الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكتابات الصحراوية و التحدي...

حمدي حمودي

2015 / 1 / 16
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


نقاشات كثيرة... وقعت كلها في نفس القدح , كالدنانير التي تجمع في حافظة النقود الحديدية المركونة في زاوية البيت , يريد ريعها الجميع , في حين لا يقدم لها الا القليل...
تشبه تماما حبنا للعطور الزكية الرائحة في حين نبحث في الاسواق فقط عن الاقل سعرا كي نقدم اقل النقود...
اشياء تشابه اشياء , نريد ان نتميز دون ان نقدم لما يميزنا ,...
ثقاقتنا كذلك كالعطر الغالي و كريع حافظات النقود عندما تمتلئ...
تحتاج الى التضحية ...و لو بالقليل الدائم او الكثير البين كي نحصل على شيئ صنعناه جميعا و ينفعنا جميعا...
ان الثقافة و الادب خاصة من اهم ما يحصن الشعوب و يوفر لها الاستقرار الروحي و النفسي,,,, و لا حياة و لا استمرار لشعب بلا ثقاقة تميزه...
و ان اللغة لا تزال من اهم وسائل الابلاغ او النقل لتلك الصفات و الافعال و التجارب و التاريخ و اساليب الحياة التي بلا شك ستزيد من ثراء فكر اي انسان و عقله و علمه...
و اننا بثقافتنا التي تميزنا ننقل الانسان الصحراوي الى الواجهة و نقدم صورته الحقيقية الكاملة للعالم كي يتعرف عليه كما نريده و كما هو لا كما يريد له الخصوم ...
و تبقى للاجيال القادمة تلك الصورة الواضحة الصفات , البينة الملامح , كي تتعرف على هويتها الحقيقية بعيدة عن الغش و التزوير و التشويش...
و ان هذا الحمل في نقل هذه الصورة يقع على المثقف الصحراوي و هنا لا اعني المتعلم فقط بل , على الراوي و القاص و المؤرخ و كل من يستطيع ان يقدم شيئا يميزنا نحن عن الجيران و غيرهم و يبرزه و ما اكثره...
ان الساحة الصحراوية لا تزال كمعادنها مخزنة تحتاج الى ابناء الوطن كي ينبشوا عنها و يستفيدوا منها ...في وقت استنزفت ساحات العالم الذي يبحث عن المجهول الجميل...
و هذه فرصة ثمينة للاقلام الصحراوية التي تفكر ان تبرز و تجلى و تاخذ بيدها تلك الماسات و الجواهر الغالية و تقول للعالم هذه هي ثرواتنا و هؤلاء هم نحن...
ان الثقافة هي من اهم مقومات المقاومة للغزو , و تحول المجتمع الى حجر , عصي على الذوبان , و تتحطم امام قساوته كل المعاول و المطارق...
ان الاسلوب الادبي , القاص او الحاكي , او تلك المشاعر التي تتحول الى اشعار و خواطر و كلمات مضيئة مشتعلة , هي القوالب او قل اوراق الرسائل , التي يمكن ان نبعثها للعالم كي يقرأ عنّا , و نخرج من قوقعة المرافعة عن انفسنا لانفسنا , رغم اهمية محاسبة و محادثة و مصالحة الذات...
اننا يجب ان نكتب صحيح , بلغتنا العربية التي لا يمكن لاي ان يحتكرها , و يبقى التحدي ... و تبقى العبقرية هي ان نصل الى اليوم الذي يقال فيه هذه كتابات صحراوية و هذا ادب ل "كاتب صحراوي"...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قميص -بركان- .. جدل بين المغاربة والجزائريين


.. مراد منتظمي يقدم الفن العربي الحديث في أهم متاحف باريس • فرا




.. وزير الخارجية الأردني: يجب منع الجيش الإسرائيلي من شن هجوم ع


.. أ ف ب: إيران تقلص وجودها العسكري في سوريا بعد الضربات الإسرا




.. توقعات بأن يدفع بلينكن خلال زيارته للرياض بمسار التطبيع السع