الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الطائرات بدون طيار والاغتيالات : قضايا قانونية وأخلاقية
فضيلة يوسف
2015 / 1 / 18قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
تخيل أنك تعيش في بلدة أو ضاحية أُطلق بها سفاح ، سلاحه الأساسي القاتل هو قنبلة أنبوبية مليئة بالمقذوفات المعدنية الصغيرة والمتفجرات. وقد صُممت القنابل لقتل وتشويه كل ما يُحيط بمنطقة الانفجار. وعادة تستهدف أسلحة القاتل الرجال ، ولكن يُقتل عدة أشخاص آخرون في المنطقة القريبة في كثير من الأحيان بما في ذلك النساء والأطفال. ويتم إرسال مذكرة إلى وسائل الإعلام في كثير من الأحيان بعد الهجمات تُحذر من هجمات مستقبلية إلا إذا استسلم المستهدفون للقاتل أو القتلة. إن عدم القدرة على التنبؤ بالهجمات المستقبلية يخلق خوفاً دائماً في المنطقة، ويترك كل سكان المنطقة قلقين على مستقبلهم وسلامة أسرهم.
الآن تخيل أن القاتل هو جيش الولايات المتحدة ووكالة الاستخبارات المركزية. وأن القنابل الأنبوبية هي الطائرات بدون طيار المسلحة بمتفجرات قوية تكفي لقتل كل شخص في مساحة بضعة مئات من الأمتار ، على الرغم من أن الطائرات بدون طيار ليست موجهة بشكل عشوائي، إلا أن الناس في المناطق المستهدفة يظنون ذلك . وبعبارة أخرى، لا يعرف أحد في محيط المنطقة المستهدفة متى أو أين على وجه الدقة سوف تضرب الطائرة وسوف تقتل ..
وبناء على ذلك، فإن السكان المحليين في المنطقة المستهدفة يبقون في الداخل، ولا يرسلون أطفالهم إلى المدرسة أو يذهبون إلى العمل ودائماً يأملون ألّا تتعرض أسرهم للقتل في الهجوم المقبل. ثم تضرب طائرة بدون طيار، بداية رجلاً يشرب الشاي مع زملائه. تجذب صرخات الجرحى والقتلى جيرانه، الذين يذهبون لإغاثة الجرحى. بعضهم بسرعة والبعض الآخر لا ، لعلمهم باحتمال توجيه ضربة طائرة بدون طيار ثانية مصممة لقتل رجال الانقاذ. ثم، يسود الصمت.
قُتل أكثر من 3500 شخص ، منذ بدء استخدام الطائرات بدون طيار القاتلة من قبل الولايات المتحدة . وكان العديد من القتلى من المدنيين. يعتمد عدد المدنيين الذين قُتلوا على كيفية تصنيف الولايات المتحدة للمدنيين. تميل الحكومة الأمريكية لاعتبار كل الذكور في المنطقة المستهدفة الذين تزيد أعمارهم عن 14 عاماً غير مدنيين (وهو في حد ذاته مصطلح غامض نوعاً ما)، ولا تعدّهم كالقتلى المدنيين، حتى عندما يكون واضحاً أنهم لم يشاركوا في القتال. إذا تم تطبيق هذا المقياس على الوفيات التي حدثت عندما حلقت الطائرات في مركز التجارة العالمي في 11 أيلول 2001، يبدو من المعقول أن نفترض أن عدد القتلى من المدنيين في هذا الحدث سينخفض إلى عدد قليل جداً. أنا لا أقترح أن نفعل هذا، ولكني ألفت النظر إلى الإحصاءات المتعلقة بالوفيات الناجمة عن الطائرات بدون طيار التي نشرتها الحكومة الأمريكية (والشركات ذات الصلة) هي لخدمة المصالح الذاتية ، وفي أحسن الأحوال، غير صادقين إلى حد ما عندما يتعلق الأمر بأعداد القتلى المدنيين .
تعلم المحامية Marjorie Cohn كل من القانون الدولي الإنساني والقانون الجنائي ، وهي رئيس سابق لنقابة المحامين الوطنية ، ومؤلفة كتاب "الطائرات بدون طيار والاغتيالات : القضايا القانونية والأخلاقية، والجيوسياسية "، الكتاب الذي صدر مؤخراً . ويشمل هذا الكتاب مداخلات كتبها محامون، وقادة دينيون وناشطون مناهضون للحرب وغيرهم وهم في الغالب من الولايات المتحدة، وتشمل أيضاً الأسقف Desmond Tutu من جنوب افريقيا والناشط في مجال حقوق الإنسان Ishai Menuchin من إسرائيل. تغطي المقالات كما يشير العنوان إلى موضوع الاغتيالات التي تتم بواسطة الطائرات بدون طيار وفرق القوات الخاصة من خلال مجموعة متنوعة من المنظورات . ومع ذلك، فإن المنظور الأساسي هو منظور القانون الدولي. وكان هناك توافق بالإجماع من كل الكتاب أن عمليات القتل هذه غير قانونية بجميع مقاييس القانون الدولي تقريباً.
من تدمير Richard Falk لمنطقية سياسات حكومة الولايات المتحدة أكاديمياً ، إلى الرواية الموجعة عاطفياً للناشط Medea Benjamin عن قتل أطفال كريم خان في غارة لطائرة بدون طيار في 31 كانون أول عام 2009 في شمال غرب باكستان، يقدم كتاب الطائرات بدون طيار والقتل المستهدف حججاً مقنعة وقوية تُطالب بوضع حد لهذا التكتيك الأخير في حرب واشنطن على العالم. توسع المراسل المتخصص في التحقيقات Alice K. Ross في الافتراضات التي طرحها الكتاب الآخرون وتحدى ليس فقط عدم وجود وثائق رسمية ولكن أيضاً المعيار المستخدم لتحديد من قتل في الوثائق التي لا وجود لها. قارن كتاب آخرون الاغتيالات نقطة بنقطة مع تبريرات الحرب العادلة الفخرية والقانون الدولي فقط للعثور على افتقار سياسة الاغتيالات بدون طيار للأسف للقانونية ، بدءاً بوصف الاغتيالات الإسرائيلية.
باختصار، هذا الكتاب هو هجوم سريع واطلاق النار على سياسة الولايات المتحدة بتنفيذ الاغتيالات باستخدام الطائرات بدون طيار أو وسائل أخرى. وهو أيضاً يلقي الضوء على أصول هذه السياسة في هجومات تل أبيب ضد الفلسطينيين واغتيالها القادة الفلسطينيين بالهجومات الصاروخية والكوماندوز. والأهم من ذلك هو إضافة معللة، وقانونية للمطالبة بوقف هذه السياسة الآن وإلى الأبد. وافضل الكلمات التي يمكن أن اقولها بعد قراءة هذا الكتاب، لوصف السياسة الأمريكية في القتل المستهدف والاغتيالات بالطائرات بدون طيار أو أي وسائل أخرى هي نفس الكلمات التي تحدث بها باراك أوباما في أعقاب عمليات القتل الأخيرة للصحفيين في باريس من قبل رجال تم وصفهم بسرعة بالإرهابيين. على حد تعبير الرئيس الأمريكي، عمليات القتل هذه "جبانة، و"هجمات شريرة."
مترجم
Ron Jacobs
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي استهداف مناطق عدة في قطاع غزة
.. ما الاستراتيجية التي استخدمتها القسام في استهداف سلاح الهندس
.. استشهاد الصحفي في إذاعة القدس محمد أبو سخيل برصاص قوات الاحت
.. كباشي: الجيش في طريقه لحسم الحرب وبعدها يبدأ المسار السياسي
.. بوليتيكو تكشف: واشنطن تدرس تمويل قوة متعددة الجنسيات لإدارة