الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيكولوجية التجاوز الايجابي

علي عبد الرحيم صالح

2015 / 1 / 21
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


إن الحقيقة المرة التي تجعل الافراد يعيشون بصعوبة وبتنافس وعداء شديدين يتمثل بضعف قدرتهم على تجاوز الخلافات او نقاط المعارضة التي يتقاطعون بها مع الاخرين، إذ ينظر كل طرف الى الاخر بمنظر واحد وبطريق مقطوع يتمثل بعدم الرغبة في نسيان الماضي بل يجعلون هذا الماضي عائقا وجدارا كبيرا يفصل العلاقة والعيش المشترك بينهما . وهذا الحال يعيشه الكثير منا مع الاخرين وكذلك تعيشه فئات المجتمع العراقي والعربي بكل طوائفه ومذاهبه واعراقه بحيث اصبح (هذا الحال) يشكل مشكلة وجودية في قبول الاخر والعيش معه بسلام ووئام .
هذه القضية تطرح امامنا مفهوما هاما يجب أن يظهر ويطبق على ارض الواقع في حال اذا اردنا ان نعيش كباقي الدول المتحضرة او على الاقل العقلانية في العالم ، وهذا المفهوم يتمثل بالتجاوز الايجابي والذي يعني ان نتجاوز كل خلافاتنا الماضية والدامية وان ننظر الى القضايا المصيرية المشتركة مع الاخرين ، مع ترسيخ مبادئ الحب والاعتذار وتقدير الخسائر التي تلحق بنا اذا ما بقينا على هذا المسار السلبي في الحياة . إن التجاوز الايجابي لا يعني الضعف والتنازل عن الهوية الاجتماعية او التنازل عن حقوقي التاريخية المشروعة بل هو طريقة لبناء هوية جديدة ومشتركة تجمع كافة المذاهب والاطياف والاعراق تحت هوية وطنية واحدة ، هوية تعرفني كانسان ومواطن له ابسط مقومات العيش والحقوق .
إن ما نحتاجه اليوم وفي ظل الاستبداد - الهمجي الداخلي والخارجي ان نجلس على طاولة حوار واحد بشرط ان لا تشمل نواعيق الطائفية والدم ، بل اشخاص يسعون الى المصالحة واحترام الاخر ، اشخاص لا يتعلقون بفخاخ الماضي المأساوي ولا يفكرون بمذهبهم فقط بل بهويتهم الوطنية ومصير الشعب المحطم . فضلا عن ذلك يجب ان ننتبه الى ان شروط التجاوز الايجابي تظهر في الاتي :
- تجاوز الخلافات السابقة ، ومد يد الرحمة والاعتذار مع الاخر بشرط ان يكون الاعتذار متبادل .
- الانفتاح على الاخر ، واحترام رأيه وتقدير وجوده في الحياة.
- الحوار البناء والهادف الى حل جميع القضايا المعلقة .
- تعزيز ثقة الاخر بنا ، وان نعطيه الامان ويد العون .
- مساندته في حل خلافاته واحساسه باننا موجودين معه وله .
- وضع خطة طريق واضحة يمكن ان نسير بها معا نحو بر الامان .
- مراجعته في كافة الامور والمشورات حتى تكون علاقتنا بناءة ورصينة .
وفق هذه الشروط ستلتئم جراحنا ونكون قد بدأ الخطوة الاولى من الف ميل نحو السلام والعيش الرغيد والحب المتبادل مع الاخرين ، وسنصل بكل تأكيد نحو واقع اجتماعي جميل نحلم به كل يوم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضربة إسرائيلية ضد إيران في أصفهان.. جيمس كلابر: سلم التصعيد


.. واشنطن تسقط بالفيتو مشروع قرار بمجلس الأمن لمنح فلسطين صفة ا




.. قصف أصفهان بمثابة رسالة إسرائيلية على قدرة الجيش على ضرب منا


.. وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير تعليقا على ما تعرضت له




.. فلسطيني: إسرائيل لم تترك بشرا أو حيوانا أو طيرا في غزة