الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عاشوراء في فكر الشيعة الامامية ج2

عبد الامير جاووش

2015 / 1 / 24
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


هدف البحث
----------------------
نظرية المعرفة هي البحث في طبيعة المعرفة وأصلها وقيمتها ووسائلها وحدودها، والبحث عن المشكلات الفلسفية الناشئة عن العلاقة بين الذات المدركة والموضوع المدرك، أو العارف والمعروف. وهذا المجال يأخذ مساحة واسعة و رأي عميق في تفكير الفيلسوف المتميز، أما في مشروع فلسفي أصيل فإن هذه النظرية تكون موضوعا جوهريا في حبكة المذهب الفلسفي وتوصيف مدياته في العمق والاتساع. وكما قال الصدر في كتابه فلسفتنا : المعرفة الإنسانية.. هي نقطة الانطلاق الفلسفي لإقامة فلسفة متماسكة عن الكون والعالم،فما لم تحدد مصادر الفكر البشري ومقاييسه وقيمه لا يمكن القيام بأية دراسة مهما كان لونها .
واعتقد أن موضوع المعرفة كان له الأثر الفاعل في صياغة المذاهب الإسلامية، خصوصا في بلورة أصل الأصول – مفهوم التوحيد – فمثلا أن العقل جوهر مطلق، يلزم أن ما يقرّه العقل حكم به الشارع، ومنه مبدأ الاستحسان . أو رأي ابن سينا أن الحس يدرك الجزئيات الشخصية، يلزم أن الله يعلم الكليات ولا يعلم الجزئيات. وعند الإسلاميين كانت تبحث المعرفة ضمن موضوعات مثل مباحث( النفس، والميتافيزيقيا، والمنطق) كما هو الحال في الفلسفة اليونانية، والغريب أن الذين اختلفوا حول حدود عصمة النبي(ص) لم ينازعوا منطق أرسطو وأنه آلة العصمة للذهن، ولم يستنكروا تفسير أفلاطون وأرسطو للنبوات التي عندهم تساوي قوة السحّارين ولكن بالاتجاه الموجب أو المضاد للشرير .
وعندما نصنف حضارة ما من الناحية الثقافية والأخلاقية، فإننا نقدر ذلك من واقع أنه على أسلوب المعرفة الممنهج يعتمد معدل الإنجاز وحركة التقدم في فترة زمنية . وباحتساب أن طريقة التفكير هي أهم من الأفكار نفسها ، فإن الإسلام لم يؤثر في الدولة العربية الإسلامية، اللهم إلا في حدود ضيقة تبرز في رحاب مدرسة الإمام علي(ع) .
دائما نجد أن ما يناضل العلماء من أجله في البحث والدراسة، ليس فقط ضبط وتنظيم وتعميم ما توصلت إليه البشرية بالتجربة والخبرة والاستنتاج والحدس والإلهام في ميادين مختلفة من المعرفة والعلم والحكمة، ولكن أيضا تطبيع عقول الناس على أساليب معينة في التفكير الذكي، والحث على ممارسة مبادئ تطبيق تلك الأساليب.
ولكن في حياة النبي(ص) بين مكة والمدينة، كانت تلك التعاليم بالنسبة لأكثرية الناس تمثل عقلانية متشددة في التخطيط الدائم لتفاصيل الحياة، كذلك درجات الإيمان الذكي كانت تسبب الإجهاد الفكري والإرهاق النفسي لغالبية المسلمين. فكان المتوقع أن تحدث ردة الفعل بشكل قفزة إلى الماضي، تخفف الضغط والتوتر الذي تجلبه حياة الصحوة العقلية والانتباه المستمر .
كانت النهضة العلمية الخلاقة سببا للتغير السريع لإيقاع الحياة، وهنا يشتد القلق في النفوس، ومنه شعور الاغتراب وظهور التفسير المعقد ونشوء الخرافة وعودة الأساطير، والصراع على المنافع الاقتصادية والمراكز الاجتماعية ، وإرهاصات التعقيد والعقد الجنسية(خصوصا في الظروف العسكرية التي عاشتها البلاد) . والذي حدث عند وفاة النبي(ص) هو بدافع الآليات النفسية الدفاعية من النكوص وأخواته .
ربما لا أحد يتصور الجهد الذي بذله الأئمة المعصومون، من أجل بسط المعرفة ودعم المنهج العلمي. حتى إذا حان عصر الغيبة الكبرى، ظهرت بوادر التراخي والتدهور في البنى التحتية للحضارة القائمة آنذاك.
لقد كان من يمسك بزمام السلطة يتسلل في جميع الميادين ويتحكم في نشر الآراء والأفكار. ويعتقد أن تفوق آل محمد(ص) يشكل بالنسبة له عائقا أو منافسا حادا أو قوة معادية لسطوته. فسعى الحاكمون لجلب الآراء النظرية المجردة من فارس ويونان والهند وزجها في حلبة الصراع، أو اقتباس مبدأ النشاط الروحي ولاسيما صوفية الهنود ووضعها في خصومة مع الفعل الجاد، أو التزمت في التوجه العروبي (القرشي) كسند وحيد لشرعية الزعامة.
تلك العصور التي كان الخليفة، يتلاعب فيها بالتحكيم العلمي، لا بد أنها عصور متخلفة بالنسبة للثورة المحمدية، خلت من الإبداع المنشود وغلب عليها النظام العسكري والعقلية الجافة، التي لا تعرف من العلم غير إعلام الحرب النفسية.
وفي هذا البحث سيكون الهدف هو التحقيق في السؤال:-
هل يمكن تصور: أن مؤامرة من الروم، أدت إلى قتل النبي(ص) والانشقاق بين المسلمين، ثم كان نصر اليرموك مدفوع الثمن ليحكم معاوية، حتى كان يزيد حلقة الانقلاب الأخيرة ؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شولتز: المساعدات الأميركية لا تعفي الدول الأوروبية من الاستم


.. رغم التهديدات.. حراك طلابي متصاعد في جامعات أمريكية رفضا للح




.. لدفاعه عن إسرائيل.. ناشطة مؤيدة لفلسطين توبّخ عمدة نيويورك ع


.. فايز الدويري: كتيبة بيت حانون مازالت قادرة على القتال شمال ق




.. التصعيد الإقليمي.. شبح حرب يوليو 2006 | #التاسعة