الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل أعلان -إدارة ذاتية- للايزديين في شنگال جريمة و خيانة قومية ؟

هشام عقراوي

2015 / 1 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


كلما تعرض الشعب الكوردستاني الى مشكلة مصنعة من قبل محتلي كوردستان أو مشكلة ناجمة عن أختلاف بين القوى الكوردية نفسها، أنشق المثقفون والسياسيون والقوى السياسية الكوردية الى شضايا متفرقة منطلقين من مصالحهم أو أحساسهم أو حتى علاقاتهم الشخصية في تقييم الحدث مبتعدين كل البعد عن العقلانية و الموضوعية في التحليل و المواقف و مع الاسف الشديد يلجئ الاغلبية الى ألاساليب التضليلية في الكتابة و يدعون بأنهم ينطلقون من المفاهيم القومية و الانسانية و الديمقراطية لا بل و يذهب البعض أبعد من ذلك ليصفوا أنطلاقاتهم بالتحرريية و الاستقلالية.
هذا الموضوع محاولة لوضع الخلاف الجاري في منطقة سنجار و على الايزديين و بالتحديد حول الادارة الذاتية في سنجار في نصابة الصحيح.
و هنا لست بصدد الدفاع أو التهجم على أي من الحزبين الرئيسيين في منطقة سنجار وهما الحزب الديمقراطي الكوردستاني و فروعة و حزب العمال الكوردستاني و حلفاءة و لست أيضا بصدد من الذي يدعم أنشاء أدارة ذاتية في سنجار و من الذي يقف ضدها و سوف لن أتطرق الى نوعية الصراع بين هذين الحزبين و منطلقات معارضة أحدهما للاخر.
بل ساحاول أن أجيب على السؤال المطروح أعلاه و هو: هل أعلان "إدارة ذاتية" في شنگال جريمة قومية و خطوة فاشلة و هي ليست في مصلحة الشعب الكوردي و في مصلحة الايزديين؟ و من خلالة الوصول الى حقيقة ما يجرى هناك و حقيقة الخلاف حول ما يسمى بالادارة الذاتية في سنجار.
و للرد على السؤال نقول: هناك عدد من الحقائق يجب أن يضعها الانسان أمام عينية في حالة كون الكاتب منصفا و يريد قول بالحقيقة قبل النطق برأية. فنحن متأكدون من أن أغلبية الذين يعارضون فكرة الادارة الذاتية في منطقة سنجار منطلقهم ليس قوميا و لا أغلبية الذين يوافقون علية ايضا منطلقهم قومي، بل أن المنطلق الرئيسي هو حزبي، شخصي، ذاتي.
فلو كان الحزب الديمقراطي الكوردستاني برئاسة مسعود البارزاني قد قام هو بأعلان الادارة الذاتية لكانت اليوم المسيرات و برقيات التهنئة تنهال على مجلس الادارة الذاتية في سنجار و لكان الكثيرون من الذين يهاجمون أعلان الادارة الذاتية يمدحونها الان.
سنجار نفسها كانت تتمتع بأدارة حزبية ذاتية قبل مجئ داعش الى المنطقة و المنطقة بأسرها و كانت تدار من قبل الحزب الديمقراطي الكوردستاني و لم تكن تابعة رسميا الى أقليم كوردستان و حتى حكومة أقليم كوردستان لم تقوم الى الان بضم مناطق الموصل المتنازع عليها الى أقليم كوردستان ومن ضمنها مناطق سنجار، لذا فأن هذا المنطقة لا تزال على حالها الى اليوم ، اي أن أدارة الحزب الديمقراطي الكوردستاني لمنطقة سنجار لم ينجم عنها ألحاق هذة المنطقة بأقليم كوردستان بل بقت جزأ من محافظة الموصل كما أن الاقليم الى اليوم تابع الى العراق و لم يستقل عن العراق.
من الجهة الاخرى فأن تأييد الطرف الاخر و هم المؤيدون لحزب العمال الكوردستاني لأعلان الادارة الذاتية في سنجار، ناجم عن كون هذا الاعلان جاء بدعم من الحزب الذي يؤيدونه.
الادارة الذاتية الشرعية و الرسمية في منطقة سنجار بحد ذاتها و بعيدا عن الخلاف بين الحزب الديمقراطي و حزب العمال هي حق من حقوق أهل المنطقة و لكنها يجب أن تخضع الى قوانين و أسس و منها أجراء أنتخابات ديمقراطية في المنطقة و طبعا بعد تحريرها كاملة يحدد فيها أهل المنطقة طريقة الادارة التي يرغبونها. و لا يستطيع احد الاعتراض على هذا الحق طالما كان في أطار غير حزبي. و الى أن تتوفر مؤهلات أجراء أنتخابات ديمقارطية في سنجار يجب على جميع القوى و الاطراف الاتفاق على طريقة أدارة المنطقة و على رأسهم الايزديون أنفسهم و على كل الاحزاب و القوى السياسية في المنطقة العمل و بحرية و التعاون لما فية خير الايزديين و باقي مكونات تلك المناطق.
الادارة الذاتية التي تم تشكيلها ( أن كان ذلك صحيحا) من حق للذين يؤمنون بالادارة الذاتية، كما أنه بأمكان الذي لايؤمنون بالادارة الذاتية المعلنه العمل حسب المؤسسات التي يرونها صحيحة، فالمنطقة غير محررة كاملا و المؤسسات الحكومية غير عاملة فيها بشكل كامل.
كما أسلفنا فأننا ننظر الى مسألة الادارة الذاتية كشل أداري و ليس كشكل حزبي كما أن شكل ربط مناطق سنجار بباقي الاراضي الكوردستانية يختارها أهل المنطقة و هذة الادارة تبقى و طنية طالما لم تدعو و لم تعمل على فصل هذة المنطقة عن كوردستان و لا الى الحاقها بدولة من الدولة المحتلة.
أنشاء منطقة أدارة ذاتية بشكلها الحالي لربما هو خيانة و لكن للاحزاب التي لا تريد العمل بالنصوص و القواعد الديمقراطية و هي ليست ابدا خيانة قومية أو وطنية. لأن أنشاء هذة المنطقة (بشكلها الحالي) يعني أنتهاء سلطة بعض الاحزاب هناك وبدأ سلطة أحزاب اخرى و لهذا أنقسمت القوى السياسية الى قسمين بين مؤيد و مناهض.
و للذين يقولون أن تجربة الادارة الذاتية المعلنه ستفشل نقول: نعم أن هذة الادارة ستفشل في حالة أعلان الحرب عليها من جميع الجهات الحزبية و من قبل المحتلين و لكنها لربما ستنجح في حالة التعامل معها بشكل ديمقراطي و حضاري معها و على أساس كونها تمثل أرادة على الاقل جزء من الشعب الايزدي في المنطقة. أي أن نجاح أو فشل تجربة الادارة الذاتية تلك مرتبط بمدى التعاون بين القوى الكوردية و ليس بفكرة الادارة الذتية نفسها.
الادارة الذاتية هي طريقة للربط بين الاقاليم و المركز متبعة من قبل ألكثير من الدول المسمات بالديمقراطية في العالم لان الديمقراطية الموجودة على الارض نسبية و ليست مطلقة. و الدول الاكثر ترابطا من الناحية الادارية و الفكرية و المشاعر المشتركة هي التي تتمتع محافظاتها و مناطقها بالادارة الذاتية الحقيقة.
لذا فالوقوف ضد الادارة الذاتية في منطقة سنجار الان هو ليس بسبب كون هذة الصيغة فاشلة أو غير ديمقراطية أو أنها ستؤدي الى تقسيم كوردستان بل لانه تم تشكيلها بدعم من حزب سياسي معين و لربما سيتم أفشالها بسبب الصراعات الحزبية.
واقع اقليم كوردستان يقول أن محافظة السليمانية تتمتع بأدارة ذاتية حزبية و دهوك أيضا تتمتع بأدارة ذاتية حزبية. الاولى يسيطر عليها الاتحاد الوطني و حركة التغيير حاليا و الثانية اي دهوك يتم أدارتها من قبل الحزب الدميقراطي الكوردستاني و المدينتان تابعتان لاقليم كوردستان و الادارة الذاتية في منطقة سنجار و في أسوأ أحوالها ستكون أدارة ذاتية حزبية بنفس طريقة الادارات الذاتية في السليمانية و دهوك و اربيل و حتى كركوك.
الشعب الكوردي في اقليم كوردستان تقبل و لو على مضض الادارة الذاتية الحزبية في السليمانية و دهوك. و الشعب الايزدي أيضا تقبل الادارة الذاتية الحزبية التابعة للحزب الديمقراطي الكوردستاني في مناطق سنجار أيضا. و لكنه لم يتعود على الادارة الذاتية المقربة من حزب العمال الكوردستاني في سنجار التي لربما ستتحول الى بداية لتشكيل أدارات ذاتية اخرى في جميع أنحاء اقليم كوردستان .
مع الاسف لا يتطرق المثقفون و السياسيون و القوى السياسية الكوردية الى حقيقة الصراع الحزبي في موضوعة الادارة الذاتية و باتوا يطرحون أفكار لا وجود لها على أرض الواقع و يستخدمونها من أجل أبقاء الوضع أما على ماهو علية أو أن يعيدوا منطقة سنجار الى ما قبل الثالث من اب و قبل سيطرة داعش عليها.
الادارة الذاتية لا تعني ابدا الاستقلال و الذين قاموا بأعلان أدارة منطقة سنجار لم يتطرقوا الى الحاقها لا بالعراق و لا بسوريا أو بتركيا و لا الى فصلها عن اقليم كوردستان و غير واضح أن كانت القوى الاخرى قد قاطعت الاجتماع التأسيسي أو تم أبعادهم من الاجتماع.
على القوى السياسية الكوردية المتنافسة في منطقة سنجار و كوردستان ابعاد صراعاتهم الحزبية عن الطابع القومي الوطني و عن الديمقراطية و الادعاء بحرية الاختيار، لأن ما يجري في منطقة سنجار هو الى اليوم صراع على السلطة و على النفوذ الحزبي لا غير و لا علاقة له بالصراع الكوردستاني القومي و الوطني. و لكن من الممكن و بعد تدخل الدول المحتلة أن يتحول الى مسألة قومية في ماهيتها فتركيا بكل قوتها تريد و تعمل على أضعاف حزب العمال الكوردستاني في جميع أجزاء كوردستان و الحرب على الادارات الذاتية لا يقتصر على منطقة سنجار بل أن أغلبية القوى التي تعادي الادارة الذاتية في سنجار هم نفسهم الذين يعادون الادارات الذاتية في غربي كوردستان على الرغم من تواجد تلك الادارات ضمن الحدود السورية.
الادارة الذاتية هو مصطلح عام يمكن أشتقاق العديد من المسميات الاخرى منه من الحكم الذاتي و الى الفدرالية و الى نظام البلديات و العديد من التسميات الاخرى. فالنظام الموجود في أقليم كوردستان هو ايضا نوع من ألادارة ذاتية و من الممكن تسمية الادارة الذاتية في منطقة سنجار بمحافظة سنجار و ربطها أداريا بأقليم كوردستان و في الوقت الذي لا تعادي القوى السياسية الكوردية نظام الادارة الذاتية الحزبية في اقليم كوردستان نرى نفس القوى تعادي الادارة الذاتية و لتكن حزبية هي الاخرى في غربي كوردستان و تعاديها في أية بقعة كوردستانية اخرى يتم تشكيل أدارة ذاتية عليها.
و هنا نستنتج أن الذي يجري هو صراع حزبي و مرتبط بالنفوذ الحزبي والسلطة الحزبية و كل من يتناول المسألة على أنها مسألة مرتبطة بوحدة الاراضي الكوردستانية فأنه يريد تضليل الرأي العام من أجل المصالح الحزبية و الشخصية.
لا يستطيع احد التحدث بأسم الايزديين سوى الايزديون أنفسهم و الذي يريد دعم و مساعدة الايزديين عليهم ترك أمر الادارة الذاتية في مناطق سنجار الى أهل المنطقة و أذا كان المشاركين في أعلان الادارة الذاتية في سنجار هم ايزديون أبا عن جد و من أهل المنطقة فلا يحق لاي حزب سياسي أو مثقف أو سياسي رفضهما. أما أذا كان المقررون من مناطق اخرى فلا يحق لهم تقرير مصير الايزديين. فلا دهوك و لا أربيل و لا القاميشلي و لا امد و لا مهاباد يحق لهم تحديد مصير سنجار و فرض الاملاءات عليهم تحت أية مسميات. على العكس من ذلك فأن منع الايزديين من أدارة أنفسهم بأنفسهم هو تدخل سافر في شؤون المنطقة و الايزديين. و هذا يشمل جميع القوى الغير الايزدية المتصارعة على المنطقة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اخترقت غازاته طبقة الغلاف الجوي.. علماء يراقبون مدى تأثير بر


.. غالانت: تم القضاء على نصف قادة حزب الله في جنوب لبنان والنصف




.. يديعوت أحرونوت: استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية تفتح توقعا


.. هيئة البث الإسرائيلية: الجيش نفذ هجوما على 40 هدفا في جنوب ل




.. ما الهدف من التصعيد الإسرائيلي الإيراني الأخير؟