الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وتستمر الحوادث المثيرة للإستغراب والتساؤل ..!

علاء مهدي
(Ala Mahdi)

2015 / 1 / 14
مواضيع وابحاث سياسية



(ملاحظة : للتذكير فقط ، يرجى الرجوع إلى مقالنا الموسوم بـ "حادثة مازالت مثار إستغراب وتساؤل" المنشور في "بانوراما" الغراء وموقع "الحوار المتمدن" في26 أيلول 2013 حول أهمال رفع العلم العراقي في مناسبات الجالية في أستراليا والذي قدم على أثره السيد سفير العراق في أستراليا ساريات تحمل علم العراق الرسمي لمنظمات الجالية بقصد رفعه في إحتفالاتهم ونشاطاتهم ).

نظمت شركة إستثمارات سويسرية مباراة ودية لكرة القدم بين الفريقين الوطنيين العراقي والإيراني جرت على ملعب "ون" في مدينة ولينغونغ التابعة لولاية نيوساوث ويلز الأسترالية وذلك مساء الأحد المصادف الرابع من شهر كانون الثاني 2015. أنتهت اللعبة بفوز الفريق الإيراني على الفريق العراقي بهدف واحد تحقق في الشوط الثاني من المباراة حيث علت أصوات المشجعين الإيرانيين فرحاً وإبتهاجاً بالفوز طوال فترة مابعد تحقيق الهدف وحتى نهاية المباراة مقابل هدوء نسبي ساد جانب مشجعي الفريق العراقي الذي كان متفوقاً في أصواته وهتافاته التشجيعية خاصة عبر السماعات..! المكبرة للصوت والطبول والدفوف والأبواق خلال فترة ماقبل تحقيق إيران لهدفها الوحيد.
ربما أملك بعض المعلومات البسيطة، وشيئاً من الخبرة عن لعبة كرة القدم التي مارسها أغلبنا في فترات مختلفة من حياتنا، لكنني أعترف بأنني لست متخصصاً فيها، لذلك لست هنا بصدد تحليل أسباب خسارة العراق وفوز إيران، فالبلدان والشعبان مارسا ألعاباً متنوعة في الكر والفر والحرب والسلام منذ أمد بعيد، كما أن الموضوع لايتعدى كونه مباراة ودية تصافح بنهايتها اللاعبون وقبلوا بعضهم الآخر رغم كل الظروف والملابسات التي أتسمت بها العلاقات العراقية – الإيرانية عبر التأريخ.
حضرت المباراة بدعوة مشكورة من صحيفة "بانوراما" الغراء بإعتباري أحد كتابها ، كان الجو جميلاً والمشجعون العراقيون يجوبون ممرات الملعب الكبير بكل الإتجاهات ، تغطي رسوم العلم العراقي بالألوان وجوه الكثير منهم بينما حمل آخرون العلم العراقي بأحجام مختلفة صغيرها وكبيرها في حين أرتدى آخرون العلم العراقي ليغطي أجسادهم. كثير منهم كانوا يرددون الأهازيج العراقية التي أشتهرت بها الملاعب العراقية على الرغم من أن أغلب الحضور هم ربما من مواليد أستراليا أو قدموا لها وهم في سن الطفولة.
الحضور العراقي بمستويات مختلفة رسمية وشعبية زاد من جمال المناسبة ، وبمشاركة متنوعة لكافة مكونات الشعب العراقي، بل وأبعد من ذلك لاحظنا أن بعض مشجعي الفريق العراقي كانوا من الإيرانيين !!
من خلال مراقبتي لجمهور المشجعين لفت نظري أن بعضهم كان يحمل علماً عراقيا يتضمن النجوم الثلاث التي كانت تمثل الوحدة بين مصر وسوريا والعراق أو ربما ثلاثية البعث ! وأخرى تحمل عبارة ألله أكبر بخط يد الديكتاتور ! تصورت ان مارأيت ربما كان مجرد سوء فهم وعدم معرفة أو جهل من قبل البعض لكنني فوجئت بأن أعداد هذه الأعلام المتواجدة في الملعب كانت تفوق أعداد العلم العراقي الرسمي الحالي ! وكانت الطامة الكبرى عندما دخلت ساحة الملعب فوجدت طاولة كبيرة عليها كميات كبيرة من الأعلام جميعها يحمل النجوم الثلاث مغلفة بأكياس بلاستيكية مغلقة وهي للبيع مباشرة لجمهور الحضور. توجهت إلى الشاب الذي كان يقف خلف الطاولة وسألته أن كان يعلم أن هذا العلم يعود للنظام السابق؟ فأخبرني بأنه لا يعلم وأنه مجرد بائع لها. وهنا ظهر شاب آخر وقال لي: وما العيب في النظام السابق؟ قلت أنه نظام البعث ، نظام صدام حسين. فأجاب بأنه النظام الأفضل والأحسن.!! وقبل أن أجيب لاحظت أن عددهم قد أزداد مما يوحي بأنني مقابل معركة خاسرة مقدماً قد تتشابه نتائجها مع نتائج الحرب العراقية – الإيرانية !.
قضيت جل وقتي أراقب تلك الأعلام وحملتها محاولاً تحليل ذلك دون أن أصل إلى نتيجة تقنعني بأن الأمر لم يكن مرتباً بقصد مع سبق الإصرار خاصة وأن بعضاً من رموز النظام السابق كانوا متواجدين في الملعب وحوله وفي باحة الفندق الذي يقيم فيه الفريق العراقي.
لست هنا بموقع بيان أهمية العلم الوطني بإعتباره رمز الدولة الذي يؤدي جيشها التحية له، والذي بدأنا جميعا نؤدي التحية له كل صباح ونحن تلاميذ في المدارس الابتدائية، أوباعتباره أحيانا الرمز المعبر عن حزن الأمة إذ يتم تنكسيه لفترة محددة في الأزمات والكوارث، فمعرفة أهمية الوطن واحترامه إلى حد التقديس لا يمكن اعتبارهما من الواجبات الوطنية فقط، بل ومن البديهيات المفترضة أيضا.
نعم .. لست هنا بموقع بيان أهمية العلم الوطني ، إلا إنني أجد نفسي مضطرا لتوجيه تساؤلات جدية للمسؤولين العراقيين الرسميين في سفارة جمهورية العراق في كانبيرا وقنصلية جمهورية العراق في سيدني متمثلة بالسيد قنصل العراق الذي كان متواجداً في ذلك المساء وكذلك أعضاء وفد إتحاد كرة القدم العراقي الذي صاحب الفريق العراقي، والذين حصل الذي قد حصل بحضورهم عن الخطوات التي سيتخذونها للتحقيق في هذا الإختراق الفاضح لحرمة وكرامة الدولة العراقية وممثليها الرياضيين الرسميين والوفد المرافق لهم وللجمهور العراقي المشجع وللجالية العراقية في أستراليا بأكملها. ترى هل سيتم ذلك أم أن الأمر سيمر مرور الكرام بإعتبار أننا في بلد حر ولكل منا حرية رفع العلم الذي يعتز به؟!
وهنا .. لابد لي من الإشارة إلى أنني احترم العلم العراقي الحالي كونه علم العراق الرسمي والمعتمد بموجب قانون على الرغم من قناعتي الشخصية بأن علم الدولة العراقية يجب أن لايتضمن أية إشارة أو أي رمز لدين أو عقيدة أو مكون معين حيث أن العراق بلد متعدد الثقافات والحضارات وعليه يجب أن يمثل العلم العراقي حضارات العراق بإعتباره وطناً لجميع المكونات ولأتباع جميع الأديان. هذا ما أوضحته للسيد سفير العراق في كانبيرا خلال مكالمة هاتفية جرت بيننا في شهر تشرين الأول 2013 على أثر نشر مقالي الموسوم بـ "حادثة مازالت مثار إستغراب وتساؤل" في حينه.
اطالب الجهات الرسمية العراقية (السفارة ، القنصلية ، وإتحاد كرة القدم ) بـ :
أولاً : إجراء تحقيق مركز عن أسباب حدوث هذا الإختراق الفاضح بتسويق مئات الأعلام البعثية المنتجة والمصنعة حديثا داخل ساحة الملعب الذي أقيمت على أرضه المباراة وعن الجهات التي سمحت لهم بالبيع رسميا وعلناً دون تدقيق صحة نماذج الأعلام التي تم بيعها وإعلان نتائج هذا التحقيق عبر وسائل الإعلام العراقية في أستراليا لكي يطلع عليها جمهور الجالية.
ثانياً : القيام بحملة إعلامية مكثفة عبر وسائل الإعلام العراقية التي تصدر في أستراليا لتوعية الجالية حول علم العراق الرسمي المعتمد قانونيا حاليا وبيان الفرق بينه وبين بقية النماذج والطلب من الجالية التخلص من الإعلام التي لاتتطابق مع العلم الرسمي. هذه الحملة يجب أن تصل كل ابناء الجالية العراقية في أستراليا ونيوزيلند عبر ممثلي الجالية وليس عبر رموز قليلة لاتمثل سوى عدد قليل من أبناء الجالية. أليس هذا من واجب السفارة والقنصلية؟
ثالثاً : مخاطبة الجهات الرياضية والملاعب التي سبق للفريق العراقي أن لعب على أرضها أو تلك التي سيلعب على أرضها وإعلامها بصورة رسمية عن شكل العلم العراقي وشعار الجمهورية الرسميين والطلب منها عدم السماح ببيع أية نماذج دون موافقة الجهات الرسمية العراقية أو على الأقل الإستئناس برأيها مع بيان ان السماح ببيع نماذج غير رسمية قد يؤدي إلى إشكاليات دبلوماسية أو سياسية بين العراق وأستراليا.
وأخيرا أتوقع أن تتولى جمعيات ومنظمات حقوق الإنسان الدفاع عني في حالة تعرضي لأي إعتداء لفظي أو جسدي بأي شكل من الإشكال بسبب ما ورد في مقالي هذا وكلي ثقة بأن أصدقائي وزملائي في تلك المنظمات والجمعيات سيكون لهم موقف يتماشى مع قوة ورصانة علاقتي بهم.

-;--;--;-








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرد الإسرئيلي على إيران .. النووي في دائرة التصعيد |#غرفة_ا


.. المملكة الأردنية تؤكد على عدم السماح بتحويلها إلى ساحة حرب ب




.. استغاثة لعلاج طفلة مهددة بالشلل لإصابتها بشظية برأسها في غزة


.. إحدى المتضررات من تدمير الأجنة بعد قصف مركز للإخصاب: -إسرائي




.. 10 أفراد من عائلة كينيدي يعلنون تأييدهم لبايدن في الانتخابات