الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
معضلة المقدس : كيف يحول المتدينون كوكبنا إلى جحيم
هادي بن رمضان
2015 / 1 / 20العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
منذ أيام نشرت مقالا وكان مقدمة لسلسلة عن كيفية تحول الدين إلى إرهاب وإنتقاله من الشر النظري إلى الشر الفعلي .. بعد أيام قليلة إستفاق العالم على فاجعة باريس وهي إعتداء مسلحين مسلمين على صحيفة شارلي إيبدو الساخرة وخلف الهجوم الإرهابي مقتل 12 فردا بين رسامين وشرطي ...
كالعادة إختلف أفراد العالم الإسلامي في مواقفهم من الهجوم وكانت الغالبية العظمى من المسلمين قد أثنت على ذلك الفعل أو قامت بتبريره بإعتباره الجزاء المستحق لكل من يسخر من الإسلام ونبي الإسلام وأقيم لذلك "hashtag" -غزوة باريس- و -إنتقمنا للنبي- لتشارك فرحة النصر ... أما الأنظمة العربية فكان موقفها رافضا للإرهاب كمجرد إحترام للعلاقات الدولية فهي الأنظمة نفسها التي تعاقب بالموت والسجن ضد المرتدين والساخرين من الإسلام وليست السعودية إلا مثالا عن هذا الموقف المنافق للأنظمة العربية بإستنكارها للإرهاب ومن ثم إقامة حد الجلد ضد رائف بدوي لمجرد تأسيسه لشبكة ليبرالية ! أما حسن نصر الله فقد إستغل الحادثة للترويج لحزبه كنقيض للحركات السلفية الإرهابية واعتبرها مشوهة للإسلام أكثر مما فعلت الرسوم الساخرة وهو الذي كان قبل سنوات قد طالب بإغتيال سلمان رشدي بسبب كتابه "ايات شيطانية" وقد شارك حزب الله في محاولة الإغتيال تلك ...
أعادت الحادثة الأخيرة موضوعا قديما شائكا وهو موضوع إزدراء المقدسات ... فالعالم الإسلامي يرى مقدساته خطا أحمر لا يمكن تجاوزه والإعتداء على المقدس بمجرد الكتابة أو الرسم هو إعلان عن الحرب ويشترك معهم في ذلك الكثير من اليهود وقلة من المسيحيين ... يرى هؤلاء المتدينون أن الحرية لا يجب أن تمس من المقدس وأن هذا الفعل هو فعل إرهابي حتى ذهبوا لتصويره مساويا للهجمات الإرهابية .. ودائما ما كانت الأعمال الأدبية والفنية التي تعرضت للإسلام من وجهة نظر نقدية سببا في إندلاع الفوضى والإرهاب بأوروبا وبكل أنحاء العالم العربي وهكذا جرى الأمر مع كتاب "ايات شيطانية" عندما إستحل الخميني دم الكاتب وإنقلب العالم الإسلامي رأسا على عقب وحاول أحد مقاتلي حزب الله تمرير طرد مفخخ إلى سلمان رشدي إنفجر لحسن الحظ قبل وصوله .. وقد منحت بريطانيا لاحقا لقب "الفارس" لسلمان على إنتاجه الغزير فأجتمع مجلس علماء المسلمين لمنح لقب "سيف الله" لأسامة بن لادن !
هذا الموقف العدائي من حرية التعبير ومن التعرض للمقدسات بشكل ساخر أو نقدي إلى درجة إنتقال الأمر الى القتل والمسيرات الحاشدة بالالاف هو احدى بذور الشر التي يحملها الدين والفكر الديني ...
لا يرد اليهود اليوم على الرسوم الساخرة والانتقادات التي تطال قصة موسى والتوراة بالشكل الهمجي المدمر الذي يرد به المسلمون .. المتعصبون منهم وانصار الحركة الصهيونية يختارون لعب دور الضحية وإستدعاء قضية معاداة السامية .. اما المسيحيون وهم أغلب سكان العالم الغربي فلا نرى لهم ردة فعل تذكر ضد أعداد لا تحصى من الكتب والمقالات والمسرحيات والأفلام والرسوم التي تتطرق بالنقد العنيف والسخرية من المسيحية والمسيح علنا .. واقتصر الإرهاب الشامل وحشد مئات الألوف من البشر للتنديد والتخريب على المسلمين والدول الإسلامية التي تتبنى قانون "إزدراء المقدسات" يعرض المتهم إلى أحكام تتراوح بين السجن أو الإعدام .
يريد المتدينون من خلال هذا القانون الساذج قمع كل صوت وفكر حر .. وهو قانون سخيف لدرجة بالغة السخف .. في مصر يطالب الأزهر كما الكنيسة بتشديد العقوبات على كل ممارس لفعل الإزدراء بالمقدس .. هؤلاء المتدينون أنفسهم يسخرون في تلاواتهم وكتبهم ومعتقداتهم من معتقدات بعضهم البعض بالشتم والتشبيه والتهديد .. فالمسلمون يتلون في مساجدهم ايات ك " كفر الذين قالو الله ثالث ثلاثة " أو " أنما المشركون نجس ... " فسرها حبر الأمة وفقيهها ابن عباس بأن المشركين من يهود ومسيحيين ووثنيين نجس خنزير أو كلب ... وكذلك يرى المسيحيون بأن عيسى كان خاتم الأنبياء وكتابهم المقدس من يقول "يجيء بعدي أنبياء كذبة كثيرون" ... وأهل السنة والجماعة يسخرون من معتقدات الشيعة ومن مقدساتهم .. وكذلك يسخر الشيعة من معتقدات أهل السنة ومعتقداتهم ويتعرضون لها بالشتم كلعن أبا بكر وعمر وعثمان وعائشة ... وقد كلف هذا الأمر ملايين القتلى والجرحى والمشردين بالعراق فقط ... وإذا مررنا إلى بقية اديان العالم كالهندوسية مثلا فسنجدها تتعرض للديانات الأخرى بالسخرية .. وكذلك يسخر المسلمون والمسيحيون من مقدسات الهندوس وغيرهم .. فكل أديان العالم تسخر من بعضها البعض إلى حد الشتم وتبادل الإهانات والسخرية ...
كل هؤلاء المتدينين إذا ما سألتهم ان كانوا يقبلون بحرية التعبير وحق السخرية من مقدساتهم لأجاب معظمهم بالرفض والإستنكار فجميعهم يريد أن يسخر هو من معتقدات الاخرين ومقدساتهم لوحده اما اذا سخر منه الاخرون فتلك إهانة لا بد من مواجهتها بكل الطرق بما فيها القتل والإرهاب وتلك احدى بذور الشر المدمرة التي يحملها الفكر الديني وهي فكرة التفوق وامتلاك الحقيقة المطلقة الغير قابلة للشك او النفي ... اما افكار الاخرين ومقدساتهم فيراها المتدينون هراءا لا مانع في التهجم عليها ... وبالتالي يحتكرون حرية إزدراء المقدس لأنفسهم فقط .
لا نرى اليوم أي إعتداءات يقوم بها المسيحيون واليهود والهندوس بشكل جماعي ضد منتقدي معتقداتهم كما الحال مع الإرهاب الإسلامي المعولم ... أما المسلمون فيتحولون إلى امواج عاتية من الإرهاب والخراب من حين الى اخر وهم الخطر الأول الذي يهدد الصحافة الحرة وحرية التعبير اليوم بأوروبا وهم يكادون يحتكرون بشكل كلي ميدان الإرهاب ضد المفكرين والأدباء والرسامين .. وليست حادثة مجلة شارلي إيبدو إلا نموذجا عما يحمله الإسلام والمسلمون من بذور للكره والتطرف والإرهاب فالمجلة الفرنسية تعرضت لأكثر من مرة للديانة المسيحية بالسخرية في قلب فرنسا حيث الديانة المسيحية هي الأولى ولم يحدث أن هاجمت مجموعة من المسيحيين الصحيفة مهددة بقتل رساميها وذلك يعود الى الإصلاح الطويل الذي خضعت له المسيحية حتى انصهرت بشكل شبه كلي بالقيم العلمانية لأوروبا التي عقبت عصر التنوير أما الإسلام الذي لم يخضع لأي إصلاح جدي لازال يتعامل مع الرسوم الكاريكاتيرية والكتب بالأساليب البوليسية .. بالقنابل والرصاص والإغتيالات ولا عجب في ذلك فأكبر تيار يمثل الإسلام اليوم هو التيار السني يليه الشيعي الاثنى عشري وكلاهما يقومان على الإرهاب وعقيدتي الولاء والبراء وبالطبع سنجد غالبية المسلمين المطلعين بشكل واسع على تعاليمهم يحملون أفكارا إرهابية دموية وحتى بقية من ينسبون الى الاسلام لمجرد إنحدارهم من أصول عربية وإسلامية فسنجدهم مقتصرين على الشماتة وتمني الموت للمعتدين على المقدسات .
لا يريد المسلمون أن يفهموا أن المقدس ليس مقدسا إلا في نظر من يعتقد بقدسيته ... وان من يملك نظاما فكريا وعقائديا يتناول كل جوانب الوجود فبالتالي لابد ان نخضعه للفحص والنقد .. على الأقل بالنسبة لنا نحن غير المعتقدين بقدسية تلك العقيدة .. وكذلك يحق لنا تناول الشخصيات التاريخية جميعها من وجهة نظرنا نحن .. إما بالكتابة بالنسبة للفلاسفة والمفكرين والمختصين أو بالرسوم والأفلام بالنسبة للرسامين والمبدعين ... إنك حين تزعم بأن كتابك هو خاتم الكتب السماوية وأنه المرسل من عند الله وان غير المؤمنين به ينتظرهم العقاب فأنت بالتالي قد إعتديت على كل معتقدات أهل الأرض وقمت بإهاتنتها وتكذيبها وبالتالي قد تعرضت لمشاعر بقية المتدينين ممن يعتقدون بقدسية كتبهم ومعتقداتهم أيضا ...
وإنك حين تزعم بأن غير المعتقدين بمعتقدك هم من أهل النار فأنت لا تتعرض إلى معتقداتهم فقط .. بل إلى أشخاصهم أيضا و يصل الأمر الى اللعن والسباب كما يفعل رجال الدين المسلمين في كل خطبة جمعة وكما يفعل نبي الإسلام بمخالفيه في كتابه القران ...
نقد المقدس والنظم الفكرية والعقائدية هي الوسيلة التي عبرت بها البشرية عصور البداوة إلى عصرنا هذا ... فالمسيحية جاءت نقيضا لمعتقدات الوثنيين .. ولو رأى الوثنيون أنه للجميع الحق في التعرض للمقدس بالنقد لما كان مصير المسيحيين القتل والصلب والحرق ... ثم ازدهرت المسيحية ولاحقت اليهود والوثنيين .. ومارست القتل والتعذيب والتضييق ضد المفكرين والفلاسفة واتهمتهم بالهرطقة والزندقة ومنعت تداول كتبهم ... ثم جاء الإسلام متهجما على وثنية القبائل العربية وكذلك متهجما على اليهودية والمسيحية .. وقام نبي الإسلام بإزدراء مقدسات الناس ومعتقداتهم بمكة قبل فراره إلى المدينة .. ولو رأينا بمثل ما يرى به المسلمون اليوم من ضرورة احترام المقدس ومعاقبة ممارس فعل الإزدراء لوقفنا إحتراما للنضر بن الحارث وابا الحكم (أبو جهل) وأعلام قريش ومثقفيها على ما أنزلوه من عنف لفظي وجسدي بمحمد وأتباعه لأنهم كان ينفذون أيضا قانون تجريم إزدراء المقدسات ... ثم إزدهر الإسلام وفرض قانونه الخاص أيضا بسحق من يتعرض للعقيدة الإسلامية بسوء ... ثم انتقل الأمر الى الطوائف الإسلامية ضد بعضها البعض .. خوارج وسنة وشيعة ومعتزلة ... وأسفر ذلك عن مجازر جماعية إرتكبتها فرق أهل السنة ضد بعضها البعض ثم اهل السنة ضد الشيعة والسنة ضد المعتزلة ثم الإسلام ضد المسيحية والمسيحية ضد الإسلام وكل الأديان ضد بعضها البعض ... وقد حول المتدينون المعتقدون بالأديان الإبراهيمية خاصة لقرون العالم الى جحيم لا يطاق .. فهم أولا يمارسون العنف الدموي ضد بعضهم البعض لأنهم لا يقبلون بحرية الرأي ولا الفكر الحر ولا يقبلون بوجود تيار ديني اخر لا يتبنى أسسهم العقائدية .. ثم ينقلون عنفهم الى الخارج ضد أهل الأديان الاخرى .. وكان بإمكان البشرية أن تتجنب إراقة كل تلك الدماء لو إلتزم كل فرد بمعتقده المقدس بما هو مقدس شخصي فقط .. يحق للاخر ان يعرضه للنقد والسخرية ... ولو كان الكاتب يرد عليه الكاتب والكتاب يرد عليه بكتاب لما كما يرد المسلمون اليوم على الرسم والكتاب بالقنابل والرصاص والسيارات المفخخة ...
المعتزلة والقرانيون والامذهبيون اليوم من -مسلمين جدد- وهم الفئة التي تقدم "الإسلام المسالم المتسامح مع الاخر" لا تتبنى أفكارا إرهابية تحرض على إستهداف الصحف والمفكرين والرسامين .. يعلم هؤلاء أن كل الأفكار والنظم العقائدية يجب أن تخضع للفحص والنقد وبالتالي الإزدراء إما بالأساليب العلمية أو الفنية ... وهؤلاء المسلمون يحترمون حق الاخرين في التعبير والسخرية ... لأنهم هم أنفسهم مهددون بالقتل والذبح من قبل السنة والشيعة ... وهم ينكرون أحاديث وعقائد كثيرة يحكم على منكرها بالقتل ردة في المذهب السني أو الشيعي ... أما بقية المسلمين فلا يهتمون لأمر أحد ولا يرون حجم الشتائم والاهانات الواردة بالقران وكتب الحديث المتوجهة بالإزدراء لمقدسات وذوات بقية أهل الأرض ... وهم يعتقدون بأن حرية التعبير سلاح غربي أريد به التهجم على الإسلام وبالتالي لا يجب إحترام هذا السلاح والرد عليه بكل الطرق .. وهم يجهلون ان رفضهم لحرية التعبير -من ضمنها الازدراء- يجعلهم أول من يدقع ضريبة هذا الرفض ... تفجيرات بمدارس وأحياء شيعية لأن أهلها مشركون يلعنون ما يقدسه السنة ... وكذلك يرد الشيعة بالمثل لأن النواصب السنة لا يحترمون عقائدهم ومقدساتهم ... ولو إكتفى المسلمون بالرد على بعضهم البعض بالقلم وإحترام حق الاخر في إزدراء المقدس لوفر عليهم أطنانا من الجثث والدموع .
كيف سيكون كوكب يكون فيه المتدينون جميعهم نسخا من منفذي الهجمات الإرهابية على صحيفة شارلي إيبدو ؟
سيكون جحيما بلا شك ... مليار من الهندوس يجندون أعدادا لا تحصى من الانتحاريين لاستهداف مراكز ذبح وبيع لحوم البقر الكائن المقدس لدى الهندوس واستهداف كل الطوائف التي لا تحترم البقر في شتى أنحاء العالم ... مليار ونصف من المسلمين يجندون الانتحاريين لاستهداف بعضهم البعض .. واستهداف الكنائس والصحف والمسارح والكتاب والمخرجين والرسامين لانتقادهم لمحمد أو للإسلام ... وكذلك أعداد هائلة من الانتحاريين والجنود المسيحيين يقع توجيههم الى المساجد حيث يلعن المسيحيون وتنتهك مقدساتهم وكذلك ضد بعضهم البعض كاثوليك وبروتستانت ... وسنرى أصحاب معتقدات أخرى ينخرطون في حملة الدفاع عن المقدس الدموية تلك من ضمنهم عبدة النار والشيطان ...
فمتى يعلم المسلمون أنهم أول من يدفع ضريبة وجود من لا يحترم القلم ولا يرد على القلم بالقلم ؟ ربما لن يفعلوا ذلك إلا عندما يحول الهندوس والمسيحيون واليهود أوطانهم إلى ساحة للموت والدمار وإستهداف كل من يتعرض للمسيحية او اليهودية او الهندوسية بالنقد وسيجبرون بالتالي على احترام القلم خوفا على حياتهم ... وربما بحدوث ذلك فلن يحترموا أي شيء أيضا ... فطالما كان الدين بفكرتي الثواب والخلود مدمرا لكل الغرائز البشرية الطبيعية من ضمنها غريزة البقاء .
إننا لو اضطررنا جميعا إلى الإلتزام بإحترام مقدسات الاخرين لكانت البشرية قد زالت منذ عصور خلت ... ولما سقطت عقائد ونظريات وبرزت أخرى ... ولما استطعنا اختراع المصباح الكهربائي لوجود من يقدس الشمس .. ولما امتلكنا المقدرة على تناول اللحوم لوجود من يقدس الكائنات الحية الأخرى كحال الهندوس .. ولما امتلكنا المقدرة على استغلال الأشجار والبحار والطبيعية لوجود من يقدسها ... ولاضطررنا الى القول بثبوت الأرض ودوران الشمس حولها و تجنب البحث في أصل الكون والإنسان إحتراما لمقدسات الاخرين ولأصيب حينها الجنس البشري بالخرس المطلق ...
يعلم المتدينون أن معتقدهم قائم على إزدراء معتقدات الاخرين ... وقائم على فكرة أن الاخرين هم أهل الضلال والنار .. فكيف يريد أصحاب هذا المعتقد ان يحترمه من لا يعتقد بقدسيته ! ويعلم المتدينون والمسلمون أن إيمانهم هو إهانة لكل مقدس لدى الاخرين وبالتالي لا منطقية في أن يسببوا الكثير من الضوضاء إذا ما انتقدت وأهينت مقدساتهم ... يعلمون كل ذلك بلا شك ولكنه للأسف الدين يقدم نفسه كحقيقة مطلقة لا تقبل الدحض او الشك ... وبالتالي لا يقبل أصحاب هذا الدين أو المعتقد المس مما يرونه مقدسا ... مع جواز المس من معتقدات الاخرين لانها باطلة , كما يقول معتقدهم .
لقد درج بعض المجملين لقبح عقيدة الإسلام لتبرير الأحداث الأخيرة للقول بأن الصحيفة لم تمس من الإسلام فقط بل من كل الأديان الإبراهيمية ... يريد هؤلاء بقولهم هذا التستر خلف تلك الجبهة اللاهوتية الإبراهيمية القديمة التي حاربت الفكر المادي لحشر اليهودية والمسيحية في إطار الإرهاب الذي يمارسه المسلمون اليوم ضد القلم ... ويريدون بقولهم هذا ان يصوروا للعالم أن اليهودية والمسيحية نزلتا إلى جانب الإسلام ضد كل ما يستهدف الفكر الديني بالإهانة ... وهكذا يتلاعبون بالكلمات في محاولة لعدم إظهار الاسلام والمسلمين كمحتكرين للإرهاب ضد المفكرين والرسامين والمخرجين بينما الحقيقة أن المسلمين هم فقط من يقود قاطرة العنف والإرهاب ضد الصورة والقلم ... والأمر أشبه بأحد الدعاة المسلمين عندما وقف يلعن داروين وكتابه أصل الأنواع ونظرية التطور .. وقد خشي أن ينعت الإسلام بأنه دين محارب للعلم متخلف عن غيره من الأديان التي خضعت الى الاصلاح بعد أن علم بمراجعة الكنيسة لموقفها من النظرية .. فطالب البابا بالتصدي للنظرية لأنها تمس من العقيدة المسيحية أيضا .. لا يخشى هذا الداعية بقوله هذا على المسيحية ولكنه أصولي عاجز رافض للإصلاح الديني أراد حشر المسيحية في صفه لئلا يظهر وحيدا في جبهة التخلف والرجعية ولكي يتجنب إصلاحا يرى بكفر وردة المطالبين به .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - رأي
نصر
(
2015 / 1 / 20 - 20:46
)
ملاحظتين أود أن أضيفهما يا أستاذ هادي:
الأديان بشكل عام لابد ان تتنافر او تتحارب لأنها جميعا تقوم علي المعرفة المطلقة..
النقطة الثانية ان الأديان لا تتساوي.. فلا يمكن مقارنة الاسلام بمعظم طوائف الهندوسية المسالمة..
مع تحياتي لك.
2 - تحية
عبد الله خلف
(
2015 / 1 / 21 - 00:02
)
يجرّم القانون الفرنسي (المادة 24) مجرد التشكيك في وقوع جرائم ضد الإنسانية (هناك ضوابط قانونية لإدراج تلك الحوادث) و التي على رأسها ما يُسمى بـ(الهولوكوست)، التي وقعت ضد اليهود حسب الرواية، و قد يُعاقب هذا الشخص بالسجن لمدة تصل إلى سنة كاملة أو غرامة كبيرة لمجرد التشكيك في وقوعها. فلو قام أستاذ جامعي أو باحث بدراسة تلك الوقائع و تحليلها بشكل أكاديمي موضوعي و توصل إلى التشكيك في بعض تلك الوقائع المُدّعاة؛ فإنه سيكون عرضة لهذه العقوبة! بينما لو قام نفس الأكاديمي بالتشكيك بجرائم ملوك فرنسا التاريخية ضد أغلبية الفرنسيين أنفسهم (و ليس الأقلية اليهودية) فهي من أساس الدراسات الأكاديمية! نلاحظ هنا أن الحاصل هو مجرد الدراسة و التشكيك، بينما لو قام شخص بالتبرير للـ(هولوكوست) أو دافع عن مرتكبي تلك الجرائم المدعاة؛ فإنه سيكون عرضة لعقوبة تصل إلى خمس سنوات أو غرامة كبيرة (المادة 48)! .
.. صحيفة هآرتس: صفعة من المستشارة القضائية لنتنياهو بشأن قانون
.. عالم الجن والسحر بين الحقيقة والكذب وعالم أزهري يوضح اذا ك
.. واحدة من أبرز العادات الدينية لديهم... لماذا يزور المسيحيون
.. مشاهد لاقتحام مستوطنين باحات المسجد الأقصى تحت حماية قوات ال
.. تجنيد اليهود المتشددين قضية -شائكة- تهدد حكومة نتانياهو