النهاية مجموعة غزيرة من تلك المفردات العراقية القديمة التي لا زالت مستعملة بكثرة في لُغة التخاطب والكلام اليومي للعراقيين. لِذا إرتأيتُ تقديمها على شكل مقال أو أكثر، لعلي أكون قد شاركتُ في تعريف الناس ببعض مُفردات لغاتنا العراقية المندثرة، ومدى تأثيرها وتداخلها في لغتنا العراقية العربية المحكية اليوم، ليس في العراق فقط، بل في الكثير من الدول العربية، وسأقوم بإختيار وتقديم الأهم على المهم من تلك المُفردات، نظراً لكثرتها وغزارتها.
كذلك لا بد من التطرق لبعض المفردات التابعة لِلغات قديمة من أزمنة (ما قبل الطوفان العراقي) وليس التوراتي المُقتبس، حيث هو أمرٌ مثير حقاً حين نجد أنه حتى اللغة السومرية التي ربما يعتقد البعض أنها أقدم لغة عراقية، قد إقتَبسَت ووَرَثت وتأثرت بلغات عراقية أقدم منها لانعرف عنها الكثير، لأنها لم تكن لغات مكتوبة كالسومرية. وتلك هي اللغات التي سماها علماء اللغة ب (لغة الفراتيين الأوائل) أو (اللغة السوبارية). والتي أعطتنا:
[ إسماء النهرين "دجلة والفرات"، وبعض أسماء الحِرَف والصِناعات والمِهن الأساسية في الحضارة مثل: (نجار، مَلاح، فَخار، إسكاف … الخ، مع أسماء آلات الحراثة وبعض أسماء النباتات والأشجار، كذلك أسماء مُعظم المدن التأريخية في العراق ]. نقلاً -وبتصرف- عن كِتاب (مِن تُراثنا اللغوي القديم) د. طه باقر.

اللغة العربية تحمل في طياتها الكثير جداً من الكلمات المُشتركة بينها وبين اللغة الأكدية بلهجتيها المتفرعتين (البابلية والآشورية)، وهذا لا يعني أن تلك المشتركات هي مِن أصول عربية فقط كما يقول البعض!، لإن الكثير من الكلمات هي مُشتركة بين العائلة التي يُطلق عليها تسمية: ( مجموعة اللغات السامية )، والتي تحوي العربية والأكدية والآرامية والعبرية والحبشية …. الخ. وكانت كل تلك الأقوام تتكلم في بداية وجودها التأريخي الموغل في القِدَم لغة واحدة ( أُم ) قبل هجراتها التأريخية البعيدة وتفرقها عن بعضها في جهات الأرض، ولها حتماً قواعدها الخاصة بها التي يعرفها ويُميزها علماء اللغات عن أية مجموعة لغوية أخرى في العالم.

كذلك يقول د. طه باقر في كِتابهِ المذكور: [ لقد تفرد العراق من بين الأقطار العربية بضخامة تُراثه اللغوي القديم من اللغات القديمة التي إزدهرت في حضارته التأريخية بمُختلف أدوارها المتعاقبة وخلفت رواسب لغوية كثيرة ومتراكمة لا تزال آثارها باقية في اللهجة العراقية العربية الدارجة وفي اللهجات العربية الأخرى في أرجاء الوطن العربي ولكن بدرجات أقل ].
ثم يُردف في مقطع آخر:
[ أن حضارة وادي الرافدين حضارة متعددة اللغات، أو "غير متجانسة اللغات Hetrogenous مقارنةً مع حضارات قديمة أخرى مثل حضارة وادي النيل التي كانت من هذه الناحية "متجانسة اللغة" أو ذات لُغة واحدة إذ إقتصر الأمر فيها على اللغة المصرية القديمة Homogenous ].

وعن اللغة السومرية والعائلات اللغوية في العالم يقول د. طه باقر في كِتابه المذكور:
[ لا يزال أصل السومريين والمكان التأريخي الذي نزحوا منه يعتبر لغزاً لحد اليوم، وتعتبر لغتهم مجهولة الأصل ولا يُمكن إرجاعها إلى العائلات اللغوية العالمية المعروفة. ولعله من المُفيد أن نذكر هنا أن التعريف اللغوي لما يصطلح عليه علماء اللغة "العائلة اللغوية" (Family of Languages) هو عدة لُغات متحدرة من أصل واحد، ولذلك فهي تتشابه في مُفرداتها لفظاً ومعنى ـولكن ليس إلى حد التطابق-، وتتشابه أيضاً في نحوِها وتراكيبها وأساليب إشتقاقاتها اللغوية. بإستثناء لُغات السكان الأصليين في أميركا (الهنود الحمر) وبعض اللغات التأريخية المجهولة الأصل، ومنها اللغة السومرية، وعدى ذلك فإن اللغات البشرية تنتظم في أربع عائلات لغوية كُبرى كما موضح أدناه:
1- عائلة اللغات السامية.
2- عائلة اللغات الحامية.
3- عائلة اللغات الأورال الطاي (المغولية والتركمانية والتركية).
4- عائلة اللغات (الهندية- الأوربية).
ويميلُ الباحثون الآن إلى دمج العائلتين الكبيرتين (السامية والحامية) بعائلة واحدة أطلقوا عليها تسمية العائلة (السامية- الحامية) ].
كذلك يُركِز د. طه باقر في كِتابه على أن المفردات التي كانت في الماضي -قبل إكتشاف وجود اللغات السومرية والأكدية والآرامية- تدخل ضمن تفسير (الدخيل والأعجمي) لم تعد كذلك بعد أن تم إزالة غبار الزمن عنها ليتوضح لكل العالم بأنها مُفردات جائت من لُغات الأقوام القديمة في العراق، وهكذا تم تأصيلها وإعادتها لجذورها العراقية المُختلفة.

وحول موضوع (الدخيل والأعجمي) يقول الكاتب سليم مطر في كِتابه (الذات الجريحة):
[ في عام 1980 أحصى د. طه باقر ما يقرب من 250 كلمة تعود إلى أصل سومري أو بابلي، وهي (فقط) من الكلمات التي كانت تُعَدُ أو محسوبة على (الدخيل والأعجمي) في اللغة العربية، وسأورد (بعضاً) منها أدناه كمثال:
* أباب (الماء): أبابو.
* أتون. أتونو: سومرية.
* آجِر. أجورو.
* أرجوان. أرجوانو.
* إقليم. كالام: سومرية.
* بطة أو بشة. بشو.
* بلور. بلورو.
* دُكان. دُكانو: سومرية.
* تنور. تنورو.
* صنم. سلمو.
* سوسن. سوسونو.
* كُبة. كُباتو.
* هيكل. إيكالو: سومرية.
* سفرجل. سبرجيلو ]. إنتهى الإقتباس.

*من الأمور المهمة التي أود الإشارة لها، هي تلك الظاهرة العجيبة الغريبة لبعض الكُتاب والباحثين العرب، عراقيين وغير عراقيين، وبعضهم له إسم وسمعة ومصداقية لا أفهم كيف يُغامر ويُجازف في إحتِمال أن يفقدها!؟، ولستُ أجد حاجة لذكر الأسماء.
هؤلاء، ومن خِلال كتبهم ودراساتهم وأبحاثهم ومقالاتهم عبر سنوات، يُحاولون التهرب في إعادة بعض المفردات إلى أصولها اللغوية العراقية القديمة، والأدهى أنهم يقومون بتنسيب بعض تلك المفردات العراقية الأصيلة إلى الفارسية والتركية والهندية والإغريقية وربما المريخية وإلى ما شاء لهم التنسيب، في الوقت الذي يستنكفون أو يستكثرون تنسيب تلك المفردات وإعادتها لأصولها وجذورها السومرية والأكدية والآرامية .. الخ!. وكمثال صغير جداً نرى أحدهم -وهو أستاذ وكاتب كبير بحجم المئذنة !!- يقوم بمعالجة كلمة (ديس)، فيقول بأنها تعني (الثدي) وهي أصلاً مُفردة عراقية !!!. هكذا … ولم يشأ أن يتنازل عن بغلته ويقول للقراء بكل أمانة وبساطة بأن كلمة (ديس) هي مُفردة آرامية الأصل، ومن جذر (ديدا) والتي تعني الثدي!!.
برأيي أن أساتذة متمرسين وأصحاب شهادات عُليا كهؤلاء ليسوا أغبياء في المادة التي يُحاضرون أو يبحثون فيها بقدر ما هو تغابي متعمد منهم يُضلل القاريء وطالب العلم ويُبعدهم عن معرفة الحقيقة!. علماً بأن هؤلاء الأساتذة والكُتاب هم من المعاصرين لنا، أي ليسوا من كُتاب ما قبل إكتشاف وفك رموز اللغات العراقية القديمة قبل قرنين من الزمان، حيث كان الجميع يُنسبون كل ما هو دخيل إلى الفارسية والتركية والهندية والمريخية إعتباطاً!!.
حملة الشهادات هؤلاء عَجزوا عن الحصول على شهادة أخلاق ومصداقية وحسن سلوك) ربما كانت ستُعينهم على قول الحق!. وعلى هذا النفر المُدَلِس ينطبق المثل العراقي الشعبي: "نِحنَ رِضينة بالشوم .. والشوم ما رِضة بينة ".
وحول نفس الموضوع يقول الكاتب سليم مطر في كِتابه (الذات الجريحة):
[ هل من المقبول أن يعترف مؤرخونا المُعاصرون (إسلاميون وعلمانيون) بتأثير: "المجوسية الإيرانية والروحانية الهندية والفلسفة الإغريقية " ويتجنبون الإعتراف بالتأثير الحاسم لميراث شعوبنا الأصلية بحجة (غير مُعلنة) بأنه ميراث (مسيحي-يهودي) يُقلل من دعوة إنتساب شعوبِنا للقبائل العربية الفاتحة؟. أليس من الظلم أن بعض المؤرخين العرب المُعاصرين يذكرون المصادر (اليونانية والفارسية والهندية) للثقافة الإسلامية مع تجاهل المصدر الأول والأكبر لشعوبنا القديمة التي منحت الإسلام ميراث أربعة آلاف عام من الحضارات والإبداعات العلمية والأدبية والدينية !؟]. إنتهى الإقتباس.

ومن مقال للدكتور علي ثويني بعنوان ( آريون وساميون … لُغات أم أقوام؟) إخترتُ لكم هذا المقطع:
[ حتى عربية القرآن تحوي على الكثير من المُفردات الأعجمية من مصادر آرامية وحبشية ورومانية ويونانية وفارسية .. الخ، وثمة دراسات سَلَطَت الضوء على ذلك، ويُمكن أن نقتبس بعض الكلمات ليس للحصر مثل: ( قسطاس، قرطاس، إستبرق، فردوس، عدن، جبروت، ملكوت، اللّهم، أسماء الأنبياء … الخ ). ونقر هنا أنه لا توجد لُغة في الدنيا خالية من الإستعارات والتلاقحات، حتى النائية منها مثل اللغات الأسكندنافية التي وجدناها حبلى بمُفردات اللغات القريبة والبعيدة وحتى من مصادر اللغات العراقية القديمة والعربية ]. كذلك يقول عن المُشترك بين اللغات: [ وإن تقاربت بعض المُفردات في لُغات العالم فلكونها من (البشري المُشترك) كما هي صلة الإنكليزية بالعربية التي وجد أحد الباحثين ثمانية عشر الف كلمة مُشتركة بينهما! ].

* أدناه -وعلى مساحة أكثر من حلقة واحدة (بعض) من تلك المفردات القديمة التي لازالت فاعلة وبقوة في اللهجة العراقية العربية المحكية والمتداولة اليوم، والبعض منها سافرَ عبر الزمكان ووصل بعيداً ليكون جزءً من بعض اللهجات العربية الشعبية لبعض الدول العربية المُجاورة منها وحتى البعيدة !!. والمعذرة .. كَون ترتيب الكلمات أدناه ليس على طريقة الحروف الهجائية. وللعلم أيضاً فإن أكثر من نصف المُفردات التي سترد في هذا البحث مُستقاة من كِتاب د. طه باقر (مِن تُراثنا اللغوي القديم)، والنصف الآخر من كتب ومقالات وبحوث لكتاب وباحثين عراقيين مُختلفين، وهي مُقتبسة بإختصار وتصرف وإضافات كثيرة من كاتب المقال، لِذا وجب التنويه:

* كزكز عليه: تعني كشَرَ عن أنيابه، وأطبق فكيه، وإرتعش غضباً. أصلها آرامي بمعنى: تبسَلَ وحاربَ بإستماتة.

* كَلَك: آرامية (كلكا)، بمعنى قربة منفوخة، وهي من وسائط النقل المائي البدائية، تُتخذ من أقربة (جمع قربة أو جراب) منفوخة، تُشَد إلى بعضها، وتُصَف فوقها أخشاب تُربط ربطاً مُحكماً، وتُحمَلُ عليها أو فوقها البضائع والناس، والكلك لا زال مُستعملاً لحد اليوم في العراق.

* يُقرقش: من القرقشة، وهي كلمة عامية سريانية، وتعني: الصوت الناتج عن مضغ الطعام الصلب الجاف crisby، وهي مُفردة مستعملة في الشام بكثرة، وفي العراق يقولون (مُقسِب - إمكَسِب) أو (جَسِب) لوصف الطعام الصلب الذي يتقرط بين الأسنان.

* الآجر: (أجورو): وتعني (الطوب، الطابوق)، كلمة مُستعملة في اللغات الآرامية والفارسية واليونانية، وكلها مُقتبسة من البابلية لورودِها في النصوص المسمارية منذُ منتصف الألف الثالث ق.م .

* شَلَع: آرامية بمعنى (قَلَع) ويستعملها العراقيون كلما حاولوا قلع أو إستئصال شيء، وأحياناً يقولون (شِلَع) لمن ولى وهرب وأطلق ساقيهِ للريح.

* شَمَط: آرامية (أشمط) بمعنى: إستَلَ الشيء. وشَمَط السيف تعني إستَلَهُ أو إنتضاه من ِقِرابِه.

* لَطَشَ: آرامية بمعنى (ألصَقَ)، كقولنا في العراقية: لِطَشِت خوما لِطَشِت !، كذلك تُستعمل في العراق وبعض الدول العربية بمعنى (سَرَقَ) و (نَهَبَ).

* مجردَم: آرامية أصلها (مكردم) بمعنى سَحَقَ أو جَزَءَ، والعراقيين يستعملونها لمن أصابه الجُذام فيقولون: إمجَردَم !.

* طيز: كِناية عراقية تعني الأست حصراً، وتُستعمل أيضاً في أغلب الدول العربية بنفس المعنى، وهي من أصل آرامي: (طيزا) وتعني الأست، المؤخرة، العجيزة، والدبر.

* تشطف: آرامية بمعنى (شَطَفَ أو غَسَلَ الشيء) ويستعملها العراقي والمصري وغالبية العرب!. والتشطيف يعني أكثر ما يعني غسل مقعد أو أُست الطفل أو الشخص، كذلك تستعمل في عملية غسل فناء الدار وما نحوه بالماء.

* غشيم: لفظة آرامية (كَشيما) بالكاف الفارسية، وتعني: الجاهل، الغر، عديم الخبرة والدراية في الأمور الحياتية. والكلمة هذه ليس لها أية علاقة بالغاشم أو الغشوم.

* فَحَطَ: كقولنا في العامية العراقية "كُمِت أفحَط من التعب". وهي مُفردة آرامية بمعنى أنهكه التعب لدرجة لم يعد يقوى على التحرك.

* فَروج: جمعها (فراريج) كلمة آرامية تعني (صغار الدجاج) كما هي في العامية العراقية اليوم.

* كْماخ: لفظة آكدية (كوماخ) وتعني الثور الضخم، حيث كان رمزاً للقوة والعظمة، وقد أُطلِقَت هذه الكلمة بالعامية العراقية -مجازاً- على ذوي النفوذ والسُلطة، جمعها (كْماخات).

* لَبَطَ: آرامية بمعنى إضطرب وتحرك بعنف، وفي العامية العراقية تُستعمل في وصف السمكة بعد إخراجِها من الماء، فهي تلبُط بقوة وعنف كونها لا تزال على قيد الحياة. كذلك تُستعمل هذه الكلمة للجنين حين يتحرك داخل أحشاء المرأة الحامل.

* لَطَعَ … يلطَعُ: مُفردة آرامية بمعنى: لَحَسَ، لَعَقَ بلِسانهِ، ويقال (لَطاع) لمن يلحس أصابعه ويُمصمصها بعد أكل الطعام بيديهِ. ويُقال (لَحاسْ) لكل من يلحس بلِسانه أي شيء.

* نَبَصَ: كلمة آرامية تعني: بَرَزَ وظهر فجأةً دون مقدمات أو معرفة أحد. ونجد هذه الكلمة في المثل الشعبي العراقي: "حُمُص بالجِدِر يُنبُص".

* السَطرَة: كقول المثل العراقي: "شوف العِلبة وإضرب السَطرَة". والعِلبة هنا تعني الرقبة من الخلف، أما السَطرة فتعني الضرب براحة اليد، والمثل هنا يعني: نوع العِلبة يُحدد نوعية السَطرة!. وهي مُفردة آرامية بمعنى: الصفعة.

* ناطور: آرامية (ناطورا) وتعني: حافظ أو حارس بستان النخيل والزروع والكروم، ولا زالت تستعمل بكثرة لحد اليوم وأكثر من كلمة الحارس.

* اللُقاحية: سريانية (لُقحا)، وتعني في العربية "رفض الإذعان للسلطة"، ويقول هادي العلوي: أنها مُفردة جاهلية قديمة، وتعني: أطراف المدينة من الريف والضاحية، وأخَذَت في العربية معنى "الرفض للسطلة" لإن السلطة عادةً تكون ضعيفة خارج المدينة.

* دَجَل: وللمفرد :دَجال، وتعني المُمَوِه الكاذب لأنه يُدجِل الحق بالباطل. وهي مُفردة آرامية بمعنى: كذاب. ولا زلنا نقول في لهجتنا الكلدانية (السورث): دَكالة: بمعنى: كذاب.

* تالة: التال هو صِغار النخل وفسيلهُ (الفسيل)، وهذه المُفردة مأخوذة من الآكادية talu تالو. وكذلك من الآرامية (تالا)، ويقول د. طه باقر: "المًرَجَح أن لفظة (تالو أو تالا) مُشتقة من مادة (تلا .. يتلو)، أي إنها تعني (التابع أو التالي) كونها تالية وتابعة للنخلة الأم التي جاءت منها التالة أو الفسيل الذي يطلع وينمو على جانب النخلة.

* تِبَلِيَة: وهو الحبل الذي يُحاكُ من ليف النخيل ويُستعمل كأداة في إرتقاء (صعود) النخلة لغرض التلقيح أو التزبير أو القِطاف، كذلك يُسمى الرجل الذي يصعد النخلة بالتِبلية (صاعود). ونجد هنا أن تسمية (التِبَلِية) مأخوذ من المصادر المسمارية وكذلك الأكدية: (توبالو). وقد عُثِرَ على نقش جميل في واحدة من منحوتات (تل خلف) الآثارية مرسومٌ عليهِ صورة للتِبَلِية واردة الذكر.

* شيص: هي تسمية في العراقية الدارجة لنوعية من التمر الذي لا يحتوي على أي نواة في داخله، والكلمة هذه مُشتقة من الأكدية: (شوصو) وكذلك من الآرامية (صيصن).

* خْلال: بتظخيم حرفي اللام. وهي مُفردة تُطلق على (البلَح الذي لم ينضج بعد) في العامية العراقية، بل هو على وشك النضوج، ويُرجح كثيراً أن هذا المُصطلح المقتصر على عامية العراق تقريباً قد وصلنا من الكلمة الآكدية (تُخَلَّو) مع شيء من التحوير.

* جُمَّار: جُمار وجامور النخلة في المعاجم العربية يعني: لُبها أو شحمها ويُسمى في العامية العربية (جُمار) وهو الأبيض اللون الطيب الطعم والذي يُباع على شكل شرائح. ويُرجح أن أصل هذه اللفظة من الكلمة السومرية ( كِشمارو) بالكاف الفارسية، التي تُطلق على النخيل بوجه عام. حيث أن الآكدية (البابلية والآشورية) لم تستعمل الكلمة الشائعة التي تُطلق على النخل في اللغات السامية القديمة، مثل كلمة (تمر) الحبشية و(دقلا) الآرامية.

* سَعَف: وواحدتهُ (سعفة) هو جريد النخيل أو أطرافه، ولا سيما الأطراف اليابسة مع الخوص، وقد ورد في الآكدية ما يُضاهيها بهيئة (سَعباتو) أو (سأباتو) وكِلاهما بالباء الباريسية. ووردت مُضافة إلى النخيل.

* الكرخ: وكما نعرف فالكرخ والرصافة يُكَوِنانِ مدينة بغداد حيث يفصلهما نهر دجلة، والكرخ إسم آرامي (كرخا) والتي تعني: المُحاطة بالأسوار المنيعة (فعل كَرَخَ)، يعني: أحاطَ، سَوَرَ، لَفَ، كذلك تعني كل شيئ مُدور. وهناك منعطف للنهر يُدعى كرخايا.

* طوبى: كقول المسيح في الإنجيل: "طوبى للذين آمنوا ولم يَروا"، وهي مُفردة آرامية مأخوذة بدورها من جذر "طيب" السامي القديم، وللعلم فإن كلمة Utopia في اللغة الأنكليزية مأخوذة من مُفردة (طوبى) الآرامية.

* جوعَر.. يَجعَر: كقولنا في العامية العراقية (جوعَر الزمال) أو (جوعر الحمار) أو ( كام يجوعر)، وكلها تعني صوت الحمار وهو ينهق، وهي مأخوذة من المُفردة السريانية: (جَعَر) بمعنى: صاحَ ، وفي الفصيح العربي يُقال: جأرَ.

* صَمَدَ: كقولنا في العامية العراقية: "صَمَد فلوسهُ"، أي جمع فلوسه أو أي شيء آخر شيئاً فشيئاً. وهي مأخوذة من كلمة (صميذ) الآرامية والتي تعني: مجموع أو مخزون، وجَمعها ( صميذا) بمعنى: مجموع أو مخزون.

* بَلَش: ويستعملها أهل العراق والشام كقولهم: بَلَشنا ناكل، أو كما في المثل العراقي: بيش إبلَشِت يا بو بِشِت!، وهي في أصلها مُفردة آرامية بمعنى: إبتلى أو حارَبَ.

* زراب: وفي العامية العراقية تعني الخرأة، مُفردة آرامية تعني الإسهال، والإسهال في اللغة العربية يُقال له: الذرب !.

* بَجَخَ: (بالباء الباريسية) مُفردة آرامية (بَشَخَ) وتعني: الصَقَ آليته على الأرض وباعَدَ رجليهِ كي يُزَرِب !.

* العُكرُك أو العكروك أو العُكرُكة: وهو إسم الضفدعة في اللغة الآرامية:" عقروقا"، "عقوقا".

* زعطوط: تسمية عامية عراقية للطفل، وجمعها: "زعاطيط"، وهي كلمة إحتقار حين تُقال للرجل البالغ. آرامية الأصل: (سطوطا) وتعني: الطفل غير البالغ.

* فَلَشَ: وتعني في العامية العراقية جَزَءَ أو هَشَمَ أو خَرَبَ، كقولنا: (فَلَشَ الحائط) أي هدمهُ، أو قولنا: (فَلَش البيت على راسهم). وتقول المعاجم العربية أنها من العامية السريانية، لكنها وردت في النصوص المسمارية الآكدية في أدوار قديمة من أدوار هذه اللغة بهيئة (بلاشو) بالباء الباريسية، وبمعنى نقض الحائط وتخلل منه. كذلك نرى ورود هذه اللفظة في الأغنية أو المثل البغدادي القائل: بغداد مَبنية بتمر .. فَلِش وكُل خستاوي.

* كْيشْ: (بالكاف الفارسية)، مُفردة آرامية (كاوشا). وتعني: الماء الضحل الذي لا يُغرِق. كسؤالنا في العامية: هذا النهر كيش لو عميق؟. وفي العربية الفُصحى هي (المخاضة).

* كُفة، قُفة: جاء في المصادر المسمارية الآكدية لفظة مُضاهية لكلمة (القفة) أو (الكُفة) المستعملة في العامية العراقية، وهي بهيئة (قُفُّو Quppu)، وقد وردت في أسطورة (سرجون الآكدي) الذي وضعتهُ أُمه في (قُفة) صغيرة ورمتهُ في النهر وإنتشلهُ (آكي) وهو ساقي الخمور في البيت الملكي. ومن هذه القصة تم إقتباس قصة "النبي موسى" بصورة كاربونية!.

* جنابة: مُفردة من جذر عِبري وسرياني، وتعني: جملة من الآثام كالنجاسة والأثم والدنس، وإغتسال الطرفين بعد الجماع يُرادُ بهِ تطهير الروح من نجاسة الجسد، والعقيدة الإسلامية تشددت دائماً في قضية "نجاسة الفعل الجنسي"!!، ولذلك شَرَعَت وأمَرَت بضرورة غسل الجنابة بعد المضاجعة وإعتبرتها من كبائر الأمور!.

* الرشمة: وهي المِقوَد أو الرسن، وجاء في كِتاب التاج: الرشمة بالفتح هو ما يوضع في فم الفرس، وهي كلمة آرامية (رشما) وتعني: رسن الدابة.

* النير: الرباط الذي يكون في رقبة ثور الحراثة، مُفردة آرامية (نيرا)، طوق على شكل قطع ناقص من جلد محشو بالقش يوضع في عنق الدابة حين تُسَخَر للحراثة. ومنها تم إقتباس مُصطلح (نير الإستعمار).

* اليشماغ: هو الكوفية البيضاء (كوشماقا) المرقطة بالأسود والأزرق والأحمر، وهي من التراث السومري العراقي الأصيل، ومنه إنتقلت إلى بقية شعوب الشرق الأوسط. وفي قواميس اللغة المسمارية نجد أن كلمة (يشماغ) مكونة من مقطعين:(أش ماخ) وتعني: غطاء الرأس العظيم. أو (أش ساخ) وتعني: غطاء رأس الكاهن العظيم. أما البقع والعلامات السوداء في اليشماغ فكانت تعويذة لها معاني مُختلفة. وتجدون أدناه رابط لمقال قصير وجميل يقوم بتعريف اليشماغ السومري العراقي، وهو للدكتور جواد علي الغريري.
http://www.mesopot.com/old/adad16/23.htm

* تنور: وهو الفرن الكنزاي خارج أو داخل الدار، الذي يتم شي الخبز في داخله، وهي لفظة سريانية (تانور)، كذلك أكدية (تنورو)، وآرامية (تنورا)، وفارسية (تنور) كذلك وردت في العبرية القديمة وفي المصرية الفرعونية، ويقول د. علي الشوك في كِتابه (كيمياء الكلمات) بأنه يُرجحُ أن يكون مصدرها الأول هو العراق القديم للتوسع في إستخدام النار قديماً هناك، وخاصةً في الأغراض الصناعية، كعمل الفخار الذي بدأ في العراق مُبكراً جداً.
أما د. طه باقر فيقول: [ وللتأصيل الصحيح لهذه الكلمة نذكر بأنها وردت في اللغة الآكدية بصيغة مُضاهية للعربية بهيئة (تنورو tinuru) ].
وتشتقها المعاجم الآكدية الحديثة من المادة الآكدية "نار" و "نور" وتعني النار والنور، وأشتق منها الإسم بإضافة البادئة وهي حرف التاء إلى أول الجذر.
وتُكتب كلمة التنور بعلامات مسمارية سومرية تعني بالدرجة الأولى (النار والخبز والأتون)، ويرى بعض الباحثون بأن كلمة (تنورو) الآكدية مقلوبة من الكلمة السومرية (ترونا) والتي تعني الموقد.
والجدير ذكره بهذا الصدد أن عدة نماذج من التنانير الطينية عُثر عليها في أثناء التنقيبات الآثارية في العراق وهي تشبه بوجه أساسي التنور المُستعمل في العراق اليوم، ويرجعُ بعضها إلى أزمان قديمة جداً، مثل عصر العبيد ( في حدود 4000 ق. م ). الذي سبق السومريين وحضارتهم.

* يَشجِر: نقول في العامية العراقية (يَشجِر التنور)، بمعنى يضع داخله بعض الخشب أو الحَطَب ويُشعله ويُحميه إستعداداً لشوي الخبز. ويَشجِر في الآرامية من (مشجور)، وهو شَجَرُ الطرفاء المعروف الذي يُحرقُ داخل التنور أو الآتون. وهناك واحدة من أغاني (البغداديات) التُراثية الشهيرة تقول بعض أبياتها: (( جيت أشجِر التنور والوردة طاحَت … هِدني يا بَعد الروح حِس أُمي صاحَت )).
وللعلم .. كلمة (الوردة) هنا ى تعني الزهرة، بل ما يكون من ذهب أو فضة أو معدن رخيص في الثقب الأيمن لأرنبة أنف المرأة العراقية الريفية من حُلي، أما ما يكون في الثقب الأيسر لأرنبة الأنف فيُدعى أو يُسمى ( خِزامة) … "كِتاب تاج العروس". أما مُفردة (طاحَت) العراقية فتعني: سقطت، وطاحَ بمعنى: سَقَط.

* جبن: جاء في اللغة الآكدية ما يُضاهي الكلمة العربية جبن بهيئة (كُبنتو) بالكاف الفارسية، والمُرجح أن منها الآرامية (كبنتا)، والعبرانية (كبينا)، وفي لغة كلدان وآشوريي اليوم في العراق (السورث) يُسمى الجبن (كُبتا أو كُبتة) بالكاف الفارسية.
وقد عُرف عمل الجبن في العراق القديم وغيره من صناعة الألبان منذُ مطلع الألف الثالث ق. م، كما تشير إلى ذلك الصور الطريفة التي تمثل حلب الأبقار وتهيئة اللبن والخض وغير ذلك، هذا بالإضافة إلى ذكر الجبن في المصادر المُدَوَنَة.

* خَتن: زوج البنت، وبالسريانية والبابلية: (ختنو)، وفي العبرية (حتن): زوج، كذلك نقول في لهجة (السورث) المتداولة اليوم بين الكلدان والآشوريين: (خِثنَة).

* دن: وهي جرة كبيرة تُركز في حفرة، من السريانية وكذلك البابلية: (دانو)، وربما هي مُشتركة بين الساميات.

* حُرمَة: هذه كلمة كبيرة وشائعة في كل الدول العربية تقريباً، وخاصةً في العراق والشام ودول الخليج، وتعني حصراً (المرأة)، وحين يقول الرجل: حُرمتي، فهو يعني حصراً: زوجتي. ولهذه الكلمة إشتقاقات كثيرة جداً، وهي مُفردة أكدية بصيغة (حُرماتو) و (شمخاتو) وتعني: (بغي المعبد) أو (كاهنة الحب) والكلمتان في اللغة الآكدية تُشيران إلى زمرتين من كاهنات معبد عشتار الموكلات بالبغاء المُقدس.

* بُهُل: ومعناها: الأبله. مُفردة آرامية أصلها (بُهلا) بمعنى: جاهل أو غبي.

* حَلَّ.. حَلَلَ .. حلَلاً: مُفردة آرامية لِمَن كان في كعب قدمه رخاوة، فهو أحَل وجمعها حُلّ.. الأحلّ. وفي لهجة السورث لكلدان اليوم نقول: حَلَلَة.

* صَنطَة: كقولنا: "صنطة سكوت محد يحجي"، ومعنى هذه المُفردة: (السكوت والصمت المُطبَق).

* صَمَخ: كقولِنا: "إصمُخ إلى أن ينتهي الدرس". وتُعطي معنى (صَبرَ على مضض).

* طَمَسَ: من (طمش) الآرامية. كقولنا في العامية العراقية: "طُمَس بالمي وغِرَك"، أي: غطس أو غَطَ أو غاصَ في الماء أو النهر وغرق، وكما نرى فهي تُعطي معنى أن يغوص الشيء في الماء أو التراب أو المستنقع .. الخ.

* شُرُم: مُفردة آرامية تعني (الشق) ولهذا يستعملها أهل العراق في لغتهم المحكية بمعنى (ثقب الأست)، ويقولون مثلاً "أشرمَك شَرُم" أو "شرموا شَرُم" أو "شرموني شَرُم".

* شبوط: وهو نوع من الأسماك المعروفة في نهري دجلة والفرات، كبير الحجم مع رأس صغير، وأصلها آرامي: (شبوطا). وهو نوع كبير ولذيذ من الأسماك النهرية.

* شْوشَة: آرامية (شْيشا أو شِشتا) بمعنى: قارورة، زجاجة، ويُقال للقارورة (شيشة) بالفارسية والتركية أيضاً، ولكن .. لما كان تمدن الآراميين قد سبق تمدن الفرس والترك فقد حُكِمَ بأصالة الكلمة في الآرامية.

*شَلَحَ: وتعني: تعرى من ملابسه، نَزَعَ، خَلَعَ، تعرى، تجرد من ملابسه، و"شلحوه" تعني أيضاً انهم سطوا عليه وأخذوا ما يملكه من نقود وملابس، وحين يقول الرجل في العراق مثلاً لإنثاه: "إشلَحي".. فمعناها حصراً أنه يطلب منها أن تنزع ملابسها وتتعرى.
كذلك أذكر أن بعض بيوت الأغنياء في العراق كان فيها غرفة صغيرة نسبياً تسبق الحمام، كانوا يُطلقون عليها تسمية "المشلح"، حيث يتشلح فيها الناس من ملابسهم قبل الدخول لغرفة الحمام الحار.

* أرخ، يؤرِخ: وهذه تُعطي معنى (عَيَنَ الزمن وحَدَدهُ) ومنها تأريخ وتوريخ، وهذه الكلمات موجودة في معظم اللغات السامية القديمة، ومنها الأكدية التي يُطلقُ على الشهر فيها كلمة (ورخو) أو (أرخو)، ومن هذا تَولَدَ معنى التأريخ الذي يعني حرفياً (تحديد الزمن). كذلك (ورخ) و ( أرخ) من أسماء الإله القمر في اللهجات العربية الجنوبية القديمة وأشهرها (ود) و( المقا) وفي العراق الإله (سين). وفي لُغتنا الكلدانية (السورث) المتداولة اليوم نُسمي الشهر (يَرخَة).

* أذان: يذهبُ بعض اللغوين العرب في قواميسِهِم إلى أن كلمة "أذان" أي "النِداء لمواعيد الصلاة" غير عربية، كما في كِتاب (شفاء الغليل فيما في كلام العرب من الدخيل) لشهاب الدين أحمد الخفاجي المصري. ونجد في اللغة الأكدية كلمة "أدانو" بحرف ال (د) وليس ال (ذ) حيثُ لا وجود لحرف ال ( ذ) في غير اللغة العربية، كذلك نُلاحظ بأن هناك حرف ال (و) في نهاية هذه الكلمة، وهي الواو الأكدية البابلية المعروفة التي تلحق بأواخر الكلمات في اللغة الآكدية.
وتعني كلمة ( أدانو ) الآكدية بالدرجة الأولى: (الموعد، مُدة زمنية، وقت مُحدد، أو يوماً مٌعيناً)، ويُضاهيها في الآرامية "عِدان" و"عيدان". وفي لُغة كلدان العراق (السورَث) المستعملة اليوم نقول: (عِدانة) والتي تعني: الوقت المُحدد.

* الأفكل : والتي تعني "الحكيم".
كلمة الأفكل في المعاجم العربية لها عدة معانِ، منها: (الجماعة من الناس، الشجاعة، الرعدة)، فيُقال مثلاً: (فلاناً أفكَلَ) إذا أصابتهُ رعدة فأرتعد من خوف أو برد. وجاء في حديث السيدة عائشة: "وأخذني أفكل وإرتعدتُ من شدة الغيرة". وجاءت كلمة (الأفكل) بمعانِ مُختلفة عن العربية في المصادر المسمارية الأكدية بهيئة: (أبكلو)، وفي السومرية (أبكال) بالكاف المصرية. وتعني (الحكيم) بوجه عام، ولا سيما الحكيم المُتبحر في الحكمة، وبهذا المعنى وردت في خاتمة شريعة حمورابي 1792- 1750ق.م في نعت إله الحكمة والمعرفة والماء آنذاك، وهو الإله (ايا) والذي يُقابله الإله (أنكي) عند السومريين. كذلك نُعِتَ بصفة الحِكمة إله بابل (مردوخ) ومن بعده إبنه الإله (نبو) الذي كان إله الحكمة والكِتابة والقلم. وأضاف الأكديون لاحقة (أوتو) إلى كلمة الأبكلو فصارت (أبكلوتو) والتي تعني الفائق الحكمة، وورد في النصوص المسمارية مرادفات لكلمة أبكلو منها (عمقو) أي التعمق، و(خاسيسو) أي الحكيم الحساس، ومنه جاء إسم بطل ملحمة الطوفان (أترا- حاسس) أي: المتناهي الحكمة. كذلك أطلق إسم الحِكمة على الحكماء السبعة الشهيرين في حضارة وادي الرافدين، (ألأبكالو السبعة)، والتي نُُسِبَت لهم أصل المعارف والحكمة التي علموها للبشر.
وقد شاعت فكرة (الحكماء السبعة) The Seven Sages في الكثير من الحضارات القديمة، ومنها الحضارة اليونانية التي إقتبست الفكرة لاحِقاً -بعد عدة قرون- من حضارة وادي الرافدين!.

* الحكيم: كلمة آرامية سريانية (حكيمو) وتُعطي معنى (العالِم) من العِلِم. كذلك موجودة في الآكادية ( خاكامو) وبنفس المعنى، وفي الكنعانية الأوغاريتية (حكم)، والظاهر أنها مُفردة سامية مُشتركة، وهي بالعبرية (حاخام) وهو الكاهن والرائد والمعلم الروحي الحكيم عند اليهود.

* أنثى: يرجح أن إشتقاق كلمة (أنثى) العربية من مادة (سامية) قديمة تعني: الضعف والضعيف وهي كلمة: (انشو) الأكدية ومنها كلمة: (أشّتو) الأكدية التي تعني بالدرجة الأولى الزوجة، وهي بلا شك من الجذر نفسه، حيث يُقابل حرف الشين في البابلية حرف الثاء في العربية، وعلى ما مألوف في تبادل الأصوات في اللغات السامية القديمة، وهنا ستتحول (أنشو) إلى (أنثو) في العربية.

* بارية: كلمة (بارية) في العامية العراقية والتي تعني: نوع من أنواع الحصر (جمع حصير) وهي كثيرة الإستعمال في العراق، وتذكر بعض المعاجم العربية -كالعادة- على أنها مٌعربة من الفارسية، في الوقت الذي نجد هذه المُفردة في النصوص المسمارية منذُ زمن قديم، وتم ذِكرها بصيغة: (بورو)، وفي الآرامية (بوريا) والفارسية أيضاً (بوريا)، وكانت صناعة (البواري - جمع بارية) منتشرة -ولا زالت- في جنوب العراق حيث يكثر القصب في الأهوار العراقية الكثيرة كما كان دائماً منذُ أزمنة السومريين، وكما تُشير إلى ذلك النصوص المسمارية الخاصة بصنع البواري وتعدادها وأنواعها وأشكالها.

* بوري: في العامية العراقية يتم إستعمال كلمة (بوري) للدلالة على الأنبوب، وخاصةً أنابيب الماء والكهرباء. وهي لفظة آكدية تعني قصبة البردي المُجوفة، والقصب هذا من أشهر نباتات الأهوار العراقية، ومنها جاءت كلمة (بارية وجمعها بواري) التي تم شرحها أعلاه.

* برغوث: وردت كلمة البرغوث في الآكادية بفرعيها البابلي والآشوري بصيغة: (برشوع) و ( برسوع)، وفي الكنعانية الأوغاريتية (ب ر غ ت)، وفي العبرانية (برعوش)، والآرامية (برغتا) و ( برطعتا) بالباء الباريسية، ويُحتمل تعيين الكلمة الآكادية بأنها البرغش، وهو نوع من البعوض.

* بتول: كلمة "بتول" العربية بمعنى العذراء تُطابِقُها لفظاً ومعنى الكلمة الآكادية (البابلية الآشورية): (بتولتو)، والآرامية: (بتولا)، والكنعانية الأوغاريتية (ب ت ل ت ). أما مُذكر (بتولتو) في الآكادية فهو (بتولو) وهي تُطلق على الشاب الذي لم يُمارس الجنس بعد!.

* بستوكة: بالكاف الفارسية.
البستوكة عند العراقيين هي وعاء (برينة) من الفِخار، مُزججة في الغالب أما باللون الأزرق أو الأخضر أو (الشذري-التركواز)، وتُحفظ فيها السوائل مثل الدبس والخل والدهن وبعض الخمور وما شاكل ذلك، ويؤصلها المُعجم (العربي الفارسي الإنكليزي) على كونها مُعربة من الفارسية (بستك). ورغم أن هذا التأصيل صحيح ولكن يُرجح كذلك أن الأصل البعيد لهذه اللفظة هو من الكلمة السومرية (بسان-دُكا) أو (بسان-دُك)، وكذلك في الآكادية: (بسان-تكو)، ومعناها الأساسي: وِعاء من الفخار لحفظ الأشياء ومنها الواح الطين، وأشتق من هذا الإستعمال مُصطلح (حفظ السجلات-الألواح) وحافظ السجلات، أي: الوثائقي.

* زُق: وجمعهُ زقاق وأزقاق، ويعني في العربية وعاء من جلد الحيوانات يُستعمل لحفظ الماء والخمر ونحوهما، وبصفته وعاء للخمر فقد ورد ذكره في المصادر المسمارية بلفظة (زِقُّو). فقد جاء ذكره مثلاً في الكِتابة المنقوشة على مسلة الملك الآشوري (آشور-ناصر بال) (القرن التاسع ق.م)، المُكتشفة في نمرود في مدينة كالِح القديمة بالقرب من الموصل. في المسلة التي تروي خبراً عن الولائم العظيمة التي أقامها ذلك الملك بعد إنتهائه من تجديد المدينة، وما هيأهُ من المآكل والمشارب للضيوف الذين بلغ عددهم 96,000 الف شخص وأنه أحضر من الخمور 10,000 زق من الخمر. كذلك تم ذكر (الكُبة) من بين الأكلات التي قُدِمَت للضيوف!، وكانت تُسمى (كُباتو).

* بَقة-بَق: تُطابِق كلمة (البق) في العربية الكلمة الآكادية (بقّو) التي وردت في المصادر المسمارية، ومنها الإثبات الخاصة بالحيوانات والنباتات.

* ترجمان: كلمة الترجمان من الألفاظ التي عُدّت في المعاجم العربية من الدخيل المُعَرَب. بيد أنها وردت في المُدونات المسمارية في اللغة الآكدية بهيئة (تُركُمانو) بالكاف الفارسية. ومنها الكلمة الآرامية (تُركمينا)، والعبرانية (تركوم)، وإنتقلت هذه الكلمة إلى اللغات الأوربية بهيئة ( دراكومان) Dragoman.

* تُكان ـ دُكان: تُرجِع المعاجم الحديثة مثل المعجم العربي- الفارسي الإنكليزي Richardson, 1829 كلمة تكان إلى أصل فارسي، على أنه يرجح كثيراً أن كلمة التكان المستعملة في عامية العراق بالدرجة الأولى أصلها من الكلمة السومرية (تُكانو) Tukkanu التي تُطلق بالدرجة ألأولى على الكيس، ولا سيما كيس النقود، وأنها نُقلت عن طريق الإستعمال المجازي إلى موضع البيع والتعامل بالنقود.

* جسر: وردت هذه المُفردة في اللغة الآكدية بهيئة (كِشرو) بالكاف الفارسية ( Gishru ) ومنها الآرامية (كِشرا) ولا يُعلم بوجه التأكيد هل أن هذا اللفظ سومري أو آكدي صرف.

* جص: كلمة جص في المعاجم العربية من الأعجمي الدخيل، وكثيراً ما تذكر كتب اللغة كلمة (جص) على أنها غير عربية، على قاعدة أن حرفي الجيم والصاد لا يجتمعان في كلمة عربية أصيلة. أما في اللغة الآكدية فقد وردت كلمة (كصو) وتعني الجص، وتُكتب في نظام الخط المسماري بالعلامتين المسماريتين السومريتين (أم-بار) ومعناها (الطين الأبيض). والمُرجح أن الكلمة الآكدية (كصو) هي أصل معظم المُفردات المُضاهية لها في اللغات السامية مثل الآرامية (كصا) وإنتقلت الكلمة أيضاً إلى الإغريقية بهيئة (كبوس Gupos) ثم منها إلى اللاتينية واللغات الأوربية (Gypsum) .

* خر: في العامية العراقية تعني كلمة (خر) مجرى لتصريف المياه ولا سيما المياه الآسنة. وهناك نهر صغير في بغداد جانب الكرخ قرب قصر النهاية الملكي ويقع أيضاً بين مدينة الحارثية ومدينة المأمون الأولى، وتم تبديل أسمه إلى نهر (الخير).
وقد وردت في الآكدية كلمة (خرو) و (خريتو) وتعني المجرى المائي والجدول في المادة الآكدية (خيرو) Kheru ومعناها الأساسي (حفر وكري) بالنسبة إلى الجداول والأنهار. وربما يكون الإصطلاح الشعبي العراقي (خِري مِري) مأخوذ من هذه الكلمة !، ربما.

* خُش، يخش: يُستعمل فعل (خُش) في العامية العراقية وفي بعض الأقطار العربية بمعنى دَخَل، كقولِنا: خُش إلى داخل البيت، أو كقولنا: خَشِشة بمعنى: أدخلهُ!، وتضاهيه المادة الآكدية (خاشو) التي تعني: تحرك بسرعة ودَخَل أيضا.

* خَمَط: بمعنى أخَذَ بسرعة، وهي كلمة تُعطي نفس معنى كلمة عامية عراقية أخرى ( نَتَشَ) أو الفصحى (خَطَفَ)، ويوجد ما يُرادفها في البابلية وهو جذر (خماطو) بالمعنى نفسه تقريباً.
والجدير بالذكر هنا أن إسم ملاح العالم الأسفل المُوَكَل بنقل أرواح الموتى في نهر ذلك العالم في الأساطير العراقية هو: (خَمَط تبال) وتعني: (خُذ على عَجَل، أو: إحمِل بسرعة). وعلى نفس المنوال نجد أن الأساطير اليونانية أعطت إسماً لملاح عالمها الأسفل وهو (شارون أو خارون)، وهو إقتباس كاربوني آخر من أساطير ما بين النهرين.

* خَمَش: وهي مُفردة مستعملة في العامية العراقية وتعني: إستعمال أضافر اليد في خرمشة الوجه أو الجسد، وهي تُضاهي الكلمة البابلية: (خماشو) وتُعطي نفس المعنى والمفهوم.

* سفينة: ورَدَت كلمة سفينة في البابلية المتأخرة بصيغة تُطابق العربية، بإبدال الفاء العربية بباء -ثلاث نقاط- البابلية وهي: (سبينتو Sapinatu)، كذلك وردت مكتوبة بهيئة (Sapintu).

* سُكان: ومعناه في العامية العراقية: المِقوَد. كمقوَد السيارة أو السفينة مثلاً. أو كما وردت هذه اللفظة في الأغنية الشعبية التراثية العراقية القديمة التي تقول: ( جريدي شيخ الجردان ….. بَطنة سفينة وذيلة سُكان ). وقد وردت في المصادر المسمارية باللفظ البابلي المُضاهي للعربي وهو (سِكانو).

* سُلطان: وجمعها (سلاطين)، وفي المعجمات العربية تعني هذه اللفظة: القوة والشدة والأمرة، وهي من مادة (سلط)، وقد وردت هذه اللفظة في القرآن بمعنى: الحجّة.
ويوجد في الآكدية (البابلية والآشورية) مادة (شلاطو)، وتعني تقريباً المعاني الأساسية نفسها، ومنها الكلمة (شلطو) أي السلطان وجمعه بالبابلية (سلطو) و (شلطي)، والمثال على ذلك إسم إبنة الملك البابلي (نبونيدس) آخر ملوك الدولة البابلية الحديثة، وكانت الكاهنة العليا (ننا) في معبد الإله القمر (سين) وهي: (بيل-شلطي-ننا) أي: إن الإله ننا سيد السلاطين.

* شريان: الشريان هو أحد أوعية الدم في الجسم، ويُسمى في اللغة الآكدية (البابلية والآشورية) بلفظ مُطابق للعربية وهو: (شريانو).

* صرصر، صرصور: الصُرصُر وجمعهُ (صراصر)، وصرصور وجمعهُ (صراصير) حشرة مشهورة بصوتها في الليل، ولذلك يُسمى أحياناً بصرصار الليل. وقد ورد ذكره في المصادر المسمارية بلفظ يُطابق العربية تقريباً بصيغة (صرصورو)، وفي السريانية (صرصيرا وصيصرا) وفي العبرانية (صلوصال). ويُسميه كلدان العراق اليوم (صِصْرا أو صِصْرة).

* صلوة، صلاة: من معاني الصلوة الأساسية: الدعاء والإستغفار وطلب البركة، وجذرها(صلّ) الذي يعني: الميل والإنحناء ثم الركوع والسجود. ووردت كلمة ( صلوتا) في الكُتب العبرانية المتأخرة ولا سيما المُدَوَنة بالآرامية مثل: (التركوم، الجمارا، والتلمود).
وليس هناك ما يُبرر عدّ هذه الكلمة العربية من المُعرب، لأنها موجودة في معظم اللغات السامية القديمة ومنها الآكدية بهيئة (صلو) ( Salu ) و (صليتو) ( Salitu ) بمعنى الدعاء والإستغفار، ولكن لم تُستعمل بحسب معرفتنا الراهنة بمعنى سجد وركع. أما في اللغة المحكية اليوم لكلدان العراق فكلمة الصلاة تُلفظ ( صْلَواثة ).

* عقرب: ورد إسم العقرب في المصادر المسمارية بالكلمة البابلية (عقربو) Agrabu مع ضياع حرف العين في أول الكلمة لأنه من الحروف الحلقية التي لا يُمكن نطقها أو رسمها بالخط المسماري. وفي البابلية مُرادف آخر لكلمة العقرب وهو (زقاقيبو) بالباء الباريسية. وكان العقرب هو شعار الملك السومري (مينا) الذي غزا مصر.

* عدن: تُطلق كلمة عدن في الكُتب"المقدسة" مثل التوراة وغيرها على الموضع الذي وضع فيه الله آدم ليُخَلَد في الجنة !. ومنه (جنات عدن) في القرآن، وجَعَلَت بعض المعاجم العربية مادة (عدن) بالمكان، أي: قطنهُ وأقامَ فيهِ !.
والواقع أن هذا وغيره أقرب ما يكون إلى التعليل اللغوي الإصطناعي. كما أنه ليس من الصحيح إطلاقاً إرجاع أصل كلمة عدن النهائي إلى العبرية ثم السريانية، بل الأرجح أنها ترجع في أصلها البعيد إلى الكلمة الآكدية (عدنو- أدنو) Edinnu المُشتقة بدورها من اللغة السومرية (أدن Edin ) التي تعني: السهل أو الأرض السهلة الخصبة. وقد تكرر ورودها في النصوص السومرية القديمة منذُ منتصف الألف الثالث ق.م. ولا تخفى المُلابسة اللغوية بين هذا المعنى الأصلي وبين إستعمالهِا في العبرية للجنة والرغد والنعيم!.

* كُبَّة: يُرجعُ بعض الباحثين أصل كلمة (الكُبة) إلى أنها مُعربة من الفارسية، وأن أصل معناها (كأس الحجامة- فصد الدم) ، وتُطلق على كل شيء مُنتفخ كالقُبة ونحوها. ولكن الصحيح في تأصيل هذه الكلمة إرجاعها إلى الكلمة الآكدية الواردة في النصوص المسمارية بهيئة (كِبتُّو) ( Kippatu ) التي تُطلق على الشيء المُدور كالدائرة، حيث أُطلقت على الدائرة في الرياضيات البابلية.
ووردت كذلك كلمة (كبّي) و (كُبُّو) وجمعها (كوبيباتي) -وكلهم بالباء الباريسية- لإطلاقها على الكُبة، وهي الأكلة المشهورة في العراق وفي بعض أقطار الشرق الأدنى.

* كورة -كير: تُطلق كلمة (كورو Kuru) و(كيرا) البابلية والآشورية على الفرن أي (الكورة) في عملية إذابة القير بالدرجة الأولى. ويُرجح أن هذه الكلمة هي الأصل في إسم (القير والقار) في اللغة العربية. وتُلفظ بالسريانية (قيرا) وبالعبرانية (كور).

* كفارة، تكفير: الكفارة من مادة (كفر)، وهي ما يُدفع به الإثم والذنب من مال وغيره. وقد عثر المنقبون على لوح مسماري في تل حرمل من زمن ( مطلع الألف الثاني ق.م ) هو عبارة عن رسالة جاء فيها مُصطلح الكفارة بصيغة ( كِبرو Kipru ) من مادة ( كبارو Kaparu )، وتعني المعنى نفسه. أي ( Expiatory gift, expiatition ). مُلاحظة: انظر مجلة سومر 1958 الرقم 7 ، وسِجِل اللوح في المتحف العراقي تحتَ الرقم 51184.

* مرجان: كلمة المرجان العربية أو المُعربة ورد ما يُطابقها في المصادر المسمارية في الكلمة الآكدية المُطابقة للعربية تقريباً وهي: (مركانو) وكذلك (مَر كونو) وأيضاً (مَركولو). وكلها بالباء الباريسية.

* مُشط: تُطابق كلمة المشط العربية اللفظة الآكدية (مُشطو) وقد تبدل الشين لاماً أي بصيغة (ملطو). وقد كان المشط يُصنع من الخشب، وعُثر في بقايا حضارة وادي الرافدين على نماذج من الأمشاط وبعضها من العاج، وقد وردت عبارة (مشط الرأس) في بعض النصوص البابلية اللغوية، وباللفظ البابلي (مشطوشا قَقادي).

* مهر: المهر والمهرة ولد الفرس. وورد ما يُضاهي هذه الكلمة لفظاً ومعنى في اللغة الآكدية بهيئة ( مُهرو Muru )، ويوجد في المعاجم المسمارية بالكلمة البابلية ( مو-أو-رو ).

* مكس: كلمة المكس والمكوس بمعنى الضريبة، جاء ذِكرها بالنصوص المسمارية بالصيغة الآكدية (مكسو) و (مكاسو) .

* نبي: تزعمُ طائفة من اللغوين والمُفسرين أن كلمة (نبي) بمعنى الرسول المُرسل من الله من أصل سرياني أو عبراني. ولكن الأصح أن يُقال إنها من مادة مُشتركة في معظم اللغات السامية القديمة، ففي الآكدية يوجد جذر (نبو) (نِباء) Nabu بمعنى (دَعا) يدعو وأعلن وسمى وتنبأ … الخ. وصيغة (نبي) العربية وكذلك (نبو) الآكدية وتعني الذي يُعلن ويُنبئ، ومنه المعنى الديني، أي الشخص الذي يُنبئ عن الله.

* نفط: عُرف النفط الخام في العراق القديم منذُ أقدم الأزمان، ولكن لا يُمكن البت في هل أستعمل في الإنارة ؟، بإستثناء بعض الإشارات التي وردت في النصوص المسمارية إلى إستعماله في المشاعل التي يُرجح أن يكون النفط الخام أو النفط الأسود قد أستعمل
فيها. وردت كلمة (نبطو) في اللغة الآكدية، وتُكتب كلمة نفط في البابلية (شمن-أتي) أي سمن أو زيت القير.

* هيكل: كلمة الهيكل من المفردات المشهورة المستعملة في معظم اللغات السامية القديمة ومنها (العبرانية والآرامية)، وبعض اللغات الأوربية حيث يُطلق مُصطلح الهيكل على المعبد الكبير أو البناء العظيم كالقصر ونحوه، مثل هيكل سليمان.
وجاء في المعاجم العربية بأن كلمة الهيكل من أصل يوناني (أنظر المُنجد مثلاً). ولكن ثبت الآن بوجه قاطع، أن الكلمة من أصل عراقي قديم، فقد شاع إستعمال كلمة ( إيكلُّو Ekallu ) في البابلية والآشورية بمعنى القصر، وقد تُطلق مجازاً على السلطة الرسمية أي (القصر) أو ( البلاط)، وكذلك على البِناء العظيم بوجه عام. ويُرجع أصل هذه الكلمة الآكدية إلى الكلمة السومرية المُركبة من كلمتين هما ( اي- كال E - Gal ) أي البيت العظيم، ومنها القصر، وقد إرتأى بعض الباحثين حديثاً أن الكلمة البابلية هي أصل الكلمة السومرية وليس العكس. أنظر مٌعجم جامعة شيكاغو المرموز له ب (CAD).

* طِركاعة: لفظة في العامية العراقية يُكنى بها للمصيبة الكبيرة والإضطراب الشديد، وهي مُشتقة من الجذر الثُلاثي الآرامي ( ط ر ق ) بمعنى: يَخفقُ، يَخلِطُ، يُقلِق السكينة والهدوء، فنقول: طَرَقَ البيض، أو طَرَقَ اللبن، بمعنى خَفَقَهُ وحَرَكَهُ ومزجهُ، وتتحول القاف هنا إلى كاف فارسية فتتحول كلمة (طرقه) إلى (طركه) ومنها: (طِركاعة) التي أخذت معنى (المصيبة، الإضطراب، التشويش، القلق والإزعاج، الحدث الجلل) في العامية العراقية.

* أكتفي بهذا القدر من المُفردات والألفاظ العراقية القديمة، إذ لا أود أن اُحَمِلَ المقال أكثر مما يحتمل، وسأقوم بتقديم الجزء الثاني منه خِلال أيام. وشكراً لصبركم ومتابعتكم.

المجد للإنسان
January-8-2015
طلعت ميشو.

مصادر المقال :
1- من تُراُثِنا اللغوي القديم…………… د. طه باقر.
2- الألسنة العراقية …………………. د. علي ثويني.
3- كيمياء الكلمات ………………….. د. علي الشوك.
4- جولة في أقاليم اللغة والأسطورة ….… د. علي الشوك.
5- الذات الجريحة …………………….…… د. سليم مطر.
6- مُقدمة في أدب العراق القديم ……….. د. طه باقر.
7- مُعجم اللغة العامية البغدادية ……….. الشيخ جلال الحنفي البغدادي.
8- معجم الألفاظ الدخيلة في اللهجة العراقية الدارجة….. رفعت البزركان.
9- بعض المقالات والبحوث ………………. كُتاب مُختلفي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ايها الحكيم البابلي
حسين ( 2015 / 1 / 8 - 15:33 )
عزيزي الحكيم
اسم لي ان احييك على هذا المقال الرائع الخصب والغني. بالاكيد ان لغتنا في المشرق ما هي الا لغة ارامية مطورة استعانت ببعض المفردات القادمة من الحجاز بالاضافة الى مفردات فارسية وحبشية وقحطانية. انا مؤمن اشد الايمان انه لم يكن هناك لغة عربية متكاملة قبل منتصف القرن الثامن الميلادي بعد اكتمال اختلاط عرب الصحراء بعرب الحضر في الشام والعراق واندماج اللغة الارامية/السريانية بالمفردات العربية. لا اؤمن ابدا ان عرب الجزيرة العربية كانوا متمكنين من لغة صافية رائقة كما يدعون. فهم الى الان لايستطيعون لفظ حرف الضاد بالشكل الصحيح فهل نؤمن انهم كانوايتقنون العربية قبل الف واربعمئة عام؟ اللغة العربية ولدت في الشام والعراق واختطفها بدو الصحراء وادعوا لها تاريخا اختلقه لهم الفرس عبر الطبري. الى اليوم وكما قلت ايها الحكيم ما زلنا نتحدث بلغتنا الام الارامية في بلاد الشام. والسبب الذي يدعو الباحثين المغرضين لانكار ذلك خوفهم من كشف المستور واكتشاف ان تاريخ الاسلام مجرد اختلاق واوهام. احيلك لقراءة كتاب تاريخ الاسلام المبكر وهو متوفر في مكتبة الحوار المتمدن


2 - مرحباً
سيمون خوري ( 2015 / 1 / 8 - 16:49 )
اخي الحكيم المحترم تحية لك وكل عام وأنت والعائلة الكريمة بخير وبيجن . البحث مهم جدا وكما اشرت انت فهو طويل يحتاج الى جلسة طويلة مع كأس نبيذ بابلي طالما ان صاحب المقال هو الحكيم البابلي مشكلتي الشخصية أنني لا أستطيع البقاء طويلاً امام النت لكني سوف أقسمة الى اقسام صغيرة وبانتظار المزيد . لأن المادة مشوقة خاصة أن اللغة السومرية والاكادية هي احد مصادر اللغات الشرقية ومنها العربية. ومنطقة بلاد ما بين النهرين كانت عبر التاريخ كما تعرف احدى منارات العالم القديم في العلم والمعرفة . تحية لك ولجهدك


3 - الشقيقة التي منعت السنة شقيقاتها الأخريات
الحكيم البابلي ( 2015 / 1 / 8 - 19:02 )
عزيزي الأخ حسين المحترم
تحية طيبة وشكراً على التقييم والتعليق الجميل
الحق أن العربية واحدة من الأخوات أو الشقيقات في ما يُسمى ب (مجموعة اللغات السامية) وكلهم من نفس العائلة أو الأم، ولكن ... الآكدية والأرامية كانت أوسع بكثير من العربية والعبرية وأكثر إنتشاراً، لحد أن الآرامية كانت ذات يوم لغة بلاط فارس، ولغة الثقافة في الشرق الأوسط كما هي الإنكليزية اليوم، كذلك كانت الآرامية لغة السيد المسيح والعبريين اليهود لفترة طويلة
ولكن ... بعد أن أتت العربية شاهرةً سيوفها ورماحها وزعمها بأنها لغة الرب وأهل الجنة، ماتت بقية اللغات التي لفوا الحبل حول رقابها، وهكذا تم لرب القرآن رفع من يشاء وخفض من يشاء
أما عن لغة الشام والعراق، فلا زالت المدن والقرى والأسماء تقول للكل من هم أصحاب الأرض الأصليين
تحيات وتمنيات وسنة سعيدة مُباركة
طلعت ميشو


4 - العزيز طلعت ميشو المحترم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2015 / 1 / 8 - 19:05 )
تحية و اعتزاز
اولا اسمحلي ان اتقدم للزميل سيمون خوري بالتهاني بالعام الجديد مع امنيات له و لعائلته الكريمة يتمام العافية و السلامة
جميلة هذه السفرة مع كلمات قلناه و استعملناها كثيرا...فشكرا
لي بعض النقاط منها
كزكز كما وصفته انت و هو ناتح عن صوت ضرب اسنان الفكين بسرعه و غضب فتخرج الكزكزه
يقرقش لا اعتقد للصلب انما لليابس او المجفف و الفرق كبير بين صلب و متيبس كما تعرف
يشجر اعتقد وضع قطع الاشجار في التنور
تشطف الشطف هي العملية الاخير من الغسل اي بالماء لازالة مواد الغسيل التي كانت سابقا الرمل التي تدعك به الاواني
كماخ اشتق منها صماخ (ابو صماخ) او (صماخ كبير) للمسؤول او المتنفذ
الجريد اعتقد هو عود السعفه بعد سلخ الزوائد منها او الاوراق و تصنع منه الكراسي و الاسرة
مجردم اعتقد للوسخ القذر في لبسه و جسده فتظهر به الامراض الجلدية التي اخطرها الجذام
تكان او دكان ...كما تفضلت بيت الاكياس او المحل الذي توضع فيه الاكياس و تستعمل فيه الاكياس
نبص يعني كما تفضلتم حشر نفسه او (نبص بالنص) اي تدخل بوقاحة دون الحاجة الى تدخله
اكرر التحية و الشكر و ننتظر القادم


5 - شكراًً على مؤازرتكم للمقال
الحكيم البابلي ( 2015 / 1 / 8 - 19:05 )
الأخوة حبيب المطيري وحسين شلتاغ
تحية حلوة وشكراً على مؤازرتكم للمقال عبر فيسبوك الموقع
متمنياً لكم ولعوائلكم الكريمة سنة سعيدة مُباركة
مع تحيات طلعت ميشو


6 - سنة سعيدة كلها خمر وصحة وأمان
الحكيم البابلي ( 2015 / 1 / 8 - 19:16 )
صديقي العزيز سيمون الطيب الجميل
تحية بطعم الخمر، وشكراً على التعليق، ولا يهمك طول المقال، فهو سيكون حافزاً لك لشرب أكبر عدد من كؤوس الخمر وبدون إعتراض المدام، قل لها بأنك وصلت من العمر مرحلة لا يُمكن معها القراءة والتركيز بدون كأس خمرة معتقة تُعيد لنا ما سلبته الأيام والعمر اللئيم من حرارة ونشاط
ستجد في المقال الكثير من المُفردات التي لا زلتم أنتم الشاميين تستعملونها في لغتكم العامية المحلية اليومية، وهو شيء مُرح حقاً أن نعرف أصل هذه المفردات الجميلة الساحرة التي تخاطَبَ من خِلالها أجداد أجدادنا الأوائل في أيام عزهم ومجدهم
محبتي وأشواقي وتمنياتي لك وللمدام بسنة سعيدة مُباركة تطفح كأسها بأطيب الخمور، بفن وجنجر يهدوك السلام .. هاو هاو هاو
طلعت ميشو


7 - مفردات دارت على لسان صُناع الحضارة الأولى
الحكيم البابلي ( 2015 / 1 / 8 - 19:38 )
عيوني الأخ العزيز رضا الورد
تحية وشكر على التعليق والإضافات الجميلة
صحيحٌ أغلب ما تقول، ولكن ... تذكر دائماً بأن هناك لهجة عامية مُختلفة ليس فقط بين مدينة وأخرى في العراق، بل أحياناً بين منطقة وأخرى من مناطق تابعة لنفس المحافظة أو المدينة أو القرية، لا بل بين محلة وأخرى
أتذكر على سبيل المثال، كان هناك أربع كلمات مُختلفة تُستعمل من منطقة بغدادية لأخرى، لكنها جميعاً تُعطي نفس المعنى، وهي: (يتعيقل، يتبارم، يتشيم، يتخيلف) وكنا نستعمل كل منها في منطقة، مثلاً واحدة للكرادة، والأخرى للبتاويين، وثالثة للأعظمية، ورابعة للكرخ ... وهكذا
لِذا من الصعب حصر معنى أي كلمة وما تعنيه بدقة، والأمثلة كثيرة جداً
أقترح عليك شراء كتاب (الألسنة العراقية) تأليف د. علي ثويني، هو كِتاب أكثر من رائع، وأثمن من مُفيد، وأغزر معلومةً من كافي ووافي، هو كتاب من المفروض أن يقتنيه كل عراقي
بالناسبة عزيزي رضا، الكلمات التي أورَدتُها في المقال هي غيض من فيض من حجم المفردات التي نستعملها في لساننا العراقي، وغالبية الناس لا يعرفون أنها من بقايا لسان أجدادهم الأولين، أصحاب الأرض العراقية وصانعي الحضارة الأولى
سنة مباركة


8 - الاستاذ طلعت ميشو
آکو کرکوکي ( 2015 / 1 / 8 - 20:19 )

تحية طيبة وشكراً لهذه المقال الغني بالمعلومات المفيدة.
الحقيقة هناك مجموعة من الأسئلة في رأسي وسببه قلة معرفتي في هذا المجال . أود لو أطرحها عليكم عسى أن أجد إجابات عليها .
السؤال الأول : حول أصوات الكلمات القديمة للغات الميتة (غير المحكية) . فياترى كيف تمكن العلماء من معرفة كيفية لفظ الكلمات المكتوبة على الألواح الطينية والبقايا الأثرية ؟

فمثلاً عندما تقول إن:

كورة -كير: كورو وكيرا

هي كلمة بابلية اوآشورية

فبالتأكيد الكلمة كانت مكتوبة باللغة البابلية فكيف عُرِفَ إنها تلفظ بـ كورو أو كيرا وليست صوت آخر. أي كيف تم تفكيك أصوات الحروف القديمة بما إن لا أحد يتكلم بها اليوم؟

السؤال الثاني : هل هناك سبب منطقي لميل بعض اللهجات العربية للفظ بعض الحروف بألفاظ معينة.

فمثلاً العراقي يلفظ تقريباً كل حرف كاف بلفظ - چ – فبدل – كان- يقول : چان ، وكل حرف قاف يلفظ – گ – فكلمة – قلب – تصبح – گلب - ، بينما المصري له خصوصية أخرى فالجيم تلفظ – گ – وهكذا .

فهل هناك تفسير منطقي لهذه الخصوصية التي تشوب اللهجات العربية حسب التوزيع الجغرافي ؟

مع المودة



9 - تعليق
عبد الله خلف ( 2015 / 1 / 8 - 20:57 )
- القرآن متواتر و مكتوب منذ زمن النبي -صلى الله عليه و سلم- و قراءته متواتره و مسنودة 100 % .
- هل يوجد هذا التواتر في الكتب اللغوية و اللغات الأخرى؟... أو هل توجد مخطوطات قبل القرن السابع الميلادي لتحاججنا بها؟ .
- الحقيقة , هي : أن اللغة العربية (على وجه العموم) و القرآن (على وجه الخصوص) , أثرا على اللغات التي خضعت للإسلام , لذلك , لا ضير من تأثير اللغة العربية على بقيّة اللغات , و ليس العكس , كما يتصور البعض .


10 - تأثر وتأثير اللغات الشقيقة الواحدة بالأخرى
الحكيم البابلي ( 2015 / 1 / 8 - 23:38 )
Ma M Mdk السيد
تحية طيبة وشكراً على تعليقك المُرسل عبر فيسبوك الموقع
أما عن قولك بإعتقادك أن نصف اللغة المحكية الشامية واللبنانية والعراقية هي من اللغات القديمة الآرامية والسريانية والكلدانية وغيرها .. فهو إعتقاد مغلوط
ولكن يُمكن القول أن ما يُسمى باللغات السامية مثل (العربية والعبرية والآرامية والآكدية والحبشية .... الخ، كلها تنحدر من أصل واحد في بداية التأريخ ، لهذا نجد فيها كلمات مُشتركة كثيرة جداً ومتقاربة مع تبديل وقلب بعض الحروف لهذه الكلمة أو تلك وبحسب عادة أو ديدن اللغات بعد إفتراقها عن بعضها عبر الزمكان
ومع كل ذلك فهذه اللغات الشقيقة تحمل كماً كبيراً من الكلمات المتطابقة جداً لفظاً وكتابةً، وطبعاً لا يُنكر تأثير وتأثر الكثير من كلمات هذه اللغات بعضها بالبعض الآخر لدرجة كبيرة جداً لأنها جميعاً من عائلة لغوية واحدة في الأصل
تحياتي متمنياً لك سنة خير وسعادة وأمان
طلعت ميشو


11 - كيف تم فك رموز الحروف واللغات المُندثرة
الحكيم البابلي ( 2015 / 1 / 9 - 00:50 )
عزيزي الأخ أكو كركوكي المحترم
تحية طيبة وشكراً على التعليق والتثمين والأسئلة المهمة
أسهل عليَ بكثير أن أُرسل لك بضعة فيديوات من أن أقوم بكتابة توضيح أو جواب على أسئلتك التي تدل على مدى حبك لهذه المواضيع وللتعلم ومعرفة كيفية فك رموز اللغات المندثرة القديمة
ليس عليك إلا كتابة أي سؤال على صفحة كوكل، وستظهر لك عشرات الفيديوات والروابط والأجوبة التي تُوضح أو تُجيب عن كل أسئلتك، وعلى سبيل المثال أُرسل لك أدناه فيديو عدد 2 عن كيف إكتشف البحاثة والمنقبين والعلماء سر الحرف المسماري السومري، وكذلك في الفيديو الثاني كيف كشفوا رموز الحرف الهيروغليفي المصري، وهي مواضيع شيقة جداً، وهناك عدة مواضيع جانبية أخرى مُرفقة معها على نفس صفحة العم كوكل صلى الله عليه وسلم
لا تتردد في كِتابة أي سؤال يخطر على بالك في صفحة العم كوكل، فقط قل لهم بأنك صديق الحكيم البابلي وسترى كيف سيهشون ويبشون لك وكأنك واحد من أصحاب البيت
محبتي وإحترامي أخي العزيز، وكل سنة وأنت والعائلة بخير وسعادة وأمان
http://gilgameshalsumari.wix.com/gilgameshalsumari#!news/c18p2

http://ar.wikipedia.org/wiki/حجر_رشيد
طلعت ميشو


12 - مقالة موسوعية
مهاجر ( 2015 / 1 / 9 - 02:06 )
إذا لم تخني الذاكرة فإن كلمة ( خان ) أصلها آرامي فارسي والذي معناه دكان أو مخزن أو رتبة معينة ، وكلمة ( فستق ) (( والذي أحبه كثيراً )) فله جذور كثيرة واحدة منها أتصور الآرامية .

وكلمة ( زرافة ) يقال أنها آرامية ، وكلمة ( ديباج ) إما آرامية أو سريانية .

هذا كل ما في جعبتي أستاذ طلعت مقارنةً بمقالتك الشيقة والموسوعية .

تحياتي وعام سعيد


13 - شكرا للهدية وعلى جهدك ومثابرتك وماده حلوه بالعام ا
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2015 / 1 / 9 - 05:29 )
دراسة جميله ومفيده تشكر عليها كثيرا أيها الأستاذ العزيز الحكيم البابلي وقد كان للمقالة تاءثير خاص علي لانني شعرت وانا اقراء وكاءنني عند اهلي في العمارة
لم يسبق في السنوات الاخيرلا ان تمكنت من تخصيص ثلاث ساعات لقراءة مادة واحده واليوم سجلت هذا الرقم القياسي بفضلك لانه يعطيني الثقه بانه رغم الثمانين فلا زال بي حيل وقوة ليس فقط جسديه
انا شغوف بقراءة مثل هذه الدراسة والتحدث عن تراثنا الثقافي والحضاري وخصوصا عن لغتنا او لغاتنا الرافدينية الجميله-لذالك حينما كنت ادرس في اوربا في الخمسينات وجاءنا وفد ثقافي برئاسة الكبير الراحل طه باقر سعدت لايام كثيرة ان أكون مترجمه
ومرافقه وسعدت لذكرك الطيب للدكتور علي الثويني الذي يسحرني بكتاباته الشيقه عنا
وهذا لايعني التقليل من روعة الاخرين سليم مطر مثلا الذي سحرني بكتاباته الميسوبوتاميه-وليكن صدرك رحبا ببعض الملاحظات مثلا قراءت للعالم الكمياوي واقدم عميد لكلية العلوم ا د مجيد القيسي وكتابه عن عن اللغة البغدادية كما واني قراءت لاكاديميين قبل سنوات عن الكلمات السومرية بلغتنا الحالية وعلق ببالي كلمة تلميذ بنفس المعنى العصريكما يضحكني ان السومرية كردية


14 - اللغة كائن حي
رائد الحواري ( 2015 / 1 / 9 - 06:24 )
اللغة كائنحي، بمعنى يتأثر بالآخر ويؤثر به، وكما أنها تكون فتية ثم تشيب وتهرم، ويمكن أن تموت، أذا لم تترك ذرية، اعتقد حال اللغات هكذا، ومن هنا استمرت بعض المناطق في سوريا والعراق تتحدث بلغتها أصيلة مع التكيف للتعاطي للغة العربية، فليس هناك صراع اللغوي في منطقتنا، بل تكامل وتجانس، وهذا ما جعل هناك العديد من الالفاظ مستمرة، وايضا وجود اللغات ـمثل الارامية تتحدث بها بعض قرى في سوريا.


15 - جهاز الرد الالي عبدالله خلف
حسين ( 2015 / 1 / 9 - 07:44 )
اخي عبدالله، هل لديك اي دليل او برهان مادي اركيولوجي على ان اللغة العربية كانت موجودة في الزمن المفترض للنبي؟ هل لديك اي دليل علمي عىان شعراء ما يسمى الجاهلي كانوا بالفعل موجودين؟ يا اخي حتى الحرف العربي الذي نستخدمه الان من اختراع الخطاط العراقي ابن مقلة محاكاة للحرف السرياني وتعديلا عليه بالتنقيط من فوق ومن تحت. هل تعلم ان الهمزة لم يعرفها العرب الا بعد القرن الميلادي الثامن؟ لو كنت تظن انه في الزمن المفترض للنبي كان الناس يكتبون ويستخدمون الحرف الذي نعرفه اليوم ولكن من غير تنقيط فهذه شهادة الجهل التام. هل تعلم ان سكان ما يسمى الجزيرة العربية كانوا مجرد شراذم متفرقين باعداد قليلة وكانوا مرتزقة عند جيوش الفرس والروم؟ وهل تدري ان الاسلام العربي الاموي هو الذي غزا الحجاز وضمها وليس العكس؟ وهل تدري ان كلمة عرب اصلا هي وصف للسكان الذين عاشوا غربي الجزيرة الفراتية؟ وهل تعلم ان يوم الجمعة الحالي كان اسمه عروبة ليس لان له علاقة بالعرب ولكن لان السريان سموه غروبة اي غروب الاسبوع ولكن الحرف غ يلفظ في بعض اللهجات ع فقيل عروبة؟ انصحك بكتاب تاريخ لاسلام المبكر وجدته صدفة في مكتبة التمدن هنا


16 - الاستاذ الحكيم البابلي المحترم
جان نصار ( 2015 / 1 / 9 - 08:45 )
هالو عيني هالو ورده.اكثر ما استفزني وجبرني على قرأة موضوعك الشيق هي الملاحظه في بداية المقال.هادا مش مقال طياره واللي ما عندو وقت ما يقرائه لانه طويل واللي ما بدو يتعلم الله لا يردو ذنبو على جنبو هيك انا فهمت لانه زي ما انت عارف انا ابو المقالات الطياره وفهمي على ادي وعقلي بروح وبيجي.
عند قرأة الملاحظه استبسلت وتذكرت عمي المتنبي وقلت في نفسي السيف والرمح والقرطاس والقلم وهجمت على المقال وبدأت القرأه بالامس ليلاالساعه 12 لغاية ظهر اليوم الساعه 12 انتهيت بحمد الله من القرأه
اعتقد ان تعليق الاستاذ خلف هو الاصح اذ ان السومرين والاشورين والبابلين والارامين والعبرانين وحتى الاصل السامين والحامين ومش عارف مين كل هؤلاء مجتمعين اخذوا اللغه من العربيه والقرأن رغم انهم قبل الاسلام والقرأن بالاف السنين وهاي مش وجهة نظر هاي حقيقه مفهوم يا سامعين.
وكاسك خي حكيم
تحياتي ومودتي


17 - بلادنا منبع الحضارة
ليندا كبرييل ( 2015 / 1 / 9 - 10:20 )
تحاول الجاليات المهاجرة إلى الغرب المحافظة على لغاتها بتشجيع من الحكومات، لكن الجيل الجديد يتأثر بالمحيط الذي يعيشه فتفقد اللغة الأصلية بهاءها ورونقها وتندثر مع الزمان

الجهود متواصلة لإحياء القديم . كانت لغاتنا لغة الحضارة في زمن، لكنها بدأت تندثر على ألسنة الأجيال الجديدة المنغمسة تماماً في لغة الحضارة الجديدة

الفرنسية بجلال قدرها مرشحة للاندثار، وتبذل جهود عظيمة للمحافظة عليها أمام هجوم الإسبانية والروسية
فكيف الحال بلغاتنا القديمة ؟
جهد مميز تشكر عليه

أتمنى لكم سنة سعيدة
احترامي


18 - مابقي من كلام القدماء
محمد أبو هزاع هواش ( 2015 / 1 / 9 - 10:58 )
سلام للحكيم وكل عام وانت بخير الكلام الان هل سنتكلم الفصحى كما يريد الدواعش؟ وهل سيقوم الدواعش بمحو كل هذه الكلمات السابقة للإسلام من التداول؟

لدينا في منطقتنا في سوريا كلمات كثيرة من العصور السابقة للإسلام...هذه الصلة اللغوية هي رباطنا بأرضنا التي أتينا منها..

أنت وانا نعرف كم غير الزمان التركيبة السكانية لبلاد العراق والشام...

كتاباتك مهمة ياحكيم

مع التحية


19 - ها
اديل السومري ( 2015 / 1 / 9 - 12:03 )


ترد المفردة في اللغة المندائية بأكثر من معنى وتعتمد في إشتقاقات عديدة. فكلمة ( ها) ترد بمعنى نعم عند الإجابة للمناداة وبخاصة المناداة على الفرد. كما ترد في اللغة المندائية على اسم إشارة بمعنى هذا كما في ( ها هو: هذا هو). وتعني نعم بإضافة حرف اللام في آخرها لتكون( هال) واللام هنا للربط والإضافة مع الكلمة التي تليها، كما ترد مثلا في بوثة ريها إد بسم في كتاب الترانيم/ النياني: ( هال هيي روربي قَدمايي نُخرايي من آلمي إد نهورا: نعم، للحي العظيم المتفرد عن عوالم النور). وترتبط المفردة بمقاطع للتعبير عن الضمائر كما في هازا: هذه)، (هازن: هذا)، (هالِن: هؤلاء)، (هادينو: هو/هذا هو)، (ها هو: ذلك)، (ها هي: تلك)،( هانات: ذلك/تلك)،( هاناتـُن: أولئك/مذكر)، ( هاك: ذلك/تلك)، ( هاناتِـن: أولئك/مؤنث)،( هانيا: هؤلاء)،( هانيخ: هم)، (هانين: هنّ). ونشير إلى أن مفردة ( دا) تشير في اللغة المندائية إلى هذا/ مذكر و ( دي) هذه مؤنث، كما في إستخدام العامية المصرية، وبإضافة (ها) لها تكون (ها دا) و ( ها دي)، واللغة العربية معتمدة الكلمتين في ( ها ذا، ها ذه) وكذلك الـ( ها) في هؤلاء المُشكـّلة من (ها+ أو


20 - ( هـا)
اديل السومري ( 2015 / 1 / 9 - 12:26 )
العربية معتمدة الكلمتين في ( ها ذا، ها ذه) وكذلك الـ( ها) في هؤلاء المُشكـّلة من (ها+ أولاء).



أما عند إضافة الـ( هـا) إلى الظرف فتتشكل معاني الظروف أيضا ومن ذاكهاخ/ هاخا: هنا)،( لــهاخا: أين/ من أين)، ( هافِس: إذن/ثم). وتدخل الـ( ها) على كلمات عديدة لتقدم لنا معاني متعددة ومن ذاك أيضا هايدِن/ هايزن: هكذا)، (هايكن: رغم ذلك)،(هاك: أين)، ( هاكوت: مثل/ كما لو)، ( هاكما: كم/ منذ متى/ إلى متى)، ( هامكا: كما)، ( هامنو: من منهم؟)،( ها مني: من منكن)، ( هاتـَم: بعدئذ) ، ( هاشتا: الآن، ومنها هسه في العامية العراقية).



ها! هذه الـ( ها) المندائية، لم أجد ما يماثلها في كثرة الإستخدام والإشتقاق إلا في حتى العربية، وحتى هذه الـ(حتى) هي مؤسسة على اللغة المندائية في مقطعي: (ها + تا)، فالـ(ها) بتعجبها واستفهامها والـ( تا) ترد في المندائية بمعنى ذلك وتلك ومنها مندائيا ( بـتا بمعنى: بذلك/ عند ذلك، و لـتا بمعنى: لذلك) فتكون الـ ( حتى العربية) في معنى منها: إلى ذلك.

نـَــصٌ منـــدائيالتقارب بين اللغة المندائية ولغة الجنوب العراقي، قابلية المد والخط في الكتابة المندائية. يقع الفصلان بـ 110 صفحة.


21 - ( هـا)
اديل السومري ( 2015 / 1 / 9 - 12:30 )

تقارب بين اللغة المندائية ولغة الجنوب العراقي، . حوالي 1250 مفردة من المفردات الشائعة في العامية العراقية التي تتأسس على اللغة المندائية. بعضها تأسيس كامل،


22 - جهد متميز
عصام المالح ( 2015 / 1 / 9 - 12:53 )
استاذ العزيز طلعت ميشو، لقد بذلت جهدا متميزا لتقديم هذه المادة الدسمة تشكر عليه، لدي فقط ملاحظتين الاولى تتعلق بكلمة (تنور) فهي تتألف من مقطعين (تنا - ونورا) وتعني الدخان والنار وليس النار والنور. الملاحظة الثانية حول العلاقة بين اللغة السومرية والاكادية، لا اعتقد بوجود فارق كبير بين اللغتين لان الاكادية هي امتداد للسومرية. اللغة السومرية هي لغة الالهة (انوناكي وتعني الذين من السماء هبطوا) اما الاكادية فهي لغة ابناء الالهة بعد ان تكاثروا على الارض. لقد سبق واشرت اليك بكتاب اسمه (كتاب انكي المفقود) يتحدث عن الانوناكي الذين قدموا الى كوكب الارض من كوكب نيبوروا لهدف الحصول على الذهب وبنوا لهم مستوطنات على كوكبنا.


23 - جناية الإسلام على لغاتنا
أنيس عموري ( 2015 / 1 / 9 - 12:53 )
أحب هنا أ، أتحدث عن التأثير السلبي للإسلام على اللغة العربية وعلى اللغات التي كانت سائدة في البلدان التي غزاها.
أن الإسلام ساهم في القضاء على لغات كثيرة أو حال دون تطورها عندما فرض اللغة العربية كلغة مقدسة على الناس.
اللغة العربية هي الأخرى تأثرت سلبا بالإسلام، فما اكتسبت من حيث الانتشار الجغرافي أضاعته من حيث التطور الداخلي مثل تواصل ظاهرة الإعراب حتى أيامنا، حتى صار الحديث بها مسألة عويصة وكتابتها أعوص. السبب يعود إلى أنها صارت لغة مقدسة، بعد أن (كرمها) الله فـ(أنزل) بها كلامه (العزيز).
عندما ألاحظ كيف يعاني طلبتنا وهم يعبرون أو يكتبون بهذه اللغة أشعر بالقرف. ذلك أنه من المفروض أن تكون اللغة في خدمة تطور المتحدثين بها لا أن يكون المتحدثون بها حراسا على قدسيتها. المشتغلون بالترجمة يعرفون هذه الحقيقة جيدا.
شكرا للحكيم البابلي على هذا الجهد.
تحياتي


24 - كلمات دخيلة في لغتنا المحكية
الحكيم البابلي ( 2015 / 1 / 9 - 19:38 )
السيد مُهاجر المحترم
تحية وشكراً على التعليق
تطرَقتَ في تعليقك لعدة مفردات دخيلة على اللغة العربية، لكن ولا واحدة منها هي من عائلة اللغات السامية
خان: مفردة فارسية قديمة إستعملها تقريباً كل العرب، وبلغة اليوم فهي تعني (الفندق أو الموتيل)، حيث يبيت الناس عند السفر، وكانت بغداد إلى زمن قريب مليئة بالخانات، وأشهرها خان مرجان قرب جامع مرجان

فستق: كلمة فارسية مُعربة، وهي شجرة من الفصيلة البطمية، وأشهر أنواع الفستق الأخضر هي الفارسية والتركية والحلبية، وهناك أيضاً (فستق العبيد) السوادني

زرافة: إسم عربي يعني: الرشاقة، ويقول بعض علماء اللغة أنه مُشتق من بعض اللغات الأفريقية القديمة، وأكثر إستعمال لهذا الإسم في اللغة هو قولنا: أتوا زرافات ووحداناً، أو زرافات زرافات

ديباج: جمعها دبابيج، هي لفظة فارسية مُعربة، وتعني نوع من القماش المصنوع من الحرير الخالص، وكان من أغلى وأشهر الأقمشة التي إستعملها الملوك والسلاطين والخلفاء والأباطرة وعلية القوم. أما في الإستعمال الأدبي .. فالديباجة تعني فاتحة أو مُقدمة الكِتاب أو المقال أو البحث، وتعني كذلك مُختصر البحث أو التقرير القانوني
مع تحيات طلعت ميشو


25 - كُتاب وكُتب وأقوام وشعوب ومفاهيم
الحكيم البابلي ( 2015 / 1 / 9 - 20:31 )
عزيزي د. صادق الكحلاوي
تحية وشكراً على التعليق وإصرارك في إكمال قراءة المقال الطويل ولو على مراحل، وهذا حقاً يستحق أن أرفع لك قبعتي أو يشماغي السومري يا إبن العم
وكما تعرف، فبعض المقالات والبحوث لا يُمكن إيجازها بمقالات قصيرة (طيارية). صدقني لقد إختصرتُ مقالي لدرجة كبيرة جداً، ومع هذا جاء في جزئين طويلَين ولكن مُفيدَين حسب ظني
كُتابَنا المُبدعين طه باقر، علي ثويني، علي الشوك، سليم مطر، رشيد الخيون وغيرهم هم من كُتابي المُفضلين، ليس فقط لتعمقهم في إختصاصاتهم، بل لمصداقيتهم التي رفعتهم للمستوى الذي هم عليه
للأسف لستُ أملك أي كِتاب لدكتور مجيد القيسي، لكني سأضيف أسمه لقائمة الكتب التي أبحث عنها في متاهة المهجر، وهي بين ( 50 - 60 ) كِتاباً
أما عن غمزك حول (بعض) القومجيين الأكراد الذين يدعون أحياناً بأن الأخوة الكُرد هم من نفس سلالة السومريين !!!، فلا ألومك على سخريتك المُبطنة، هناك عشرات المقالات والبحوث الجادة الرزينة التي تُثبت وبشكل قاطع كالسيف بأن لا علاقة للكرد بالسومريين لا من قريب ولا من بعيد، ويكفي أن نقول أنه في زمن السومريين لم يكن الأكراد قد وصلوا الأرض العراقية بعد
طلعت ميشو


26 - تصحيح مفاهيم مغلوطة روجها العرب # 1
الحكيم البابلي ( 2015 / 1 / 9 - 21:08 )
السيد الفاضل رائد الحواري
تحية وشكراً على التعليق والمؤازرة
نعم .. اللغة كائن حي وممكن أن تشيب وتموت، كما تفضلتَ وقلتَ
ولكن.. شرط أن لا تُصلب أو يُلف حبل المشنقة حول رقبتها كما تم مع الآرامية مثلاً من قِبَل المستعمر العربي المسلم مع سبق الإصرار والترصد!. حيث كان تعليم بعض اللغات الأصيلة في مناطق شعوبها ممنوعاً من قبل الدولة الإسلامية الغازية لتلك الشعوب والأقوام
أما قولك: -لم يكن هناك صراع لغوي في منطقتنا، بل تكامل وتجانس- !!، فهو قول مغلوط 100 ٪-;-، والصحيح الذي فيه هو أن الشعوب الموطوءة من قبل العرب المسلمين لم تكن تملك القوة -للصراع- الذي تتحدث عنه !، ولهذا خُيِلَ لكَ بأنه كان هناك حالة -تكامل وتجانس- كما تفضلتَ في تعليقك
أما تعليلك بأنه لا زالت هناك الفاظ للغات قديمة مستمرة في اللغة العربية اليوم، فهو ليس دلالة لتسامح العرب المسلمين، بل دلالة على قوة جذر تلك المفردات التي رسخت في اللسان العربي غصباً عنه وللحاجة الماسة لإستعمالها وعمق جذرها
لاتنسى أن غالبية الذين لم يلتحقوا بالإسلام لا يفقهون اليوم من لغة أجدادهم غير الكلام فقط ، بدون قراءة أو كتابة كما في حالي وحال آلاف غيري
يتبع


27 - ملاحظاتي
خالد سلمان ( 2015 / 1 / 9 - 21:19 )
بعد التحية
يبدو انك يا أخ طلعت بذلت جهدا كبيرا في تأليف مقالك هذه و تشكر عليها ولي ملاحطات ارجو أن تتامل فيها جيدا
أولا . ان السومرية قبل آلاف السنين كانت لغة واسعة و متشابكة مع اللغات الأاخرى المعاصرة لها و تركت أثرا كبيرا على اللغات اللاحقة و ليست العراقية فقط .. نرى مفردات كثيرة يعتقد أن لها جذور سومرية مستخدمة لحد اليوم لا يقل عددها عما علقت بالهجة العراقية ، في الانجليزية و التركية و الفارسية. وهذا لا يعني أن الناس الناطقين بالتركية و الانجليزية من أصول سومرية أو احفاد اشور بانيبال.
ثانيا - ان أقوام بلاد الرافدين التيعاشت قبل 6 الاف سنة انقرضت و لا يمكن أن يدعي ناس انهم من اصول سومرية او اشورية او بابلية و لم تتشكل بعد اقوام او شعوب نعرفها اليوم باسم الاكراد او العرب او التركمان فهذه الشعوب تشكلت بعد فترات طويلة
ثالثا - ان من يتكلم لغة ما لا يعني انه من يتحدر من ذات القوم اي انني حين تكون لغتي تركمانية لا يعني ان اصلي من اسيا الوسطى او انني حفيد جنكيز خان


28 - تكملة
خالد سلمان ( 2015 / 1 / 9 - 21:25 )
ثالثا ان من لا تتوفر في لغته مفردات سومرية لا يعني انه لا يستحق العيش على ارض العراق رغم وجود مفرادت كثيرة ذات اصل سومري في اللغات الكردية
رابعا اود أن أسال هل يرقى سليم مطر و علي ثويني ألى مستوى عباقرة مثل طه باقر وعلي الشوك و الشيخ الحنفي لكي نعتمد على كتاباتهم ؟
القاك على خير
وشكرا جزيلا


29 - عزيزي أستاذ طلعت
آکو کرکوکي ( 2015 / 1 / 9 - 21:32 )
شكراً للرابط لقد أطلعت عليه وأعجبني كثيراً وخاصة الفلم الوثائقي حجر رشيد.
أنا دائماً حذر ومتحفظ مما يكتبه المؤرخين والباحثين في التأريخ وخاصة التأريخ القديم . ففي النهاية لايمكن أثبات صحة كل أدعاء . وهو مجال رحب لمن يريد أن يختلق الخرافات والأكاذيب لتمشية مآربه السياسية .
الكتاب الكورد اللذين يريدون أن يعيدوا أصل الشعب الكوردي الى السومريين أو غير السومريين مصابون بنفس المرض والوهم الذي أصاب الكثير من الباحثين العراقيين اللذين يريدون بأي ثمن خلق خرافة أو أسطورة حول أنتمائاتهم الوطنية والقومية . وليس أكثر غرابة منهم هم هؤلاء اللذين يريدون أن يربطوا قسراً بين عراق بيرسي كوكس ومسز بيل وحضارت وادي الرافدين في بابل ونينوى وأور وألخ . فهم يذكرونني بشعارات صدام التي كان يبثها على قناة بغداد غداة مهرجانات بابل في كل سنة: من نبوخذ نصر الى صدام حسين بابل تنهض من جديد !
يعتقدون إن التأريخ من شأنه أن يعطي الشرعية لمشاريعهم السياسية . في حين حق الشعب في تقرير المصير لا يبنى على الادعاءات التأريخية بل على الإرادة الحرة لأبناء الشعب ومايريدونه حسب القانون الدولي.
مع المودة


30 - تصحيح مفاهيم مغلوطة روجها العرب # 2
الحكيم البابلي ( 2015 / 1 / 9 - 21:34 )
حيث أن غالبية من يُمثل اليوم بقايا (السومريين والأكديين والبابليين والأشوريين والنبطيين والآراميين والسريان والأقباط والأمازيغ.. الخ) لا يتكلمون لُغاتهم الأصلية القديمة، وإن تكلموها (مثلي)، فهم لا يتقنون قراءئتها وكتابتها إلا ما ندر منهم !، وطبعاً شكراً للعربان المسلمين في كل ذلك
هي خطة قديمة إبتدئها محمد في التركيز والتشديد على تبني وإلتزام اللغة العربية، كونها لغة القرآن والجنة والله وووو، وهذه الخطة الذكية الشريرة أتت أكلها وكانت واضحة المعالم عبر كل مُمارسات العرب المسلمين، خاصةً يوم جاهر بها الخليفة العباسي (المعتصم بالله ) حين قال: (( إقطعوا لِسان كل اُم تُحَدِثُ أبنائها بالسريانية، فإن قطع لِسان الأم يعني موت اللسان الأم )).؟

بعض أبناء قومي الكلدان الذين يُحسنون كِتابة وقراءة لغتنا الآرامية الجذور اليوم، تعلموها في الكنائس والأديرة، أما غالبيتنا فنستعمل ما يُسمى ب (الكرشوني)، وهو كِتابة كلامنا الآرامي بالخط العربي، بالضبط كما يفعل بعض المُهَجَرين حين يكتبون الإنكليزية في دفاترهم -بغية الإستذكار- بخط عربي
نعم ... ممكن لبعض اللغات أن تُصلب أو تُشنق كما الإنسان بالضبط
طلعت ميشو


31 - ما ناقشتُ جاهلاً إلا وغلبني
الحكيم البابلي ( 2015 / 1 / 9 - 21:50 )
الأخ الفاضل حسين
تحية وشكراً على تصديك لتخرصات وهلاميات ومتاهات السيد عبد الله خلف من خِلال تعليقك # 15
الحق لم أشأ تضييع وقتي مع السيد (عبد)، وإلا ... فصدقني عندي أجوبة على تعليقه قد تُخرسه إلى يوم قيام الساعة، ولكن ... لا أعتقد أن هذا سيحدث معه ولسبب واحد هو أن السيد (عبد) هذا مشطوف الدماغ، ومعبأ بما قد تعجز عن حمله حتى الحفاظات الحديثة ذات العدة طبقات
المشكلة مع أمثال سي (عبد) هذا هي أنه حتى الكتب التي تحمل كل تأريخ وتراث الإسلام هي أكبر دليل وإثبات وحاوية عجيبة لكل ما ممكن أن يُستعمل ضد الإسلام من حُجج وإثباتات وقواطع على ضعفه وبشريته وكونه أيدلوجية مُضحكة أكثر منها مقدسة أو حتى إرهابية، وبالضبط تمشياً مع حكمة: من فمكم نُدينكم
وكما يقول إمامهم علي: وما ناقشتُ جاهلاً إلا وغلبني
ولهذا ... فما المعنى من تضييع الوقت مع من هم على مِثال السيد عبد؟؟
تحيات وتمنيات طيبة .... طلعت ميشو.


32 - هي حتمية الحياة التي تقهر الإنسان دائماً
الحكيم البابلي ( 2015 / 1 / 9 - 22:50 )
العزيزة دائماً لِندا كبرييل
تحية عطرة وشكراً على التعليق والمرور
وكما تقولين ... وأيضاً من خِلال تجربتي الحياتية في الغُربة لمدة 40 سنة، ورغم ما ذكرتيهِ عن تشجيع حكومات الغرب لإبناء الجاليات الوافدة المُهاجرة في قضية حفاظهم على لغاتهم الأصلية وعدم تعريضها للنسيان، ولكن
كما يبدو ... فكل تلك المحاولات تبوء بالفشل للأسف الشديد، ولا لوم على أجيالنا الشبابية التي لم يعد يهمها تأريخ وتُراث ولغات الآباء والأجداد، ولو كُنا في محلهم لكُنا تصرفنا بنفس النمط والطريقة. ولهذا فالمغتربين ينصهرون خِلال جيلين أو ثلاثة مع المجتمع الجديد والحديث الذي وُلدوا داخله، ولا يهمهم حالة الإندثار المُحزنة التي نراها نحنُ ونلمسها ونبكي أحياناً حين نعرف يقيناً بأنها تعني الزوال

لُغاتنا القديمة التي يعتز بعضنا حين التحدث بها ستغدو -خلال سنوات- لغات قاموسية تتكلم عنها كُتب التأريخ والتراث، بالضبط كما حدث للسومرية والآكدية وغيرهما
الحق سيدة لِندا هي سُنة الحياة ودورة الأفلاك، وهي الحتمية التي تقهر إرادة الإنسان في النهاية ودائماً، ولها أحني قامتي، لأنها الحياة
سنة سعيدة مباركة لك وللعائلة الكريمة
طلعت ميشو


33 - ليست هناك لُغة مُحصنة وخالصة وعذراء
الحكيم البابلي ( 2015 / 1 / 9 - 23:14 )
صديقي أبو هزاع هواش
تحية وشكراً على التعليق
ليس بإمكان الدواعش ولا حتى الفواحش قسر وإجبار الشعوب على النطق بالعربية الفصحى، فهذه أمور قد تأخذ حتى في التطبيق الجاد القسري سنين طويلة قد لا تستطيع داعش أن تبقى على قيد الحياة معها !!، ولا تنسى أن محاولة تغيير مسيرة لغة مُعينة أمرٌ صعب كمحاولة تغيير مجرى الأنهار الكبيرة، وقد حاولت فرنسا -كمثال- تلك التجربة في الجزائر، لكنها فشلت

في سوريا كما في بقية الشام والعراق وشمال أفريقيا كلمات ومُفردات وألفاظ وعادات وتقاليد وتُراث فشل الإسلام في محوها وإقتلاعها تماماً كما أراد وحاول وسعى
لا بل حدث العكس، حين نجد آلاف المُفردات غير العربية قد دخلت إلى اللغة العربية وتعمقت في دخولها لدرجة أنها وصلت إلى لُحمة وسدى الآيات القرآنية التي يدعي البعض بخالص عربيتها
هي سُنة الحياة التي لم يُدركها البعض لحد اللحظة، لهذا نرى أن اللغة العربية نفسها دخلت في عشرات اللغات الأخرى وخاصةً تلك التي حولها كالفارسية والتركية والهندية ... الخ

سنة سعيدة ميمونة وناجحة لك وللعائلة الكريمة
طلعت ميشو


34 - المندائية، ديانة ولُغة وتأصيل
الحكيم البابلي ( 2015 / 1 / 9 - 23:38 )
السيد أديل السومري المحترم
تحية وشكراً على كل تعليقاتك حول المقال والتي أضافت أشياء جميلة عن اللغة المندائية التي هي جزء من اللغة الآرامية العظيمة
الحق أخي العزيز ليس في جعبتي أية إضافة لتعليقاتك التوضيحية لبعض الأمور اللغوية التي تتعلق بالمندائية وعلاقتها بالعربية والآرامية، لكنني أرفق مع ردي هذا مقالاً تثقيفياً رائعاً عن أمور كثيرة تتعلق بالمندائية ولغتها وتأريخها، وهو على الرابط أدناه، وأقترح على كل القراء الإطلاع عليه، وشكراً لك وللجميع
سنة سعيدة مباركة لك وللعائلة الكريمة وكل الناس الطيبين
طلعت ميشو
http://www.mandaee.com/index.php?option=com_content&view=article&id=151:---&catid=79:-&Itemid=290


35 - الفارق بين اللغة السومرية والأكدية # 1
الحكيم البابلي ( 2015 / 1 / 10 - 00:09 )
العزيز عصام المالح المحترم
تحية وشكراً على التعليق والتواصل مُجدداً بعد أن إنقطع تواصلنا حين لم أعد أكتب في موقع عنكاوة كام، وعلى أمل أن تتواصل معي هنا في موقع الحوار المتمدن
تقول في بعض تعليقك # 22 (لا أعتقد بوجود فارق كبير بين اللغة السومرية والأكدية لإن الأكدية هي إمتداد للسومرية)؟
وردي هو: اللغة السومرية -وبرأي كل العلماء قاطبةً- هي لغة لا تعود في جذرها لأي من عائلة اللغات العالمية المعروفة، بل هي لغة خاصة لا جذور لها، تماماً كالحال مع لغة الهنود الحمر في أميركا، وقد وضحتُ ذلك في مقالي
بينما الأكدية هي لغة سامية إنحدرت من لُغة ( أُم ) واحدة تجمع بينها وبين شقيقاتها الآرامية والعبرية والعربية والحبشية وغيرهم الكثير
ولكن .. إتحاد الشعبين السومري والأكدي وعيشهم المشترك أوجب عليهم تعلم اللغتين سويةً، ولهذا تعلم الأكديين الكتابة بالمسمارية السومرية لأنها كانت الكتابة الوحيدة في العالم يومذاك
لكل ذلك من الخطأ القول بأن اللغة الأكدية هي إمتداد للغة السومرية، وأن لا فارق بينهما، لأن الفارق الحقيقي بينهما هو كالفارق بين اللغة الصينية واللغة الفرنسية مثلاً، رغم أن كلا الشعبين عاشا معاً
يتبع


36 - الفارق بين اللغة السومرية والأكدية # 2
الحكيم البابلي ( 2015 / 1 / 10 - 00:25 )
كذلك تقول في تعليقك
السومرية هي لُغة الآلهة الأنوناكي، أما الأكدية فهي لغة أبناء الآلهة بعد أن تكاثروا على الأرض .. الخ
وإسمح لي أن أقول لك هنا بأن هذه المعلومات لا يدعمها أي علم توثيقي ولا تحمل أية مصداقية علمية مؤيدة من أية جهات علمية مُختصة، بل هي مجرد إفتراضات وهمية خيالية تم طرحها في بعض الكتب التجارية كالذي أشَرتَ لي لهُ (كتاب أنكي المفقود) وأعتقد أنه من تأليف الروسي (زكرايا ستجن)، والذي يدعي ويفترض من خِلاله بأمور كثيرة لا صحة لها علمياً ولم يتم إثباتها بعد، وهو كتاب كعشرات الكتب من نوعية (الخيال العلمي)، ولا بأس به، ولكن .. لا يُمكن الإعتماد على أفكاره لأنها لا زالت إفتراضيات وخيالات
شخصياً قرأتُ مئات المقالات والكتب والإفتراضات التي تقول بأمور كثيرة لم يُثبتها العلم، لكني أعرف من خلال الحقيقة العلمية أن (الأنوناكي) كانوا يُمثلون (مجمع الآلهة) السومرية، وهي أساطير من تأليف الشعوب، وكما يعرف كِلانا، فليس هناك آلهة سومرية أو فرعونية أو حتى داعشية، والأمر بحد ذاته وهم في وهم ولا زال الناس عاجزين عن تفريق الوهم من الحقيقة للأسف رغم سهولة ذلك
سنة سعيدة مباركة لك وللعائلة الكريمة


37 - وثن اللغة المتكبرة الذي عبده وقدسه العرب
الحكيم البابلي ( 2015 / 1 / 10 - 03:37 )
السيد أنيس عموري المحترم
تحية وشكراً على التعليق الذي حَرضَني على العودة لإكمال مقال كنتُ قد بدأتُ به قبل أشهر ولم أتممه بعد لا أدري لماذا!. وهو يتعلق بكل الأمور التي تُثقل كاهل وجسد وكيان اللغة العربية وتسحبها رويداً رويداً إلى قاع البركة الراكدة التي ستكون مقبرتها الأخيرة طال الزمن أو قصر رغم كل القداسة الوهمية التي أحاطها بها الإسلام

تصور أخي العزيز كم هي (متعنجهة) هذه اللغة بحيث ليس هناك من يتقنها بنسبة100 ٪-;-، ولهذا يخاف الناس من تجربة الكِتابة والنشر خوفاً وخجلاً وإستحياءً ورهبةً من أن يكونوا قد إرتكبوا أخطاء نحوية أو إملائية أو بلاغية أو أو أو ... الخ

لا أعتقد أن هناك لُغة أخرى في الكون تحمل أعباءً وهموماً وأثقالاً لا سبب وجيه لها أكثر من اللغة العربية التي أضحت تنيناً مُرعباً يفتح فاه ليبتلع كل من يظن أنه إقترب من مرحلة الكمال والإلمام بهذه اللغة المتكبرة المتجبرة التي تُذل وتُهين وتسوط أبنائها بلا سبب معقول
وهل أخطأ مالك بن نبي يوم قال: العرب فتنتهم لُغتهم الجميلة فحولوها إلى وثن يعبدونه
شكراً على التعليق المُحرض للفكر والقلم، سنة سعيدة مباركة لك وللعائلة الكريمة
طلعت ميشو


38 - شكراً لكل من يضع مقالاتي على الفيسبوك
الحكيم البابلي ( 2015 / 1 / 10 - 03:42 )
سيدتي العزيزة مريم نجمة
تحية والف شكر على تعليقك عبر فيسبوك الموقع، وشكراً لو كنتِ قد نشرت مقالي على صفحتك الخاصة في الفيسبوك
سبق وأن قرأتُ لك في السابق مواضيع تُراثية قيمة مُشابهة نوعاً ما لموضوعي اليوم، ولهذا أعرف مدى تشجيعك وإعجابك لمواضيع كهذه لإن لكِ إلماماً كبيراً بها
تحياتي لكِ ولعائلتك وكل الناس الذين بهم المسرة والمحبة والسلام
طلعت ميشو


39 - ربما إنقرضت ممالكنا، لكننا لم ننقرض بعد. #1
الحكيم البابلي ( 2015 / 1 / 10 - 04:41 )
السيد خالد سلمان المحترم
تحية وشكراً على تعليقيك 27+ 28، وأهلاً وسهلاً بك لأول مرة على صفحتي البابلية
الحق لم أفهم ماذا أردتَ أن تقول في السطور الخمسة الأولى من تعليقك الأول
أما قولك: [أقوام بلاد الرافدين التي عاشت قبل 6 آلاف سنة قد إنقرضت ولا يمكن أن يدعي بعض الناس أنهم من أصول سومرية أو آشورية أو بابلية .. الخ]. فهذه فذلكة ليست صحيحة أبداً، وحتى لو صَحَت فسؤالي لك: أين ذهبت كل تلك الأقوام القديمة إذن .. هل تبخرت بقدرة قادر؟ ومن هي تلك الأقوام التي كانت في العراق حين غزا الإسلام أرضهم ؟ وكل التأريخ وكتبه يقولون بأن عددهم كان سبعة ملايين، ويُقال تسعة !، ألم يكونوا إذن من أحفاد السومريين والأكديين والآراميين والأنباط ؟ أم أنهم ربما كانوا من العرب أو الفرنسيين حسب رايك !؟
أما كلمة (إنقرضوا أو إنقرضت) والتي إستعملتها أنتَ في وصف تلك الأقوام القديمة فهي تواصيف لا تتعلق بالإنسان العراقي الذي ليس منطقياً أنه (إنقرض)، بل هي تتعلق بدولهم التي إنقرضت، وممالكهم ومجدهم وحضارتهم وعزهم، وليس بإنسانهم العراقي وريث المكان والأرض والتأريخ، لإن سبعة ملايين إنسان لا يُمكن لهم أن ينقرضوا ويتبخروا
يتبع


40 - ربما إنقرضت ممالكنا، لكننا لم ننقرض بعد. # 2
الحكيم البابلي ( 2015 / 1 / 10 - 05:03 )
أما عن ملاحظتك # 3
فردي هو: كل مسيحيي العراق يتكلمون اللغة الآرامية القديمة اليوم، أفلا يعني هذا أنهم من بقايا تلك الشعوب القديمة التي سكنت العراق؟ أم برأيك أنهم هبطوا من المريخ وتعلموا لُغة أهل العراق الأوائل؟ وكل كلامك يدعوني إلى التساؤل: ماذا تُريد أن تقول ؟. هل تُحاول تعريبنا أم تُكريدنا أم تُفريسنا؟ أم إنك تستكثر علينا أن نكون أحفاد هؤلاء العظام الذين علموا البشرية ؟

وجواباً على ملاحظتك # 1 في تعليقك الثاني فأسألك: من قال بأن من تخلو لغته الحالية من مُفردات سومرية لا يستحق أن يعيش على أرض العراق؟ أم إنك تحاول تقويلي ما لم أقل ؟

أما عن سؤالك: (هل يرقى سليم مطر وعلي ثويني إلى مستوى عباقرة مثل طه باقر وعلي الشوك والشيخ الحنفي لكي تعتمد على كتاباتهم؟) فهو لعمري سؤال غريب يشبه إلى حدِ ما سؤال: لماذا يأكل الناس الخوخ والمشمش حين توفر التفاح والموز ؟
سليم مطر وعلي ثويني قامات فكرية ووطنية يندر وجودها، ويكفيني أن أقرأ رائعة سليم مطر (الذات الجريحة ) وإبداع علي ثويني في كِتابه (الألسنة العراقية) كي اؤمن بفكر ومصداقية ووطنية هؤلاء الكُتاب القدوة، وعساك تفهم قصدي
سنة سعيدة مُباركة


41 - حصيلة الإبحار بعد خمسين سنة
الحكيم البابلي ( 2015 / 1 / 10 - 05:21 )
عزيزي الأخ الفاضل أكو كركوكي
تحية وشكراً على تعليقك الثاني
ليست مُجاملة عابرة لو قلتُ لك بأن تعليقك أعجبني كثيراً كونه يدل على وعي ومعرفة بما يدور من مُزايدات رخيصة خلف ستائر السياسة والمصالح، والتي ظاهرها وطني ونظيف وباطنها خايس وخسيس ولحم فطيس تعافه النفس الشريفة التي لا تتهافت فوق الماديات كتهافت الذباب فوق قطعة حلوى رخيصة، فالذباب لا تهمه النوعية، بل الغنيمة الرخيصة الباردة

أما عن المؤرخين والباحثين ونوع معادنهم فأقول لك: بعد خمسين سنة من القراءة والإبحار في لجج الكتب والأفكار والبحوث والتقصي، أصبحنا مُخضرمين ونعرف المؤرخ والباحث والكاتب والمُفكر الجيد من الفالصو المصنوع من تنك !. وهي مسألة خبرة وتجربة وحدس ومعرفة ليس إلا
سنة سعيدة مباركة لك وللعائلة الكريمة وكل إنسان يعرف قدر نفسه
طلعت ميشو


42 - شكراًً على التعليق
الحكيم البابلي ( 2015 / 1 / 10 - 05:24 )
عزيزي الأخ ليث عبد الكريم
تحية وشكراً على تعليقك وتثمينك للمقال عبر فيسبوك الموقع
وعسى أن نكون على تواصل دائم من خلال ما نكتب في الموقع من مقالات وبحوث
سنة سعيدة مباركة لك وللعائلة الكريمة وكل الناس الطيبين
كل الود
طلعت ميشو


43 - تحية و سلام
حسين علوان حسين ( 2015 / 1 / 10 - 19:22 )
الأستاذ الحكيم البابلي المحترم
سنة سعيدة ، و في الناس المسرة ، و على الأرض السلام .
مقال جميل و مفيد .
لاحظت أنك وصفت العديد من الكلمات الواردة في مقالك بكونها آرامية الأصل رغم تأكيدك الدقيق بكون اللغات السامية عائلة واحدة أقدمها (المعروف) هي اللغة الأكدية .
السؤال هو : ما دامت الأكدية هي اللغة الأقدم ، فلماذا إعتبرت أن الكلمات العربية التي ذكرتها هي آرامية الأصل و ليست أكدية ؟
تقديري و إعتزازي .


44 - الآرامية كانت أوسع من أية لغة سامية
الحكيم البابلي ( 2015 / 1 / 10 - 21:14 )
السيد حسين علوان حسين المحترم
تحية وشكراً على التعليق والتثمين والأسئلة
تنسيب بعض الكلمات والألفاظ في المقال إلى الآرامية أو الأكدية بفرعيها البابلي والآشوري لا يعود لي أو لإجتهاداتي، فأنا لستُ متمرساً في اللغات العراقية القديمة، وكما قُلتُ في متن المقال: لا أتقن من اللغات السامية غير العربية زائداً لهجة ( السورث) التي يتحدث بها اليوم كلدان وآشوريو العراق وهي فرع من السريانية الآرامية
وحتماً أنت تعرف بأن البحث في أصول الكلمات الدخيلة على اللغة الشعبية العراقية العربية يحتاج إلى إختصاص ومعرفة باللغات العراقية القديمة، وأنا لا أملك هذا الإختصاص للأسف، وكنتُ قد ذكرتُ أيضاً بأن ما جمعتهُ هو حصيلة بحوث لمتخصصين في تلك اللغات القديمة، ومنهم طه باقر، علي ثويني، علي الشوك .. الخ
وهؤلاء الباحثين الأكاديميين ومعهم الكثير من علماء اللغة هم الذين قرروا إن كانت المُفردة الفلانية سومرية، أكدية، آرامية ... الخ، ولستُ أنا، كوني لستُ عالماً، بل ناقل للعلم، مع إضافة الكثير من خلفياتي الفكرية والثقافية
لا تنسى عزيزي أن الآرامية كانت اللغة الأخيرة قبل العربية، والتي كانت مهيمنة كأنكليزية اليوم
كل الود


45 - ليست هناك مصادر كثيرة عن اللغة النبطية
الحكيم البابلي ( 2015 / 1 / 10 - 21:26 )
السيد أحمد الخياط المحترم
تحية وشكراً على تعليقك عبر فيسبوك الموقع
أغلب البحوث التي قرأتُها عن اللغة النبطية تقول أن تلك اللغة أقرب للعربية منها للآرامية، ولهذا فمفرداتها ربما لا تكون دخيلة على العربية الفُصحى والعامية
والحق لم أجد في كل البحوث والكتب والدراسات والمقالات التي قرأتها لحد الآن أي كاتب أو باحث يُشير إلى مفردات نبطية تأثرت بها اللغة العربية
وبما إنني لستُ عالماً فأنا أُقدم أو أعكس للقاريء ما أتعلمهُ -إجتهاد شخصي- من المنقبين والبحاثة والعلماء الذين ينشرون علومهم هذه عبر كتب أو بحوث ومقالات ودوريات ونقاشات في الأوساط الثقافية بصورة عامة، وإن كانوا لم يُقدموا أي شيء عن مُفردات نبطية فكيف سيتسنى لي أن أتطرق لهكذا موضوع وأنا ناقل علم ولستُ عالِماً !؟
سنة سعيدة مُباركة
طلعت ميشو


46 - السريانية هي الأدق
حسين علوان حسين ( 2015 / 1 / 11 - 15:42 )
الأستاذ الفاضل السيد الحكيم البابلي المحترم
تحية و سلام
جزيل الشكر على إجابتكم الصريحة في 44
اللغة الأرامية لغة سامية قديمة يعود أصلها إلى الفرع الشمالي الغربي من عائلة اللغات السامية ، وهي لغة الأراميين الذي إستوطنوا سوريا منذ أواخر العصر البرونزي ، حوالي 2300 ق ، قبل أن ينتشروا أمواجاً في أرجاء العراق و الشام و إيران و تركيا و مصر و غيرها من البلدان المجاورة.
وقد تركزت مملكاتهم بدويلات مدن أسست في القرنين الثاني و الأول ق . م في جنوب الأناضول و سوريا و فلسطين و الأردن ، و كلها يبدأ بكلمة أرام و /أو بيت، مثل : آرام بيت نهاريم و آرام بيت رحوب آرام دمشقا ، بيت جباري ...
أما اللغة التي سادت في الشرق الأوسط إعتباراً من القرن الثامن ق. م و لغاية الفتح الإسلامي فهي اللغة السريانية (لشّانا سوريايا) ، و هي آرامية وسطى متأخرة ، و سبب هذه التسمية هو أن الملك الآشوري آدد نراري (حوالي 911 ق.م) إعتبرها اللغة الملكية لكل شعوب مملكته المنتشرة من الهند إلى مصر .
هذه اللغة السائدة تسمى :
Lingua Franca
و لا يمكن مقارنة مدى أنتشارها بالإنجليزية اليوم التي أصبحت لغة فوق-عالمية.
تقديري و أعتزازي .


47 - عن الآرامية والسريانية والتأريخ. رد # 1
الحكيم البابلي ( 2015 / 1 / 11 - 23:48 )
زميلي العزيز حسين علوان حسين المحترم
تحية وشكراً على تعليقك الثاني وإثارتك للحوار الجميل الذي يسعى له كل كاتب يُكرس جهده من أجل نشر المعرفة
والمعذرة لتأخر ردي حيث كان عندنا ضيوف على عزيمة (باجة) التراثية، مكانكم خالي يا إبن العم
كما نوهتُ .. فسأنشر الجزء # 2 من مقالي هذا بعد أيام قلائل، وسأحاول من خلال مقدمته التطرق لبعض معلومات وتواريخ لغاتنا والعراقية القديمة
أما الآن فسأحاول التحاور معك حسب بعض ما جاء في تعليقك المذكور من معلومات -إن سمحتَ- أعتقد أنها غير دقيقة
أنت تقول: [ أما اللغة التي سادت في الشرق الأوسط إعتباراً من القرن الثامن ق. م و لغاية الفتح الإسلامي فهي اللغة السريانية (لشانا سوريايا)، و هي آرامية وسطى متأخرة، و سبب هذه التسمية هو أن الملك الآشوري آدد نراري (حوالي 911 ق.م) إعتبرها اللغة الملكية لكل شعوب مملكته المنتشرة من الهند إلى مصر ] إنتهى الإقتباس
وردي: الملك الآشوري أدد نيراري الثاني( 911 ق.م ) لم يتحدث بالآرامية أو السريانية مطلقاً، لا هو ولا أي ملك آشوري (قبل سقوط المملكة الآشورية)، بل كانت لغتهم ولغة أقوامهم آشورية صرف، وهي والبابلية تنحدران عن الآكدية
يتبع


48 - عن الآرامية والسريانية والتأريخ. رد # 2
الحكيم البابلي ( 2015 / 1 / 12 - 00:14 )
تكملة لما سبق
العلوم التأريخية الموثقة تقول لنا بأن اللغة السريانية هي نفسها اللغة الآرامية، ولكن .. بعد أن دخلت الشعوب الآرامية إلى حضيرة المسيحية اُطلِقَت تسمية -السريانية- على الآراميين ولغتهم، وتم إعتبار تسمية -الآرامية- تسمية وثنية لمن لم يدخل في المسيحية، ولهذا فبعض السكان من مُسلمي (معلولا) في سوريا اليوم، من الذين لا يزالون يتكلمون الآرامية، لا يُمكن تسميتهم -سريان-، لأن السريان هي تسمية للمسيحيين من الجذور الآرامية فقط
وعودة لتعليقك .. كيف يجوز والحالة هذه أن تقول بأن الملك الآشوري أدد نيراري تبنى اللغة السريانية له ولشعبه!!؟ في حين أن السريانية تسمية جاءت بعد المسيحية، بينما أدد نيراري كان ملكاً آشورياً قبل المسيحية ؟، وهذا تناقض في التواريخ غير مقبول كما ترى

ولنفس الأسباب أعلاه فمعلومتك عن أن : (اللغة السريانية سادت في الشرق الأوسط إعتباراً من القرن الثامن عشر ق.م لغاية الفتح الإسلامي)، هي أيضاً معلومة غير دقيقة، وربما أنتَ تقصد الآرامية وليس السريانية، لأنه في القرن الثامن قبل الميلاد لم يكن هناك شيء أو لُغة تُسمى -سريانية- بعد، بل كانت تُسمى ب اللغة الآرامية
يتبع رجاءً


49 - عن الآرامية والسريانية والتأريخ. رد # 3
الحكيم البابلي ( 2015 / 1 / 12 - 00:35 )
أما عن قولك بأنه[ لا يُمكن مُقارنة إنتشار اللغة الآرامية يومها باللغة الإنكليزية اليوم والتي أصبحت لُغة فوق عالمية ) فأقول
لم يكن أساس مُقارنتي التطابق 100٪-;- بل كان تشبيهاً للإنتشار الكبير لتلك اللغة في زمنها، حين تكلم كل الشرق الأوسط بها، وترك العبريين لغتهم وتبنوها، كذلك فعل سكان العراق من بابليين وكلدان وآشوريين بعد سقوط ممالكهم، كذلك كانت الآرامية لُغة بلاط الفرس لسنين طويلة، وهي اللغة التي تكلم بها السيد المسيح العبري الأصل ، وهي اللغة التي لها فضائل كثيرة على اللغة العربية التي ما تفوقت على الآرامية إلا بحد السيف والغزو وخنق الآرامية مع سبق الإصرار والترصد. ولو كان للأرامية يومذاك كل التكنلوجيا الموجودة اليوم لكانت ستكون لُغة الكرة الأرضية بلا مُنازع، ولكل ذلك أقول بأن الآرامية كانت بوسع -إن لم تكن أوسع- من الإنكليزية اليوم

الآرامية لغة سامية نشأت في الألف الأول ق.م، لتكون أساساً في عائلة اللغات السامية، وأصبحت في القرن 6 ق.م لغة التخاطب الوحيدة في الهلال الخصيب إلى ما بعد الميلاد، وإكتسبت إسمها الجديد -السريانية- في القرن 4 الميلادي تزامناً مع إنتشار المسيحية في الشام
كل الود


50 - حتى هولاكو لم يقم بمحاولة إلغائنا كما يحدث اليوم
الحكيم البابلي ( 2015 / 1 / 12 - 01:02 )
السيد وليد كاريو المحترم
تحية وشكراً على تعليقك عبر فيسبوك الموقع
وكما تقول يا صاحبي، فنحنُ (سُكان العراق القدماء) نقول في لِساننا (السورث) السرياني، وهو لغة تخاطبنا اليومي: (بَرديسا) والتي تعني الجنة أو الفردوس، وحتماً كان أستاذك أما جاهل أو متجاهل، وكلاهما (أحمق) لا يستحق لقب معلم أو أستاذ للأسف

كذلك هو ليس بالشيء الجديد أن يقوم الكثير من مواطنينا من الأخوة المسلمين والعرب بمحاولة إحتكار كل شيء لهم وإرجاعه لتأريخهم، وهي عقدة نقص تأريخية معروفة، لأنهم كانوا رعاة إبل في الزمن الذي صنع فيه أجدادنا أول حضارة عَلَمَت البشر
ولكن ... صدقني، ورغم مقولة: -التأريخ يكتبه المنتصرون-! فالتأريخ يفرض نفسه حتماً في النهاية، ويُفشِلُ كل محاولات التغييب والتهميش والإلغاء التي يحاول بعض الفاشلين أن يصنعوا من خِلالها تأريخاً وهمياً مُزيفاً لمن لا تأريخ له، أو لمن تقيأه التأريخ

ما أُعاني منه أحياناً هو أن بعض الأقوام والشعوب والأديان هَمَشَتنا في الماضي وعلى طول الخط، وها هي اليوم تحاول تهميشنا وإلغائنا وتهجيرنا من موطن أجدادنا كما لم يفعل أحد عبر التأريخ، حتى المغول وهولاكو
كل الود .... طلعت ميشو

اخر الافلام

.. كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا- لصاروخ كروز


.. حزب الله اللبناني يوسع عملياته داخل إسرائيل ويستهدف قواعد عس




.. حزب الله يعلن استهداف -مقر قيادة لواء غولاني- الإسرائيلي شما


.. تونس.. شبان ضحايا لوعود وهمية للعمل في السوق الأوروبية




.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية.. وطلاب معهد